![]() |
#1 |
-||[عضو VIP]||-
![]() |
![]() مناسبة العيد لا بد وأن تحفزك لكي تقف قليلاً، فتتأمل نفسك وما حولك؟ قد تكون لحظات عابرة في التفكير، ولكنها في عمقها بمثابة مسافات من الزمن، تأخذك لعالم افتراضي ومواجهة ذاتية تكشف فيها عن حقيقة عوالمك الخفية التي لطالما تناديك على هيئة وخز ضمير لتصحو من غيبوبتك، وهي في الحقيقة ليست بغياب عن الواقع بقدر ما هي نسيان لحقوق ذاتك وجسدك، وانشغال دائم بماديات الحياة وهمومها في آن واحد. في هذا العيد وكل عيد نحن بحاجة إلى مراجعة صادقة للذات ولقيمة الأشياء في حياتنا ولمعنى جماليات الحياة ذاتها ومفهوم الفرح ودور السعادة في تفاعلنا. أشعر أحيانا وفي عمق لهاثنا اليومي وصرامة طبيعة حياتنا وجدية مجتمعنا، أننا بدأنا ننسى أو نتناسى أن نسترخي قليلاً من دوامة القلق والتفكير في رتوش الحياة من مطامع ومطالب، فنستعيد الأنفاس لنعطي وقتاً ولو يسيراً لترويح النفس وأن نضحك من أعماقنا أو نتأمل جماليات الحياة بهدوء على أقل تقدير. مع قدوم العيد، سؤال كبير يتردد صداه. هل أفسحنا حيزا للمرح والفرح والضحك والبهجة؟ لست متأكدا من الإجابة، ولكن ما أعلمه أن ديننا منهجه التوازن في كل أمور الحياة وشرع من القواعد والنظم والضوابط ما يحقق السعادة الدنيوية والأخروية الخالدة الأبدية. فالترويح عن النفس بالمباح لا يعني إضاعة للوقت بل هو ضرورة لتنشيط العقل والروح والجسد.ولعل الشعور بإفرازات السعادة تلمسه في سكينة النفس وراحة البال والضمير وطمأنينة القلب وانشراح الصدر. في الزمن الغابر ورغم المعاناة وشظف العيش، إلا أن السعادة والقناعة وراحة البال كانت ساكنة في جوف الناس وسمة بارزة لبيئتهم ومحيطهم الاجتماعي، في حين أن عصرنا الراهن وبتوفر وسائل الراحة والمعلومة وتطور التقنية المذهل فيه، إلا أن التعاسة والوحدة والكآبة أصبحت بلا مواربة هي الأكثر انتشاراً بين الكثير من شرائح مجتمعاتنا. هذه الرؤية الفطرية لحياتنا، هي تشخيص دقيق لحالنا وإلا ما معنى تلك الدراسات الأخيرة عن حالة سكان كوكبنا، فقد أشارت الدراسات إلى أن أغلب المجتمعات تعاني من حالة الاكتئاب والاضطرابات النفسية والقلق الدائم، وإنها تفتقد في أعماقها أدنى درجات الاهتمام والرعاية والعواطف الإنسانية. هذه الدراسات المنشورة تشير إلى أهمية المرح والضحك والفكاهة للصحة الجسدية والنفسية، ودورها في خلق بيئة إيجابية من الإبداع والنشاط والذكاء. ومع ذلك تجد بعض مناسباتنا وأعيادنا يتم تفريغها من معناها الحقيقي فلا تلبث أن تتحول لطقوس متجهمة مملة، وكان التجهم والعبوس والصرامة والتقطيب هي المعيار لممارسة مظاهر الاحتفالية في أي مناسبة تقليدية لدينا، بل قد يتجاوز الأمر ليصل إلى الازدراء ممن يمارس المرح واللهو المباح والتلذذ بجمال الحياة، وقد ينعتونه بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان. هذه نماذج متشائمة بليدة الإحساس لا تتوفر لها الرغبة في التواصل بل تخلق حواجز نفسية في نسيج المجتمع، رغم أن الضحك والمرح والفرح من علامات السعادة التي تدفع بالتفاعل المجتمعي وتعطيه قدرة على مواجهة ضغوط الحياة والتكيف مع الظروف السيئة. وفي ظل هذا السياق، نتساءل أليست حقيقة أن نسيجنا المجتمعي بات ممزقاً؟ أعني علاقاتنا الإنسانية وخيوط تواصلها الاجتماعي؟ هل التسارع العلمي خلق فينا شيئاً من التناقض وعدم القدرة على الثبات، أم انه التيار المادي الذي شدنا بريقه، فأحدث تلك الهوة ما بين العلم والأخلاق فتلاشت عنا راحة البال؟ أم أنها أزمة أخلاق ووعي وفهم خاطئ للمفاهيم؟ أو لعله اعتناق خاطئ لقناعات مريضة؟! في باب عالم الفلسفة نفهم بان جمال الحياة ومتعتها يتجلى بمقدار كشف وإظهار ما هو موجود فيها. المفكر هيدجر على سبيل المثال احتفى بحياة الفلاح الذي ينتمي للأرض ولا يحمل هموماً وتجده سعيداً هانئاً بحياته في حين انه انتقد المدينة الحديثة التي لا جذور لها، وشبه تاريخ الإنسان الحقيقي بمراحل نمو القمح كونه متجذراً في الأرض، فينمو ويكبر ويتطور ليصير خبزا. وتحدث آخرون عن أهمية التمتع بالحياة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للبشرية كافة، والتي تكشف عن الإعجاز الرباني، ولذلك فالمتعة الشعورية الوجدانية هي تفضي بطبيعة الحال إلى تحقق المنفعة والإدراك لحقيقة السعادة. وهذا يعني إبهاج النظر وتحفيز النفس وإمتاع الروح. بمعنى آخر أنها تحقق تأثيراً حسياً ومعرفياً بدليل أن لحظة السعادة التي يعيشها الإنسان لا تفتأ أن تهذب أخلاقه وتدفعه للإبداع وتجعل عقله وعاطفته في انسجام وتناغم. ومع ذلك فمجتمعاتنا تعاني من ثمة أزمة، محيطها الأخلاق والوعي والفهم، ولعل السبب يكمن في معضلة الهم المادي الذي غرق البعض منا فيه، وبات همه السعي وراء الرغبات والماديات، وكأن الحياة لديه ما هي إلا حلبة للامتصاص الأناني والاستحواذ والنهم وإشباع الذات، ناهيك عن فئة أخرى قلوبها جامدة صلدة أرخصت قيمة الحياة وجمالياتها ومتعتها وفقاً لقناعات ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، فكانت نهايتها التقوقع والانعزال. فيا ترى من نلوم إذن؟!.. رتم العصر وماديته..أم العلم وتسارعه..أم الإنسان ذاته بطباعه وعقليته وخصائصه وسلوكه وكينونته. كل الدراسات تؤكد أنه كلما تقدم الزمن خطوة تقدم العلم خطوات، وان إفرازات البحث العلمي المقبلة ستصب في خانة رفاهية الإنسان، لكن هذا لا يعني بالضرورة إسعاده. في هذا العيد وكل عيد نحن بحاجة إلى مراجعة صادقة للذات ولقيمة الأشياء في حياتنا ولمعنى جماليات الحياة ذاتها ومفهوم الفرح ودور السعادة في تفاعلنا. كم نحن بحاجة إلى بث الحب والمرح والتآلف، وان نعيش لحظاتنا بصدق وتفاؤل وعفوية، وان نستمتع بقيمة جمال الحياة. إننا نتوق إلى أن نعيش أياماً شبيهة بتلك التي عاشها أجدادنا ذوو الفطرة النقية فكانوا مسالمين ومتناغمين ومتصالحين مع أنفسهم ومع ما حولهم من دون تصنع أو تشنج، ويحبون حياتهم البسيطة والمفعمة بالسعادة والتآلف والتسامح ما جعل أجواءهم مملوءة بالرقة والحنو وألحان السكينة. فهل بمقدورنا أن نستعيد شيئاً من ذلك الزمن الجميل أم أن ذلك بات ضرباً من الوهم وأقرب إلى الخيال؟!.. د . فهد الحارثي 0 حدث في مثل هذا اليوم 26-8 آب اغسطس
0 نعم انا مشتاق 0 هل من مدكر 0 كم جميل ان تبتسمي 0 كم كنت واهما" 0 حدث في مثل هذا اليوم 20- 9 ايلول سيتمبر 0 من غرائب وعجائب الامور 0 حدث في مثل هذا اليوم6-10 تشرين الاول (اكتوبر) 0 وتمضي الايام 0 حدث في مثل هذا اليوم 15-8 آب اغسطس 0 حدث في مثل هذا اليوم10-10 تشرين الاول (اكتوبر) 0 روائع القصص 0 حسن الاختيار يصلك لحسن المئال 0 حدث في مثل هذا اليوم 22- 9 ايلول سيتمبر 0 حدث في مثل هذا اليوم 14- 9 ايلول سيتمبر |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
-||[عضو نادي الامرآء]||-
![]() تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان.."Holy land"..من المحـيط الى الخليج
العمر: 37
المشاركات: 16,047
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 27 ![]() |
![]()
مقال جميل
مشكور على روعة النقل اخي العزيز 0 بثور الوجه رسالة جسمك إليك!
0 "نطحة" زيدان تخلّد في تمثال يعرض بباريس! 0 وفاة أول من اكتشف مخبأ القذافي بإحدى المصحات الفرنسية 0 ريهانا تنشر صور لها امام مسجد زايد بأبو ظبي! 0 أهداف ريال مدريد 0-5 ريال مايوركا 0 نصائح مهمة لانتعال الحذاء المناسب لقدميك 0 الوصول الى الاهداف 0 مجموعة روبرتو كافالي لفصل الخريف والشتاء2012 – 2013 0 هرباً من الزحام يصف سيارته في شرفة منزله ! 0 دروس تعلم اللغة الفارسية (الدرس السابع) 0 لقطة لا يفعلها لا كريستيانو !!!! ولا ميسي !!! بل نيمار 0 أسرة مسلمة ترفَع دعوى قضائية ضدّ شركة نقل في نيويورك 0 مواضيع روليان غالي في المنتدى السياسي والاخباري 0 10 نصائح أساسية لصحة شعرك 0 إيتيكيت العتاب |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
-||[عضو VIP]||-
![]() |
![]()
لكي الشكر موصول
سعدت لمرورك العطر لاحرمنا من تواجدك المميز 0 احلامي لاتنتهي الا بنهاية حياتي
0 حدث في مثل هذا اليوم 12- 9 ايلول سيتمبر 0 من انت باختصار 0 استمتع بشرب القهوة بدون اضرار 0 حدث في مثل هذا اليوم8-10 تشرين الاول (اكتوبر) 0 حدث في مثل هذا اليوم 29- 9 ايلول سيتمبر 0 مسابقة الاشغال اليدوية الكبرى لتنشيط القسم 0 حدث في مثل هذا اليوم 17-8 آب اغسطس 0 هل تعلير من اتى بالخميني لتحقيق الثورة الخمينية 0 حدث في مثل هذا اليوم 28-8 آب اغسطس 0 حدث في مثل هذا اليوم 4- 9 ايلول سيتمبر 0 اموكسيل مضاد حيوى واسع المدى 0 قصة نمله 0 حدث في مثل هذا اليوم 15- 9 ايلول سيتمبر 0 مصور نذل والطفل يصارع الموت |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 72,562
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه .
0 حروف على مجلد الحياة
0 أخطاء في قراءة القرآن 0 سبل الراحة والطمأنينة والسعادة 0 اجمل مافي التقدم في العمر 0 Warning against Rashness and Risk 0 كيف تتعامل مع الطفل الانتقائي في الطعام وتجعله طبيعيًا 0 أسباب عدم القدرة على النوم رغم النعاس 0 بــأيّ ذنــب يا أمــي قُتِلتِي 0 منطق الحيوانات فى القرآن 0 كيف يعفّ الشباب نفسه 0 حكم الرسائل التي يذكر فيها عدد معين من الحسنات 0 التعلُّق بالدّار الآخرة 0 احرص على خمس 0 تصفحت ملفــي فدمعت عيني 0 السنه في تأخير صلاة العشاء |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|