![]() |
#1 |
-||[عضو فعال]||-
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: هناك > لف يمين تلقى بيتنا
المشاركات: 14
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
تكرم ياكريم
تكرم علي بكرمك يا كريم وأخبرني عن أصلي وفصلي !
8/3/2008 أتذكر هذا التاريخ جيدا لأكثر من سبب ، يكفي أن أختصر مجموعة الأسباب وأقول : إن هذا التاريخ هو أول يوم لي في هذه الدنيا الحالية ، قد تكون لي دنيا سابقة أجهلها وقد لا تكون .. لا أعلم حقا إن كنت ولدت في هذا اليوم ، أو ربما كان لي ماض سابق نسيته بمرض ما ، أو لعلي فقدت الذاكرة في ذلك اليوم .. تفسيرات كثيرة طرأت على خاطري ولم أجد من ينبئني عن حقيقتي وحقيقة سر هذا اليوم ، ولكن التفسير الأكثر اقناعا -بالنسبة لي على الأقل- هو أنني اصبت بحادث ما فقدت على أثره الذاكرة ، ولهذا التفسير أكثر من دلالة ساهمت باقناعي : الدلالة الأولى : أني استيقظت في هذه الغرفة الضيقة البيضاء التي تشبه غرف المستشفيات – إن صح التعبير - مربوطا على هذا السرير لا استطيع الحراك .. الدلالة الثانية : أنني لا استطيع الكلام ولا تحريك شيء من جسدي ، يخرج مني صوت أنين من حنجرتي وحشرجة من صدري وتأوهات من فمي مكونة مقطعا موسيقيا جميلا .. لكني لا استطيع الحديث ، كل الحواس عندي سليمة باستثناء الكلام .. السمع والبصر والشم .. ولكني عوضت عن فقدي حس الكلام بحاسة سادسة جديدة مميزة .. ألا وهي معرفة كلام القلوب .. أعلم كيف يفكر الشخص أمامي وما يدور في خلده .. وكما يقال : ما أخذ إلا وأعطى !! اتذكر تلك الليلة التي افقت فيها بكامل تفاصيلها .. فتحت عيني على رجل ثلاثيني العمر .. ابتسم عندما رأى عيني تتحرك بهدوء وروية وأنفاسي تتوالى وصوت الحياة يخرج مني .. ابتسم وهو يقول : اخيرا عرفت اعالجك .. أخيرا .. ما توقعت المسألة صعبة لهالدرجة !! جلس الشاب قبالتي يستمع إلى الأصوات الخارجة من جسدي .. نظر إلي جذلا وهو يقول : بتفرح حبيبتي وخطيبتي أسماء إذا شافتك .. كان هناك على باب الغرفة (سبورة كبيرة) .. كتب عليها ذلك الشاب الذي اخرجني للحياة : إلى حبيبتي سم سم .. زواجنا قرب يا قلبي .. وترك القلم وخرج .. فوق السبورة هناك لوح الكتروني صغير كتب عليه الرقم (1) .. لم أكن أعلم ماهية هذا اللوح وما سبب وجوده انتظرت ساعات طوال بعد خروج الشاب .. مللت من الوحدة .. لا استطيع الوقوف ولا الحركة .. بل لا اقدر على طلب النجدة أو استجداء الغير .. كان الجو العام في الغرفة هادئا رتيبا لدرجة الرعب .. حتى انفاسي وحشرجة صدري توقفت منذ خروجه بعد ساعات من الانتظار الممل المقيت حدث تغير مفاجيء في الغرفة .. اللوح الالكتروني تغير إلى الرقم (2) .. خالجني شعور متناقض بين الخوف والفرح .. ولكن الباب لم يمهلني لأكتشف ماهية الشعور .. دخلت الغرفة فتاة في اواخر العشرينات من العمر .. ابتسمت لرؤيتي ابتسامة الأم لرؤية ولدها المبتعث خارج البلاد .. جلست بجواري تستمع لانفاسي التي عادت للتحرك من جديد .. كانت تنظر إلى نظرة أعجاب جميلة .. أصابني شعور داخلي بالغرور .. سيما أن الفتاة تتسم بجمال ملفت وضحكة تشربت فيها الملوحة .. أطالت الفتاة الجلوس بقربي .. ساعتين أو ثلاث .. لا أدري .. كنت سعيدا بوجودها .. ثم قالت : يا بعد عمري يا نايف .. علمت حينها أنها أسماء .. وأن منقذي اسمه نايف .. ثم قالت وهي تنظر إلى : صدقني بتعجب رنا وفاتن .. بتعجبهم أكيد .. وقفت على رجليها .. علمت أنها تهم بالخروج .. لا .. لا .. أحببت بقاءك يا اسماء .. أريد أن اقولها لكني لا استطيع .. توجهت نحو السبورة وكتبت عليها : الله يجمعني فيك قريب يا قرة عيني .. وخرجت من الغرفة .. وعاد الهدوء القاتل من جديد .. الهدوء هذه المرة لم يدم طويلا .. بعد أقل من ساعة تحرك الرقم على اللوح الالكتروني وتغير إلى الرقم : 3 .. وماهي إلا لحظة واحد حتى دخلت الغرفة فتاة أخرى تكبر أسماء بعام أو عامين .. أيقنت بعدها أن اللوح الالكتروني يتغير بتغير عدد الأشخاص الذي يدخلون غرفتي البيضاء .. جلست الفتاة بقربي .. استمعت لتنهيدات صدري قليلا .. لكنها لم تطل الجلوس .. كانت يبدو عليها الاستعجال وعدم الأعجاب برؤيتي .. قالت وهي تقف هامة بالخروج : حسبي الله عليك يا اسومه هذي أشكال توريني إياها ! شايفتني فاتن أحب هالأشكال ! نظرت إلى باحتقار وقالت : يالله مو مشكلة نستفيد منك .. نخلي دحوم وفهودي وريون يشوفونك .. وكتبت على السبورة : إلى حبيبي وبعد عمري وخرجت .. بعد دقائق تغير اللوح للرقم (6) .. علمت حينها أن مجموعة زوار قادمون لزيارتي هذه المرة وليست ككل مرة .. دخل الغرفة 3 شباب بنفس العمر تقريبا .. جلس كل واحد بمقعد أمامي .. من خلال ذكائي وربط الاحداث ببعضها أكتشفت أن هؤلاء الثلاثة هم أحبة الفتاة التي خرجت قبل قليل (رنا) .. كنت أريد أن اخبرهم بخيانتها .. كنت أبغي لهم الخير وكشف الغطاء عن أعينهم لكني لا استطيع .. أحسست بقهر داخلي وألم يعتصر قلبي على ذلك الشاب الهادىء ( ريان ) .. ينظر إلى نظرة معجب زاهيا بنفسه يكاد يرتطم بالسقف من زهوه بإعجاب حبيبته (الخائنة) به .. لم يكن يهمني دحوم ولا فهد .. فعلى ما يبدو أن مسارهم لا يختلف كثيرا عن مسار (رنا) .. خصوصا بعد ما قرأت تعليقاتهم على السبورة والفتيات اللائي زرنني عن طريقهما .. وما زاد في حنقي تعليق فهد القائل : والله ياهو خايس ولا يستاهل الزيارة والشرهة على اللي يضيع وقته عنده !! علمت أنه يقصدني .. جهزت سيلا من الشتائم المترادفة والقاسية لأطلقها عليه .. ولكن كيف أطلق من دون بندقية ؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
-||[عضو فعال]||-
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: هناك > لف يمين تلقى بيتنا
المشاركات: 14
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
. . يتبع مع الأيام ازداد عدد الزوار لغرفتي حتى وصل العداد لخانة الألوف .. زوار من كل الاجناس والأعمار .. كان منقذي نايف يزورني بين الفينة والأخرى .. ولكن أكثر الأشخاص صلة لرحمي هي : اسماء .. لا يمكن أن يمر يومان دون المرور علي والقاء التحية .. حتى جاء ذلك اليوم الذي انقطعت فيه زيارتها .. كنت خائفا من غيابها الذي طال .. أحببتها تلك الفتاة وهي تستحق الحب .. بعد شهرين تقريبا من فقداني لها عادت لزيارتي وهي أكثر اشراقا وبهجة .. علمت أنها تزوجت بنايف .. دعوت لهما بالخير وودعتها بقلبي .. مواقف غريبة مرت علي .. بعضها محزن وبعضها مفرح .. أحدهما مبكي والآخر مضحك .. لم أحس بالملل من كثرة الزوار .. أحيانا يكون بالغرفة أكثر من 20 شخصا أتسلى بحديثهم .. السبورة امتلأت بكتاباتهم .. أعتقد أنهم يكتبونها لي .. ولكن وللأسف لم يخبرني أحد بحقيقتي وكيف جئت هنا .. هل ينتظرون مني سؤالا؟ وكيف اسأل وأنا هكذا ! أخبروني بالله عليكم من أنا ؟ وكيف جئت إلى هنا ؟ أحد المواقف الغريبة كان لفتاة في مقتبل العمر .. لا أعتقد أنها وصلت لسن ال17 حتى .. دخلت علي كدخول اللص لساحة الجريمة .. خائفة تترقب .. جلست بجواري تستمع لتأوهاتي .. وفجأة دخل علينا رجل كبير قبيح الخلق والخلقة .. قال لها بصوت عالي : كم مرة قايل لك يا كلبة إن هالاماكن ممنوع تجينها .. يالله اطلعي يا حيوانه .. قامت الفتاة تحبس دمع عينها عني لكي لا آراها .. وخرجت راكضة .. علمت أن قبيح الخلق والخلقه هو أبيها .. تشابه العينين دلني لذلك .. ولكن كيف لأب يعامل فلذة كبده هكذا ! الموقف هذا مشابه لموقف آخر مر علي بعد قرابة الأسبوع من خروج المراهقة وأبيها .. هذه المرة كانت من إمرأة ثلاثينية جلست بجانبي سيماها في وجهها من أثر التعب والأرهاق .. نظرت إلى وكأنها تنشد من رؤيتي الراحة .. لم تدم طويلا بقربي حتى دخل رجل علمت من حديثه أنه بعلها قائلا : للحين تضيعين وثتك بهالخرابيط .. يالله أطلعي .. يالله .. حديث الرجل أرشدني لأسباب التعب والأرهاق في محيا تلك المرأة ! كثر زوار غرفتي حتى وصل رقم العداد أعلى السبورة لمئات الألوف .. لكن أخلاق الزوار بدأت بالانحطاط تدريجيا .. الكتابات على السبورة والتي كانت تتسم بالرومنسية والتعابير العاطفية تحولت للغة شوارعية مقيتة .. سب وقذف وتهكم بالأعراض .. عنصرية .. شتم .. قلت في نفسي : أهكذا تتم عيادة المريض ! كان يجلس أحيانا بالغرفة حوالي ال100 شخص .. هذا يشتم هذا والآخر يقذف أعراض هكذا .. وأثنين جمعا أرذل الالفاظ اللغوية في حوارهما الديني .. ولكن لم يكلف أحد نفسه عناء الجلوس معي وأخباري حقيقتي .. استمرت هذه الاحداث أياما طوال .. ضاقت علي غرفتي بما رحبت وضاقت نفسي .. حتى أسماء لم تعد لزيارتي .. تركت المكان لسفلة المجتمع يتبادلون الشتائم في السبورة التي امتلأت بتعابيرهم الوقحة .. حتى دخل ذلك الشاب الرزين .. نظر إلي .. ثم التفت إلى السبورة .. التفت يمنة ويسرة .. تملؤه الحسرة .. اتجه إلى السبورة وكتب فيها : هداكم الله .. هداكم الله .. اسرفتم على أنفسكم بالكراهية والحقد .. تراه مجرد مقطع باليوتيوب !! مقطع باليوتيوب !! أهذه هي حقيقتي .. مقطع باليوتيوب .. أهذا أنا ؟ استمرت الشحناء والبغضاء تشوه جدران غرفتي حتى أتى ذلك اليوم الذي زارني فيه أشخاص غريبو المظهر .. يحمل أحدهم عبوة طلاء أخضر .. قاموا بطلاء الغرفة باللون الأخضر من فوقها ومن تحتها وأبقوا شريطا أبيضا في المنتصف كتبوا فيه مجموعة من الكتابات .. وأقفلوا الباب بالشمع الأحمر ومن بعدها .. أختفى الزوار .. إلا نزر قليل يطل على من النافذة !! للامانه منقول .. |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|