إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 11-18-2012, 09:51 PM   #1
-||[عضو نادي الامرآء]||-
 
الصورة الرمزية د/روليان غالي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.."Holy land"..من المحـيط الى الخليج
العمر: 37
المشاركات: 16,047
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 27
د/روليان غالي will become famous soon enough
تنظيم القاعدة خوارج هذا العصر


التحذيرمن البدع : بدعة الخوارج

تنظيم القاعدة خوارج هذا العصر

الإباضية والخوارج والتكفيريين





إن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، و نستغفره، ونعوذ بالله، من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

عن العرباض بن سارية قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، قلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : (( أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وأنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ))
قال الترمذي :حديث حسن صحيح .
وعن حذيفة قال : كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد فلا تعبّدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم رواه أبو داود ،
وقال الدرامي أخبرنا الحكم بن المبارك أنبأنا عمر بن يحيى قال : سمعت أبي يحدّث أبيه قال : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشيناً معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبدالرحمن بعد ؟ قلنا لا ، فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعاً فقال له أبو موسى : يا أبا عبدالرحمن إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته ولم أرَ والحمدلله إلا خيراً ، قال : ما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه قال : رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة ، فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ قلت : ما قلت لهم شيئاً انتزار رأيك أو انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ألا يضيع حسناتهم شيء ؟ ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الله حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ، قال : فعدّوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صاحبة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ،

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوماً يقرءون القرآن لا تجاوز تراقيهم ، وايم الله لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج .

إن مما ابتليت به الأمة الإسلامية مما زعزع أمنها وروع سكانها وجعل للكفار عليها السبيل خروج فرقة مارقة عن الدين لا يألون في مسلم إلا ولا ذمة وهؤلاء هم الخوارج وقد كان بداية ظهورهم في عهد عثمان رضي الله عنه حيث خرجوا عليه حتى أدى ذلك إلى قتله مظلوما شهيداً ثم خرجوا على علي فقاتلهم وقتلهم شر قتله وكان هذا الفعل له منقبة عظيمة.

قال الإمام محمد بن الحسين الآجري –رحمه الله-: (( لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله –عز وجل- ولرسوله -صلى الله عليه وسلّم-، وإن صلّوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموّهون على المسلمين. وقد حذرنا الله –عز وجل- منهم، وحذّرنا النبي -صلى الله عليه وسلّم-، وحذرنا الخلفاء الراشدون بعده، وحذرناهم الصحابة –رضي الله عنهم- ومن تبعهم بإحسان –رحمة الله تعالى عليهم-.

والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين.

وأوّل قرن طلع منهم على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: هو رجل طعن على النبي -صلى الله عليه وسلّم- وهو يقسم الغنائم بالجعرانة، فقال: اعدل يا محمد، فما أراك تعدل، فقال -صلى الله عليه وسلّم-: ((ويلك ، فمن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ )) وأخبر –عليه الصلاة والسلام-: ((إنّ هذا وأصحاباً له يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة))، وأمر –عليه الصلاة والسلام- في غير حديث بقتالهم، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه.

ثم إنّهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قدموا المدينة، فقتلوا عثمان بن عفان –رضي الله تعالى عنه-، وقد اجتهد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ممن كان في المدينة في أن لا يقتل عثمان، فما أطاقوا على ذلك –رضي الله عنهم. ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، ولم يرضوا بحكمه، وأظهروا قولهم، وقالوا: لا حكم إلا لله، (كمن ينادي الآن بالحاكمية ويريد تكفير الحكام) فقال علي –رضي الله عنه-: ((كلمة حق أرادوا بها الباطل))،

فقاتلهم علي –رضي الله عنه-، فأكرمه الله –عز وجل- بقتلهم، وأخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- بفضل من قتلهم أو قتلوه، وقاتل معه الصحابة –رضوان الله تعالى عليهم-، فصار سيف علي بن أبي طالب في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة)). انتهى كلامه رحمه الله.

وهو وصف دقيق لهم وبيان انهم لا زالوا يخرجون إلى أن تقوم الساعة وورد في حديث آخر أنهم كلما خرج منهم قرن قطع حتى يكون آخرهم مع الدجال، لذلك فما هؤلاء الذين يفجرون في بلاد الإسلام ويقتلون المسلمين والآمنين والمستأمنين بغير حق إلا وراث لأولئك وعلى منهجهم.

ومن الأحاديث التي وردت في بيان صفاتهم وعلاماتهم ما جاء في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية))،
وجاء في حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)).

وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلهم وقتالهم ويكون ذلك للإمام ومن يوليه على ذلك، فعن علي رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )).

وعن زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضى الله تعالى عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضى الله تعالى عنه أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل)).

ووردت أيضا أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وأنهم كلاب النار وإن كانوا يظهرون الصلاح والاستقامة والجهاد زعموا فعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة)).

وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الخوارج كلاب النار)).فلا يغرك ما ينزينون به من الصلاح ودعوى الجهاد والاستقامة فكل ذلك لا ينفعهم شيء ولا يتجاوز إلى قلوبهم،

ذُكر لابن عباس رضي الله عنهما الخوارج واجتهادهم وصلاحهم فقال : ((ليسوا بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى، وهم على ضلالة)).ولذلك يقول الإمام محمد بن الحسين الآجري رحمه الله : (( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلاً كان الإمام أم جائراً فخرج وجمع جماعة وسلّ سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج)).

وقيل للحسن رحمه الله يا أبا سعيد خرج خارجي بالخريبة محلة عند البصرة فقال: ((المسكين رأى منكراً فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه)).

وهذا حال الخوارج تماماً يرون المنكرات فيلجأون إلى تغييرها بالسيف فيسفكون الدم الحرام ويقتلون المسلمين بزعم إنكار المنكر وإصلاح الوضع.والخروج على حكام المسلمين وسل السيوف عليهم سبب عظيم لضعف الدول الإسلامية وتأخرها وفشلها واستغلال عدوها الفرص ضدها، فآثاره وما يترتب عليه من الدمار والضرر خطير بعكس ما يظن هؤلاء الخوارج من أنهم بخروجهم وتفجيرهم سينصرون الإسلام ويقيمون دولة الإسلام.

فإنّ من أعظم الآثار التي يخلّفها الخروج على الحكام وعدم السمع والطاعة لهم:
ضعف الدولة الإسلامية، وانتهاك قواها، مع ما يقابله من قوّة العدو، وظهور شوكته.
فإنَّ في الخروج عليه إضعافاً لجيشه، وتقليلاً من عددهم، وذلك لأنّ الحاكم سيصد الخوارج وسيقاتلهم، وسيحاول استئصال شوكتهم، فيذهب كثير من جنده، وسيخسر كثيراً من عتاده، خاصّة إذا كان الخارجي له شوكة وشأفة وقوّة يصعب استئصالها.

وسينشغل المسلمون بقتال هؤلاء الخوارج وستتعطل الثغور وينشغلوا عن إعداد أنفسهم، ويقلّ الجهاد في سبيل الله، فيقوى العدو، ويزداد في إعداد نفسه، إن لم يداهم الإسلام والمسلمين.

وقد سمع الحسن البصري -رحمه الله- رجلاً يدعو على الحجاج فقال له: (( لا تفعل -رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتم، وإنما تخاف إن عزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير)).

وفي المقابل فإنّ الخوارج مع قتلهم للمسلمين، وإضعافهم لهم، يَتركون أهل الأوثان والشرك والكفر، ويُديرون معاركهم ضد أهل الإسلام، كما جاء ذلك في قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (( يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان)).

وقال العلامة المعلمي -رحمه الله-: (( ومن كان يكرهه (أي: الخروج على الولاة) يرى أنّه شق لعصا المسلمين، وتفريق لكلمتهم، وتشتيت لجماعتهم، وتمزيق لوحدتهم، وشغل لهم بقتل بعضهم بعضاً، فتهن قوّتهم وتقوى شوكة عدوّهم، وتتعطّل ثغورهم، فيستولي عليها الكفار، ويقتلون من فيها من المسلمين، ويذلّونهم، وقد يستحكم التنازع بين المسلمين فتكون نتيجته الفشل المخزي لهم جميعاً، وقد جرّب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشرّ)).

وهذا الأثر ينتج عنه أثر آخر خطير على الإسلام والمسلمين، وهو هزيمتهم وفشلهم أمام عدوّهم فيحدث على الإسلام والمسلمين ما لا قِبَل لهم به من استيلاء الكفار على دولتهم، ومنعهم من إظهار دينهم. فكما أنّ الاتفاق سبب للنجاح، والطاعة سبب للنصر، فكذلك الاختلاف سبب للفشل، والعصيان سبب للهزيمة،

وفي ذلك يقول الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم).


وفي يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: (( ولما أحدثت الأمّة الإسلاميّة ما أحدثت، وفرقوا دينهم، وتمرّدوا على أئمتهم، وخرجوا عليهم، وكانوا شيعاً؛ نزعت المهابة من قلوب أعدائهم، وتنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم، وتداعت عليهم الأمم، وصاروا غثاء كغثاء السيل))

ومن الآثار السيئة -أيضاً-، انتهاز العدوّ لهذه الفرصة، وهي اختلاف الرعيّة على إمامهم وتقاتلهم فيما بينهم، فينهض لغزو المسلمين، أو السطو على بعض بلدانهم وأموالهم، وشنّ الغارات عليهم، فإنّ الكفار يستغلون أي فرصة ضد المسلمين، كما قال تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}، هذا إذا انشغلوا عن أسلحتهم، فكيف إذا انشغلوا ببعضهم البعض، ووهت قوّتهم، وضعفت شكيمتهم.

قال الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-: (( فالصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر ))


ومن الأمثلة على ذلك من تاريخنا الإسلامي: استغلال الخزر اختلاف المسلمين، وذلك بخروج إبراهيم بن عبدالله بن حسن أخو النفس الزكيّة على الدولة العباسية، فشنوا الغارة على المسلمين. قال الذهبي -رحمه الله-: ((وعَرَفت الخزر باختلاف الأمة، فخرجوا من باب الأبواب، وقتلوا خلقاً بأرمينية، وسبوا الذرية، فلله الأمر)).

إن توقف حركة الجهاد، وانشغال المسلمين عن الفتوح والغزوات ضد الكفرة والمشركين،وانشغالهم عن إعداد أنفسهم مادياً ومعنوياً لمن أعظم الآثار التي يخلّفها مخالفة منهج السلف في باب معاملة الحكام، فما يكاد إمام من أئمة المسلمين أن يغزو بلداً، أو يفتح حصناً، أو يعدّ نفسه إلا ويأتيه ما يشغله من خروج الخوارج في أهله وبلده، فيضطر إلى الرجوع، فيرد كيدهم في نحرهم، ويصرف شرهم وخطرهم عن الإسلام والمسلمين.

قال الشيخ محب الدين الخطيب -رحمه الله- عند حديثه عن الذين خرجوا على عثمان -رضي الله عنه-: (( وإنّ الشرّ الذي أقحموه على تاريخ الإسلام بحماقاتهم، وقصر أنظارهم، لو لم يكن من نتائجه إلا وقوف حركة الجهاد الإسلامي فيما وراء حدود الإسلام سنين طويلة لكفى به إثماً وجناية ))

وفي قصّة ابن الأشعث ما يؤكّد هذا المعنى، فإنّ جيش ابن الأشعث الذي ولاه الحجاج لقتال الترك، قد انتصر انتصارات كبيرة، وفتح عدداً من بلدان رتبيل الكافر، ولكن لما صمّموا على الخروج على الحجاج، وخلعه وخلع الخليفة، وبيعتهم لابن الأشعث، ترتب على ذلك، توقف جهاد الكفار من الترك، وخروجهم من بلاد الكفار، وقتالهم للمسلمين ولمّا كان المعتصم يقاتل الروم، وفتح عدداً من بلدانهم، وأثخن فيهم قتلاً وسبياً، إلى أن وصل إلى قُسنطينيّة وصمّم على محاصرتها، أتاه ما أزعجه من خروج العباس بن المأمون عليه.والأمثلة من التاريخ الإسلامي على ذلك كثيرة، وما هذا إلا غيض من فيض.

إن مما يؤلم حقا كل قلب سليم صحيح ما يحدث في بلاد الإسلام الآن من تدمير وتفجير، وما التفجير الآخير إلا دليل واضح لما قلناه مراراً من أنهم يريدون الإسلام وضرب المسلمين وإضعاف دولهم، ويظهر تماماً بطلان دعاواهم أنهم لا يريدون من هذه التفجيرات إلا قتل الكفار ممن يعيشون هناك، فتفجيرهم هذا في مكان ليس فيه أحد من الكفار، ويظهر كذلك بطلان دعواهم أنهم يريدون إصلاح البلد فكيف يريدون إصلاحه وهم لرجال أمنه يقتلون ولمراكز الأمن يفجرون.

وقد أصدر سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله بياناً ورد فيه: ((وإني إبراءً للذمة ونصحاً للأمة وبياناً لحال هذه الفئة الضالة المنحرفة التي اتخذت الدين لها ستارا لابين لعموم المسلمين أن هذا العمل محرم بل هو من أكبر الكبائر لأدلة كثيرة)) ثم ذكر عدداً منها

ثم قال: ((وقد أجمع المسلمون اجماعا قطعيا على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الاسلام بالضرورة. ومما سبق من النصوص الثابتة الصريحة يتضح عدة أمور أهمها.

أولا - تحريم قتل المسلم بغير حق وأنه من أكبر الكبائر.
ثانيا - أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله قرينا للشرك في عدم مغفرة الله لمن فعله.
ثالثا - أن من قتل مسلما متعمدا فقد توعده الله بالغضب واللعنة والعذاب الاليم والخلود في النار.
رابعا - أن الدم الحرام هو أول المظالم التي تقضى بين العباد وحصول الخزي يوم القيامة لمن قتل مسلما بغير حق.
خامسا - أن قتل المسلم بغير حق من أعظم الورطات التي لا مخرج منها.
سادسا - عظم حرمة المسلم حتى انه أعظم حرمة من الكعبة بل زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم.
سابعا - أن الاعانة أو الاشارة أو تسهيل قتل رجل مسلم كلها اشتراك في قتله وهؤلاء جميعا متوعدون بأن يكبهم الله في النار حتى لو اشترك في ذلك أهل السماء والارض لعظم حرمة دم المسلم.
ثامنا - أن من فرح بقتل رجل مسلم بغير حق لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.
تاسعا - أن قتل المسلم من أعظم ما يرضي عدو الله ابليس عليه لعنة الله. هذا كله في قتل المسلم بغير حق فكيف إذا انضم ذلك الى إضعاف الأمة المسلمة وتهديد الأمن وتفجير الممتلكات وترويع الامنين من المسلمين والانتحار وغير ذلك من كبائر الذنوب الني لا يقدم عليها إلا من طمس الله على بصيرته وزين له سوء عمله فراه حسنا)).

وقال: ((واني اذ أبين حكم هذه الفعال القبيحة المنكرة لاؤكد على أمور منها: أن دين الاسلام يحارب هذه الافعال ولا يقرها وهو بريء مما ينسبه اليه أولئك الضالون المجرمون.

ومنها: أن الله قد فضح أمر هذه الفئة الضالة المجرمة وأنها لا تريد للدين نصرة ولا للامة ظفرا بل تريد زعزعة الأمن وترويع الامنين وقتل المسلمين المحرم قتلهم بالاجماع والسعي في الارض فسادا.

ومنها: أنه لا يجوز لاحد أن يتستر على هؤلاء المجرمين وأن من فعل ذلك فهو شريك لهم في جرمهم وقد دخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "لعن الله من آوى محدثا". فالواجب على كل من علم شيئا من شأنهم أو عرف أماكنهم أو أشخاصهم أن يبادر بالرفع للجهات المختصة بذلك حقنا لدماء المسلمين وحماية لبلادهم.

ومنها: أنه لا يجوز بحال تبرير أفعال هؤلاء القتلة المجرمين.)).إلى آخر كلامه،


فيجب على المسلم التمسك بالكتاب والسنة واتباع العلماء الكبار الذين ديدنهم التحذير من البدع من خوفهم على التوحيد فهم ينصرونه في كل حين . وليحذر المسلم من هؤلاء الخوارج ولا يغتر بتظاهرهم بالزهد والفقرونصرة الدين فإن لهم في هذا الزمان عن أسلافهم تخفي وتقية .. فالحذر الحذر من مذهب الخروج وموارده ومصادره . ثبتنا الله وإياكم
على السنة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.




التحذير من الخوارج وبيان ضلالهم للشيخ خالد بن ضحوي الظفيري








بالفيديو:

كذبة 11 سبتمبر ومقتل اسامه بن لادن:

أكبر كذبة في التاريخ


اضغط هنا















0 قواعد الاسماء في الفارسية
0 الفتيات والكعب العالي .. أنوثة تحتاج إلى تدريب
0 العلويون يريدون ضمانا لسلامتهم لكي ينشقوا عن النظام
0 مميزوا الاقسام العامة لشهر أبريل 2013
0 قوم التآمر والغدر والخيانات عبر التاريخ ..شيء من المجوس..وبعض من اليهود
0 نصائح للحصول على المطبخ المثالي
0 كيف تخفي عيوب جسمك بواسطة ملابسك؟
0 ارحل يا مورينيو كي أستطيع النـوم
0 الظروف في الألمانية
0 مامعنى إمرأة ؟
0 غرف طعام ملؤها الإبتكار!
0 تحويل الصفويين لإيران من المذهب السني إلى الشيعي
0 مطابخ عصرية رآئعة باللون الأبيض
0 7 خطوات اساسية قبل استخدام وسائل نزع الشعر
0 الوصول الى الاهداف
التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة د/روليان غالي ; 12-04-2012 الساعة 05:18 PM
د/روليان غالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-18-2012, 09:56 PM   #2
-||[عضو نادي الامرآء]||-
 
الصورة الرمزية د/روليان غالي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.."Holy land"..من المحـيط الى الخليج
العمر: 37
المشاركات: 16,047
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 27
د/روليان غالي will become famous soon enough
افتراضي خوارج العصر :


خوارج العصر :


● الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ، لا يزالون يخرجون في كل عصر وفي كل مصر وإن اختلفت أوصافهم ، وذلك لأن سبب ظهور الخوارج في الأصل ، التأويل الفاسد والإنعزال عن العلماء والطعن فيهم وفي الحكام ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/496 ) :
" فهؤلاء أصل ضلالهم إعتقادهم فى أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون" .
والخوارج لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال ففي سنن النسائي [1] بسند صحيح كما قال الحافظ:
وفي هذا رد على من حاول أن يشكك في حديث الفرق وأراد أن يتلاعب في النصوص تحت شعار كيف نختلف !! .

● والخوارج لهم صفات يعرفون بها ، لكن ينبغي أن يعلم أن بعض هذه الصفات عرفت عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء ، ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (13/49) : " و أقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف "
كما أن الخوارج لا يعرفهم كثير من الناس لأن أهل البدع بصفة عامة لا يستطيع تمييزهم عامة الناس إلا إذا كانوا أهل منعة وشوكة أو أن يكونوا منعزلين عن المخالفين لهم ، قال شيخ الإسلام في كتاب النبوات (1/139) :
" وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس".

● ولذلك كان السلف يستدلون على معرفة أهل البدع بأمور لا يقر بها كثير من أهل العصر من ذلك مدخل الرجل ومخرجه وألفته ، كما قال الأوزاعي " من أخفى عنا بدعته لم تخف عنا ألفته " .
ومن ذلك تنقصه لأهل العلم كما قال أبو حاتم وأبو زرعة " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " .
ومن ذلك عدم تحذيره من أهل البدع كما قال بعض السلف " إذا رأيت الرجل يحب القوم فاعلم أنه قد رضي هديهم " .

وهدي السلف في التعامل مع أهل البدع يجهله كثير من الناس ، قال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف " أصحاب الحديث يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم" .

وقد كان السلف يحذرون من أمور يعد أهل العصر التحذير منها من عظائم الأمور ، فهذا الحارث المحاسبي ، قال الخطيب في تاريخ بغداد (8/211): " وللحارث كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما".
وقال فيه الذهبي (سير أعلام النبلاء 12/112) : " المحاسبي كبير القدر وقد دخل في شيء يسير من الكلام " ، لكن عندما سئل أبو زرعة عن الحارث المحاسبي وكتبه، قال للسائل: " إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر ، قيل له في هذه الكتب عبرة فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة ثم قال، ما أسرع الناس إلى البدع " ، (انظر أيضاً ميزان الاعتدال 2/165، تاريخ بغداد (8/211) وما بعدها )
وسئل عنه الإمام أحمد: "فقال ذاك رجل سوء، لا تكلمه ولا كرامة ".
وكتاب المحاسبي قوت القلوب ألفه في الخطرات ورد الوساوس مثله كمثل كثير من الكتب المؤلفة في هذا العصر والتي تعنى بالسلوك والتربية !! .
وعندما سئل الإمام أحمد عن حسين الكرابيسي قال "مبتدع".

بينما نجد الذهبي يثني عليه ويصفه بأنه من بحور العلم وأوعيته ، قال الذهبي " ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق لكن أباه الإمام أحمد لئلا يتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسد الباب ، لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلا في ذهنك "(انظر سير أعلام النبلاء 12/79)
قلت : والمعتمد في هذه المسألة ما ذهب إليه البخاري رحمه الله فقد قال عنه ابن القيم : وهو أفضل من تكلم فيها .
وفي السير (11/297) " قال أبو مزاحم الخاقاني قال لي عمي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أمر المتوكل بمسألة أحمد – أي ابن حنبل - عمن يقلد القضاء فسألت عمي أن يخرج إلي جوابه فوجه إلي نسخته .


بسم الله الرحمن الرحيم نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد بن حنبل بعد أن سألته فأجابني بما قد كتبته سألته عن أحمد بن رباح فقال فيه : جهمي معروف وأنه إن قلد شيئاً من أمور المسلمين كان فيه ضرر عليهم.
وسألته عن الخلنجي فقال فيه كذلك ، وسألته عن شعيب بن سهل فقال جهمي معروف بذلك ، وسألته عن عبيد الله بن أحمد فقال كذلك وسألته عن المعروف بأبي شعيب فقال كذلك ، وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز فقال كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله إلا أنه كان من أمثلهم .
وسألته عن علي بن الجعد فقال كان معروفاً بالتجهم ثم بلغني أنه رجع وسألته عن الفتح بن سهل فقال جهمي من أصحاب المريسي وسألته عن الثلجي فقال مبتدع صاحب هوى وسألته عن إبراهيم بن عتاب فقال لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي .
وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شئ من أمور المسلمين مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنة والمخالفة لأهل البدع ، يقول أحمد بن محمد بن حنبل قد سألني عبد الرحمن بن يحيى عن جميع من في هذا الكتاب وأجبته بما كتب وكنت عليل العين ضعيفاً في بدني فلم أقدر أن أكتب بخطي فوقع هذا التوقيع في أسفل القرطاس عبد الله ابني بأمري وبين يدي." .
قلت : فلو كان الإمام أحمد في عصرنا هذا لقال أهل الأهواء ما أبقى أحداً .

● والذي يحذَّر منه هو من كان يحدث منه ضرر على المسلمين في أمر دينهم كأن يعلمهم أموراً مخالفة لاعتقاد أهل السنة والجماعة أو أنه يسبب لهم فتنة تضرهم في الدين أو الدنيا ، والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة .
وأمر هذا المخالف الذي يحذَّر منه يعرف بالتتبع أو الاستفاضة أو بما هو أقل من ذلك كما سبق .

وفي شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة (1/139) قال إبراهيم بن ميسرة " ومن وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " ومثله ، قال الفضيل بن عياض " من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم فى وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم ومن زوجه كريمته فقد قطع رحمها ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل فى سخط الله حتى يرجع " .

ومن تعظيم أهل البدع ذكر محاسنهم فقد وروى ابن أبي الدنيا: عن أبي صالح المروزي قال سمعت رافع بن أشرس قال كان يقال: من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه، وأنا أقول: من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه .

قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي: " اسمع مني كلمة، فأعرض عنه وقال: ولا نصف كلمة " .
وقيل للأوزاعي: إن رجلاً يقول أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع، فقال الأوزاعي: " هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل".
قال ابن بطة : صدق الأوزاعي، إن هذا رجل لا يعرف الحق من الباطل، ولا الكفر من الإيمان وفي مثل هذا نزل القرآن ووردت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم }.
ثم روى بإسناده عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلماضغط هنا لتكبير الصوره مثل المنافق في أمتي كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تصير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع)[2].

● والشيطان يفرح بالبدعة أكثر من فرحه بمعاصي الشهوات قال سفيان [3] " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها " ، و عن أيوب السختياني قال [4] " ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً " وقد كان بعض السلف يتمنى أن يقع ابنه في الزنا وشرب الخمر ولا يقع في الأهواء والبدع قال يونس بن عبيد لابنه [5] " أنهاك عن الزنى والسرقة وشرب الخمر ولأن تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحاب عمرو " .
وقال سلام بن أبي مطيع أبو سعيد الخزاعي [6]" لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقى الله بصحيفة عمرو بن عبيد".

● فالحذر الحذر من البدع وأهلها ولو وصفهم الجاهل بهم بوصف العلماء فهذا عمرو بن عبيد وإن كان قد استقر في عصرنا أنه من المعتزلة إلا أن الأمر كان على خلاف ذلك في عصره فقد كان يدافع عنه كبار العلماء في ذلك العصر لجهلهم بحقيقة أمره خاصة وأنه كان من الخطباء المفوهين والوعاظ الزاهدين حتى إنه كان يجلس في مجلس المنصور فلا يقوم إلا وقد أبكى المنصور ومن معه لقوة وعظه وقد كان يقول المنصور لجلسائه : كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد ، غره لزهده ، وكان يقول نثرت الحب لجلسائي فالتقطوه إلا عمرو بن عبيد .

ومن العلماء الذين كانوا ينافحون عنه عاصم الأحول الذي قال فيه الإمام أحمد " ثقة حافظ " قال عاصم الأحول " جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه ونال منه فقلت له أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض فقال يا أحول أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر".

وعمرو بن عبيد له من التآليف ما يجعل السامع بها يظن أن الرجل من كبار أهل السنة فمن ذلك كتاب التوحيد والرد على القدرية مع أنه زعيمهم لكن ما كان يقر بذلك، وما أشبه الليلة بالبارحة فكم رأينا خارجيا يؤلف في ذم الخوارج وفي ضوابط التكفير وهو منهم .

وفي الباب قول الإمام أحمد عندما قال له رجل بجانبه " اتق الله يا أبا عبد الله فهذه غيبة فقال : اسكت ياجاهل أن لم أتكلم أنا ويتكلم غيري فكيف يعرف الناس " وكذلك قيل ليوسف بن أسباط : لما تحذر من الحسن بن صالح ، أليس كلامك فيه غيبة ؟! ، فقال : ( لم يا أحمق ؛ أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم ، وأنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضرّ عليهم ) .

فنقول لكل أحول وكل جاهل وكل أحمق نحن خيرٌ لهؤلاء الذين نحذر منهم من آبائهم وأمهاتهم ، نحن ننهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضرّ عليهم ، أضف إلى ذلك أن هذا من أعظم الجهاد ومن النصيحة في الدين .

● وقد كان بعض العلماء يصدر منه ما يفيد التزكية لبعض الناس فلا يقبل منه ذلك إذا جاء من عالم آخر جرح مفسر فقد كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول عن إبراهيم بن أبي يحيى حدثني من لا أتهم ) وهذا عده بعضهم توثيقاً من الشافعي لإبراهيم بن يحي لأنه أحياناً يقول عنه حدثني الثقة كما نقل ذلك صاحب جامع التحصيل ، لكن لما سئل عنه الإمام مالك رحمه الله : أكان ثقة؟ فقال لا ، ولا ثقة في دينه ، ولما سئل عنه الإمام أحمد قال " قدري جهمي كل بلاء فيه " ، وقال عنه ابن معين : " رافضي كذاب " فتوثيق الإمام الشافعي المزعوم لإبراهيم بن أبي يحيى، لم ينفعه، فتنبه ولا تغتر فتهلك فإن الأمر دين والقاعدة عند العلماء أن الجرح مقدم على التوثيق وكم من توثيق اُغتر به فأورد من عمل به مهاوي الردى .

فهذا أبو ذر إسماعيل الهروي راوي الصحيح انخدع بكلمة قالها الإمام الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاتهم، نسأل الله العافية .

قال أبو الوليد الباجي في كتاب "اختصار فرق الفقهاء" عند ذكر القاضي ابن الباقلاني لقد أخبرني الشيخ أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه – أي المذهب الأشعري - من أين لك هذا قال إني كنت ماشيا ببغداد مع الحافظ الدارقطني فلقينا أبا بكر بن الطيب – أي الباقلاني - فالتزمه الشيخ أبو الحسن – أي الدارقطني - وقبل وجهه وعينيه فلما فارقناه قلت له من هذا الذي صنعت به ما لم أعتقد أنك تصنعه وأنت إمام وقتك فقال هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب قال أبو ذر فمن ذلك الوقت تكررت إليه مع أبي واقتدينا بمذهبه . انظر السير ( 17/558)
قال الذهبي " هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان ، وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية وكان يرد على الكرامية وينصر الحنابلة عليهم ، بينه وبين أهل الحديث عامر وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام " .

وكذلك انخدع البيهقي بابن فورك فوقع في الأشعرية ، وانخدع عبد الرزاق الصنعاني بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي، فوقع في حبائل التشيع .

● وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/337) : " حدثنا عبد الرحمن أنبأنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلىَّ قال سألت أبى عن أسد بن عمرو فقال كان صدوقاً ولكن كان من أصحاب أبى حنيفة لا ينبغي أن يروى عنه شيء ."

وفيه أيضاً بسنده عن عبد الله بن احمد بن حنبل قال " سألت أبى عن أبى يوسف فقال صدوق ولكن من أصحاب أبى حنيفة لا ينبغي أن يروى عنه شيء."
قال هذا ، رغم أن أبا يوسف كان يميل إلى أهل الحديث ، فقد قال يحيى بن معين كان أبو يوسف القاضى يميل إلى أصحاب الحديث كثيراً وكتبنا عنه ولم يزل الناس يكتبون عنه .

● فماذا يقول أهل الأهواء بعد هذا و ماذا يقول الذين ينادون بمبدأ الموازنات الذي جعلوه ستاراً لهم يستر بدع أصحابهم ويستر موالاتهم وحبهم لأهل البدع ، فهل آن لهم أن يعترفوا بجهلهم بهذا العلم ، علم الجرح والتعديل ، وهل آن لهم أن يعطوا القوس باريها ، أرجو ذلك والله المستعان على ما يصفون.

وهذه المسألة المهمة المتعلقة بمعرفة أهل البدع وتمييزهم والتعامل معهم والتحذير منهم ، ينبغي أن يتفقه فيها طالب العلم لأنه بمعرفتها تنحل له إشكالات كثيرة ، بل إن الباحث يجد أن الخوارج الأولين المتفق على ضلالهم قد استشكل أمرهم على أهل عصرهم كما سيأتي فكيف بمن يظهرون الانتساب إلى السنَّة في هذا العصر وهم خوارج شعروا أم لم يشعروا .

● وفي الحقيقة أن المتأمل في حال أهل العصر يجد أن أولئك الذين أُنكر عليهم من أصحاب تيار العنف ، يعتقدون أن الحكم بغير ما أنزل الله وتحكيم القوانين كفر أكبر على الإطلاق ، وكذلك المنكرون عليهم ، الذين ينسبون إلى ما يسمى بتيار الإصلاح ! أو التيار التربوي ، بل أنهم في هذه المسألة خاصة وهي أم المسائل عندهم يعتذرون لتيار العنف أصحاب التفجيرات حتى قال بعض كبار رموزهم في اتصال له مع إحدى القنوات " قضية التكفير تكثر وتُتداول، يجب على الدولة أن تعالج هذه المشكلة، يعني.. يعني تلغي كل القوانين الوضعية، وتتحاكم فعلاً إلى الشريعة، وتعدِّل نظام القضاء، وتلغي المعاهدات والولاءات يعني غير الشرعية، وتزيل المنكرات التي تستفز هؤلاء ".

وهذا القائل له مواقف مضطربة لكنه في الآونة الأخيرة نُبه على مسألة يعرفها أرباب السياسة وهي كما وصفها بعضهم بقوله : " إن أي بلد محتل في الدنيا .. هناك ظاهرة .. تحدث دوما بشكل طبيعي .. تخرج حركة مسلحة تسمى ( المقاومة المسلحة للاحتلال ) .. هذه المقاومة .. يستفيد منها مفكروا البلد والمثقفون في ترتيب المطالب .. بحيث عندما يقتنع الخصم المحتل من خلال الضربات العسكرية التي توجهها له المقاومة .. أنه حان الوقت ليستمع لمطالب المقاومة ويبدأ بالسعي لمعرفتها يجلس معهم للتفاوض .. والعسكريون عادة لا يحسنون الحديث والتفاوض ، ولذا يقوم بتمثيلهم المثقفون والمفكرون في المفاوضات مع المحتل ويسمع المحتل من المفكرين والمثقفين ماذا تريد حركة المقاومة وما هي مطالبها .. فيكونون هم الواجهة الفكرية لحركة المقاومة المسلحة .. هذا يحدث في كل بلد ولو تابعتم تواريخ الثورات في جميع البلدان لوجدتم جهة فكرية تتبنى أن تكون واجهة للحركة المسلحة ….،" أهـ .

فأراد أن يفوز بهذا المنصب ولذلك كانت مبادرته التي طبّل لها أتباعة أول خطوة في هذا الطريق .

وعندما سئل صاحب هذا القول في لقاء معه في إحدى قنواتهم عن رأيه في اشتراط الشيخ ابن باز والشيخ الألباني الاستحلال في كفر من يحكم بالقوانين أجاب بأن اشتراط الاستحلال زلة عالم ثم شرع يبين للمشاهدين أن أهل السنة لا يشترطون الاستحلال في الكفر! ، وهو يعلم أن الخلاف بينه وبين الشيخين في كون الحكم بغير ما أنزل الله هل هو من الشرك الأكبر فحينئذ لا يشترط الاستحلال أم أنه من الأصغر الذي يشترط فيه الاستحلال بالإجماع ، والشيخان يقولان بالثاني ، فما كفاه أن يتهم الشيخ الألباني بالإرجاء في ظاهرته وإذا به الآن يلحق به الشيخ ابن باز ، فقاتل الله الهوى .

وهو من الذين يصرحون بأن تحكيم القانون كفر على الإطلاق ففي بعض كتبه قال " فبعد أن قال الله { يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ { أكد ذلك بقوله } وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ } ](60) سورة النساء[ وهذا من أصرح الأدلة على أن تحكيم غير الشرع كفر وأن تحكيم القانون كفر " .

وهذا بسبب الأخذ بإطلاقات النصوص وتعظيم نصوص الوعيد كما سيأتي ، بل قد ظهر لي أنه لا يقول بالتفصيل الثابت عن ابن عباس في آية الحكم وقد حذفه من بعض كتبه ، ولم يشر إليه في موضعه في بعضها .

● فالنتيجة كما ترى عند الفريقين أن الحكام كفار خارجون عن ملة الإسلام ، وإنما الفرق بين الطائفتين أن أولئك الذين أُنكر عليهم يصرحون بهذا ، ويرتبون عليه الأحكام الواردة في الشرع في باب حكم المرتد وأما هؤلاء فيلجأون إلى التورية . ومسألة الحكم بغير ما أنزل الله قد وقع الخلاف فيها بين أهل العصر ، لكن ينبغي أن نفرق بين الخلاف الذي في دائرة أهل السنة والجماعة ولو كان خلاف تضاد ، والخلاف الذي يقع خارج هذه الدائرة ويضلل به صاحبه .

والخلاف في هذه المسألة على أربعة أقسام اثنان منها من أقوال أهل البدع كمن عد الحكم بغير ما أنزل الله على مرتبة واحدة وأنه مخرج من الملة وعمد إلى تضعيف أثر ابن عباس في قوله " كفر دون كفر " ، فهذا قول الخوارج بالإجماع كما نقل ذلك ابن عبد البر والقول الثاني من فرق لكنه جعل تحكيم القوانين كفر لذاته فهذا يلحق بالقول الأول . وأما القولان الآخران فهما من أقوال أهل السنَّة كمن جعل تحكيم القوانين دليلاً على الاستحلال ، فهذا القول مرده إلى القول الثاني وهو ، أن الحاكم لا يكفر إلا أن يكون جاحداً أو مستحلاً ، وسيأتي تفصيل هذه المسألة المهمة .
كما أن أولئك الذين أُنكر عليهم يعتقدون أن موالاة الكفار ولو بكلمة ، كفر يخرج صاحبه من الملَّة وكذلك هؤلاء دعاة الإصلاح والفرق بينهما ما سبق .


● وأما ما يتعلق بالموالاة فقصة حاطب عندما أرسل كتاباً إلى مشركي مكة يخبرهم فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عزم على قتالهم نص قاطع للنزاع في المسألة ، فالخلاف فيها على أربعة أقسام ثلاثة منها باطلة كمن قال إن فعل حاطب ليس موالاةً ، وبنى عليه أن الواقع فيه لا يكفر مطلقاً ، لكن الآية المذكورة في سبب النزول تثبت أن فعل حاطب من الموالاة المنهي عنها ، وبذلك تعلم بطلان هذا القول .

والقول الثاني : من قال إن فعل حاطب كفر لكنه لم يكفر لسابقته في بدر ، وهذا قول من لم يفقه معنى التوحيد .

والقول الثالث : من قال إن فعل حاطب كفر لكنه لم يكفر لأنه كان متأولاً وهذا أيضاً قول باطل وإن كان قد قال به بعض أهل السنة ، لكنهم لم يبنوا عليه كما يفعل خوارج العصر ، ولكن كان غرضهم من ذلك تبرئة حاطب من الوقوع في الكفر ، والله أعلم .

والقول الرابع : أن فعل حاطب محتمل للأمرين الكفر ، أو ماهو دونه ، حسب الغرض الحامل له على الموالاة ، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " ياحاطب ما حملك على ما صنعت " .

وهذا نص صريح على عدم التكفير بالموالاة دون النظر إلى الحامل عليها ،لأن من وقع في الكفر من غير جهل ولا إكراه ، لا يقال له ذلك ، فلو سجد رجل لصنم ولم يكن جاهلاً ولا مكرهاً فهل يقال له ما حملك على ما صنعت !! .
قال ابن كثير رحمه الله ( التفسير 4/348) " ولهذا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر حاطب لَمّا ذكر أنه إنما فعل ذلك مصانعةً لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد"ا.هـ .
قال الشافعي رحمه الله (4/249) " وليس الدلالة على عورة مسلم ولا تأييد كافر بأن يُحذِّر أن المسلمين يريدون منه غِرَّةً ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفرٍ بَـيـِّنٍ ا.هـ ."
فالمقرر عند العلماء التفريق في الموالاة بين ماكان من أجل غرض دنيوي ، وما كان من أجل غرض آخر ، وسيأتي تفصيل هذه المسألة .


● كما أن أولئك أصحاب تيار الغلو والعنف ، يعتقدون أن الحاكم كافر وأنه لا ولاية للكافر على المسلم بإجماع أهل العلم ، وهؤلاء أصحاب تيار الإصلاح وإن كانوا لا يصرحون بكفر الحكام ، إلا أنهم زيادة على ذلك ، يعتقدون جواز الخروج على الحاكم الجائر ولو كان مسلماً ، فأي الفريقين أشد خطراً.

أولئك يكفِّرون بالحكم بغير ما أنزل الله لذاته و بالموالاة للكفار مطلقاً ، وهؤلاء زيادة على ذلك ، لا يفرقون بين الاستحلال العملي والاستحلال الاعتقادي ويرون أنهما يخرجان من الملة ، وأدى بهم هذا الاعتقاد إلى التكفير بالمعاصي ، لذلك تراهم دائما يدندنون حول شرك المحبة وشرك الطاعة وينكرون على من يدندن على ما يسمونه بشرك القبور حتى اخترع بعضهم تسمية الشرك الحضاري في مقابلة الشرك البدائي وشرك القصور في مقابلة شرك القبور ، فنسبوا إلى الأنبياء وأتباعهم إنكار الشرك البدائي وإلى أنفسهم الحضاري.

فما الفرق بين الفريقين ، لا فرق ، إلا أن هؤلاء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وأولئك باعوا أنفسهم للهوى والشيطان وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .


● وعلى كل حال فإن القاعدة التي يسير عليها دعاة الإصلاح أو التيار التربوي ! مع من خالفهم في الأسلوب من أصحاب تيار العنف هي ما صرح بها أحد منظريهم عند الكلام عن الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر تحت عنوان: عدم التورط في إدانة بقية الفصائل العاملة للإسلام .

قال " ولهذا, فإن المشتغلين في هذا المجال مدعوون إلى توثيق الصلة مع الفصائل العاملة للاسلام كافة, والحذر من اسقاط الشرعية من أعمالهم الدعوية أو الجهادية ولو بإشارة عارضة, إلا إذا كان ذلك ضمن منظومة كاملة من التنسيق والتكامل. وسبيلهم إلى ذلك ما يلي:

● التأكيد على أن العمل السياسي هو أحد المجالات التي تمارس من خلالها الحركة الإسلامية دعوتها الشاملة للإصلاح والتجديد. وأن العمل لنصرة الإسلام لا ينحصر في هذا الإطار . وأنها إن كانت رابطت على هذا الثغر, فإن بقية الفصائل العاملة للإسلام مدعوة للمرابطة على بقية الثغور.

● عدم التورط في إدانة الفصائل الأخرى العاملة للإسلام إدانة علنية تحت شعار الغلو والتطرف, مهما تورطت هذه الفصائل في أعمال تبدو منافية للاعتدال والقصد والنضج.

فإن كان لا بد من حديث للتعليق على بعض هذه الأعمال الفجة فليبدأ أولا بإدانة الإرهاب الحكومي في قمع الإسلام, والتنكيل بدعاته والذي كان من نتائجه الطبيعية هذه الأعمال, التي تبدو غالية وحادة, والتي تمثل رد فعل متوقع لما تمارسه الحكومات من تطرف في معاداتها للإسلام, وغلو في رفضها لتحكيم شريعته . وأنه لا سبيل إلى حسم هذه التداعيات, وسد الذريعة إلى التطرف من الفريقين إلا بتحكيم الشريعة وإقامة كتاب الله في الأمة, فيردع الغلاة والجفاة.

وذلك لأن الإدانة المطلقة لهذه الأعمال الجهادية ستكرس بطبيعة الحال الخصومة مع هذه الفصائل, وتملأ ساحة العمل الإسلامي بالفتن والتهارج, اللهم إلا إذا كان ذلك - كما سبق - بتنسيق مسبق وتوزيع متبادل للأدوار.

وإن الجاهلية لأحرص ما تكون على استنطاق الإسلاميين في هذه المجالس, لإدانة الأعمال الجهادية التي تقوم بها الفصائل الأخرى, تحت شعار نبذ الإرهاب, ومحاربة التطرف, وسوف تمارس من الضغوط في ذلك ما لا يقوى على لأوائه إلا الصابرون, وقد تتهمهم بالتواطؤ مع المتورطين في هذه الأعمال, إن لم يصدر عنهم إدانة صريحة لها, وبراءة ظاهرة من أصحابها. وهي بذلك تحقق أهدافها بكل دقة, فتشقق التيار الإسلامي وتؤجج الفتن بين فصائله من ناحية, وتنكل بهذه التيارات الجهادية بكل شرعية من ناحية أخرى.

ومن هنا تأتي ضرورة الحرص البالغ والدقة المتناهية فيما يصدر عن الإسلاميين في هذه المجالس , من تصريحات ومقولات تمس إحدى هذه الفصائل ، هذا, ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية, ويظهر النكير عليها آخرون, ولا يبعد تحقيق ذلك عمليا إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد, أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شئ من ذلك, ترجيحاً لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة "، انتهى.


● وعلى كل حال فهم يسعون إلى جمع الحركات الإسلامية والدعاة تحت مظلة أهل السنة والجماعة وضابط ذلك عندهم أن كل من انتسب إلى هذا الشعار فيجب قبوله والتغاضي عن أخطائه بحجة أن الدعوة بحاجة إلى كل داعية وكل خطيب ، وأن الأمة الآن في جهاد دفع ، وجهاد الدفع كما قال شيخ الإسلام لا يشترط له شرط ، وأكبر شاهد على ذلك التجمع العالمي الذي أسسوه أخيراً لمواجهة العدوان زعموا ، ويضم في قائمة المؤسسين له من قال " وثنيون هم عبدة النصوص " وآخر من المؤسسين يقول في مدح المعتزلة " وهكذا كان المعتزلة ، كوكبة من أهل الفكر ، والنظر ، والدين ، والثورة ، اتخذوا من الفلسفة والفكر والرقي في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب " ، ولا أدري هل سيأخذون بباقي أحكام جهاد الدفع في هذه المرحلة كأخذ السبايا و توزيغ الغنائم أم الأمر اتباع للهوى وتلاعب بعقول الجهلة السذج أتباع كل ناعق .

وهم في هذا الباب عندهم أساليب ملتوية لإثارة العواطف فمن ذلك قول أحدهم " ليس الصائل مجرد باغ أو قاطع طرق، أو فئة محدودة، إنه نظام عالمي جديد، إنها هجمة اليهود المحتلين لبلاد الشام في فلسطين وما حولها، والساعين لاحتلال كامل العالم العربي والإسلامي من خلال برامج التطبيع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بل والأمني والعسكري في كامل المنطقة ، إنها هجمة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلفاءهم في حلف الناتو مع روسيا في وسط آسيا على كافة بلاد الإسلام ولا سيما في عقر دارهم ومكان مقدساتهم وثرواتهم النفطية وغيرها ، إنها هجمة الحكومات المرتدة وأجهزة أمنها وجيوشها وشرطتها ومخبريها وسجانيها وجلاديها وأجهزة إعلامها الكافرة على أنفس المسلمين وأعراضهم وأموالهم، حكومات موالية للأعداء نائبة لهم في حكمنا بشرائع الكفر ، إنها هجمة المنافقين الضالين المضلين الذين يكفون أيدي الناس وقلوبهم وعقولهم عن جهاد هذا الصائل ويفتون بقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس ، فمتى يكون دفع الصائل فرض عين إن لم يكن في مثل ما نحن فيه. وكما قال الشاعر:
وليس يصح في الأذهان شيء ** إذا احتاج النهار إلى دليل " .


ومن العجائب أنك تراهم يتعاونون مع كل أحد محيين بذلك شعار البنّا " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " الشعار الذي كانوا يضللون من يقول به ، وكما قال حذيفة رضي الله عنه " إن الضلالة كل الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد" .

وحجتهم أن الأمم الآن قد تكالبت على المسلمين ، وحجة الإخوان المسلمين حين كان يُنكر عليهم ، أن الأمم قد تكالبت على المسلمين منذ أن سقطت الخلافة ، فلا ندري أي الفريقين نصدق ، والظاهر أن حجة الإخوان أقوى لكن لا أدري كيف خفيت على هؤلاء وهم يدعون أنهم أفقه للواقع من غيرهم !! .

بينما تراهم يحاربون وبشدة كل الدعوات التي تتسمى بالسلفية لعلمهم أن السلفيين لا يقبلون هذا التجميع ، ولا يداهنون في دين الله ، مع أن هؤلاء يقولون منهجنا الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح !!!!.


● وضابط الانتساب عندهم إلى أهل السنة والجماعة ، الاحتجاج بالكتاب والسنة و الإجماع ، فكل من قال بهذه الأصول الثلاثة فهو منهم قال بعض منظريهم ، تحت عنوان اتباع الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع : " وهذا هو الذي يميز أهل السنة من أهل البدعة ، فهذه الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي مبنى دين المسلمين وهي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء .... وإن استيفاء هذا القدر هو الذي يكفل بقاء المسيرة على الجادة وانتساب أصحابها إلى أهل السنة والجماعة ويقيهم من الوقوع فيما وقعت فيه الفرق الضالة المتوعدة على لسانه صلى الله عليه وسلم لأن شعار هذه الفرق هو مفارقة الكتاب والسنة والإجماع".


وما كنت أريد تكلف الرد على هذه الدعوى لولا أني رأيت بعض من ينسب إلى العلم يجعل عدم مخالفة الإجماع ضابطاً في تمييز أهل السنَّة والجماعة الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة .


قلت : الاحتجاج بأدلة من الكتاب أوالسنة وعدم مخالفة الإجماع بالمعنى الاصطلاحي لا يكفي لتمييز أهل الحق ولا يكفي أيضاً في تمييز الحق من الباطل حتى بين أهل الحق ! .

لأنك حينئذ ستوافق الصوفي القبوري الذي يحتج بالكتاب والسنة في مشروعية التوسل والتبرك بالمخلوقين خاصة والمسألة لم ينقل فيها إجماع بالمعنى المصطلح عليه .

وستوافق المعتزلي الذي لا يأخذ العقيدة من أحاديث الآحاد بحجة أن أحاديث الآحاد تفيد الظن والله يقول {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} ](36) سورة يونس [ والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول " إن الظن أكذب الحديث " وبالاستقراء فقد وقع الخطأ من بعض الرواة في أحاديث الآحاد .

وستوافق الأشعري في انكار بعض الصفات كنفي وصف الله بأنه شخص ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح : " قال ابن بطال أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به " ، مع أنه جاء في صحيح مسلم 1499: عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ *

بل قد لا أكون مبالغاً إذا قلت أنك ستوافق حتى العلماني لأننا وجدنا بعض العلمانيين يحتجون على مذهبهم بالكتاب والسنة مثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ " رواه مسلم 2363 .

ويشهد لهذا أنهم ضموا إلى عضوية حملتهم المزعومة ليبراليين فجعلوهم من المؤسسين فاللهم لطفك .

وهم عندهم استعداد للتعاون مع أهل البدع والأهواء بمختلف مشاربهم في سبيل تحقيق أهدافهم ، حتى قال بعضهم : " يجب أن نأخذ قاعدة ، ميزة الدعوات الإسلامية في العالم في العالم كله على ما فيها من تفاوت وما بينها من أخطاء ميزتها أنها تنبع من داخل الأمة يعني يدعو للإسلام حتى لو أن عند بعضهم انحرافات إما إلى المعتزلة وإما إلى الخوارج وإمّا إلى الرافضة كما تعلمون فهو يأخذها من واقع الأمة ومن تاريخها وتراثها " .


● وعلى كل حال فالمقصود أنهم مخالفون لسبيل المؤمنين في الدعوة إلى الله فتراهم في محاضراتهم ودروسهم لا يتكلمون مثلا ً عن طاعة ولي الأمر المسلم ولا التحذير من الافتئات عليه في إدارة شئون الأمة ، كما يفعل العلماء في كثير من محاضراتهم لحاجة الناس إلى التنبيه على مثل هذه المسائل ، حتى بعد تغيير طريقتهم ، وبعضهم بلغ به الأمر أنه لا يسمي المملكة العربية السعودية في خطاباته بهذا الاسم بل يسميها ببلاد الحرمين أو الجزيرة كما يفعل غلاة الخوارج الظاهر أمرهم، كما إنهم لا يوجهون الشباب إلى الرجوع إلى العلماء الكبار وقت الفتن كما يفعل السلفيون من أهل العلم ، بل على العكس من ذلك يحاولون تنفير الناس عن العلماء ، بل من عجائب الأمور أن بعضهم بدأ يطعن في العلماء بحجة أنهم وهابية تماشياً مع الإعلام الغربي ، وبعضهم ينعتهم بالعلماء الرسميين في مقابلة دعاة الإصلاح أو علماء الصحوة ، ويتهمونهم مرة بالجبن وكتم الحق ومرة بالمداهنة وحب الدنيا ، قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري رحمها الله وهما من أئمة الدعوة [7] " ومما أدخل الشيطان على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة وسوء الظن بهم وعدم الأخذ عنهم وهذا سبب لحرمان العلم النافع والعلماء ورثة الأنبياء في كل زمان ومكان فلا يتلقى العلم إلا عنهم فمن زهد في الأخذ عنهم ولم يقبل ما نقلوه فقد زهد في ميراث سيد المرسلين واعتاض عنه بأقوال الجهلة الخابطين الذين لا دراية لهم بأحكام الشريعة ،

والعلماء هم الأمناء على دين الله فواجب على كل مكلف أخذ الدين عن أهله كما قال بعض السلف ، إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " كما أنك لا تجد لهم كلاماً البته في ذم رموز التكفير الظاهر أمرهم كالمقدسي ومن سار على شاكلته ، وأيضا قد عرفوا بمخالفة كلام أهل العلم في كثير من فتاواهم كما في بعض مسائل الجهاد والعمليات الفدائية والاغتيالات لأهل العهد من النصارى والمظاهرات وغير ذلك من نوازل العصر ففتاواهم في هذه المسائل مخالفة لفتاوى أهل العلم موافقة لما عليه رموز التكفيريين الظاهر أمرهم ، ولا يجد القاريء فرقاً إلا ما كان متعلقاً بالزمان أو المكان ، وبهذا تستطيع أن تميزهم دون عناء لا كثرهم الله ، فهل بعد هذا يقال إنهم يخالفون أصحاب التفجيرات على الإطلاق أم يقال إن في المسألة تفصيل .



[1] برقم ( 4103)
[2] رواه مسلم
[3] حلية الأولياء (7/26)
[4] حلية الأولياء (3/9)
[5] السير (6/294)
[6] السير (7/428)
[7] الدرر السنية (7/297) الطبعة الثانية 1385هـ


طالب علم


0 لا تربي ابنك على "الماشستية" ..!!
0 مزارع مع ابنه المتخرج
0 iPad من الذهب لزوّار برج العرب في دبي!
0 هؤلاء هم آل سعود الذين نحبهم ونعتز بهم
0 نيابةً عن الأمة الإسلامية الغائبة .. يتصدى المقدسيون بأجسادهم لمؤامرة تقسيم المسجد ال
0 الأرقام باللغة الروسية
0 نيمار : ميسي الأفضل فـ ي العالم ، واللعب إلى جانبه حلم بالنسبة لي !
0 اتهامات بـ"الخيانة" للاعبين رفضوا تمثيل المنتخب المغربي
0 امثال عربية مترجمة إلى الروسية
0 عجوز فلسطينية تصفع شرطي صهيوني بالحذاء
0 بعض النصائح البسيطه التي تساهم في أناقتكـ
0 ابتكار المسلمين علم الصيدلة
0 فتاوى تبيح لهم الإفطار.. اللاعبون المسلمون في أوروبا متمسكون بصيام رمضان
0 ما حدث في الجزائركان انطلاقة الربيع العربي
0 المؤنث في الروسية
التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة د/روليان غالي ; 11-19-2012 الساعة 01:15 AM
د/روليان غالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-18-2012, 09:58 PM   #3
-||[عضو نادي الامرآء]||-
 
الصورة الرمزية د/روليان غالي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.."Holy land"..من المحـيط الى الخليج
العمر: 37
المشاركات: 16,047
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 27
د/روليان غالي will become famous soon enough
افتراضي من هم الخوارج :


من هم الخوارج :

● الخوارج ليس - كما هو شائع - هم فقط الذين يكفرون بالمعاصي كما يحاول بعضهم أن يؤصل هذه الفكرة في نفوس الناس إما مكراً منه أو جهلاً ، بل الذي عليه أهل العلم أن هذا الوصف يلحق بأقوام دون ذلك ، وقد كنا بالأمس نرى بعض من أنكر على من وقع في الإرجاء يقول هم مرجئة ولو قالوا : الإيمان قول وعمل ، بل تجرأ بعضهم ، ولا أدري هل هذا جهل منه أم اتباع للهوى فقال : هم مرجئة ولو قالوا الإيمان قول وعمل يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء .
وقد جاء في شرح السنَّة للبربهاري [1]" من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره " ومثله جاء عن الإمام أحمد ، وفيه أيضاً [2]" الإيمان قول وعمل ، وعمل وقول ، ونية وإصابة يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء " ، وجاء مثل ذلك عن الأوزاعي وإسحاق بن راهويه ( انظر اجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنَّة ) .

● واليوم رغم ظهور علامات الخوارج فيهم إلا أنهم لا يقرون بذلك بل وضع بعضهم شروطاً وأوصافاً للخوارج لا تجدها حتى في الخوارج الأولين ، فالتكفير بكل كبيرة و الحكم على صاحبها بالخلود في النار ، لا يوجد في بعض فرق الخوارج المشهورة والمتفق على أنها من أكبر فرق الخوارج كالنجدية .
ففي كتاب مقالات الإسلاميين قال المصنف و هو يتكلم عن صفات الخوارج: " وأجمعوا على أن كل كبيرة كفر إلا النجدات فإنها لا تقول بذلك ، وأجمعوا على أن الله يعذب أصحاب الكبائر عذاباً دائماً إلا النجدات أصحاب نجدة "

فسبحان الله كيف يعمل الهوى في أهله ، ما كانوا يقررونه بالأمس ، أصبحوا اليوم ينقضونه ، قال الإمام أحمد : " لعن الله أهل البدع ، يقولون ما لهم ويتركون ما عليهم " .

● وقد كان شيخ الإسلام رحمه الله من أعرف الناس بأهل البدع وحكمهم في الشرع وها هو في هذا النقل النادر ، الذي يذكره عنه ابن كثير تلميذه يحكم على طائفة من المسلمين ظهرت في عصره ، أنهم يقاتَلون قتال الخوارج رغم اختلافهم عن الخوارج في خصال كثيرة .

قال ابن كثير في البداية والنهاية (14/23) :
" وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه فقال الشيخ تقي الدين هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك وكان يقول للناس إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد " .
فتأمل قوله في وصفهم وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق ، ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم .

وفي الاقتضاء (1/75) قال شيخ الإسلام:
" روى مسلم في صحيحه عن أبي قيس زياد بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ )، ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الأقسام الثلاثة التي يعقد لها الفقهاء باب قتال أهل القبلة من البغاة والعداة وأهل العصبية"
ثم قال " والقسم الثالث ، الخوارج على الأمة إما من العداة الذين غرضهم الأموال كقطاع الطريق ونحوهم ، أو غرضهم الرياسة كمن يقتل أهل مصر ، الذين هم تحت حكم غيره مطلقاً وإن لم يكونوا مقاتلة أو من الخارجين عن السنَّة الذين يستحلون دماء أهل القبلة مطلقاً كالحرورية الذين قتلهم علي رضي الله عنه " .

فتأمل كيف جعل العداة الذين غرضهم الأموال كقطاع الطريق ونحوهم ، أو غرضهم الرياسة من الخوارج .

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الحسن بن صالح ( 7/363) :" دخل سفيان الثوري يوم الجمعة من الباب القبلي فإذا الحسن بن صالح يصلي فقال نعوذ بالله من خشوع النفاق وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى " .

والحسن بن صالح قال فيه الإمام الذهبي ، هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة.
قلت : وبدعته أنه كان يرى جواز الخروج على أئمة الجور .

قال أبو سليمان الداراني " ما رأيت أحداً الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح قام ليلة بـ عم يتساءلون - النبأ - فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر " ، وروى عن الحسن بن صالح أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه ، قال أبو سعيد ، سمعت ابن إدريس وذُكر له صعق الحسن بن صالح فقال: تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن .

فهذا من أئمة الإسلام كما نعته بذلك الذهبي لكن عد من الخوارج لموافقته إياهم في مسألة واحدة ، مع أنه لم يباشر الخروج بل ولم يزيّنه للناس .

[1] ص132
[2] ص75


طالب علم


0 جامعيان يخترعان جهازاً للكشف عن الأغراض الضائعة
0 لعبة المتنورين .. سلسلة خطيرة ستصيبك بالذهول !
0 العوامل التي تؤدي الى النسيان !
0 أهداف دورتموند 2-1 ريال مدريد [24/10/2012] عصام الشوالي "hd"
0 تصاميم غرف نوم عصرية ساحرة
0 خوارج اليوم أسوأ من الخوارج قديماً
0 الاستفهام في الايطالية
0 أشهر 10 بلطجية في الملاعب المصرية
0 الأرقام باللغة الروسية
0 كيف تتعاملين مع طفلك المدلل الوقح ؟
0 الاتراك يتذكرون يوم تحرير القدس
0 مورينيو: بعض المجموعات في دوري أبطال اوروبا مزحة!
0 المعارضة السورية تقصف القصر الجمهوري والمخابرات في دمشق
0 ناصري يكتب على قميصه "عيد مبارك" ويكشفه أمام كاميرات العالم في مباراة
0 لقاء تاريخي للأولمبي الفلسطيني أمام البرازيل
التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة د/روليان غالي ; 11-18-2012 الساعة 10:18 PM
د/روليان غالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-18-2012, 10:07 PM   #4
-||[عضو نادي الامرآء]||-
 
الصورة الرمزية د/روليان غالي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.."Holy land"..من المحـيط الى الخليج
العمر: 37
المشاركات: 16,047
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 27
د/روليان غالي will become famous soon enough
افتراضي الخوارج العقائد والأفكار


الخوارج : فرقة من الفرق الإسلامية التي ظهرت مبكرا في عهد الصحابة رضي عنهم، وكانت لها آراء أحدثت شرخا سياسيا في بناء الأمة.

وكان أول ظهور لها تحديدا في معركة صفين التي جرت أحداثها بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وذلك حين رفع أهل الشام "جيش معاوية" المصاحف داعين أهل العراق "جيش علي" إلى الاحتكام إليها، فاغتر الخوارج بتلك الدعوة، في حين رآها علي رضي الله عنه حيلة من أهل الشام لدفع هزيمة بدت علاماتها، فتوجه إليهم - رضي الله عنه - بأن يواصلوا القتال، إلا أنهم أبوا إلا قبول تلك الدعوة، وحَمْل علي على قبولها، وتهددوه قائلين :" أجب إلى كتاب الله عز وجل إذ دعيت إليه، وإلا دفعناك برمتك إلى القوم .. !" فنهاهم - رضي الله عنه - فأبوا، فقبل رضي الله عنه بالتحكيم استجابة لهم وصيانة لجماعة المسلمين من التفرق والتشرذم .

ثم انتدب رضي الله عنه ابن عباس للمفاوضة عنه، فرغب الخوارج عنه وقال هو منك وسيحابيك، ولكن أرسل أبا موسى فإنه قد اعتزل القتال ونصح لنا، فوافق علي رضي الله عنه على كره منه.

وعندما اجتمع الحكمان - أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص - اتفقا على تأجيل التحكيم إلى رمضان، فرجع علي بمن معه من صفين إلى الكوفة، إلا أن الخوارج انقلبوا على موقفهم، وأعلنوا البراءة من التحكيم، ورأوا فيه ضلالا وكفرا، وهم الذين تهددوا عليا رضي الله عنه بقبوله والرضا به، ففارقوا الجماعة رأيا وفارقوها جسدا، إذ انحاز اثنا عشر ألفا منهم إلى حروراء، فأرسل إليهم عليٌ رضي الله عنه عبدَالله بن عباس رضي الله عنهما، وقال له : لا تعجل إلى جوابهم وخصومتهم حتى آتيك، فاستعجلوا محاورته فحاورهم رضي الله عنه، فلجوا في خصامه . فلما جاء علي أجابهم على ما نقموا عليه من أمر الحكمين، وكان مما اعترضوا عليه قولهم: خَبِّرْنا : أتَراهُ عَدْلاً تَحكيمَ الرجالِ في الدماء ؟ فقال لهم علي رضي الله عنه: إنا لسنا حكمنا الرجال إنما حكمنا القرآن ، وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق إنما يتكلم به الرجال . قالوا : فخَبِّرْنا عن الأجل لم جعلته بينكم ؟ قال : ليعلم الجاهل ويتثبت العالم ، ولعل الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة، ادخلوا مصركم رحمكم الله . فدخلوا من عند آخرهم.

ولما دخلوا الكوفة أظهروا المعارضة مرة أخرى لقضية التحكيم، وعندما اعتزم علي أن يبعث أبا موسى للحكومة، أتاه زرعة بن البرح الطائي وحرقوص بن زهير السعدي من الخوارج وقالا له: تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم، وقال علي: قد كتبنا بيننا وبينهم كتابا وعاهدناهم، فقال حرقوص: ذلك ذنب تنبغي التوبة منه، فقال علي: ليس بذنب ولكنه عجز من الرأي، فقال زرعة: لئن لم تدع تحكيم الرجال لأقاتلنك أطلب وجه الله، فقال علي: بؤسا لك كأني بك قتيلا تسفى عليك الرياح، قال: وددت لو كان ذلك . وخرجا من عنده يناديان لا حكم إلا الله ، وخطب علي يوما فتنادوا من جوانب المسجد بهذه الكلمة ، فقال علي : الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل، وخطب ثانيا فقالوا كذلك ، فقال: أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا، لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، ولا الفيء ما دمتم معنا، ولا نقاتلكم حتى تبدؤنا، وننتظر فيكم أمر الله .

وقعة النهروان

انحاز الخوارج - بعد معارضتهم لعلي - وخرجوا على جماعة المسلمين، وقتلوا عبدالله بن خباب بن الأرت، وبقروا بطن جاريته، فطالبهم علي رضي الله عنه بقتلته فأبوا عليه وقالوا كلنا قَتَلَهُ، وكلنا مستحلٌّ دمائكم ودمائهم، فوعظهم وأنَّبهم ونصح لهم، فأبوا إلا المناجزة والقتال، فقاتلهم رضي الله عنه بمن معه حتى أفناهم فلم يبق منهم إلا سبعة أو ثمانية - كما يذكر المؤرخون - تفرقوا في البلاد، ومنهم نبتت بذرة الخوارج مرة أخرى، وكونوا جماعات ظلت مصدر قلق للدولة الإسلامية .

عقائد وأفكار الخوارج :

لم يكن للخوارج عند بدء ظهورهم منظومة أفكار تشكل مذهبهم الذي فارقوا به أهل السنة، فقد كانت مفارقتهم للمسلمين متعلقة باعتراضهم على مسألة التحكيم، إلا أن مذهب الخوارج اتسع في بِدَعِه ومخالفاته، نظرا لما استتبع اعتراضهم الأول من التزامات، ولما استجد عليهم من محدثات، فمن آرائهم:

1. الخروج على الحكام إذا خالفوا منهجهم وفهمهم للدين.

2. تكفير أصحاب الكبائر.

3. التبروء من الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما.

4. تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي، فكل من ينصبونه ويقيم العدل فهو الإمام، سواء أكان عبدا أم حرا، عجميا أم عربيا. وذهبت طائفة منهم وهم النجدات إلى عدم حاجة الناس إلى إمام، وإنما على الناس أن يتناصفوا فيما بينهم، فإن رأوا أن لابد من إمام جاز لهم أن يقيموا لهم إماماً.

5. إسقاط حد الرجم عن الزاني، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء .

6. إنكار بعضهم سورة يوسف، وهو من أقبح أقوالهم وأشنعها، وهذا القول ينسب إلى العجاردة منهم، حيث قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن !!

7. القول بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، فخالفوا النص والإجماع .

من صفات الخوارج في الحديث النبوي

لم يرد في فرقة من الفرق الإسلامية من البيان النبوي ما ورد في الخوارج، فقد تواترت الأحاديث في التحذير منهم وبيان صفاتهم، ومن صفاتهم التي ورد بها الحديث:

1- قلة فهم القرآن ووعيه ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم : ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة ) متفق عليه .

2- زهد وعبادة وخبث اعتقاد : كما سبق في حديث أبي سعيد الخدري .

3- سلم على أهل الكفر حرب على أهل الإسلام : فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم ( يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان ) .

4- صغار الأسنان سفهاء الأحلام: فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج اضغط هنا لتكبير الصوره حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام ) متفق عليه.

ومن أوصافهم التحليق، كما ثبت في صحيح "البخاري" مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفهم اضغط هنا لتكبير الصوره سيماهم التحليق ) والمراد به : حلق رؤسهم على صفة خاصة، أو حلقها بالكلية، حيث لم يكن ذلك من عادة المسلمين ولا من هديهم في غير النسك .

وخاتمة الأوصاف النبوية للخوارج أنهم ( شر الخلق والخلقية ) كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، وأن قتلاهم ( شر قتلى تحت أديم السماء ) كما عند الطبراني مرفوعا، وأنهم ( كلاب النار ) كما في مسند أحمد ، وأنهم( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) كما ثبت ذلك في الصحيحين.

كيفية التعامل مع الخوارج :

لقد وضع أمير المؤمنين رضي الله عنه منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة ، تمثل هذا المنهج في قوله رضي الله عنه للخوارج: " .. إلا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا "رواه البيهقي وابن أبي شيبة .

وهذه المعاملة في حال التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان، أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين، وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبدالله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم، فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في وقعة النهروان.

ومن منهجه رضي الله عنه في التعامل مع الخوارج حال بقائهم في جماعة المسلمين محاورتهم لإزالة اللبس عنهم، فقد أرسل إليهم عبدالله بن عباس فحاورهم، وحاورهم هو بنفسه فرجع منهم جم غفير .

فهذه لمحة موجزة عن هذه الفرقة، التي ضلت بأفكارها فكفرت المسلمين وفي مقدمتهم سادات من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كعلي وعثمان رضي الله عنهما، وضلت في سلوكها فغدت وبالا على المسلمين فاستحلت دماءهم وأعراضهم وأموالهم، في حين سلم منها الكفار فكانوا منها في عافية .



0 مصر تفتح معبر رفح في الإتجاهين طوال الأسبوع
0 4 صفات تخيف الرجل وتبعده عن المرأة
0 رسالة العلامة ‏رسلان‬ إلى ‏التكفريين‬ أتقوا الله في ‏جيش‬ مصر
0 دروغبا : ميسي و رونالدو مثل الوحـوش !
0 فرانك ريبيري:خليلوزيتش مدرب جيد وتأسفت لاعتزال مطمور دوليا
0 كن مبدعا وأعد إكتشاف نفسك .. ؟؟ تطوير الذات وتنمية المهارات والسلوكيات
0 جدار الزمن مباااارك استرداد سيارتك
0 مهارات تقود الرجل ليصبح شخصية ناجحة
0 قائد دورتموند يتعرض لإصابة في الأنف وقد يشارك أمام الريال بقناع واقي
0 الجمل في الألمانية
0 شعرة معاوية
0 أشهر الأخطاء الشائعة للعناية بالشعر والبشرة
0 إيران تعتقل 7 أهوازيين بتهمة أداء صلاة "التراويح"
0 مواضيع الاستاذ عماد القاضي في المنتدى السياسي و الاخباري
0 مباااااااارك القســــــــم
التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره
د/روليان غالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-18-2012, 10:12 PM   #5
-||[عضو نادي الامرآء]||-
 
الصورة الرمزية د/روليان غالي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.."Holy land"..من المحـيط الى الخليج
العمر: 37
المشاركات: 16,047
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 27
د/روليان غالي will become famous soon enough
افتراضي ما جاء في قتال الخوارج :


ما جاء في قتال الخوارج :


● إن فهم مسألة ( من هم الخوارج - راجع المدونة ) يزيل الشبهة العالقة في أذهان كثير من طلبة العلم فيما يتعلق بقتال الخوارج ، ويبين خطأ من عد كثيراً من الخارجين في هذا العصر من البغاة لكونهم لا يكفرون بكل كبيرة ، ويبين لك كذلك تهافت ما يسمى بمبادرات الصلح.
فقد إتفق سلف الأمة وأئمتها على قتال الخوارج وفرقوا بينهم وبين البغاة ، فلم يتنازع الصحابة فى قتال الخوارج كما تنازعوا فى القتال يوم الجمل وصفين.

وقد عرف عن الصحابة رضي الله عنهم التفريق بين قتال الخوارج و قتال أهل البغي فقد سلكوا في قتال الخوارج وأهل الردة مسلكاً لم يسلكوه في قتال أهل البغي وإن كانوا يفرقون في الحكم بين الخوارج وأهل الردة كما سيأتي .
يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه [1]:

" تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ "
فذكر في هذا الحديث ثلاث طوائف فدل أن حكم الطائفة الثالثة وهي المارقة يختلف عن حكم الطائفتين الأخريين .
والباحث يجد في بعض كتب الفقهاء عدم التفريق بين قتال البغاة وقتال الخوارج وقد أنكر عليهم شيخ الإسلام هذا الأمر .

ففي مجموع الفتاوى (28/486) :

قال شيخ الإسلام "ولكن هؤلاء المتفقهة لم يجدوا تحقيق هذه المسائل فى مختصراتهم وكثير من الأئمة المصنفين فى الشريعة لم يذكروا فى مصنفاتهم قتال الخارجين عن أصول الشريعة الإعتقادية والعملية كمانعى الزكاة والخوارج ونحوهم إلا من جنس قتال الخارجين على الإمام كأهل الجمل وصفين وهذا غلط بل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فرَّق بين الصنفين كما ذكر ذلك أكثر أئمة الفقه والسنة والحديث والتصوف والكلام وغيرهم ".

فالخارجون على الإمام أحد صنفين ، صنف خرجوا بتأويل سائغ وهم موافقون لأهل السنة في باقي مسائل العقيدة فهذا الصنف يُعد أصحابه من البغاة ، وهؤلاء لم يأت الأمر بقتالهم إلا بعد الإصلاح لقوله تعالى {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (9) سورة الحجرات .

وذلك أن مقاتلتها بعد الإصلاح من المؤشرات على بغيها فحينئذ لا يعد قتالها من قتال الفتنة ، لأن الله أمر به ، وكذلك كل من ظهر بغيه لايعد قتاله من قتال الفتنة .

قلت : وفرق بين من خرج بتأويل سائغ كما في الصنف السابق ، ومن يعتقد جواز الخروج على الحاكم الجائر ولو لم يباشر الخروج ، فالأول من البغاة والثاني من الخوارج و سيأتي ذكر الدلائل على ذلك وبيان متى يحكم على تأويل الخارجين بأنه سائغ أو غير سائغ ، وأن مرد ذلك إلى أهل الحل والعقد .

ومن أصناف الخارجين صنف ليس لهم تأويل سائغ أو أنهم وافقوا الخوارج في كثير من اعتقاداتهم فهؤلاء يقاتلون قتال الخوارج وإن لم نحكم بكفرهم ، ويختلفون عن القسم الأول في أن قتالهم مرَّغب فيه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ." رواه أحمد في المسند وفي السنة بإسناد جيد .

وأما من قال بقتل أسيرهم وإتباع مدبرهم والتذفيف على جريحهم فقد بنى قوله هذا على تكفيرهم ، والله أعلم .
وأما وصف من خرج من أهل السنة القدماء بأنهم أهل اجتهاد فهذا قبل انعقاد الإجماع على عدم جواز الخروج ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب عند ترجمة الحسن بن صالح (2/250) " وقولهم كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن أستقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبر" .

وينبني على هذا كما قررنا سابقاً أن من خرج بغير تأويل سائغ فإنه يقاتل قتال الخوارج ولا يعد من البغاة بأي حال من الأحوال ، لا كما قرر بعضهم.

فلم يبق من مسوغات الخروج إلا ما ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله " إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ "



طالب علم


0 رونالدو يتبرع بجائزة "الحذاء الذهبى" لأطفال غزة
0 كيف يلعب أطفال إفريقيا كرة القدم؟
0 منتخب بلجيكا يرفض اللعب في الكيان الصهيوني
0 الجزائر تفقد ثلاثة رؤساء في عام واحد..!
0 كل مـ ـا يحـتاجه قـوام السـاعـــة الرمــــلية
0 7 أمور يحب زوجك سماعها في السرير(للمتزوجات فقط)
0 8 قطع أساسية يجب أن تحتويها خزانة كل امرأة
0 جوكوفيتش يتصدر التصنيف العالمي الختامي للموسم للمرة الثانية
0 رسالة الشهيدة حسيبة بن بوعلي إلى والديها تصل بعد 57 سنة
0 نظرة الشاب للفتاة ونظرة الفتاة للشاب ... فرق ما بين النظرتين
0 اجمل اربعين مثل في العالم باللغتين الانجليزية والفرنسية
0 في بيتنا خادمة "حسناء"!
0 خيتافي يحدث المفاجأة ويطيح بالريال
0 بلفوضيل يقصف بالثقيل!
0 دروكدال يتهم ''جبهة النصرة'' بـالتآمر
التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
اضغط هنا لتكبير الصوره
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة د/روليان غالي ; 11-18-2012 الساعة 10:18 PM
د/روليان غالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعاء جبريل (لا أصل له) زمان اول تحول المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 5 03-29-2017 04:03 PM
سما غابة الأوهام ، كاملة خيالات مجنونه قسم الروايات المكتملة 76 12-25-2013 04:00 PM
الثقافة الزوجية والجنسية للمتزوجين كريم عوده منتدي علم النفس و منتدى حل المشاكل الاجتماعية 13 09-19-2012 02:14 PM
تفريغ لقاء الشيخ محمد حسان على قناةcbc مع خيري رمضان Silence nobles المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 5 11-23-2011 07:41 AM


الساعة الآن 04:51 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
المقالات أو المشاركات أو الآراء المنشورة في شبكة منتديات برق بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لشبكة برق بل تمثل وجهة نظر كاتبها.