فتاوى لتوضيح مدى مسئولية المشرفين

[الطيب.]

ماذا أفعل أمام المواضيع التي تكثر فيها الجدال ؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ :أقوم بإشراف على منتدى إسلامي أي كمراقب عام على جميع الأقسام ولديّ الصلاحية في التحكم على جميع المواضيع ..
وأحيانا يدخل أحد الأعضاء ويضع موضوعا مثلاً عن ( الحركات الإسلامية أو أسامة بن لادن أو ....) ويدخل الأعضاء ويردّوا على مثل هذه المواضيع ما بين مؤيد ومخالف وأحيانا تصل أحد المواضيع إلى السبّ بالحكام والعلماء ...

سؤالي فضيلة الشيخ هو :إذا تركتُ الأعضاء تتجادل في مثل هذه المواضيع هل عليّ إثم ..وبماذا تنصحوني أن أفعله عندما توجد مثل هذه المواضيع ؟؟؟وجزاكم الله خيرا


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا وصل الأمر إلى تنافر القلوب ، فيجب إغلاق الموضوع ، وسد باب التنافر ، فضلا عن أن يصل الأمر إلى الوقيعة بالعلماء ، والطعن في أعراضهم .
فإن أعراض عامة الناس حُفرَة مِن حُفر النار ، فضلا عن أعراض العلماء ، الذين هُم منارات هُدَى .

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تآلف القلوب .
وتَرَك عليه الصلاة والسلام بعض ما أراد خشية من تنافر القلوب .
قال الإمام البخاري رحمه الله :
باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشدّ منه .

وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الاختلاف في بعض المسائل الاجتهادية والمستحبات المختلف فيها ، فكان مما قال :
وَيُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْصِدَ إلَى تَأْلِيفِ الْقُلُوبِ بِتَرْكِ هَذِهِ الْمُسْتَحَبَّاتِ ؛ لأَنَّ مَصْلَحَةَ التَّأْلِيفِ فِي الدِّينِ أَعْظَمُ مِنْ مَصْلَحَةِ فِعْلِ مِثْلِ هَذَا ، كَمَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغْيِيرَ بِنَاءِ الْبَيْتِ لِمَا فِي إبْقَائِهِ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُلُوبِ ، وَكَمَا أَنْكَرَ ابْنُ مَسْعُود عَلَى عُثْمَانَ إتْمَامَ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ ثُمَّ صَلَّى خَلْفَهُ مُتِمًّا . وَقَالَ : الْخِلافُ شَرٌّ .

وقال في رسالة له : وَتَعْلَمُونَ أَنَّ مِنْ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِمَاعِ الدِّينِ : تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَ الْكَلِمَةِ وَصَلاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

[معاوية فهمي إبراهيم]

جزاك الله كل الخير ورزقك الفردوس الأعلى
ونفع الله بك وزادك من علمه وفضله
أسعدك الله في الدارين
دمت فـي حفـظـ الله
مودتي لك أخي الطيب.