2222

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 07-05-2013, 01:18 AM   #51
-||[قلم من الماس]||-
 
الصورة الرمزية خيالات مجنونه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 996
معدل تقييم المستوى: 13
خيالات مجنونه is on a distinguished road
افتراضي


الجزء ( 30 )



لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي

فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ

وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي

صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ

إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي

مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ

ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ

سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ


*أبو القاسم الشابي.


..
عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن رُبما رغبات عبدالعزيز هي من تقُوده
وقف أمام الباب المغلق , قدم تُريد الدخول وقدم أخرى تردعه , شيء يشده إلى الخلف حتى لا يراها و هذا الشيء رُبما بقايا إيمانه الذي بات يندثر بسهولة تحت سقفِ حقده و كرهه , فتح الباب وعينيه تبحث ؟ الخادمة عندما رأته دون أن تنطق حرفا خرجت بسرعة متوجهة للقصِر متجاهلة رتيلْ , نظر إليها يبدُو التعب مخيِّم عليها , كانت مغمضة عينيها وأصابعها على الكنبة كأنها على بيانُو وهي تطرق بِها على الكنبة ..ثواني طويلة وهو ينظر إليها ويبدو أنها متوترة جدًا وخائفة , فتحت عينيها و كان سيقف قلبها من وقوفه أمامها لم تشعر بدخوله
أخفضت رأسها وهي تتنهَّد : بسم الله
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عنها و عين هاربة تتلصص عليها , تقدم قليلا حتى دخل الحمام ويغسل وجهه من أثر الدماء
رتيل لا تعرف ماذا تفعل الآن , بربكة شفتيها : راحوا ؟
عبدالعزيز ولاينظر إليها و عينيه على الماء : لأ موجود سلطان وجالسين يفتشون البيت وأبوك الحين جاي
رتيل : طيب ممكن تنادي أي شغاله
عبدالعزيز رفع حاجبه من طلبها
رتيل : أقصد يعني أحد يجيب لي عبايتي وطرحتي
عبدالعزيز وإبتسامة كادت أن تتمدد ولكن صدَّها , مِثلها تماما دينها على أهوائها , تسير على ما كتبه الله لها إلا في حالة واحد يغلبها قلبها وهي حالة عبدالعزيز و هو الآخر بمثل حالها يحاول أن لا يعصي ربِّه ولكن مع رتيل تغلبه أهوائه
رتيل : ممكن ؟
عبدالعزيز : طيب .. أخذ المنشفة ومسح وجهه .. وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك
رتيل صعقت من سؤاله , أرتبكت .. أرتجفت .. حروفها لا تكاد تخرج , نظراتها بدأت تهرب في الزوايا , لم ينسى أفعالها الماضية وكلماتها الجارحة لرجولته .. لم ينساها أبدًا
عبدالعزيز : لا يكون غلطان ؟
رتيل تنهَّدت وهي تتشجع أن تنطق حروفها : مثل ما أنت تشوفه بعين نفسك
عبدالعزيز تنرفز , بدأ الغضب يظهر بين تقاسيم ملامِحه
رتيل أدركت أنه رُبما يكون الشيطان موسوسًا لرأس عبدالعزيز الآن وهي وحدها : أبغى أطلع .. وتقدمت قليلا إلى الباب
عبدالعزيز بحدة : أجلسي هنا لين تجيك الشغالة ... وخرجْ

,

تسير يُمنة ويُسرة .. تُحضِّر الأحاديث كيف تبدأ بالموضوع ؟ كيف تُخبره بطريقة لا تُغضبه ؟ سيغضب بالتأكيد !! مالحل ؟ أأخبره عن تركي بالبداية أم أحدِّثه كيف تم إغتصابي ؟ .. دمُوعها في هذه اللحظة تواسيها .. لا شيء يُعينها سوى الله .. تحتاج معونة الله .. تحتاج إلى توجيهٍ من الله .. مشتتة تُريد أن تُخبره لا حل لديها سوى أن تقول له .. لكن كيف تبدأ ؟ كيف ؟ شيءٌ ما يقف حاجزًا يهمس لـ قلبها " لن يُصدِّقك " لكن ؟ هذا آخر حل .. سلطان لم يعُد يطيق هذا الصمتْ , تزاحمت في صدرِي أحاديثٌ كثيرة حدّ أن الصمتْ و كتُمانها كان حادٌ جدًا مُزعِج يُبكيها و ليت كلماتها تسقط مع دموعها ؟ آآآه ليت.

,

أم رؤى : ما تطلقت من زوجها توفى
وليد : يعني ارملة ؟
أم رؤى : إيه
وليد : طيب ومقرن ؟
أم رؤى : هو فعلا سجَّل رؤى بإسمه
وليد : مايجوز في الإسلام نسب أحد لغير والده ؟ كيف قدرتوا تسجلونها بإسم مقرن ومقرن ماهو أبوها
أم رؤى سكتت لثواني ثم أردفت : كنا مضطرين
وليد : طيب وش السبب اللي يخليكم تضطرون ؟ وين أبوها الحقيقي ؟
أم رؤى : متوفي
وليد : أبغى شي يدخل العقل كلهم توفوا ماعداك ؟ *أردف كلمته بسخرية غير مصدق*
أم رؤى : إيه
وليد : طيب والحين ؟ متى توفى زوجها ؟
أم رؤى : هي فاقدة الذاكرة بس زوجها متوفي من قبل الحادث
وليد غير مصدق لحديثها وعينيه تُخبر بذلك
أم رؤى : والحين تقدر تتزوجها
وليد : و ولي أمرها ؟
أم رؤى : ماعندها
وليد : بس أبوي يقول أنه مقرن موجود ؟ كيف أتزوج وأنا ماأعرف أبوها واللي ناسبين لها عايش يعني مفروض أخطبها من مقرن
أم رؤى بإنفعال : لألأ .. مقرن لأ
وليد رفع حاجبه : وليه لأ ؟
أم رؤى : تبغى تتزوجها بدون مقرن إيه أما تدخله بالموضوع لأ
وليد بنبرة هادئة : ليه خايفة ؟
أم رؤى : أنا ؟ وليه أخاف ؟
وليد : ليه تكذبين علي وعلى رؤى ؟
أم رؤى بحدة : ماكذبت هذا اللي عندي
وليد : أبوي يعرف مقرن يعني لو يكلمه راح يقدر يعرف منه الموضوع كله بس أنا أبغى أسألك بالبداية
أم رؤى بنبرة تهديد : إن كلِّمه تنسى رؤى وتنسى إسمها بعد
وليد : ماهو من حقِّك !!! أنا ما ودِّي أبدأ علاقتي معها بدون شي رسمي ولا حتى بالحلال !! أنا كنت حاط في بالي مجرد ملكة والزواج نخليه لين تتحسن حالتها وترجع لها ذاكرتها ! لكن أنتِي منتي قادرة تساعدينا !!
أم رؤى تنهّدت : يا وليد قلت لك اللي عندي
وليد : ماقلتي لي شي ؟ وش قلتي لي ؟
أم رؤى تنهَّدتْ
وليد : بضطر أحكي مع مقرن ؟
أم رؤى : قلت لك إن حكيت معه ماراح تلمس طرف من غـ. . آآآـ .. من رؤى
وليد : من مين ؟
أم رؤى بلعت ريقها : من رؤى
وليد بعصبية : لا ماهو رؤى !! أنتي ليه تكذبين !
أم رؤى : ما أكذب بنتي رؤى إذا أنت تحبها يا أهلا لكن إن بتدخل فيها مقرن وغيره لأ
وليد : أبي أعرف البنت اللي بتزوجها من تكون ؟
أم رؤى : رؤى
وليد : طيب أبوها المتوفي وش إسمه
أم رؤى بصمت
وليد : أبغى أعرف إسم أبوها على الأقل
أم رؤى : مقرن
وليد بنرفزة : غير مقرن
أم رؤى : مالها أبو غيره
وليد بعصبية : تناقضين نفسك بنفسك !!! . .تركها بالمقهى وخرجْ
أم رؤى تُخرج هاتفها وتكتبْ رسالة " بو وليد يعرفكم "

,

: كل شي تمام نظفنا المكان
سلطان : ماتقصرون , تصبحون على خير
: واجبنا . . وخرجُوا رجال الأمن ومعهم المسعفينْ.
سلطان ألتفت لناصر : كيفك الحين ؟
ناصر : تمام
سلطان : أكيد ماراح تقدر تسوق !! بوصلك بطريقي
ناصر : ماتقصر بس ماله داعي
سلطان : وش دعوى !! بوصلك ولا فيها نقاش .. أخرج هاتفه ينتظر بوسعود , إلى الآن لم يصِلْ
ضغط رقمه وسمعة نغمة هاتفه من جهةٍ أخرى .. ألتفت : وينك تأخرت
بوسعود وعيناه تتأمل المكان وتسقط على ناصِر وبنبرةٍ متوتِرة : وين رتيل ؟
سلطان : تطمن مافيها الا كل خير .. وعز وناصر ماقصروا
بوسعود أرتاح تطمَّن قليلا فالأهم الآن هي رتيل , أردف : مين ؟
سلطان : عمَّار و*بسخرية أردف* شكل اللي جابهم أغبياء انفضحوا بسهولة
بوسعود بغضب : والله لا يدفع ثمن اللي سواه غالي
سلطان : كلهم أنمسكوا وفيه اللي هربوا لكن مسكنا 5 وبكرا نبدأ تحقيقات معهم ومسألة وقت وينمسك عمَّار
بوسعود : وين عزيز ؟
سلطان تذكَّر أمر المكتب : في بيته , *همس له* شكله شاف أوراق أو ملفات بمكتبك
بوسعود بصمت
سلطان بصوت واضح : على العموم بكرا نتفاهم بهالموضوع ..
بوسعود وبه من الغضب مايجعله لايتحمل للإنتظار للغد : بعرف كيف تجرأوا يدخلون ؟ إذا دخلوا اليوم يعني يقدرون يدخلون بكرا وبعده
سلطان : بنحط لك حرس محد يقدر يدخل إن شاء الله وأكيد هم قاصدين بس يهددونَّا
بوسعود ويُطلق الشتائِم واللعنات ممتاليًا
سلطان : بتخوف بناتك كذا ؟ خلاص بكرا نحل الموضوع من الساعة 6 أنا بالمكتب كذا تمام ؟
بوسعود تنهَّد : طيب ..
سلطان : يالله مشينا ناصر
بوسعود : أعذرني ناصر ماشكرتك
ناصر : أفاا عليك بس ماسوينا شي .. وعساها ماتنعاد
بوسعود : آمين .. بحفظ الرحمن
خرج ناصر ومعه سلطان ....... كان الصمتْ مسيطر بينهم بالطريق , وقفوا عند الإشارة القريبة من قصِر بوسعود
سلطان : كيف شغلك ؟
ناصر : ماشي حاله
سلطان : مرتاح فيه ؟
ناصر : عادي ماتفرق
سلطان : وماودِّك ترجع لشغلك القديم ؟
ناصر : في باريس ؟ لأ
سلطان : هناك ممكن تترقى بسرعة وتمسك منصب حلو
ناصر : بس أنا ماودي أسافر لبعيد
سلطان : جلست سنين في باريس ماابالغ لو قلت أكثر من الرياض
ناصِر أبتسم لذكرى باريس : بس الحين لأ
سلطان : لو أحد كذب عليك بشيء والشي كبير يعني نقول لو كان عندك إجتماع مهم وفيه راح تترقى وكذب عليك شخص وقالك الإجتماع بكرا وهو اليوم !! وماحضرت ولأنك ماحضرت كانت نقطة سودا في مشوارك الوظيفي ؟ تغفر له أسفه
ناصر ألتفت عليه بصدمة من سؤاله
سلطان ويقترب قليلا من بيت ناصر : سؤال طرى في بالي
ناصر : لآ بس أستغربته
سلطان : بس بعرف أنك إنسان تسامح بسرعة أو لأ
ناصر : لأ إذا كان متعمِّد ويشوفني مجتهد وأحاول أني أترقى ويجي واحد ويكون زي اللي يعيقني عن هالشي أكيد ماراح أغفر له لو يتأسف لي سنين
سلطان أبتسم : وش دعوى !!!
ناصر : أما إذا كان مايدري فهذا شي ثاني


,

الخامسة صباحًا

لم ينام أحدًا .. رتيل رغم تعبها لم تغفى عينيها .. عينيها على السقف , في حالة من الخوف الشديد رغم أنها تعلم بأن هناك حرس تم تعيينهم وموجودين عند باب بيتهم لكن بدأت اوهامها تُخيِّل لها أشياء لم تراها ولأنها لم تنام فـ بسهولة جدًا أن تتخيل أشياء ليست موجودة و الأرق دائِما مايُضعف العقل و التفكير.
دفنت وجهها في مخدتِها و يرن في إذنها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " كل شي حولها يصرخ بهذه الجملة.
كانت تمنِّي نفسها بـ أنه يميل إليها أو حتى يشعر ببعض شعورها .. خيبة.
قلة نومِها تشدُّ أعصابها و تجعلها غاضِبة حتى في حضرة الهدُوء.

عينيها على السقف لا تستطيع النومْ , تلتفت على كُل شيء .. وتنتبه لأدق التفاصيِلْ .. ماذا لو أحدًا دخل من نافِذتها ؟ أرتعبت من هذه الفكرة .. دمُوعها سقطتْ .. خوفَها أو رُبما شيء آخر , تشعُر بأن همومًا تتراكم لا تستطيع البوح فيها أولها هذا المجهول.
توَّد نفسها أن تُخبر رتيل لكن لن تفهمها رتيل هذا مايدُور في بالها أن رتيل لا تأخذ الأمور بجدية ورُبما تُخبر والدها .. أحيانًا أراها أهلٌ للثقة ولكن مرَّات أشعر بأن من السهولة تكشف الأسرار.
عينيها تدُور على صوَرها تشعُر وكأنَّ عينًا ثالثة تراها , تتساقط دمُوعها كثيرًا .. بحاجة لحضن أحدهُمْ فقط لتبكِي عليه لن تتحدّث بشيء سوى البُكاء.

على الكرسيْ جالِسًا يشغُل باله بناته , رتيل و عبير لا يرضى بأن يُمَّس شعرة مِنهم كيف بـ رجالٍ من الإرهابْ يعتدون على بيتهم ماذا لو كان عبدالعزيز و ناصر ليسوا هنا ؟ ماذا حدث ؟ تعوَّذ من شياطين أفكاره و من " لوَّ "
رُغم حرصه الشديد إلا أن حرصه هذا لم يحميهم اليوم .. ليتني لم أترك رتيل ؟ كيف سمحت بأن تجلس لوحدها هُنا ؟
تفكيره مشتت ينتظر السادسة ليذهب لعمله لن يسمح بهذه الفوضى أن تحصل مرةً أُخرى في بيته.
تارةً يُفكِّر بأن لو أحدًا ذو نسبٍ مُشرِّف يتقدم للزواج من عبير و رتيل حتى يطمأن عليهم ولكن لا يثق بأي رجلٌ بأن قادر على حماية بنات رُوحه.
تقدَّم الكثير لعبير خاصةً وكان يرفض رُغم أنهم ذوي نسبٍ مُشرِّف و أخلاقٍ عالية لكن يُريد شخصًا يحميهم ؟ ولأنه رأى في حياته العجائِب أصبحت ثقته بمن حوله ضئيلة.

في مجلسِه لم يصعد لها , و لم يأتِيه النومْ .. وقَّت المنبه على السادسة صباحًا .. رُبما ساعة تجدي بأن ينام , تفكيره مشتت .. يُفكر بأمن بلادِه يُفكِّر بعبدالعزيز يُفكِّر حتى بناصِر يُفكِّر بالجوهي .. يُفكِّر بهمومٍ كثيرة .. آخرُها الجُوهرة .. يعرف بأن كان قاسيًا جدا عليها اليومْ لكن جنَّ جنونه وهو يراها هكذا دُون أن تهمس له بحرفٍ يُطمئنه .. من حقه أن يسأل .. لكن ما هي فداحة ماأرتكبته حتى تقف حياتها عنده ؟ ما دخل وليد ؟ ماذا فعل تُركي و ريَّان لها ؟ لم الجميع غاضب منها ؟ لماذا أنظر في عيونهم بأنهم غير راضيين عنها ؟ ماذا فعلت لهم ؟ البُعد جيِّد لي و لها .. فلا طاقة لي بأن أستمع لهذا الصمت المُزعِج.
شيءٌ ما يُخبره بأن الأمر متعلق بين وليد و بينها ؟ و لهذا ريَّان غاضب منها و تم فصخ الخطوبة بينهم و شيء آخر يُخبره بأن تركي يعلم عن شيء أرتكبته الجوهرة ولذلك هي تخاف أن يكشفها ؟ و شيء آخر يُخبرها بأن الجميع غاضب عليها لفعلٍ خاطىء أرتكبته بالماضي ؟ ما هذا الفعل ؟

مُتعب جدًا مستلقي على سريره و أطيافُ تتخذهُ مقامًا لتطُوف حوله .. ضحكاتٍ بين بكائهم .. كيف يضحكون من بكائهم ؟ أبتسم لرؤيتهم .. يعرف أنه وقعٌ من جنون لكن أريد هذا الجنون . . أرغب به ما دام الحقيقة مُوجعة.
ضحك .. هل احد من قبل ضحك من قهره ؟ رُبما نضحك لأننا الحقيقة أوجعت قلوبنا لدرجة خُيِّلت لنا أنها " نُكتة " لا تُصدق أبدًا . . ضحكة تتحدَّث وشفاه تتقوّس وهي تُخبره " عزوزي يا روح غادة أنت لو تطلب عيوني بقولك أن العمى خيرة "
إنحناءات مبسمه أستقامت يُرغب بالبكاء بشدة يرغب بمعانقتها .. قبحٌ على هذا القلب لا يحِّن أبدًا علي . . لماذا أصبحت دموعي تستصعي الخروج ؟ قبل فترة كانت تخرج بسهولة و الآن ماذا ؟ . . هل عُدت لحالتي السابقة ؟
ضحكةٍ على يمينه تتقوَّس بهمس " عزوز أخوي الأطخم أشتقت لك مررة مررة " مسك جانبي رأسه بكفوفه يُريد أن يخرج من خيالاتهم بدأت أصواتهم تتداخل عليه " أحبك " , " أشتقت لك " , " يمه عزيز أنتبه لصلاتِك " , " عزوز حبيبي أشتقت لك " , " عبدالعزيز ترانا ننتظرك " , " لا تتأخر " , " تدري أنك ماتستحي منتظرتك من الساعة 10 " , " باريس في غيبتك تنعاف " , " أشتقنا لك يا شين " , " ههههههههههههههههههههههه تدري أني أسبك من حبي لك " , " حبيبي عزوز أبعد عنهم " , " ماأحبهم كريهيين " , " يبون يقهرونك " , " تدري عاد أنك مستفز " , " أبعد عنهم " , " أشتقت لك " , " أشتقت لك " , " ننتظرك "
بنبرةٍ مُتعبة " كافي .. خلااااص .. ياربـــــــــــــــــــــــــــي

لم تغفى عينيها , لم يأتي إلى الآن .. يبدُو هذه المرة لن يحاول أن يغفر لي صمتي .. يبدُو الطلاق سهل جدًا على لسانه ولكن أنا ؟ . . عينا تُركي مازالت تتلصص عليّ تراني في كل جانب .. أشعر به بجانبي .. أشعر بالخيانة عندما أتذكره وأنا بين أحضانِك .. كيف له القدرة أن يقتحم تفكيري بهذه الصورة ؟ أريد الحياة بجانبك لكن الحياة لا تُريد ذلك . . أريد الحُب .. لكن الحُب لا يُريد . . أريد أن أبدأ حياة جديدة . . أريد أن أحب . . أريد أطفالا حولِي . . أريد أن أقول أنا أعيش .. لا أشعر سوى بإحتضار أنفاسي في كل مرةٍ أرى بِها تُركي واقفًا أمام قلبِي . . عقلي .. جسدي.


سؤال سلطان اليومْ جعله يُفكِر كثيرًا , لم السؤال ؟ ماذا سيفيده إن عرف أنني متسامِح أم لأ ؟ أشعر بنبرة حديثه أراد أن يُوصل لي شي ولكن لم أفهمه . . ماهو الشي الذي سيزعجني ولن أسامح من أقترفه عليه ؟ الأكيد أنه ليس سُلطان ولكن رُبما أخبر سلطان عنِّي . . تفكيره تذبذب مع نبرة سلطان و سؤاله ؟ . . لا بُد أن شيءٌ يتعلق بالعمل ولكن لم أطمح بعملي بعد وفاة غادة بشيء .. لا شيء مُجرد كسب رزق لا غير , آآه يا غادة الحياة كئيبة يابسة حامضة لا تُستساغ من بعدِك ! . . أشتاق إليك أكثر من شيء آخر .. أشتاق لضحكاتنِنا .. لأيامنا . .لمواعيدنا .. للحظات الهرب من والدِك .. لحججنا بالتأخير . .تصرفاتك الطائشة كانت جميلة جدًا .. كُنت أحب الحياة .. " كنت احبني يوم كنتي قدام عيني تحبيني ".


باريس – الرابعة فجرًا -

أحدٌ ينهُش بقلبها تشعرُ بأفواهٍ تقتلع رُوحها , أحدًا يُناديها و آخرًا يُبكيها .. هل الأموات لهم أصواتْ أم ماذا ؟ أصواتُهم مُزعجة جدًا و نبراتِهم كأنها تعضُّ عينايْ لتُبكيني .. تعضُّها بشدة , كأنها فاكِهة يستلذُون بِها .. أشعُر وكأنني فاكِهة كاذِبة ذات شكلٍ مُغري و داخلهُا فاسِد .. أشعُر أنهم يقتربون مِنِّي ثم ينتقمُون لفسادِ داخلي .. هذا الفسادْ تكاثَر بِيْ من الوحِدة .. الوحدة تجعلُنِي فتاة سيئة ذات طباع حادة تبكِي على أتفه الأسبابْ , أنا أبكي من أثر جرحٍ قديم أجزم بأنه حدث من سنواتٍ مضت و أنتهت , أشعُر بإشتياق و حنين لأناس لا أعرفهم .. أشعُر بإشتياق لأماكن أجهلها . . لا أعرفها .. أرى بعض ملامحها الشاحبة ولا أستطيع تذكرها . . أنا أفتقدك يا أنت يا من أجهله وقلبي يعرفه جيدا.


,

التاسِعة صباحًا.

يغلق الكبك في كمَّه متذمِّر منها كثيرًا
مُهرة : أحكي مع جدار ؟
يوسف لا يرد عليها
مُهرة : كلب
يوسف : والله ياهو الكلب بيجي يخنقك الحين يخليك تقولين اللهم نسألك التوبة
مُهرة : لأن الكلاب اللي زيِّك يسوون نفسهم مايسمعون
يوسف : بس ماخبروك انه الكلاب مايفهمون لغة الحمير
مُهرة بغضب وهي خلفه : كلمة وحدة جلسة هنا مع اهلك ماراح أجلس
يُوسف : طيب أنقلعي في أي زفت
مُهرة : ودني حايل كيف أروح يعني ؟
يوسف ألتفت عليها :أقطع نفسي ؟ كيف أوديك ؟ وين بيتهم أنتي حتى ماعمرك طبيتيها
مُهرة : أنا أقدر أتصرف هناك
يوسف : ماعندنا حريم يدوجون
مُهرة تنهَّدت : يالله صبر أيوب
يوسف : ويصبرني بعد . . وأرتدى شماغه وهو يعدِّل نسفته
مُهرة : يعني وش أسوي أنا ؟
يوسف: اكلي تراب
مُهرة عضت شفتيها : لا ياحبيبي ماأجلس أنا هنا وأنت تروح تنبسط
يوسف بسخرية لاذعة : وش قلتي ؟
مُهرة : قلت ماراح أجلس هنا
يوسف يمثِّل الهيام : لا قبلها فيه شي حرَّك قلبي و أحاسيسي
مُهرة : يا عساه ماعاد ينبض ويريِّحني
يوسف : اللهم أني أعوذ بك من دعوات الشياطين
مُهرة : محد شيطان غيرك
يوسف تنهَّد وأخيرًا تعطَّر وبإستلعان رش على عينيها
مُهرة وتشعر بنار بين أهدابِها , غمضت عينيها وحذفت عليه علبة الساعة الثقيلة وأتت على بطنه
يُوسف يقترب منها ليمسك كفوفها , فتحت عينيها .. ثبتها وظهرها مُلتصق بالجدار : أشوف إيدك يبيلها قص
مُهرة بصقت عليه .. لتبتعد عنه
يوسف أرتخت مسكته بتقرف وهو يمسح وجهه : أنا أوريك !! متعوَّدة على أسلوب عيال الشوارع يا بنت الـ... مسك نفسه من شتيمة لاذِعة قوية .. يابنت اللي مانيب قايل .. أتجه نحوها ولكن كانت ترمي عليه كل شيء قريبًا منها
يوسف : أنا أعلمك كيف تتفلين عليّ !!
مُهرة : أبعد عني وش تبي ؟
يُوسف ويمسكها من خصرها ليرفعها عن مستوى الأرض وهو يتجه بِها نحو السرير
مُهرة ترفسه بكل الجهات تحاول أن تتخلص من قبضته
يُوسف : أنا أخليك تمشين على الصراط
مُهرة : يا كلب أبعد عنِّي والله لاأصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسفْ يُلصق ظهر مُهرة على السرير مُثبت كتفها حتى لا تتحرَّك .. وضع باطن كفَّه اليمنى على فمَّها حتى تصمتْ
مُهرة عضَّت كفَّه بقوة جعلت يوسف يبعد يده عنها متألمْ .. دفّته بقوة وهي تقف بجانبه
مُهرة بغضب : حقيييييييييييييييييييييير .. معفن ... كلببببببببببب .. وأكبر كلب بعد .. وركضت للحمام وأغلقته عليها
يوسف نظر لوشم أسنانها بكفَّه : الكلبة قوية ... هيِّن يامُهرة حسابك قريب

,

على الفطُورْ , شاحبة ملامِحها لم تنامْ جيدًا.
أم رؤى : مانمتي كويِّس ؟
رؤى : كنت أفكِّر
أم رؤى : بوشو ؟
رؤى : معقولة ماعندي عم ؟ خال ؟ أي أحد
أم رؤى تنهَّدت : رجعنا لهالموضوع ؟
رؤى برجاء كبير : يمه تكفين قولي لي عن أحد فيهم ؟
أم رؤى ألتزمت الصمت
رؤى ببكاء : طيب وريني صورته بس صورته يمه تكفين
أم رؤى لا تُريد أن تضعف أمام دمُوعها , شتت نظراتها
رؤى : بس صورتهم ؟ بس أشوفه تكفين يمه ... بشوف أبوي ؟ طيب أخوي ؟ طيب غادة أبغى أشوفها
أم رؤى وأهدابها ترتجفْ
رؤى : تكفين يمه .. الله يخليك .. يممه أشتقت لهم ... تكفييين بس ابي أشوف من هم اللي أشتقت لهم ؟ بس أبغى أشوفهم لو دقايق
أكملت ببكاء المقهور : طيب خلاص وريني بس أبوي ... يمه بس أبوي .. تكفين لا ترديني ... بس أبوي ..
أم رؤى : طيب .. وتوجهت لـ غرفتها
رؤى تمسح دمُوعها بأصابعها الباردة , و مسحَها لدمُوعها كـ من يُنظفْ أرضًا و الغبارْ يعصفُ بها .. تمسحُ من جهةٍ ودموعها تسقط من جهةٍ أخرى .. عيناها تفيض الآن .. نبضاتها تتسارع سترى والدها .. وقفت وأتجهت لغرفة والدتها وكانت قد أخرجت الصورة .. مدَّتها لرؤى
رؤى مسكتها بأصابعٍ مرتجفة لا تكاد تثبت الصورة بين كفوفها .. دمُوعها تستقر على هذه الملامح .. وقفت على ركبتيها لا تستطيع الوقوف بثباتْ ودمُوعها تنهار كـ مطرٍ من بعد جفافْ.
أم رؤى واقفة بجانبها .. تنظر إليها بعينٍ مكسورة.
رؤى بنبرة أختنقت جدًا : يممممه . . . ماهو أبوي
أم رؤى جلست بجانبها : تعوَّذي من الشيطان
رؤى تسقط الصورة من كفوفها وهي تضمُ نفسها : لآ ماهو أبوي .. ماهو أبوي .. وبجنون تردد . . ماهو أبوي . .ماهو أبوي
أم رؤى بصدمة تنظر إليها

يُقبِّل خدها : هالمرة سماح . . ماهو كل مرة تطلعين مع المجنون ذا
بضحكةٍ يُردف : بس عشان كذا ؟
همسة على طاولة الطعام : والله خوفي بكرا تتبرين مننا عنده
يُعانقها وبهمساتٍ بيضاء يوصيها على نفسِها

فتحت عينيها على والدتها : ماهو أبوي ؟؟ مستحيل
أم رؤى : ليه مستحيل ؟
رؤى أنهارت غير مصدقة , وبأحاديث لم تفهم منها شيء والدتها : ضمني أكثر .. ليتك مارحت .. يبهههه ..أبييييك
أم رؤى تقترب منها ولكن رؤى تصدِّها : اللي تسوينه في نفسك حرام
رؤى : ردُّوا لي أبوي .. ردوه لي .. ردوا قلبي اللي خذاه .. ردوووووووووووه
أم رؤى : بسم الله عليك من همزات الشيطان وأعوذ بك من أن يحضرون
رؤى تبكِي دماء .. دماء بيضاء .. دماء الشوق .. الحنين . .بعض من الذِكرى تقتل عقلها .. تجعل الصداع ينهش بِه .. ولكن هذا الألم جميل جدًا إن كان سيذكرنِي بوالدِيْ .. أريده .. أريد أن أعانقه .. أشعر به .. أشعر بأنفاسه .. أشعر بأن قلبه مازال بخير .. لماذا كل هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا لا يريدون لي الحياة ؟ لا أتكيف مع حياة المنفى ؟ لا أعرف كيف أتكيف ؟ ولا أريد أن أتكيَّف ؟ أريد فقط أبي . . أريده بشدة الآن وأن يحضر .. أريد أن أبصر إبتسامته
رؤى : أشتقت له .. وحشني .. وحشتنيييي .... يبهههه .... آآآآآآه .. آآآآه
والدتها بكت مع " الآآآه " الموجعة التي نطقت بِها .. بكت ليس بيدها حيلة
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وتبكِي كالأطفال : جيبوا لي أبوي .. جيبوه لي ..

بضحكةٍ مُغلفة بالفرح ولا شي غير الفرحْ , عينين حادة سمراء البشرة أهواه و أنا والله أهوى والدِي , أردف بصوتٍ أضعتُ بِه قلبي : يا هنى ناصِر فيكْ

رؤى أبعدت كفوفها عن وجهها ودموعها تبلل قميصها و تنتثر على الأرض , همست بوجع : ناصر .. مين ناصر ؟
أم رؤى : يمه خلاص يكفي لا تتعبين نفسك وتتعبيني
رؤى بآآهات وصرخة مقهورة خرجتْ من باطن قلبها الضائِع : جيبوو لي أبوي .. جيبووه لي .. جيبوووه .. يممه تكفييين تكفييييين سوّ اللي تبينه فيني بس جيبي لي أبوي
أم رؤى : ما بإيدي شي
رؤى وتنظر لوالدتها بعينين تلمع بدموعها : طيب ناصر ؟
أم رؤى ببكاء : مقدر
رؤى و تنهارُ أكثر : ناصر زوجي صح ؟ هو زوجي ؟
أم رؤى : إيه زوجك يا يمه بس خلاص راح
رؤى : كنت أحبه ؟ طيب جاوبيني قولي لي كنت أحبه كثير ولا لأ ؟
أم رؤى : تحبينه يا روحي
رؤى : كان يحبني ؟
أم رؤى : إيه
رؤى أخفضت رأسها و الدموع تكتسيها : ناااااااااااااااصر .. آآآآآه .. يا يمه قلبي ضاع بينهم ؟ قولي لي بس مين أنا ؟
توجع جدًا أن يجهل الشخص نفسه , أم رؤى لا رد لديها
رؤى : الله يرحمه ويغفر له .. ليتني أتذكر وجهه ياربي ليتني أتذكره .. يمه أنا أشتقت لهم بس ماأعرفهم .. ماأعرفهم .. أشتقت لأبوي .. أشتقت له كثيييرْ
أم رؤى : الله يرحمه
رؤى تنظر في عين والدتها : أحيانا حتى أنتي ماأعرفك ؟ ماأحس أنك أمي ؟ أنا أحبك بس حتى انتي أجهلك
أم رؤى : هذا من الشيطان ياقلبي .. تعوذي من الشيطان
رؤى تمتمت بجنون : ناصر .. وين ناصر الحين ؟ .. أبغاااه .. أبغاه يمه ... *وبصرخة مبكية ترتجي* .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصر

,


تقيأ كثيرًا هذا الصباح , يشعر بأن بلعومِه انجرح و يتقيأ الدماء فقط , قلبه يضيق به , قلبه الذي بحجم الكف ضيق جدًا , غادة تحضر في باله الآن .. تحضر بقوة .. نظر لنفسه بالمرآة .. عينيه متورمة , شفتيه جرحُها واضِح جدًا , ملامحه شاحِبة , لم يكُن بهذه الصورة أبد في حياة غادة , لم يكن هذا الشحوب موجودًا , كان كل من حوله يفيضُ بالحياة , بلل وجهه وهو يمسحه .. أرتمى على السرير .... أغمض عينيه .. مبتسمًا لطيف الذكرى القريب من قلبه الآن .. رُغم هذه الذكرى إلا أن هُناك شيئًا آخر يتألمُ منه قلبه .. ضاقت بعينيه من هذا الألم . . مازال مُبتسمًا لا يُريد تفويت ذكرى تمُّر بِها

أسفل ثلُوج باريسْ , في إحدى المقاعِد على الرصيف المغطى من الأعلى
غادة : أيوا وش بعد ؟ رحت " كَـانْ " مع عزوز وهدول جلسنا يوم ورجعنا
ناصِر : أسبوع غبت عنك ودوجتي لين قلتي بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي الدراسة وقضينا ! وعزوز كان مآخذ إجازة
ناصر : طيب أسأليني وش سويت بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت بالرياض ؟
ناصر : ولا شيء
غادة تداعب أنفه بأنفها : معقولة ولا شيء
ناصر : تقريبًا ما فيه شي يذكر
غادة : ولا شي حتى لو تافه
ناصر : هههههههههههههههههههههه كئيبة جدا الرياض
غادة رفعت كلتا رجليها على الكرسِيْ لتُلصق ظهرها بـ كتف ناصرْ أما ناصِر فـ ألتفت حتى تضع ظهرها على صدره ويغرق في شعرها
ناصر : أبوك يدري أنك طالعة ؟
غادة : لأ هههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له بروح أشتري كتاب وأجي .. وإن رجعت بقوله أني شفتك
ناصر يُقبل خدَّها البارِد : المشكلة ماراح تطيح الا على راسي
غادة : لآ أنا بقوله أنك ماتدري
ناصر : أبد أبوك يصدقك
غادة ضحكت وهي تلتفتْ عليه : مايصدقك أنت بس يصدقني
ناصِر يُباغتها بـ قُبلة : تدرين أني أشتقت لك
غادة بخجل : وتدري أني أحبك
ناصِر يُقرِّبها أكثرْ مِنه , لا يفصِل بينهُم شيء .. قلبها يلتصِقْ بقلبه .. و أحاديثْ تجرِي من نوع آخر .. بعضٌ من الحُبْ يتسلل مِن شفتيها له .. والبعضْ الآخر يتشبثْ بقلبِها .. هيْ أجمل من رأت عينيّ .. هي أولْ الحُبْ و هي آخره .. هي الحياة و بعدها الأرضِ لا تُطيقْ أن أسير عليها وحيدًا .. لا تطيق أبدًا .. تُريدني معك دائِما .. حتى أنها تلعنِي دائِما وتبرزُ أشواكها في وجهيْ .. أنا أحبك.
قاطعهمْ : ياسلام على المناظر الإباحية
غادة تزم شفتيها وهي تشتت نظراتها بإحراجٍ شديد
عبدالعزيز : يعني منتظريني !! وعارفين أني بجي وقدام الناس بعد !! صدق اللي اختشوا ماتوا
ناصِر أبتسم بحرج : شلونك ؟
عبدالعزيز : وش شلونك ؟ لحظة بستوعب أنها غادة
غادة وتوَّد أن الأرض تدفنها الآن
عبدالعزيز ويمثِّل الغضب : ماعاد تشوفك فاهم !! ولا قدام العالم والناس , مرة مفتخرين باللي تسوونه ماشاء الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو قدام الناس إلا اللي يدققون عاد زيِّك وعندهم طول نظر يشوفنا
عبدالعزيز : وبعد تضحك !! لا جد ماني مصدق ! يخي أستح على وجهك مابقى على عرسكم شي لاحق
غادة وتفجَّرت بالحُمرة
عبدالعزيز غمز لناصِر و أردف : وأنتي ماتستحين صدق غادة أتكلم ذا يخربك وأنتي معاه بالخراب ؟ فرضًا ماتم الزواج وش تبين الناس يقولون عنَّا ماعرف يربي أخته .. صدق مافيه عرب بس على الأقل أحسبي حساب الفرنسيين اللي يشوفونكم
غادة وهي تنظر للأسفل : طيب
عبدالعزيز : وش طيب ؟ جد أنصدمت والمشكلة شكيت في نفسي قلت معقولة ذي غادة ونويصر الكلب ؟ لا صدق هالمرة ماهو من أبوي مني أنا مافيه طلعة مع راس هالخراب
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه .. ويضع ذراعه على كفوف غادة .. زوجتي وكيفي
عبدالعزيز : كيفك إن شاء الله لا صار العرس بس الحين هي تحت أمرنا وأبوي ولي أمرها وأكيد ماراح يرضى .. آخخ لو أبوي شايفكم وش ممكن يسوي ؟ يعني بتخيَّل أنه بيعلقك على هالعمود وبيجرّ غادة من شعرها يخليها تلعن الساعة اللي شافتك فيها
غادة من الإحراج الشديد بدأت عينيها تنبأ بالدموع
عبدالعزيز عندما رأى دموعها انفجر بالضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلاص نمزح .. بس عاد لا تمصخونها ندري أنكم متزوجين بس كذا تفتنون العزابية اللي زيَّنا
غادة تمسح دموعها ورغم مسحها إلا أنها تسقط دون توقف
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين وش يسكتها !!
غادة دفته بغضب
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه ههههه وبعدين أحترموا الذوق العام مايصير كذا قدام الرايح والجاي !!
ناصر : مسكَّر المكان ماتشوف الطريق فاضي إلا من الكلاب اللي زيِّك
عبدالعزيز : أنا كلب يا حقير . . غادة خلينا نروح ههههههههههههههههههههههههههه
غادة مازالت تبكِي وجسدها بأكمله محمَّر
عبدالعزيز يسحبها ليضع رأسها على صدره : يختي أمزح بس صدق منظركم ماهو حلو بس يالله ملعيش وش نسوي بعد ؟ أحيانا الرغبة أقوى *أردف كلمته الأخيرة بإستهزاء شديد في ناصر*
ناصر : أشوف فيك يوم يا ولد سلطان

فتح عينيه المحمَّرة .. تسقطُ منه خيباته مِن هذه الدُنيا , الأرض تبكيه كيف أنه وحيدًا .. و آآه من الحنين .. ينهشُ بجسده .. يقتلع مِنه الفرح بشدة .. لا فرح يستحق دُونها . . أشتاق لك يا نظر ناصر.


,

بمكتبه و أمامه عبدالعزيز
بوسعود : ترجع تنام واضح التعب من عيونك
عبدالعزيز : مافيني الا العافية
بوسعود : أي عافية شايف وجهك كيف أصفر
عبدالعزيز ألتزم الصمتْ
بوسعود : سلطان تأخر .. أخذ جواله يتصل عليه .. لا مُجيب .. تنهَّد وهو يتصل على الجوهرةْ

جالسة على طرف السريرْ تنتظره يأتي .. لم يأتِي من أمس .. نبضاتُ قلبها ليستْ بخيرْ .. تشعُر بالضياع في غيابه .. بالحُزن .. رُغم حزنها منه إلا أنها تحزن عليه وعلى حديثه أكثر .. رغم أنها تضايقت منه ولكن الآن تريد أن تطمئن عليه .. لا يستحقها أنا أعلم أنني لا أستحقه لكن .. ماذا أفعل كي أرتاح و يرتاح ؟

مسكت جوالها الذي يضج بنغمته , رأت إسم عمَّها .. أنقبض قلبها من الخوف ؟ رُبما خبرٌ سيء , بصوت مُرتبك : ألو
بوسعود : صباح الخير
الجوهرة : صباح النور
بوسعود : شلونك ؟
الجوهرة : بخير الحمدلله عساك بخير
بوسعود : الحمدلله , الله يرضى لي عليك صحي لي سلطان شكل راحت عليه نومة
الجوهرة توتَّرت , نبضاتها تتسارع بشدة
بوسعود : دقيت عليه بس مايرد
الجوهرة بصوت جاهدت أن تُضبطه دُون ربكة : إن شاء الله
بوسعود : بحفظ الرحمن
الجوهرة : فمان الكريم .. أغلقته .. أين سلطان الآن ؟ .. نزلت للأسفل وكانت أمامها عائشة : شفتي سلطان ؟
عائشة : إيه فيه نوم بمجلس
الجوهرة تنهَّدت براحة .. تقدمت للمجلس وكان بارد جدًا والتكييف على أعلى مايمكنْ .. نظرت إليه مستلقي و بجانبه هاتفه ومفاتيحه .. جلست بقربه .. تأملته لأول مرة تتأمل تفاصيله وأدق تفاصيله دون أن ترمش عيناها أو تشتتها بعيدًا عنه.
بعد دقائِق طويلة وعينيها تحكي الكثيرْ
نظرت لهاتفه ويبدُو أنه على الوضع الصامتْ .. بهدُوء : سلطان
لا مُجيب .. يبدُو صوتها جدا هادىء
وضعت باطن كفَّها على خده البارِد جدًا .. لو أنها تنطق بكل ما ركنتهُ في صدرها من سنين .. لو أنها , رجفت كفوفها من خدِّه وأبعدتها
فتح عينيه بتعبْ , معقِّدًا حاجبيه . . أنتقلت أنظاره لـ عينيّ الجوهرة , تنهَّد وجسده مُتعب من النوم على الأرض , يشعر بأن ظهره كُسِر الآن من وضعية نومه.
الجوهرة برجفة : أتصل عمي وقال أنك ماترد على جوالك
جلس و هو ينظر لهاتفه وصُعق من الساعة القريبة من العاشِرة صباحًا
الجوهرة : ليه مانمت فوق ؟
سلطان تجاهلها تماما وهو يأخذ أغراضه ويقفْ
الجوهرة : طيب كان طمنتني
سلطان ألتفت عليها وهو يخرج : أطمنك على أيش ؟
الجوهرة أرتبكت و دموعها ترتجف على رمشِها : خفت أنك ماجيتْ , ماكنت أدري أنك هنا جلست لين الصبح أحاتيك
سلطان : شكرا على الإهتمام بس ماني بحاجته .. وصعد للأعلى
الجوهرة وسقطت دمُوعها أمام حديثه , بكت بضعفْ , بإحتياج , بحُب .. دخلت عائشة لتنظف المجلس وتجمدت في مكانها أمام بكاء الجوهرة الذي يُشبه تماما سعاد بنظرها.
الجوهرة مسحت دموعها وأنسحبت بهدُوء لتصعد للأعلى .. دخلت الجناح بخطواتْ ضعيفة , سمعت صوت الماء .. لا تكُن مثلهم .. " لا تقسى عليّ "

بجهةٍ أخرىَ

بوسعود : لين تخف عينك بعدين تروح له عشان مايشك
عبدالعزيز : إيه أكيد
بوسعود مسك هاتفه وأتصل على رتيل الذي رآها الصباح لم تنام بعد , أراد أن يطمئن , أتاها صوتها المُتعب : هلا
بوسعود : مانمتي ؟
رتيل : ماجاني نوم
بوسعود : حبيبتي ريحي بالك مافيه شي وحطيت حرس عند الباب
رتيل : ماني خايفة بس أنا أصلا ماجاني نوم
بوسعود : ماينفع كذا !! صار لك يومين مانمتي كويِّس بعدين راح تهلوسين .. يالله نامي
رتيل : متى بترجع ؟
بوسعود وتأكد أنها خائفة : برجع بدري إن شاء الله
عبدالعزيز ويسرح بنبرة بوسعود الخائفة المهتمة على إبنته الذي يجهلها رُبما عبير أو رتيل .. يُشبه والده حين يتصِّل عليه .. أشتاق كثيرًا لإتصالات والديه التي يكُن القصد منها فقط سماع صوته والإطمئنان.
بوسعود : رتيل
عبدالعزيز رفع عينه مرةً أخرى على بوسعود
رتيل : طيب بحاول أنام
بوسعود : أرجع ألقاك نايمة ولا تخافينْ
رتيل تنظر للباب الذي بدآ ينفتح , أخذت شهيق وتوقفت
بوسعود بنبرة خوف : رتيل ؟ رتيييييييييييل ؟
رتيل : خلاص يبه أكلمك بعدين
بوسعود : وش صاير ؟
رتيل تبكي : مافيه شي
بوسعود : لاتخوفيني قولي لي وشو
عبدالعزيز المنجذب ويستمع لكلمات بوسعودْ
سحبت من كفَّها الهاتف : يبه
بوسعود : وش فيها ؟
عبير : دخلت عليها وشكلها خافت .. أهتم بشغلك ياروحي ولاتشيل همّنا
بوسعود وبراكين من الغضب تثور في داخله كيف أنه بناته يعيشان بهذا الخوف لأجل حمقى سيُفجِّر بهم من غضبه وبنبرة حاول أن تكون هادئة ولكن أتت حادة : أتصلي علي لا صار شي ..
عبير : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن .. وأغلقتهْ
عبدالعزيز : صاير فيها شي ؟ .. أنتبه لسؤاله .. قصدي يعني عسى ماشَّر ؟
بوسعود : خايفيين
عبدالعزيز : دام سلطان ماجاء إلى الآن خلَّه يجيك في بيتك وأتفقوا هناك
بوسعود : ماينفع فيه أوراق هنا وبنروح نحقق معهم بنفسنا

بجهةٍ أخرى ,

عبير : خلاص أهدي لو أدري كان دقيت الباب بس حسبتك نايمة
رتيل ببكاء مُنهارة فعليًا
عبير : يابعد عُمري خلاص يكفي بكي
رتيل وترتمي لصدر عبير لتُعانقها بشدة .. تبكِي وتجهش ببكائِها .. مُتعبة جدًا متعبة.



في أطرافِ ليلٍ جديدْ ,

سلطان : لأنه جبان هرب .. بس بلغناهم إن شاء الله يمسكونه بأقرب وقت
بوسعود وقبضة كفِّه محمَّرة بعد أن ضربْ بِها أحد الممسوكينْ وهو يلفظ إسم بناتِه
سلطان تنهَّد بإرهاق وهو يسند ظهره على الكرسي : صار شي من الجوهي ؟
عبدالعزيز الذي يُحرك هاتفه ومفتاح سيارته على الطاولة كالشطرنج : لأ
سلطان ويتأمل ملامح عبدالعزيز وهو يُسلي نفسه , أردف : شكلك مو نايم كويِّس ؟
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ماجاني نوم
بوسعود : محد جاه نوم
سلطان بإبتسامة : أنا قدرت أنام
بوسعود ضحك بعد يومٍ كان مشدود الأعصاب : عاد أنت حالة شاذة
سلطان : بس والله ما ارتحت .. ومن تعبه نسي أن عبدالعزيز بجانبه .. مدري وش أسوي فيه ؟
بوسعود : مين ؟
سلطان كان سيلفظ الإسم ولكن أنتبه لوجود عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه عليه , وقف : عن إذنكم
سلطان : لآ تعال
عبدالعزيز ألتفت عليه
سلطان : أجلس مافيه شي نخبيه عنك .. كنت أقصد الجوهي
عبدالعزيز جلس ويشرب من قاروة المياه وهو الآخر مرهق .. الجميع أُرهق من هذه الأجواء.
بوسعود وقف : أنا برجع البيت .. وأنت سلطان لا تلهي نفسك هنا وتهمل بيتك ...
سلطان ويسخر في داخله " الله والبيت " , أردف : ولا يهمِّك
بوسعود خرج تاركهُمْ
دار الصمت بينهمْ لدقائِق طويلة حتى كسره سلطان : ماقلت لي وش سويت مع الجوهي ذاك اليوم ؟
عبدالعزيز تذكَّر : إيه صح .. قال أنه يبغى يتوِّهكم
سلطان وثبت في جلسته ينظر إليه بجدية : وش قال بالضبط ؟
عبدالعزيز : أنه راح تكون الصفقة بباريس بس هي بالحقيقة بتكون بروسيا بس عشان تروحون هناك ويضيع وقتكم وهو يكون أصلا منتهي وخالص ويمكن يكون راجع السعودية
سلطان : عبدالعزيز تعرف وش ودي فيه الحين ؟
عبدالعزيز بعفوية : وشو
سلطان : أخنقك وأعلقك على هالمروحة !! توِّك تحكي
عبدالعزيز : طيب وش أسوي ماجت الفرصة
سلطان : يعني الحين بتكون في روسيا
عبدالعزيز : إيه بموسكو هذا آخر شي قاله لي
سلطان : وجاب طاريك ؟
عبدالعزيز :إيه ماعنده غير عبدالعزيز العيد
سلطان : ماراح يقدر يشِّك فيك وموضوعك نتصرف فيه نقوله أنه مات وينساك
عبدالعزيز : مات ؟
سلطان : مافيه غير كذا عشان يصرف نظره عنك
عبدالعزيز وذكر الموت له هيبة في داخله
سلطان : الله يطوِّل بعمرك .. مجرد كذبة عشان يبعد عنك
عبدالعزيز : طيبْ
سلطان وينظر من الزجاج كيف أنه الهدُوء يسكن هذه اللحظات : خلنا نمشي .. وقف
عبدالعزيز سحب جواله و مفتاحه و ذهب معه
سلطان يقفل مكتبه جيدًا ويضع المفتاح في جيبه أمام أنظار عبدالعزيز


,


هيفاء : وش فيك هادية اليوم بقوة ؟
نجلاء بحدة : وش تبيني أحكي فيه ؟
هيفاء : بسم الله طيب أسكتي عساك ماتكلمتي
ريم ضحكت وأردفت : يالله مابقى شي ويجينا عبود
نجلاء وأرتخت ملامحها المشدودة مع هذا الطاريْ
ريم : إحباط لو تجي بنت
هيفاء : صدق إذا كانت بنت وش تبون تسمونها ؟
نجلاء : مافكَّرنا , أنا أحسه ولد
ريم : اللي يجي من الله حياه بنت ولا ولد
دخل منصُور : سلام
: وعليكم السلام
جلس بجانب نجلاء
ريم سكبت له من القهوة : وينك صاير ماتنشاف ؟
منصور : دخلت أنا ويوسف نادي
نجلاء ألتفتت عليه : ليه ماقلت لي ؟
منصور : عادي ماهو مهم
نجلاء تجاهلت أمر هيفاء وريم : صاير ماتقولي ولا شيء
منصور : طيب هذا أنتي عرفتي
هيفاء تحاول قطع هذا النقاش : طيب وين يوسف ؟
منصور : راح الإستراحة
نجلاء بغضب تركتهم وصعدت للأعلى
ريم : لا تآخذ في خاطرك بس نفسية الحامل أكيد بتكون زفتْ
هيفاء : ماشاء الله مجربة
ريم : شي بديهي أصلا بس طبعا الدروج اللي زيِّك مايعرفون هالشي
منصُور تنهد ووضع الفنجان على الطاولة وصعد للأعلى .. , دخل وعندما رأته أنزلت بلوزتها التي كانت ستنزعها
منصور بإستغراب من تصرفها رفع حاجبه : وش صاير لك ؟
نجلاء : ولا شي
منصور : لا فيه شي ؟
نجلاء بعصبية : قلت ولا شي يا منصور
منصور يقترب منها وبنبرة هادئة : يا روحي أكيد ماني راضي على تصرفاتها معك بس وش أسوي ؟ تبيني أروح أضربها يعني ؟ وأكيد يوسف بيزعل لو عرف ويكفيه اللي فيه
نجلاء ملتزمة الصمتْ
منصور : ماله داعي تعصبين على كل شي , والنادي قبل 4 أيام يمكن مدري 5 سجلنا فيه
نجلاء وفعلا غاضبة وملامحها تبيِّن ذلك
منصُور يحوي وجهها بكفوفه : معصبة على أيش ؟ خلاص أهدي
نجلاء بكتْ وبعصبية أنفجرت :لأني ماني طايقة هالوضع .. خلاص أبغى أرتاح .. مليت جد مليت يعني من وين ألقاها أنا ؟ تعبت ونفسيتي تعبت .. ماأبغى أجلس هنا وهي تكون موجودة
منصُور : طيب
نجلاء بغضب : يعني أنا معصبة وحارقة دمي وتقولي طيب !!
منصور : وش تبيني أقولك ؟ نجلا بالعقل
نجلاء : تعرف شي ودِّني بيت أهلي ما أطيق أجلس هنا أكثر
منصور أبتعد عنها
نجلاء وتشعُر بآلام أسفل بطنِها , تشنجات كثيرة .. يبدو عصبيتها أثرت , نصحتها الدكتورة بأن تبعد عن كل مايغضبها ولكنها لم تستمع إليها
جلست على الكنبة وهي موجوعة
منصور ألتفت عليها وأنتبه لملامحها الواضح أنها تتألم : نجلاا
نجلاء تبكي من الألم : آآآه
منصور وفعلا لا يعرف بهذه الأمور , : طيب أوديك المستشفى ؟
نجلاء : لآ .. عضت شفتيها بقوة حتى لاتصرخ ومع عضَّتِها نزفت شفتها
منصُور بتوتر : أنادي لك أمي .. نجلاء ردي علي
نجلاء : ألم ويروح
منصور تنَّح : بتولدين ؟
نجلاء وصوتها يتقطع : لآ توّني مادخلت الثامن
منصور ويجلس على ركبتيه أمامها و لا يعرفْ أن يُدبر أمرها : طيب كيف يروح الألم ؟
نجلاء ولا تستطيع أن تنطق حرفًا آخر من الألم
دقائق طويلة تمر بصمتِهم وتأوهات نجلاء و منصُور لا يعرف يتصرفْ بمثل هذه الأمور جيدًا
منصور : بنادي أمي .. وقف
نجلاء : خلاااااص
منصور ويجلس بجانبها مرة أخرى وبعضٍ من الخوف والرهبة تنتابه , يبقى الطفل الأول ذو طابع خاص : راح ؟
نجلاء وأنفاسها تتصاعَد براحة , بدأ الألم يخفْ
منصور : متى موعدك الجاي ؟
نجلاء : بعد أسبوع
منصور : قولي لها تعطيك مسكن ولا شي !!
نجلاء بقهر : لأنك عصبتني
منصور : أنا ؟
نجلاء ببكاء : ياربي أنا غبية
منصور : مافهمت !!
نجلاء : هي قالت لي أنه حملي حساس ومفروض مأاعصب وأرتاح
منصور : طيب خلاص أهدي الحين لا تقهرين نفسك .. وبلحظاتٍ سريعة حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير .. الحين ناميْ
نجلاء وعينيها تنظر إليه بتمعُّن
منصور أبتسم على نظراتها الطفولية .. أنحنى ليُقبل جبينها : بجلس تحت شوي لين يجيني النوم .. تصبحين على خيرْ
نجلاء : وأنت من أهله


,

بوسعود يقرأ على رتيلْ , سيمر يومٌ ثالث ولم تنام جيدًا , النوم نعمة وقلة من يُبصر هذه النعمة , من لا ينام تُهاجمة هلوسة وظنون سيئة و رُبما يتخيل أشياء لا وجود لها بالحقيقة .. غير العقل الذي سيضعف شيئًا فشيئًا ونبضات قلبٍ غير منتظمة .. , أردف أخيرًا : بسم الذي لا يضر مع إسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. حبيبتي خلاص نامي
رتيل وأنظارها على السقف , مازالت تشعُر بحدة نبرة عبدالعزيز وهو يُخبرها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
بوسعود : أنا بنام عندك اليوم لاتخافين
عبير دخلت من خلفهم ومدّت كآس الماء لوالدها
بوسعود : لايكون بتسهرين بعد ؟
عبير : لآ بنام الحين بس جيت أتطمن عليكم
بوسعود : نوم العوافي يارب
عبير الله يعافيك
بوسعود يشربْ من كآس الماء قليلا ويضعه على الطاولة : رتيل إلى متى ؟ ماهو زين .. وأفكار تقوده بأن يُعطيها حبة منوِّم فهذا الحل الأخير أمامه ..
رتيل عادت للبُكاء
بوسعود : بسم الله عليك .. الله يلعنهم واحد واحد .. بدأ الغضب يعتريه مجددا كيف أنهم سلبوا الراحة من بيته !!
رتيل تبكِي بشدة و تنظر لأعينٍ أخرى .. أعين من قتله ناصِر
بوسعود : لاحول ولا قوة الا بالله ... سحبها لصدره لتبكِي بشدة عليه وهي تحفر أصابعها به .. تخاف أن تبعد عنه
بوسعود مُتأكد بأن أحدهم تحرش بِها على الرغم من أن عبدالعزيز أخبره بعكس ذلك
بوسعود : وش سوو لك ؟
رتيل وتجهش ببكائِها
بوسعود : خايفة من وشو ؟
رتيل : محد
بوسعود : طيب أهدي .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه


,

باريس ,
في شقتها التي تُشاركها مع أخرَى , يبدُو الوضع كئيب جدًا , كل حماسها أختفى .. حبَّت أن تفتح حوار : وش رايك نتمشى برا بما أنه الجو حلو ؟
ضيّ : لا خلينا هنا
أفنان : طفشت مرة مافيه شي نسويه هنا
ضيّ : سولفي لي عنك
أفنان أبتسمت : ماأعرف أسولف عن نفسي
ضي : عن أهلك أي شي ؟
أفنان : أنا أصغرهم فيه الجوهرة أكبر مني ومتزوجة و ريان بيتزوج قريب
ضي : الله يحفظهم ويخليهم يارب
أفنان : آمين وأنتي ؟
ضي : بصراحة يعني ماهو مرة متحمسة لهالدورة بس عشان أنشغل فيها وعشان زوجي
أفنان : متزوجة ؟
ضي : بس بدون لا أحد يعرف
أفنان شهقت
ضي : وش فيك ؟
أفنان بحرج : لآ يعني قصدي .. أقصد يعني صغيرة
ضي : هو عنده ظروف وعشان كذا مايقدر بهالفترة فلما جتني هالدورة هو وافق
أفنان بعفوية : زوجك كبير ؟
ضي أبتسمت : ليه ؟
أفنان : مدري بس أحس اللي يتزوجون بالسر دايم كبار
ضي : إيه وعنده بنات
أفنان شهقت مرة أخرى
ضي : الشرع حلل 4
أفنان : وبناته كبار ؟ يعني كبير ؟
ضي : أنا أحبه وهذا يكفي


,

كانت تنتظره يأتي , ومع تأخيره .. أتجهت لمكتبه , طرقت الباب .. دخلت ورفع عينه عليها
الجوهرة تتشابك أصابعها فيما بعضها : مطوِّل ؟
سلطان : ليه ؟
الجوهرة بربكة : أبغى أقولك موضوع
سلطان : ماني فاضي
الجوهرة زمت شفتيها لا تُريد أن تبكي أمامه ولكنه يقسو عليها كثيرًا
سلطان : لو سمحتي .. وأخفض نظره على أوراقه
الجوهرة : ليه تعاملني كذا ؟
سلطان : لأن أنتي تبين كذا
الجوهرة بكتْ , ومع دموعها ترتجف حروفها : طيب أنا آسفة
سلطان : أسفك مايفيدني بشيء
الجوهرة : سلطان
سلطان بحدة يرفع عينه: نعم
الجوهرة ببكاء طفلة : لا تقسى عليّ
سلطان لا يُريد أن يحن عليها ولكن تُرغمه : طيب
الجوهرة : بس شوي أترك هالأوراق
سلطان : ماعندي وقت
الجوهرة : عشاني ؟
سلطان : ولا عشانك
الجوهرة وتحس بالإهانة الآن
سلطان : سكري الباب وراك
الجوهرة وإهانةٌ أخرى .. وقفت تنظر إليه : ليه تسوي فيني كذا ؟ أنت بعد ماقلت لي عن سعاد وسكت ماقلت شي ليه تعاقبني الحين
سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه

.
.

أنتهى


0 رواية : و إنت يا الفجر البعيد نامت عيونك : ( منقوله - كامله )
0 رواية: خايف ياقلبي خايف / كاملة
0 الرجيم فوائده واضراره -1
0 تفرقنا سنين وماجمعنا غير الجرح و ليت الجرح بعد قربه تعدانا / كاملة
0 الخل والفلفل الاسود لعلاج القشرة
0 سما غابة الأوهام ، كاملة
0 لعبة بيد إمرأة // منقول
0 خيالات مجنونه
0 تدري وش أقسى جرح في قلب البنت و في مفاهيم الجفى و القساوة !
0 أخذتني أمل و رديتني ألم / كاملة
0 رواية وه فديتك / كاملة
0 التداوير الانثويه
0 لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
0 حروفك سرقتني من بين الحضور اهيم بك دهرا ولا اكتفي.
0 علاج تساقط الشعر عقب الرجيم
خيالات مجنونه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-2013, 01:23 AM   #52
-||[قلم من الماس]||-
 
الصورة الرمزية خيالات مجنونه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 996
معدل تقييم المستوى: 13
خيالات مجنونه is on a distinguished road
افتراضي



البارت ( 31 )

ألا يا غِيابي ..

أنـا فيكَ حاضِـرْ !

أُكابِـرُ ؟

كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ !

أنَـا توأَمُ الشّمسِ

أغـدو و أُ مسـي

بغيرِ انتِهـاءْ !

ولي ضَفّتـانِ :

مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ

وَشِعــري قَناطِـرْ !

متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟


*أحمد مطر.




سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
الجوهرة بللت شفتيها بلسانِها مُرتبكة
سلطان وضع القلم على الورق و وقف
الجوهرة التصقت بالباب بـ ودَّها لو تكُن ذات سيقان قصيرة تفِّر هاربة دُون أن يُحمل أحدًا عليها عتب ويتمتمون " طفلة ما ينشره عليها " هذا ماودَّها بِه الآن أمام نظرات سلطان
سلطان : وش قلتي ؟
الجوهرة أغمضت عينيها بشدة لا تُريد أن تراه و بخوف : قلت أبغى أطلع
سلطان أبتسم إلى أن بانت صف أسنانه العليا , : بس أنا سمعت شي ثاني
الجوهرة فتحت عينيها ببطىء : والله ما أقصد بس
سلطان بنظرات حارِقة جدًا وبملامح باردة : قصدك وشو ؟
الجوهرة : أنك ماجيت وأنا أحسبك برا وجلست أحاتيك وأقول ليه مارجع وأكيد زعلان مني
سلطان وينظر إليها , طفلة وستظَّل طفلة بنظره لا يستطيع أن يتعامل معها كـ أنثى بالغة ؟ حتى نبرتها وتبريراتها طفولية جدًا
الجوهرة تُكمل : ما أبغى أعرف وش صار قبل لاتتزوجني !! بس يعني .. أنا والله آسفة ماهو قصدي أزعلك وتتضايق مني .. يعني لا تعاملني كذا
سلطان : أيه
الجوهرة أرتبكت جدًا : بس خلاص .. أرجع لشغلك وتوبة أدخل عليك وأنت تشتغل
سلطان : طيب
الجوهرة وزاد إرتباكها : خلاص أطلع ؟
سلطان و بعض من الفرح يتراقص في قلبه ويريدها أن تبقى : أنتي وش تبين ؟
الجوهرة : ما أبغى أعطلك عن شغلك بس يعني أنا مقهورة ومانمت و .. يعني كيف أقولك بس والله سلطان أنا ماأبي أضايقك بشيء .. , تشعر وهي تذكر إسمه " حاف " بأنه ينقصه شيء ربما هيبته في داخلها هي السبب.
سلطان بصمتْ وأنظاره تحفُّها
الجوهرة : و ما كليت اليوم كويِّس وحتى تجاهلتني ما كاني موجودة , خلاص والله ماعاد أعيدها
سلطان رغما عنه ضحك
الجوهرة تغيرت ملامحها مع ضحكته لم تفهم شيء هل هو راضي أم غاضب أم ماذا ؟
سلطان بإبتسامة : طيب أسفك بحاول أفكر فيه يعني أرضى أو لأ
الجوهرة : يعني أفهم أنك رضيت ؟
سلطان يرجع لمكتبه : مدري أفكر
الجوهرة أمالت فمها وهي تنظر إليه
سلطان يُدخل بعض الملفات في درجه لن يستطيع التركيز أبدًا في عمله اليوم , رفع عينه مرة أخرى : تعالي
الجوهرة : وين ؟
سلطان : تعالي أجلسي عندي
الجوهرة : لآ ما أبغى أزعجك
سلطان : قلت تعالي
الجوهرة تقدمت لتجلسْ بمقابله ولكن أشار لها بجانبه .. جلست وكتفها يلتصق بكتفه , أوراقه بين يديه لا يعرف بأي سطرٍ يقرأ , والتركيز تحت الصِفر.
الجوهرة : زعلان ولا لأ ؟
سلطان وعينيه على الورقة : تدرين أحيانا وش أحس إتجاهك ؟
الجوهرة أرتبكت لم تتوقع أن يكُن صريحًا لهذه الدرجة , توتّرت
سلطان : أنك بنتي
الجوهرة : بنتك ؟ على فكرة إحساسك بايخ مرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد إحساسي
الجوهرة : لهدرجة عقلي صغير ؟
سلطان : لآ بس ضحكتك كلامك نظراتك ربكتك إبتسامتك نبرتك دلعك كلها طفولية وحيل
الجُوهرة ورمشها يرتجفْ من رجفة قلبها بهذه اللحظاتْ
وضع بعض الأوراق في ملفٍ آخر وأنحنى ليدخله الدرج الأخير .. ألتفت عليها ولا يفصُل بينهم شيء , نظراتٍ بينهُم , أحاديثٍ صامتة بكلماتٍ تدخل في قامُوس لغة العينْ.
الجوهرة وقفت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها : تصبح على خير
سلطان وعينه الغير راضيه تُمعن النظر بها : وأنتي من اهل الخير


,

في الصباح , بعد أن تم تنويمها رغمًا عنها بِفعل حبّةٍ , قبَّل رأسها بهدُوء , أطمئن عليها وخرج ليطرق باب غرفة عبيرْ
عبير فتحت الباب لتُقبل جبينه : صباح الخير
بوسعود : صباح النور .. صاحية بدري
عبير بإبتسامة : تطمن أمس نمت كويس
بوسعود : الحمدلله .. أنتبهي لأختك
عبير : إن شاء الله
بوسعود : بحاول ما أتأخر اليوم بس طلي عليها كل شوي و إن صحت خليها تآكل لأنها ما كلت شي
عبير : إن شاء الله من عيوني

عينانْ تنظُر إليها أمام عبدالعزيز , كانت خبيثة جدًا تُفتفت خلاياها بنظراتِه .. يبدُو كأنه سيآكلها الآن .. يقترب مِنها شيئًا فشيئًا , لا تستطيع أن تصرخ .. أن تُنادي أحدًا .. حتى عبدالعزيز واقف لم يتحركْ .. أنفاسٌ تتصاعَد , شهيقٌ لا يُلحقه زفيرًا , .. قلبها يضيق , كل ما حولها يضيق يبدُو الحياة تُفارقها بهذه العينان اللتان تُوحي كأنها تتلصص عليّ تُريد تمزيقي ...
فزَّت من سريرها مُتعرِّقة أنفاسها تُسمع من خلف البابْ

بوسعود ألتفت هو وعبير إلى باب غرفة رتيل من صوتٍ أصدرته .. فتحه بهدُوء ونظر إلى حالتها
رتيل عندما رأتهم بكتْ : يبببببببببببببه
بوسعود : ياعيون أبوك ... جلس بجانبها
رتيل وتضع كفوفها على شعرها المجعَّد بفوضى وتفكيرها مشتت جدًا من طرفٍ عبدالعزيز و من طرفٍ آخر الذي قُتِلْ
بوسعود وكيف يتحمَّل هذا المنظر ؟ لو حرقهم واحِدًا واحِد لن يُشفى صدره أبدًا
رتيل وبكلماتٍ متقطعة غير مفهومة : هنا .. موجود والله موجود
عبير أبتعدت للخلف قليلا من منظر رتيل , بلعت ريقها ورمشها يرجُفْ و نبضاتِها ليست على ما يُرام أبدًا
بوسعود ويضع كفوفه على خدها : مافيه أحد .. حتى أنا جالس هنا ماني رايح مكان ..
رتيل ونظراتها مشتتة
بوسعود : ما أمدى نمتي , أرجعي نامي وأنا هنا جالس .. يالله ياروحي
رتيل تضع رأسها على المخدة وعينيها على السقف
بوسعود يمسح بكفِّه اليُمنى عرقِ جبينها , ليقرأ عليها " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ثم أردف " اللهم أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك . أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تُطمئن قلبها وتُجلي حزنها وتعفو عنها وتغفر لها ياكريم يارحيم "
أغمضت عينيها , وما إن أغمضتها حتى فتحتها على نغمة جوال والِدها.
بوسعود خرج حتى لا يُزعجها : هلا سلطان
سلطان : هلابك , عسى ماشر ؟
بوسعود ونبرته جدًا غاضبه : الكلاب بعد
سلطان : ليه ؟
بوسعود يمسح وجهه بتعب : شكل فيه حقير مسوي شي لبنتي
سلطان فهم عليه : طيب تقدر تجي ؟
بوسعود : إن شاء الله جاي وراح نحقق معهم اليوم بعد
سلطان : خلاص أعترفوا و عمار قريب بينمسك
بوسعود : بعرف الكلاب وش سوو لها
سلطان : عبدالعزيز طمنَّا مستحيل يكذب
بوسعود : طيبْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
بوسعود ألتفت على عبير هامسًا : أنتبهي لها
عبير هزت رأسها بالإيجاب
بوسعود نظر عليها نظرةٍ أخيرة ... وخرج متوجِهًا لبيت عبدالعزيز .. دخل ورآه يغلق الكبك
بوسعود : صباح الخير
عبدالعزيز : صباح النور
بوسعود : عز أجلس شوي أبغى أكلمك بموضوع
عبدالعزيز ويجلس وهو يغلق أول أزارير ثوبه : تفضَّل
بوسعود : قولي وش صار بالضبط يعني أول مادخلت أنت وناصر
عبدالعزيز : قلت لك
بوسعود : أبغى بالتفصيل
عبدالعزيز مستغربًا : راح ناصر للمطبخ وكان فيه إثنين و أنا صعدت فوق و دخلت غرفة ولقيت فيها واحِد وأغمى عليه وتركته وبعدها . آآآآ
بوسعود : إيه بعدها وشو ؟
عبدالعزيز بلع ريقه : فتحت الغرف الثانية في كانت غرفة مقفلة وأحسبها لوحدة من بناتك و .. و بعدها *حكّ خدِّه بتوتِّر*
بوسعود : دخلت غرفة رتيل ؟
عبدالعزيز شتت نظراته : أيه
بوسعود : كمِّل
عبدالعزيز : بس خليتها تجلس في مكتبك لأن هو اللي كان بعيد شويْ
بوسعود : مين شافت غيرك ؟
عبدالعزيز وحرارة وجهه ترتفع الآن من إرتباكه : محد
بوسعود : عبدالعزيز لا تكذب !!
عبدالعزيز : يوم كانت في المكتب وأتصلت عليك
بوسعود : إيه على أختها أتصلت
عبدالعزيز ومضطر أن يكذب : و دخل عليها واحد وصرخت وجيت و بعدها ناصِر جاء وأطلق عليه
بوسعود : يعني كانت بروحها وياه ؟
عبدالعزيز :لأ
بوسعود : أنت ماجيتها الا بعد ماصرخت يعني ممكن سوَّا لها شي
عبدالعزيز : لأ أنا متأكد محد جاء صوبها يعني هو دخل وأنا كنت قريب مررة مايمدي سوَّا لها شي
بوسعود : متأكد يا عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز : زي ما أنا متأكد أنك قدامي الحين
بوسعود تنهَّد
عبدالعزيز : صاير شي ؟
بوسعود ويمسح على عينيه : بتكمل 4 أيام ما نامت , لو بس أعرف مين اللي كلمها ووش قالها لأخليه يحترق بجحيمه
عبدالعزيز ينظر إليه و رُبما عرف معنى ما قاله لها .. هل لهذه الدرجة أثَّر حديثه عليها ؟ من المستحيل أن تتأثر بسرعة ؟ لكن لم يُكلمها أحد في ذلك اليوم أنا واثق من هذا .. أنا فقط من تحدَّث إليها .. " الله يآخذني كاني جبت العيد معها " .
بوسعود لاحظ توتره : تعرف شي ومخبيه ؟
عبدالعزيز : لآ .. الله يحفظ لك بناتك و .. وو يخليهم لك
بوسعود : آمين .. وقف .. أنا رايح سلطان ينتظرنا لا تتأخر ..
عبدالعزيز : أن شاء الله ..
بخروج بوسعود .. عبدالعزيز: يالله أنا وش سويت ؟ يا غبائي بس ... رنّ في إذنه " لأخليه يحترق بجحيمه " لوهلة حسّ بأن بوسعود لو عرف فعلا سيذوِّقه الجحيم .. يعرف قوة علاقته مع بناتِه.
تفكيره تشتت بأشياءٍ كثيرة , لم يتوقعها أبدًا أن تتأثر بسرعة , يعرفها قوية جدًا عنيدة رُبما المشاعر ميتة عنِدها .. تذكَّر نظراتِها له .. كلماتها في المستشفى .. عقَّد حاجبيه وهو يتمتم : يا شقا قليبك يا ولد سلطان.

,

الهدُوء يخيِّم هذه المرَّة , مثبت هاتفه على كتفه : طيِّب طلعت الفيزا الحين ولا كيف ؟ .... أووف طيب بسرعة الله يرحم لي اللي جابوك ..... هههههههههههههه يخي قربت أقلب حليب من الحرّ .... طيب ..ههههههههههههه طيب .. يخي أقولك طيب ...... أنقلع بس .. وأغلقه وهو يربط خيوط جزمته .. رفع عينه : صباح الخير
مُهرة ولا تُرد عليه
يوسف أبتسم : صباح الورد
ولا رد
يوسف : صباح الجمال
وأيضًا لا رد
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صباح الزوجة الصالحة
مُهرة ألتفتت عليه : يالله عسى هالصباح تسمع خبر أسوَّد يسوِّد وجهك وكل حياتك
يوسف : ما ظنتي الله يستجيب لوحدة ماترضي زوجها
مُهرة : وأنت مصدق أنك زوجي !
يوسف بإبتسامة بلهاء : للأسف أني مصدق
مُهرة : متى تسافر ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين بالكثير وأنا بصبَّح على وجيه زينة ماهو على وجهك اللي الواحد يشوفه يقول اللهم عافِنا في دنيانا
مُهرة : وعساك ماترجع
يوسف : والله من حسن حظي لو ما أرجع
مهرة : طيب وأنا ؟
يوسف : تكيفي أعتبري نفسك بالجامعة ماهو شرط تسولفين مع كل البنات ولا هو شرط تحضرين كل المحاضرات
مهرة : ممكن لو مرة تآخذ الأمور بجدية
يوسف : وأنا صدق أتكلم ماهو لازم تنزلين تحت وتصبحين عليهم خلاص أجلسي هنا ولين عاد ماأرجع يصير خير
مهرة : متى ترجع إن شاء الله
يوسف : 3 شهور
مهرة شهقت : نععععععععععععععععععم
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتستغنين عني داري بس وش نسوي لازم تشتاقين لي عشان تقوى حياتنا الزوجية
مهرة : لآ ياعمري ماأجلس 3 شهور هنا
يوسف : لا تقولين لي عُمري و حبيبي قلبي مايتحمَّل
مهرة بعصبية : تستهبل ! يعني أنا أجلس هنا وأقابل هالجدران و اهلك و الكآبة كلها ذي و أنت تصيِّف برا !! لا يا حبيبي مالي دخل تشوف لك صرفة أنا ماأجلس هنا والله لاأروح بيتنا ولا عليّ مِنك
يوسف ببرود : طيب وش تبيني أسوي يعني ؟ أنا قلت لك تبين حايل خلاص أوديك لكن وينهم تحسبين حايل بيتيين بس ؟ من وين أجيب لك أهلك وأمك بعد حتى ماكلفت روحها تتصل عليك و على فكرة عندها رقمي !! أنا مو قصدي أهينك بس خلاص أنسي هالأهل لأن هم نسوك !
مُهرة بصمت تنظر إليه
يوسف ولم يتعود على صمتها : ما بإيدي أسوي لك شي !
مُهرة بهدوء : طلقني وأنا أدبر عمري
يوسف : لا ماراح أطلق
مهرة : وليه ؟
يوسف : ما أبغى أطلق
مُهرة ودموعها بدأت بالتجمع في محاجرها
يوسف وأول مرة يلمح دموعها المختنقة , رغم أنها لم تنزل لكن واضح أنها ستبكي الآن , صمت يخيِّم بينهم
مُهرة تشتت نظراتها
يوسف بنبرة هادئة : مو 3 شهور ؟ كنت أمزح .. أسبوعين وراجع
مُهرة وعينيها في عينه .. زمت شفتيها و أنظارها لا تذهب بعيدًا عن عينَا يوسف
مُهرة : طيب
يوسف : يعني
مُهرة وتحاول أن تخفي هذه الدموع رغم أنها لم تنزل ولكن تضبب رؤيتها : يعني حتى أنا مقدر أعيش كذا زي ما أنت ما بإيدك حيلة
يوسف : وش تقصدين ؟
مُهرة : أنا ممكن يهون عندي كل شي , تسوي فيني اللي تبغى بس شي واحد لأ ؟
يوسف : وشو ؟
مهرة : ما تخليني أعيش أنا وأخوك في البيت نفسه
يوسف بصمتْ ينظر إليها
مهرة : ترضاها على نفسك ؟
يوسف : منصور ما قتل أحد
مهرة : هالكلمتين أضحك عليها قدام الناس بس علي لأ
يوسف تنهَّد : قلت لك منصور ماقتل أحد
مهرة بصراخ : إلا واللي قتله إسمه أخوي وأبوي وحبيبي وروحي .. أنا ماأرضى !! أخوي ماهو رخيص لهدرجة .. سو اللي تبغاه فيني بس ماتخليني مع أخوك في بيت واحد !
يوسف بحدة : صوتك لا يعلى
مهرة وتقترب منه وصدرها ملاصق لصدره : ماراح أعيش وياه تحت سقف واحد والله لو أهرب وسهل علي أطلع بدون لا تدري
يوسف : ماراح تطلعين ولا منصور راح يطلع
مُهرة أبتعدت خطوتين للخلف : لأنك .. تصدق حتى مافيه كلمة توصف حقارتك
يوسف : أو يمكن مافيه كلمة محترمة تقدر تجي على لسانك ... وخرج تارِكها


,

لا أحاديث بينهُمْ , الصمت يُجيد فنَّه بمقابلهم ... يعرفُون النهاية جدًا لكن الأمل موجود .. أو رُبما شيء يُدعى سخرية القدر بِه ... حظي نثروه بين نساءِ حواء و لم تُجيد واحدةٌ مِنهم جمعِه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعنِي بقوة , الحُب يقهرُ الرُوح بِيْ .. يصفعني كثيرًا حتى أنني بتُّ لا أشعر بالألم .. وصلتْ لمرحلة بلا أيّ أحاسيسٍ .. موجوع جدًا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعُر بسخريتِهم حين تهمس أقداري " مُعافى " .. أي عافيةٍ تأتيني وأنا بـهذه الوحدة الـ تجعلني في ضياع , أحيانًا أشعُر بأن الصحة و العافية ليست بالمُهمة كثيرًا امام الوحدة .. الوحدة تُؤلِم , ماذا يعني لو أنني مريضٌ و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خيرٌ على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخصٍ واحِد , نسيتُ ما مضى أردتُ الحياة مرةً أُخرى , لكن الحياة مرةٌ أخرى أيضًا لا تُريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.

لو اننا في مكانٍ غير هذا ؟ أو ظروفٍ غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعُر بأشخاصٍ كُثر حولي يعرفهم قلبي جيدًا و عقلي يجهلهم لكن أنتْ وحدِك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدًا , جربتْ الحُب و خُيِّل لي بأنه أول حُب بحياتي , أحببتُ اللحظات المسروقة بيننا .. أحببتُ مواساتِك لجرُوحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاقُ إليك كُلما أنهيت يومِي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقتِ و للتاسعة صباحًا التي تجمعي بِك , كنت أراك صادقًا صديقًا حبيبًا , أحببتك كثيرًا , كان الفرح يتراقِص بِي ويقيم عرسًا حين تدعونِي مساءً لقهوة أو رُبما عشاء .. رُبما لم أراك في وقتِها لكن قلبي يراك يشعُر بِك , رُبما جهلتُ الكثير و حتى أنني جهلتُ نفسِي لكن لم أعرف شيئًا صادِقًا سواك , أنتْ , أنت لست طبيبًا أنت حياتي لكن : الحياةُ ضدَّنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يُريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محوِ " لكن " التي تتطفَّلُ على أحاديثي عنك .. و أيضًا لكن لا تُريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموعْ.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غصّ بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : ودِّي ألمّ شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
رؤى رمشت فـ سقطت دمُوعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوِّي الحُب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى


,

في مكتبْ سلطانْ *
سلطان تنهَّد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويبدُو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
بوسعود و فعلاً لُجِم بكلمة سلطان
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تنهَّد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الآن
عبدالعزيز , للمرةِ الاولى يشعر بـ كُبرِ همّ سلطان و ضيقِه و مسؤوليته العظيمة , و للمرةِ الأولى يشعُر بأن التضحية أحيانًا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطنْ و للمرة الأولى أيضًا يشعُر بأن بوسعود يُجبَر على التضحية بأمن بناتِه لأجل أمن وطنْ.
يشعُر بصغرِ همومه امامهم لكن رُغمًا عنه يكرهُ تصرفاتِهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدِها تجعلني أسقط نيرانٍ لا مهربِ منها.


,


عبيرْ تتأمل ملامح رتيل المُتعبة النائِمة , عينيها تائِهة تبحثُ عن وطن الآن , لو أنَّ والدتِها هُنا كيف كانت ستهتم بـ رتيل ؟ رُبما مثل والدها ستقرأ عليها آياتٍ من القرآن ولا شيء غير القرآن , كانت ستبكِي رتيل على صدرِها مثل ما تبكي على صدرِ والدها ؟ كانت ستُعانقها ساهِرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدًا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهرْ و تبكِي .. علَّها ببكائِها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
وميضْ هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارِها , فتحت الرسالة " قبحٌ على دُنيـَا تُبكيك "
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبِها أنتقلتْ لرِمشها , بكتْ كثيرًا و كثيرًا و بشدة و جدًا.


,

آخر الليل تُوشك على الثالثة فجرًا.

يُهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
عبدالعزيز تنهَّد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقُول لهدرجة عمري توقف عند 18
ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كفّ بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو بـ طيش
ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء

بنبرةٍ حادة : الساعة 10 أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
والِده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضِّل أعاملك كذا
عبدالعزيز : وجِّه الكلام للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
غادة : لا والله تشيّشه عليّ
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحةً
هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة ويآخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
والدته : صدق عيَّار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاااب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا

عاد مع صوت ناصرْ والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتِي الأولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهربْ من النوافِذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كُل متعته يشاركها مع ناصِر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضجُّ بها الضواحِي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرًا شبرًا , ناصِر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاتِه و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقِل الرجُل الذي لا محَّل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصِر كان لا محَّل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرًا لضحكاتِهم و تعليقاتِهمْ.


,

تنزِل من الدرج بخطواتٍ هادئة تتلفتُ كثيرًا بـ عينيْن خائِفتيْن , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخْ وقلبها يكاد يخرجْ , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعَد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركضْ لغرفتها و أغلقتها جيدًا.
هالات سوداء أسفل عينيها و بشرةٍ شاحبة صفراء بـ شعرٍ غير مرتبْ تُشعر كل من رآها وكأنها مدمِنة إحدى انواع المخدراتْ.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرةً أُخرى يحضُر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائِها عندما أحبته , الحُب لا يدخلُ قلوب الأغبياء.
دموعها تسقطْ بحُب لشخصٍ كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكُّن لها أيّ شعور ؟ رُبما المرة الأولى أشفق عليّ و جاملني !
رُبما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كُل حياتي " . . وخزٌ في يسارِها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغيَّر كل مبادئِها .. هو الشاذ في قواعِدها , تُطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق بِه تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دُون سبب إلا عندما تراه تشعُر بفرحة و عنفوانْ من السعادة في قلبِها .. كل شيء في حياتها جيّد ماعدا هو يفوق الجيّد أو رُبما أفضلُ شيءٍ تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حُبه .. هو رُبما لا يستحق حُبي لكن نحنُ البشر لا نحُب ما نُريد و متى نُريد و كيفْما نُريد .. فجأة تلتفُ خيوط الحُب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟ "
,


في الصبــاحْ *
إجازة الجميع ما عدا بُو سعود و سلطانْ لا يهنى لهم بالاً أبدًا.

هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية لأنه سيتدربْ , أرتداها بسرعة و في الفترة الأخيرة تأخيره عن الدوام بات واضِحًا
الجُوهرة : سلطان
سلطان وهو يربط خيُوط حذاءه : هلا
الجوهرة بتوتُّر : تقدر تجي بدري اليوم يعني 8
سلطان رفع عينه : ليه ؟
الجوهرة : كذا
سلطان : مدري ماأتوقع لأن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير
الجُوهرة : طيب بس 5 دقايق من وقتك
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن
سلطان أتجه خارِجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو
الجوهرة أبتسمت : لا خلاص روح
سلطان : لآ قولي
الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة
سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق
الجوهرة بكلماتٍ مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل لأعلاه , خشيت أن ينزف أنفها لحظتها لا مبررات أبدًا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها قرّب وماتقدر تقول لأحد
سلطان : لآحول ولا قوة الا بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟
الجوهرة : لأ
سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق اللي حلل الزواج حلل الطلاق
الجوهرة و الآن جسدِها بأكمله يرتجفْ
سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر
الجوهرة بصمت تام
سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها
الجوهرة بنبرةٍ جاهدت أن تكُون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام مظلومة من حقها تعيش
سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هالأشياء تجيب الكآبة .. من حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب . .. نزل للأسفل
الجُوهرة : سلطان
ألتفت عليها وهو يفتح باب البيتْ
الجوهرة لا مجال أن تخفي أكثر : آآ .. بلعت ريقها بصعوبة
سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! .... يالله مع السلامة .. وخرجْ


,

بوسعود في مكتبه يُحادث سعد : طيب وش بعد ؟
سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها وبين أمها مشاكل
بوسعود : مستحيل
سعد : والله مدري طال عمرك
بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي
دخل مقرنْ وجلس بهدُوء
بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟
سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة
بوسعود : و صالونها ؟
سعد : مسكرته
بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته
سعد : إن شاء الله
بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟
سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة تقريبا جاها وليد
بوسعود تنهَّد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني
سعد : أبشر
بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السلامة .. وأغلقه
مقرن : وش صاير ؟
بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت
مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر
بوسعود : وأنا بروحي أقرر لازم بعد سلطان يوافق
مقرن : هالسالفة تعوِّر لي راسي و هاللي معها مستفزة
بوسعود : مين معها ؟
مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها
بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عنِّي ؟
مقرن أبتسم : وش يعني بخبِّي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني
بوسعود تنهَّد
مقرن : وشلون رتيل ؟
بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها منوِّم قامت من كوابيسها
مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام ماتقدر تسافر
بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة
مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي بنت أكيد منفجعة من اللي صار
بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكلاب يوم حققت معهم بعد قالوا نفس حكي عبدالعزيز
مقرن : يمكن مرعوبة وبس
بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها ولا كان صدق انهبلت
مقرن : روح لمزرعتك هاليومين
بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان
مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا ولا باريس بتآخذهم معك
بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا
مرَّت ساعة حتى أتى سلطان
سلطان :آسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل بوسعود ...
بوسعود : كلمت سعد
سلطان : وش قال ؟
بوسعود : غادة ماهي بخير
سلطان : كيف يعني ؟
بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها
سلطان : لا مستحيل
بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل
سلطان تنهَّد : طيب وش يبكيها ؟
بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب
سلطان : بتكون في باريس لا رحنا ؟
بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت
سلطان : كيف ؟
بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها
سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس
بوسعود : إلا أكيد محتاجين فلوس
سلطان : مو حوَّلت لهم ؟
بوسعود : إيه حوَّلت على حساب غادة عشان لا سمح الله لو أحتاجوا لكن بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ
سلطان : تدري سألت ناصر
بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟
سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له
بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح
سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصلا شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع راح تترقى فيه وجاء واحد وخبِّرك أنه هالإجتماع بيوم الفلاني وهو كذب و بالنهاية أنت ماحضرت هالإجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟ بتسامح اللي خبرك كذب
بوسعود : وش رَّد عليك
سلطان : هنا الصدمة قالي لأ .. جلست طول ليلي أفكِّر بـ ردَّه تمنيت أني ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكلام
بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا أعترفت بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته
بوسعود : خلنا نقوله
سلطان : راح يعلم عز صدقني
بوسعود : نحاول نفهمه بالأسباب الحقيقية
سلطان : طبعا لأ , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو الأولى نقولها لناصر !
بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟
سلطان تنهَّد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ لازم كلها فترة وتعدِّي
بوسعود : أصلا وليد متقرب منها كثير
سلطان : وليد ؟
بوسعود : إيه
سلطان : خاطري أشوف هالوليد
بوسعود : تراك حاضر تخرجه
سلطان :أنا ؟
بوسعود : إيه متأكد كنت موجود
سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض
بوسعود : ماترد علينا أصلا
سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟
بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له شي
سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد
مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج
بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي
سلطان : وشو ؟
بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه


,

فِي الصالة الداخليةْ *

ريم تستدير حول نفسها بفستانٍ ناعِم : يالله وش رايكم ؟
نجلاء : يجنن وأنتي محليته
ريم : يافديت الذوق أنا
هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو بسيط
ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك
هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني
ريم : أحسن أصلا ماأثق في ذوقك .... *حبَّت تدخل مهرة بالاجواء* .. وش رايك مهرة ؟
مهرة : جميل
ريم : تسلمين ...
دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح
هيفاء : أنا خبلة !
والدتها تجلس : همزي رجيلاتي بس ولايكثر حكيك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !! هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري فـ حسّني العلاقات
نجلاء بإغاضه لمُهرة : بتسافرين مع يوسف ؟
مُهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : لأ
نجلاء : أفاا ليه ؟
مُهرة : يوسف ما ودَّه
هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم
نجلاء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم
مُهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟
نجلاء : إيه
مُهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي
نجلاء و خيَّم عليها الهدُوء
مُهرة : مدري أنتي تغارين على منصور ولا تغارين على أخوه بالضبط ؟
نجلاء بصدمة فعلا
أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا العصر
مُهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني لأن يوسف مايعني لي شي ... وخرجت
هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نجلاء : يا عساها ما تهنى بحياتها
أم منصور : وش هالدعاوي يا نجلا
نجلاء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد
هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم ههههههههههههههههههههههههههه
أم منصور : أنتي أبلعي لسانك

في جهة أخرى
هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعُر بها
مُهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم
يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي لا يجيك كف يعلمك كيف تصحيني
مُهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟
يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟
مُهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك
يوسف بعصبية : أخلصي لا تطيرين النوم
مُهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها
يوسف بغضب شدَّها ليُسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها وغرز أظافره بخصرها حتى سمع مِنها " آآآآه "
تركها : لا تدعين عليها فاهمة
مُهرة وتتلوى من الألم
يوسف أتجه للحمامْ ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها ولا نتيجة
دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة
مهرة : حقيييييييير
يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين
مُهرة تكوَّرت حول نفسِها متألمة بشدة
يوسف : كلهم تحت ؟
مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع
يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟
مهرة : ماابغى أتكلم معك
يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك
مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك ! تحسبني ميتة عليك وبغار
يوسف فهم الموضوع : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك ماتغارين
مُهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار
يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين هالإهتمام
مُهرة : لآتتفلسف على راسي طبعا لأ !!!! وأصلا قلت لها يوسف مايعني لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني
يوسف انفجر من الضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يا سلام
مُهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي
يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح ولا ماهو صح ؟ بس لأني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل لا أحد يتهمك فيه
مهرة بصمت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه حظ أوفر بالمرات الجاية
مُهرة : مين أنت أصلاً ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي زي العالم و الناس
يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك
مُهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللللللللللللب و ****************
يوسف : مين الـ **************** ؟
مُهرة بحدة : أنت
يوسف وفعلا لا يوَّد أن يمد يديه عليها لكن هي من تُجبره , صفعها بقوة حتى سقطت على السرير مرةً أخرى , شدّها من شعِرها وبنبرة غاضبة وجدًا : هالكلام تقولينه لأمثالك ؟ ماهو لي !!!!!!!!!!!!!!!!!!


,

- باريسْ –
غدًا أول أيام دورتِها الوظيفية , تمشَّت قليلا هي و ضي
أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟
ضي : عاد أنا ماودِّي يجي
أفنان : عاجبك هالطفش
ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل
أفنان وتنظر لوجوه المَّارة : قد جيتيها ؟
ضي : لأ , قلت لك زوجي مايقدر يآخذني
أفنان : يعني لاتزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك زيِّك زي مرته الأولى
ضي : مرته متوفية
أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟
ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه
أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم الا أهوائهم
ضي : عبدالرحمن غير
أفنان : إسمه عبدالرحمن
ضي : إيه
أفنان تنهَّدت : ماأقول غير الله يهنيكم
ضي : آمين ...
أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها
ضي : وش فيك ؟
أفنان تمتمت : وليد !!!


,


يتحرك يمنة ويُسرة , لم يرتاح أبدًا .. أتت الخادمة لتنظف بيته
عبدالعزيز : آآ ساندي مدري مين ؟
الخادمة أبتسمت : أوزدي
عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟
الخادمة : نُو
عبدالعزيز : طيب .. آآ .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟
أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم
عبدالعزيز ويتحدث معها بالإنجليزية : Go to her room and Look Is sleeping or what?
أوزدي : أوكي
عبدالعزيز : But don't tell anybody , okey ?
أوزدي : أوكي .. وخرجتْ
عبدالعزيز بدأ يآكل أظافره من الإنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتنهَّد , يقف .. يجلس .. يسير شمالاً وتارةً يمينًا.

دخلت أوزدي بهدُوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها للبابْ
أوزدي أرتبكت
رتيل : صاير شي ؟
أوزدي هزت رأسها بالنفي
رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟
أوزدي : no thing .. وخرجت بسُرعة حتى لا تتعرض لأسئلة أخرى من رتيل
أتجهت لعبدالعزيز : سير
عبدالعزيز ألتفت عليها
أوزدي : tiring she had dark circles around her eyes
عبدالعزيز تنهَّد , أوزدي أنسحبت بهدُوء
عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بعظِّه المتكرر وأفكاره مشتتة جدًا.
هذه المرة سيضغط على بُوسعود , رُبما التهديد يُفيد ... أفسدت مخططاتِيْ , لو أنني أتزوج عبير رُغما عنه سـ يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل .. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد.

,

أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟

.
.

أنتهى


خيالات مجنونه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-2013, 01:51 AM   #54
-||[قلم من الماس]||-
 
الصورة الرمزية خيالات مجنونه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 996
معدل تقييم المستوى: 13
خيالات مجنونه is on a distinguished road
افتراضي



البارت ( 32 )

لمْ أَزَلْ أمشي

وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .

الدُّجـى داجٍ

وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !

والمَهالِكْ

تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :

" أنتَ هالِكْ

أنتَ هالِكْ " .

غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي

وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،

ودمعـي

مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

*أحمد مطر.



أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
مسكتْ هاتِفها و أنفها ينزفْ , تجاهلته تماما .. صوتها يتعثَّر بالبُكاء الآن : ألو
بو ريان : يا هلا والله
الجوهرة : هلابك
بوريان بخوف : وش فيه صوتِك ؟
الجوهرة تغصُّ بالبكاء الآن : يبه
بوريان : ياعيونه
الجوهرة : محتاجتك
بوريان : لاتخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : لأ بس أبيك بموضوع ضروري
بوريان : وشو ؟
الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على الأقل
بوريان : الجوهرة لا تخوفيني .. ليه تبكين ؟
الجوهرة وياقةِ قميصها مبللة بدمائَها الآن : أبغي أعيش
بوريان بخوفه على إبنته , صمَت
الجُوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه
بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟
الجُوهرة : ما سوَّى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة
بوريان : وش متعبك ؟
الجوهرة : تعال وبقولك كل شي
بوريان : من الحين بمشي للرياض
الجوهرة : أنتظرك . . وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة بالسيلانْ و دمُوعها لا تتوقفْ , أنتهى كُل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه المرة ستقف وتُخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للموتْ جيدًا , هذه المرة الموتْ يُريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بِها و الموتُ يقترب .. لمن الكفَّة ؟ . . لا داعِي أن تُخبر الجميع , والدها وفقط .. لا داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن لا يُفيد أن تعلم الآن .. فـ أنَّ تعلم والدتها فهي بمُصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها , أمُي لو عرفت الآن لن تتألم فقط لأجلي ستتألم لأجل نفسها و تُشعر بالذنب ولن أرضى بذلك , لا يُفيد أن يعلم ريَّان .. لا يُفيدها أبدا أن يعلم الجميع بدناءة عمِّها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغيَّر تعامل الجميع معها ؟ لمَ العالم يعلمْ ؟ هل هذا العالم إن عرفَ سيواسيها أو سيُرجع لها عُذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعلمْ و تُركي هو الذي يجب أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بُكائِها بشدَّة* . . . سلطان آسفة.


,

في ساحة التدريبْ , بوسعود و سلطان يبذلون الكثيرْ.
طريقة أخرى للتنفيسْ.
سلطان صعَد برجٌ عالِي جدًا بقفازاتِه , ثم ثبَّت الحبلْ بحزامٍ يبرُز مِنه حلقة حديد لينتقِلْ لبُرجْ آخرْ أعلى مِن الأوَّلْ .. أنفاسه المُتصاعِدة أوقفته قليلا على البُرج الثاني
بينما بوسعود ليس في شبابه حتى يتدرَّب بمثلِ سلطان لذلك كانْ يرمِيْ , رفع عينه لسلطان وبصوت عالي : عاجبك المنظر
سلطان أبتسم ........ ورمى نفسه من أعلى البُرجْ الخاص للتدرِيبْ ولكنْ الحبال متمسكة بِه جيدًا .......... فتح الحبالِ منه ليركِضْ أسفَل شباكٍ مُلتهِبة بالنــارْ .... زحفْ على بطنِه و متفجرَات وهمية تبدأ بالإنفجار بجانِبه .... ركضْ مرةٍ أخرى ومن كلْ جانِبْ إطلاق نار بإتجاهه .. وأي خطأٍ في التدريب العسكرِي يُفقد الإنسان عُمره , وكم من موتٍ حصل من التدريبات ؟ . . عاد بالركضِ لجهة أبو سعود , وقف و أنفاسه مُتعبة متصاعدة
بوسعود : هالأسبوع مكثِّر تدريب
سلطان : وش نسوي بعد ! ... مسح وجهه بتعِبْ ... بكرا بتمسك تدريبهم ولا أنا ؟
بوسعود : خلني على يوم الأربعاء وأنت أمسكهم بكرا
سلطان : متفائِل فيهم كثير
بوسعود : أشرفت عليهم الأحد اللي فات واضح أنهم متحمسين مرة
سلطان : إيه يوم فكَّرت أدرجُّهم بالتدريب قبل لا ينتقلون برا أصدموني بحماسهم ويبون يجربون أصعب شي .. بس مادخلتهم هنا
بوسعود : هِنا صعب وهم توّهم بالبداية ! أي غلطة ممكن يروحون فيها
سلطان : تدري يوم صعدت هالبرج *أشار لبرج نادِر ما يتم التدريب عليه لأنه الأعلى و رُبما بالشهر مرةٍ يتدربون بالصعود له* تذكرت كم واحد مات عليه ؟
بوسعود : الله يرحمهم
سلطان : آمين ... كان أسوأ أيام حياتي كان أسوأ كثير
بوسعود بنبرة بها من الوجع كثير : مين كان يتوقَّع ؟
سلطان : كيف طاحوا كلهم ؟ كيف الحبال تقطعت ؟ تمنيت روحي تتقطَّع ولا أشوفهم
بوسعود وينظر لهذه الساحة التي لا يدخلها أي شخص وبضحكة ليُبعد سلطان من هذه الأجواء : ترى أخاف على بنت أخوي ماأبيها تترمَّل وهي صغيرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههه الله الحافظ

,

نجلاء : وطبعًا أنا ماسكت لها
منصُور بعصبية : ماشاء الله يالقوية كيف تكلمينها كذا ؟
نجلاء : وش فيك معصب ؟
منصور بغضب : أكيد بعصِّب تبيني أصفق لك يعني !
نجلاء بلعت ريقها بخوف : هي اللي بدت
منصور : قلت لك لاتحتكين معها
نجلاء : يعني تكلمني وأسكت لها
منصور بصرخة جعلت نجلاء تبتعِد بخطواتها للخلف : لا تبررين لنفسك !
نجلاء وتشعُر بأنها ستلِد الآن من خوفِها
منصور : كلمة وحدة يانجلا ولا راح أعيدها مرة ثانية ! إن تعرضتي لها بشيء والله ثم والله مايحصلك طيِّب ..
نجلاء بقهر : ليه تهتم لها ؟ يعني أنا بالطقاق بس هي نداري خاطرها
منصُور : لآ تحورين الحكي على كيفك !! أحسبي حدودك زين يا نجلا !! واللي صار مايتكرر مرة ثانية وأنا عند حلفي
نجلاء صدَّت عنه وهي تُجاهد أن لا تبكِي
منصور : مفهوم ؟
نجلاء بصمتْ
منصور : مفهوم يا نجلااا
نجلاء بغصَّـة : طيب

,

عبير تمللت من هذا الصمتْ المُزعج : ما ودِّك ننزل تحت ؟
رتيل هزت رأسها بالنفس , وهي تحتضن وسادتها وتنظُر بإتجاه الشُباك
عبير : رتيل إلى متى ؟
رتيل ببكاء : يكرهني
عبير جلست بمقابلها : مين ؟
رتيل : مين غيره
عبير عقدت حاجبيها بإستغراب شديد أن تتأثر رتيل بسهولة.
رتيل وعينيها مُحمَّرة بشدة : صح أنا غلطت بس هو بعد غلط
عبير : قلت لك من قبل ماتنفعون لبعض
رتيل : قهرني الله يقهره .... أستغفر الله .. الله لايوريني فيه مكروه
عبير أبتسمت
رتيل : ضايقني حيل كل ماحاولت أنسى الموضوع غصبا عني أتذكره
عبير : مو قلتي عشان هذاك اللي شافك
رتيل سكنت قليلا لتبكِي مرة أخرى : لو شفتيه كيف يناظرني كان راح يقرب مني بس ضربه عبدالعزيز وبعدها قتله ناصر .. ماهو راضي يروح من أحلامي .. أحسه موجود
عبير : أصلا الحرس منتشرين محد بيقدر يقرب إن شاء الله
رتيل : أنا ليه حبيته ؟ وش فيه زود ؟ يقهرني دايم ويستفزني و أسلوبه بايخ زيّه ؟ وش فيه عشان أحبه !
عبير : بتتعبين لو بتلومين نفسك عشانه
رتيل تمسح دموعها : مافيه شي ينحب أصلاً .. بس أنا غبية كنت عايشة حياتي لين هو جاه وخربط علي كل شي


,

أم ريـان : خير ؟
أبو ريان : شغل ضروري
أم ريان : وش هالشغل الضروري اللي يخليك تمشي الرياض الحين ؟
أبو ريان : ماعندي وقت أشرح لك !! لاجيت أقولك ..نزل للأسفل
أم ريان من خلفه : لآ يكون الجوهرة فيها شي ؟
أبو ريان : بسم الله عليها وش بيكون فيها .. يالله مع السلامة .. وخرجْ
أم ريان تمسك هاتفها لتطمئنْ
تُركي : وش فيه عبدالمحسن ؟
أم ريان : ماشي الرياض مدري وش عنده ياخوفي الجوهرة فيها شي
تُركي وأنقبض قلبه : الجوهرة !!
أم ريان : الحين أتصل عليها وأشوف وش صاير
تُركي ينظر إليها بترقُبْ
يرن .. مرةً و إثنتان .. وثالثة و عاشِرة و لا أحد يُجيبها
أم ريان : والله أني دارية صاير شي .. نبضاتِ الأم الخائِفة تزداد
تُركي بنظراتٍ مهزوزة , يحاول هو الآخر أن يُهدأ نبضاتِه
وأخيرًا أتاها صوت الجُوهرة المبحوح : ألو
أم ريان تنهَّدت براحة : وش فيك ؟
الجُوهرة لم تتوقع أن يُخبرها والدها : ولا شي
أم ريان : لا تكذبين عليّ أبوك ماشي الرياض وأسأله يقولي شغل ؟ انا قلبي قارصني
الجُوهرة وتحاول جاهدة أن تتزِّن بنبرتها : توني أدري منك
أم ريان : صدق ؟
الجوهرة : إيه يمه
أم ريان : طيب وش فيه صوتك ؟
الجوهرة : كنت نايمة
أم ريان بإطمئنان : وكيفك مع سلطان ؟
الجوهرة : بخير ... حيييل *غصَّت بِها*
أم ريان : الحمدلله , الله يهنيكم ويبعد عنكم كل شر
الجوهرة : اللهم آمين
تُركي ونظراتِه باتت مكسورة بهمساتْ أم ريانْ , و أنا ؟ كيف تهنى مع سلطان ؟ كيف تقدر ؟


,

أمام المرآة في الحمامْ , تُغسل وجهها ثلاثًا من الدمُوع , بكت كثيرًا اليومْ . . نظرت لعينيها المُحمَّرة , رفعت شعرها بإهمال تتعمَّد أن لا تتزين أمامه أو حتى تظهُر بمنظرٍ جيِّد , تنهَّدت على أفكارِها ستعرف كيفْ ترّد حقها , خرجت متوجِهة ليُوسفْ
يُوسف المنشغل بكتابة رسالة في هاتفه رفع عينه لها
مُهرة بإبتسامة
يُوسف وفعلا رفع حاجبه بإستغراب شديد
مُهرة جلست : بكلمك في موضوع
يُوسف وفعلا مصدُوم لدرجة أن الحديث لا يخرج من فمِه
مُهرة تضع كفَّها على كفِّه لتسحب الهاتف وتضعه على الطاولة : ممكن تسمعني شوي
يُوسف و لا صوت له
مُهرة : خلنا نبدأ صفحة جديدة
يوسف : نعم ؟
مُهرة : حاول تتقبلني وأنا بحاول أتقبلك
يُوسف ويشعر بالخبث الشديد في نبرتها , غير مصدقها أبدًا : وش اللي تبغين توصلين له ؟
مُهرة : أبغى أرتاح
يُوسف : لا تحاولين تلعبين وتكذبين علي
مُهرة أبتسمت بعينيْن يبدُو الحقدِ يحفُّها : ليه أكذب ؟ أنا صدق أبي أرتاح
يوسف تنهَّد وهو يقف : أحترمي حدودك و راح ترتاحين ... وخرجْ
مُهرة تمتمت : والله لأحرق قلبك زي ماحرقتوا قلبي


,

في آخرْ الليلْ – الساعة الثانية فجرًا –
نشَّف شعره المبلل وألتفت عليها , هدُوئها يُثير في داخله ألف شك و شك : الجوهرة
ألتفتت عليه بتوتِّر و عيناها مُحمَّرة ذات شحُوب
جلس بمقابلها : صار شي في غيابي ؟
الجوهرة : لأ , سلطان أبوي جاء الرياض
سلطان : حياه الله , ليه ماقالي ؟
الجوهرة : راح لعمي عبدالرحمن بس بكرا الصبح بيجي
سلطان : البيت بيته
الجوهرة : ينفع بكرا ماتداوم يعني فترة الصبح
سلطان : ليه ؟
الجوهرة : أبغى أقولك شي و أبوي بيكون موجود
سلطان أبتسم بإستغراب : وش اللي بتقولينه قدام أبوك ؟
الجُوهرة : بكرا أقولك بس إذا تقدر حاول لو على الأقل لين الساعة 10 وبعدها تروح
سلطان : عندي إشراف بكرا !
الجُوهرة : سلطان الله يخليك بس هالمرة
سلطان بخوف : وش صاير ؟
الجوهرة تبكِي مشتتة نظراتها
سلطان : وش ينطرني لين بكرا ؟ تكلمي
الجوهرة أجهشت ببكائها
سلطان ويقترب منها : الجوهرة
رفعت عينها الباكية له , لم أختنق مثل هذا اليوم ؟ لم أختنق من قبل هكذا ! سابِقًا كنت أختنق لأن لا حياة لِيْ لكن الآن أختنق لأن الحياة أقتربتْ منِّي فـ تركتُها .. آآآآآآه يا سلطان
سلطان سحبها لصدرِه , تشبثتْ بِه كطفلةٍ ضائِعة تائِهة , بكتْ على صدرِه حتى نزفْ أنفها , تلطخ قميصه بدمُوعها ودمائِها
سلطان وهو يُقبِّل رأسها هامسًا , يحاول أن يمتصْ حُزنها لكنها مُغلقة قلبها لا يستطيع أن يتسلل إليه
الجوهرة و يبدُو هذا آخر عناق بينهُم , يبدُو ذلك , تُريد أن تسرقْ شيئًا مِنه في هذا العناق , تُريد بشدة أن تحتفظ بشيءٍ مِنه , تشعُر بأن أيامها تنتهِي الآن ... لنقُل وداعًا أنيقة لقلبِك.
سلطان أبعدها قليلا وهو يرفعُ وجهها له وبعينيه ألف سؤال و سؤال
الجوهرة وهي تمسح دمُوعها بكفوفها المُتجمِدة : وصخت قميصك
سلطان : فداك , . . مسح دمُوعها بأصابعِه الأكثر برودة .. أرتعشت من لمستِه
أردف : مين مزعّلك ؟
الجوهرة ونظراتها تحكي أشياء كثيرة , أولها " أحبك " ثانيها " أحبك " ثالثها " أحبك " . . رابعًا " لآ أعرف أنطق أحبك "
سلطان أبتسم : أنا ما قلت لك أحسك بنتي ؟
الجوهرة ضحكت بين دمُوعها و أرتمت مرةً أخرى في حضنه وهي تستنشق عطره من عُنقه , تُريد أن تلتحِم معه إلى أن يأبى جسدها الإنسلاخْ مِنه , تُريد أن تنطق " أحبك " ولو لمرَّة .. تُريد أن تنطقها بشدة .. تتزاحم على طرف لسانها لكنها جبانة تُشبهها لا تخرُج.
هو يفهمْ جيدًا أنها تُريد إرسالْ شيئًا في عناقها هذا , لكن لا يستطيع فك شِفراتْ بُكائها .. يشعُر بضعفها بإنهزامها بحُزنها .. كل هذا يشعُر به ولا يعرف السبب .. ضائِع هوَ معها , دقاتْ قلبها يشعُر بِها و تتسلل إليه فيضانْ نبضاتِها الآن , أنفاسها الحارقة ماهي إلا ضُعف , لو أننِّي أمُّد بعضُ من القوة لكْ .. لو أنني بس !
أبتعدتْ قليلا عن حُضنه مُحمَّرة من إندفاعها له
سلطان يُقبِّلها بمعانِيْ كبيرة , هذا الوداع تشعُر بِه الجوهرة لكن سلطان يُخيِّل له أنه البداية , البداية هي نهاية الجوهرة.
الجوهرة تُغمِض عينيها لتعيشْ الحلمْ , يا حرُوف تسللي له .. أخبريه بـ " أحبك " إن عُقِد لسانِي و عجز أن ينطقها فأظهرِي أمام عينيه ليقرأها , أقرأني يا سلطان , أشتهِي ذاك اليوم الذي يقرأنِي فيه أحدًا , 7 سنوات لم يتجرأ أحدًا أن يقرأنِي أحدًا , 7 سنوات لم تُخرج من فمِي سوى " بخير " 7 سنوات عشتُ بالمنفى دُون حياة تُذكر , 7 سنواتْ كنت أنتظر الأمان بخطواتٍ متعثرة , 7 سنوات كُنت أراه أمامي أحاول الخلاصْ مِنه , كنت أنتظِر يومًا يختفِي فيه , 7 سنواتْ يا سلطان و أنا أجهلْ كيف أرمم نفسِي , كسرنِي و في قلبي شرخٌ عظيمْ.
سلطانْ ينقُل قُبلتِه لجبينها ليُدخِلها في صدرِه , رُبما قلبِي ينقل لك ماعجزتْ عن قوله , لو أُعيد تشكيلك من فرحْ و زهر لا يذبل .. لو أعرفْ مصدَر هالات الحزِن ؟ لو أشفِي أوجاعُك لو أعرف فقط أعرف.

,

عبدالعزيز وللتو رجَع بعد ليلةٍ قضاها مع ناصِر , أتجه لبيته , سقط نظره على الشُباك تذكَّرها عندما رقصَت , أبتسم من شياطينه .. تمتم : يالله أغفر لنا بس . . . دخل لبيتِه وبات تفكِيره تُسيطر عليه " رتيل " , نزع قميصه و مازال مشتتْ من فِكرة ماذا يفعل غدًا ؟ يتوقَّع ردة فِعل سلطان و بوسعود .. ستكُون ضربة قاسية لهُم ! يحاول التراجع لكن كل رغبته بأن تتم تمنعه , أبتسم من فكرة أن رُبما يُجن جنون سلطان و يعتلي القهر الشديد بوسعود .. ماذا يعني لو تصرفتُ ببعض الحقارة ؟ هم يتحملون و لستُ أنا !
شيء آخر يصرِخ به , يعرفُ هذا الصوت جيدًا , ضميره . . و والده ,

والِده : و الرجولة عمرها ماكانت بالضرب و اللي يضرب الحريم ذا ناقص
عبدالعزيز : بس بعد لازم تأدب بعضهم
والده : شيء واحد أحذر تسويه ! تضرب حرمة مالها ظهر غيرك
عبدالعزيز رفع حاجبه : لا تخاف زواجي على إيدك و أمي تختارها بعد
والده أبتسم : متى يجي ذاك اليوم بس
عبدالعزيز : تحمست أكثر مني هههههههههههههههههه
والده : أكيد ولدي الوحيد وبيتزوج
عبدالعزيز أبتسم : الله يبلغك زواج أحفادي بعد

يُغلق أزاريره بيجامته ناظِرًا للمرآة تغيَّر كثير منذ وفاتِهم , لم يتعوَّد منذ مراهقته أن يحلق شعر رأسه بأكمله أو حتَى يُخفف عوارِضه ويُثقِل سكسوكته . . أشياء كثيرة تغيَّرت في ملامحه , حتى ان عيناي أشعُر أنها تنكمش , تذبل , إبتسامتِي أصبحتْ تظهر للإستخاف فقط . . أسلُوبِ حديثي مع الغير مبنِي على القهر و الشدة . . . . غيَّرني المُوت.


,

رؤى : أنتِ كلمتيه بشيء؟
والدتها : لأ
رؤى : غريبة شكله غيّر رايه بالزواج لأنه يأجل
والدتها : أحسن لك
رؤى : كنتي موافقة ؟
والدتها : وليد مايصلح لك بس إذا تحبينه مقدر أمنعك
رؤى بنظرات إستغراب : يمه قلتي أنك موافقة
والدتها : ماقلت موافقة بالحرف الواحد
رؤى تبتعد ببعضِ خطواتٍ للخلف برهبة : إلا قلتي لي
والدتها : حبيبتي أنتي شكلك من كثر ماتفكرين بالموضوع يتهيأ لك
رؤى ودموعها تتجمَّع في محاجرها : إلا قلتي لي !! يمه قلتي لي أنا موافقة وماعندي أي إعتراض على وليد
والدتها : قلت بوافق عشانك بس ماني راضية عليه
رؤى وتبكِيْ وهي تضع كفوفها على رأسها : لا تقولين أنك ماقلتي لي
والدتها : يا روحي هذا طبيعي مو قالك الدكتور أنك ماتقدرين تحتفظين بالأشيياء كثير
رؤى : بس أنا أتذكّر قلتي لي والله
والدتها : لا حبيبتي
رؤى بإنهيار تام وبجنون تردد : قلتي لي ... إلا قلتي لي ..... ياربي .... ياربي رحمتك ... يمه تكفين تذكري يمكن ناسية
والدتها : أهدي خلاص ماهو مهم عادي موافقة ولا مو موافقة ماتفرق ! لاتكبرين الموضوع
رؤى وبشك , جنّ جنونها فعلا : اليوم رحت معه ؟ صح ؟
والدتها : ايه رحتي له
رؤى : وأمس ؟
والدتها : لأ
رؤى و زاد بُكائها : إلا رحت له وجلسنا نتكلم !! إلا يمه
والدتها : خلاص رحتي له
رؤى بصراخ : لآتستخفين فيني !!! يعني أنا ماأتذكر شي ؟
والدتها : فترة وتعدي
رؤى أتجهت لغرفتها وأقفلتها جيدًا , رمت نفسها على السرير تشعُر بشكوك في كل مايحدث حولها ! باتت تشك بعقلها ! هل هذا معقول ؟

ضباب لا ترى شيئًا , ضِحكاتْ مُنتشِرة و فُستان زفافْ أبيض . . وعينا قلبٍ تلمعُ بالدموع , هذه العينْ الأنثوية ؟ ليست أمي بالتأكيد . . يضجُّ بأذنها أصواتِهم . . الأصوات لا تمُوت حتى وإن عُصِفت بالغياب.
مسكت رأسها في محاولة لتذكِّر ملامحهم , لا تتذكر سوى مواقِف تجهلُ أشخاصُها . . تبكِي بضعفْ و قلة حيلة ,
أسماء تحُوم حولها " مقرن , عبدالعزيز , سلطان العيد , غادة , ناصر " من هؤلاء ؟ أريد أن أعرف صلة القرابة بينهم جميعًا
يتناثرُ فتات الذِكرى أمامي , وغير قادِره على جمعه . . غير قادرة يالله . . من يُرمم كسرِي سواك أنتْ . . ياربي ياحبيبي أسقني اللقيا . . . اللهم اللقيا بهم قبل الممات . . . أختنقْت برائِحة الذِكرى , .. عينيها تسلل إليها الخفاء لتتذكَّر أشياءٍ منسية.

الثلجْ مُغطيهم باكملهمْ . . وهي تُداعب أنفه لم تظهر ملامِحه بأكملها لها : أنتْ غيور لاتنكرْ . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله كل مايكبر يصغر
هو بغضب : أنا عقلي صغير ..
هي : ههههههههههههههه شوفوه عصّب هههههههههههههههههههه ماهو لايق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هو : سكري الكاميرا لاأدخلها بعيونك الحين
هي بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
هو : قلت بدخلها بعيونكْ
هي تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تُقبل خده ولكن طوله جعلها تقبّله قريبًا من شفتيه : آسفين ياجميل
هو أبتسم رغمًا عنه , تنظر لإبتسامتِه بحُبْ

صحت من إغماءتها و البُكاء مبللها , أريد أن اراه ؟ لو صورة ؟ فقط أريد أن أراه . . . بكتْ من رغبتها بأن تفهم من كانت تُحبه , " نصوري " ؟ يااااه . . أأنا أعيشْ حُبًا يُخفِيه قلبِي عن عقلي و ذاكرتي ؟ من ليس لديِه ماضِي لا يُبنى له مستقبلاً و لا حاضِرًا بهِ مُرحِبًا , أريد الرجوع إلى ماقبل الحادث ؟ أن أنظِر نظرةً أخيرة لأهلي , فقط نظرة واحِدة وللحظات .. أسرِق بعيني بعض ملامِحهم وأصبِّر قلبي في مِثل هذه اللحظات التي أمر بِها الآن , ليتني خطفتُ مِن ملامِحكُم شيئًا.

,
الساعة 8 صباحًا

الجُوهرة لم تنامْ , تُفكِّر بموعدٍ أقترب تخافه كثيرًا
سلطان يربط خيُوط حذاءه : إن شاء الله بجي الساعة 10 و أشوف أبوك
الجوهرة : طيب
سلطان وقف متنهِدًا وهو ينظر لوجهها الشاحِب : بحاول ماأتأخر
الجُوهرة : بحفظ الرحمنْ
سلطان يأخذ سلاحه و يضعه على خصره . . خرجْ تارِكًا الجوهرة في دواماتٍ من التردد , هل أخبره ؟ لكن والدِي أتى ؟ لا مجال للتراجع.


هي ساعة ونصفْ حتى وصل سلطانْ لمبنى عملِه.
في مكتبٍ كبير يبدُو فارغًا إلا من طاولة في المنتصف , جالسًا بها بوسعود و عبدالعزيز.
دخل سلطان : السلام
: وعليكم السلام والرحمة
سلطان يجلس بمقابلهم : بتروح للجوهي الحين ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : لاتحاول تآخذ وتعطي معاه , نص ساعة لا تزيد .. أفهم بس وين راح يروح هو واللي معاه وأطلع
عبدالعزيز : طيب . . وقف
سلطان : لحظة . . وقف خلفه وهو يُخفِي أسفَل شماغ عبدالعزيز سماعاتٍ أُخرى
عبدالعزيز : واضحة ؟
سلطان : كِذا تمام
عبدالعزيز ينظر لنفسه بالمرآة ليتأكد من أنَّ كُل شيء مُرتَّب
سلطان : تذكّر نص ساعة بس
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرجْ
سلطان و بوسعود توجهُوا لغرفة المراقبة
سلطان : بوريان جاي و ضروري أشوفه أمسك الإشراف عليهم اليوم وأنا أمسك الأرببعاء
بوسعود : تم

,

باريس * في العمَــلْ

أفنان : و كان خاطب أختي
ضي : أحسب يقرب لك
أفنان : لآ مايقرب لي بس أبوه يعرف عمِّي وعاد عن طريق عمي تعرَّف على أبوي
ضيْ و هُلكت من تعبئة بعض الأوراق : وطيب ليه فصخ خطوبته بأختك ؟
أفنان : مافيه نصيب هي ماأرتاحت و أنفصلوا بدون مشاكل
ضيْ : أووووف تعبت من هالأوراق !!
أفنان : عِندك عيال منه ؟
ضي : لأ أقولك ماأشوفه الا بالسنة كم مرة
أفنان : وكيف عايشة
ضي : زي مالخلق عايشيين , أنا عارفة عنده ظروف ومايقدر
أفنان : بس يعني مافكرتي تنفصلين ؟ يعني أنتي صغيرة وتقدرين تتزوجين واحد بعمرك
ضي : ليه ؟ تحسبينهم اللي بعمرنا كويسيين ؟ بالعكس داشرين ويجون يعقلونهم فينا
أفنان بإستغراب من طريقة تفكيرها : وش داشرين ؟ ماهم كلهم ! يعني اللي عمرهم كذا 26 أو 27 يكونون ناضجين
ضي : لأ أنا ماأحب البزارين أتزوجه عشان أربيه
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه عمره 27 بزر !!
ضي : بعيوني بزر و أكيد مدلَّع , جيلنا مررة مدلّع ماهو زي قبل عشان أوافق على أبو 27
أفنان : طيب راضية تآخذين واحد بناته كبرك
ضي : إيه راضية دامني مرتاحة معه و هو مرتاح ! عادي
أفنان : مدري ماأتقبل أشوف زوجين كذا أحسَّه بنته ماهو زوجته
ضي : لأنك متعودة على زواج الصغار
أفنان : لآ الجوهرة أختي تزوجت واحد أكبر منها ب 12 سنة بس يعني هم غير
ضي : وليه غير ؟
أفنان : يعني لما تشوفينه تعطينه ببداية الثلاثينات مررة ماهو بعمره ؟ أكيد شفتي صوره .. سلطان بن بدر ؟
ضي وتجمدت في مكانها
أفنان أنتبهت : وش فيك ؟
ضي : وش يقرب لكم سلطان ؟
أفنان : زوج اختي
ضي شهقت : نععععععععععم
أفنان بتوتِّر : وش فيك ؟ زوجها
ضي : وش يقرب لكم عبدالرحمن آل متعب ؟
أفنان بإبتسامة بلهاء : عمِّي
ضي و تشعُر بالكون يتلفُّ حولها , دوَار و غثيانْ


,

على طاولة الطعامْ
عبير : أنتي حاولي تتجاهلينه ومع الأيام راح تنسين
رتيل تأكل بلا نفس : أكيد يهيني وأجيه بعد
عبير : مع أنك أنتي اللي غلطتي بالبداية
رتيل بإندفاع : بس يآكل تراب ومايقولي كذا
عبير : طيب خلاص سكري على الموضوع
رتيل بتحلطم : كذاااب
عبير : وش كذب فيه ؟
رتيل : لما طلع من المستشفى بيّن لي أنه مبسوط و كأنه طاير من الفرحة فيني وآخر شي يمثِّل علي
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههه من جدك مكلمته بعد ماطلع ؟
رتيل : هو اللي جاني ماهو أنا ! والله يا عبير أني مارحت له .. وحتى يوم بغيت أبعد عنه وأخليه خفت من أبوي قام وقف قدامي
عبير : خافي من الله قبل أبوي
رتيل : أحس ربي يعاقبني الحين
عبير : أكيد بيعاقبك الله يمهل ولا يهمل ! دامك غلطتي فـ لك جزاء يا في الدنيا أو في الآخرة !! والله عادل
رتيل تنهَّدت : أدري أني غلطت وأحاول أخشع بصلاتي عشان تنهاني عن الحرام بس وش أسوي ؟
عبير : قلت لك تجاهليه ولا كأنه موجود مع الأيام بتتكيفيين مع هالشيء ولاهو آخر واحد ! بكرا تتزوجين وتنسين طوايفه
رتيل بضحكة غابت عنها الأيام اللي فاتت أردفت : والله لو أني متزوجة الحين كان بنشغل بحُب زوجي بدل هالمعفن
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه صار معفن بعد
رتيل : فيني قهر لدرجة تخليني ودِّي أجيه و أعطيه كفّ يبرد حرتي
عبير : أحقريه و لا تكلمينه ولا بأي شي , وماهو لازم تطلعين برا بالحديقة ويشوفك ! وبتتعودين بكرا
رتيل : يحسبني ميتة عليه هو بس لو أنّه شين كان نسيته بساعة لكن حقير مزيون يعني وش أسوي في حياتي
عبير أنفجرت من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه رتيل خلاص مابقيتي شي من حسناتك
رتيل : صدق أتكلم أمانة لو أنه شين كان بسهولة تجاهلته بس أنّه مزيون وين أقدر أنساه
عبير : أصلا الجمال ماهو كل شي ! شوفي شخصيته مو قلتي أنه حقير , يعني بالذمة تعيشيين مع واحد حلو وشخصيته زبالة ولا واحد شين وشخصيته حلوة وتهبّل
رتيل : الجواب صعب
عبير : لا يكون مع اللي شخصيته زبالة !!
رتيل : يعني بصراحة أجلس أصبِّح على وجه حلو ولا وجه شين ؟ بس ممكن أعيد النظر لو كان شخص مملوح وعادِي
عبير : أنتي شفتي عبدالعزيز وقدستي جماله
رتيل : بتخيله شين عشان أكرهه
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الحكي معك ضايع
رتيل : طيب بقولك شي يعني أنا شاكة
عبير : وشو بعد ؟
رتيل : يوم كنت في مكتب أبوي ودخل ذاك وطالعني بنظرات يمه عبير لو تشوفينها تقولين ذا يبي يذبحك قام عبدالعزيز وضربه يعني تحسينه يغار
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه لو أنا مكانك بيسوي نفس الشي
رتيل تأفأفت : يعني مافيه أمل ؟ حسبي الله بس
عبير : فاضي لك هو ؟
رتيل : أجل فجأة تحول لشخص ثاني ! مرة وش زينه ومرة تنصدمين من حقارته
سمعُوا خطوات الخادمة الآتية إليهم
رتيل برهبة لم تتخلى عنها , سقط مِنها كوب الحليبْ وتناثر الزجاج
عبير : بسم الله عليك , ترى البيت كله حرس محد يقدر يدخل


,

ريان : يعني بس كذا ؟
أم ريان : إيه يقول عنده شغل
ريان : الله يستر وش مهببة بنتك
أم ريان : وش قصدك ؟ تكلم عنها بأسلوب أحسن من هذا
ريان : وانا ماكذب ماضيها معروف
أم ريان بعصبية : ريااان !! أستح على وجهك ذي أختك
ريان : قلتي أبوي رايح لهم مستعجل أكيد فيه فضيحة وراها زين ماتجيك مطلقة من عند سلطان
أم ريان بغضب كبير : أسكت ولا كلمة !! مايجيب الفضايح إلا أنت ! أنهبلت على الآخر أجل تشك بأختك صدق ماعرفت أربي
ريَّان وقف : ماأعرف ليش تدافعون عنها ؟ .. أستغفر الله بس . .وخرجْ
أم ريان : أنهبل ماعاد في راسه عقل
تُركي : يمكن من خوفه يتكلم كذا
أم ريان : لآتجنني ياتركي أجل يشك في أخته
تُركي : وليه مايشك ؟
أم ريان : وأنت مثله بعد ؟
تركي : أنا أقول بس يمكن معه حق


,

منصُور : ههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي الكذب يجري في دمك
يُوسف متمدد على الكـنبة : قلت له أصلا أني من طرفك
منصور : لآ تفضحني عنده
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له تاريخ حياتك عشان يصدقني مابغى يأجر لنا الإستراحة , ماعلى تطلع فيزتي وأسافر بجلس أقابل هالجدران قلت لا والله أروح أكيِّف هناك ونعزم الشباب
هيفاء : والله ياحظكم إستراحات و عزايم وناس وعالم واحنا منثبرين
منصور : وش رايك بعد تروحين معنا الإستراحة ؟
هيفاء : والله طفشانة وأنت ماتقصر
منصور : أخاف صدق عشان أقص رجولك
هيفاء : لحول الواحد حتى مايتمنى أمنية
يوسف : تمنِّي وش تبين وأنا أجيبه لك كم عندنا هيفا
هيفاء : أحس بسخرية بس معليه نطوِّف
يوسف : صدق قولي وش تبين ؟
هيفاء : سفِّرني باريس ولا أمريكا عشان أروح ديزني لاند
يوسف : وش فيها الحكير لاند ؟
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه
هيفاء : لو يسمعونك والت ديزني ينتحرون أجل الحكير ؟
يوسف : طيب أمنية ثانية نقدر عليها
هيفاء : ودِّي أركب قارب وكذا والهوا يطيِّر شعري وأنبسط
يوسف : الحين صاير زحف للشرقية من أهل الرياض مستحلينها مانقدر نجيها
هيفاء : ومين قال الشرقية لا ودِّني برا ؟ ودني جزر المالديف
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حاولي أنك ماتشطحين في خيالك
منصور : وتبين تطيريين شعرك بعد !! ناوية تنزعين شيلتك , أنتي من نظام الله موجود بس بالسعودية بس برا محنا مسلمين
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تجيبين لنفسك الكلام
هيفاء : بنص البحر محد يشوفنا أفصخ شيلتي
يوسف : طيب يالله قولي أمنية ثالثة خلنا نطقطق عليك
هيفاء : لآ والله ؟ صدق أتكلم
يوسف : طيب يالله قولي
هيفاء : آممممممم ودِّي يعني لاتزعلون أنتوا أخواني وكذا بس يعني حلم ماهو صدق .. ودِّي أدخل بار بس كذا أتفرج ماأشرب ولا شيء
منصور يرمي عليها علبة المناديل بقوة
هيفاء : قلت لكم حلم الواحد مايحلم بعد
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي خواتك دشروا
منصور : أنا ملاحظ
هيفاء : والله بس كذا بحس إحساس الأفلام يعني ماهو صدق
يوسف : إن شاء الله كل أحلامك راح تتحقق لا جاك فارس أحلامك
منصور : لا تفتح عيونها بس ههههههههههههههههه
يوسف : مفتحة وخالصة , خذها مني الحريم والله كلبات من تحت لتحت أعوذ بالله منهم ويجونك يسوون نفسهم مستحيات إن كيدهن عظيم ويايي لو تلمس أظفرها بكت وهي مكفخة أخوها
منصور ضحك وأردف : خبرة الله لايضرك
يوسف : أنت لأنك ماتجلس مع الخمَّة اللي بالإستراحة يجونك بس يسولفون عن حريمهم هههههههههههههههههههههههههه وأنا أتطمش أصير لهم فوزية الدريع على نصايحي
منصور : ماأحب أختلط مع ربعك يخي تجيني كآبة
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه شف على أنهم مايجي من وراهم منفعة وكل يوم طايحيين بمصيبة بس والله يوسعون الصدر على نياتهم
منصور : ويسولفون عن حريمهم عادي ؟ يالله الرجولة تبخرت
يوسف بعبط : يثقون في شوري
منصور : قسم بالله تضيعهم
يوسف : بس والله أني انصحهم بذمة وضمير
هيفاء : صادق منصور وش ذا يسولفون عن حريمهم قدامكم !! صدق ياخسارة الرجولة فيهم
يوسف هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه وهو وراني صورتها بالعكس يشتكي , حرام بعد الرجَّال شقيان لازم أوسِّع عليه
دخل والدهم : إن شاء الله إجتماع خير
يوسف : على حسب نيتك
والده : أستغفر الله بس , الواحد هنا يدخل يقول اللهم أني أعوذ بِك من الخبث والخبائث
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله محدد العوارض اليوم
والده يبتسم وهو يمسح على خدِّه : رايح لحلاق تركي جديد
يوسف : ترى في جواسيس لأمي أحذر
هيفاء : أبوي أصلا مايقدر يعيش بدون أمي
بومنصور : صدقت بنتي
يوسف : شف يبه على حسب قناعاتي الواحد من حق نفسه عليه أنه يجدد شبابه يعني عادي تزوَّج والله أنا ماني معارض الشرع محللك 4
هيفاء شهقت : يا معفن أمك !!
يوسف : طيب أمي واحبها وأحب زوجة أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه بدا التحشيش
يوسف يستعدل بجلسته : أنا مخطط أتزوج مسيار بعد
منصور : والله أني داري أنك راعي حريم
بومنصور : ذا اللي يسمونه نسونجي
يوسف : يخي الدنيا فانية وش يسوي الواحد ؟ يطلب رضا ربه وينبسط , بجلس أعيش في نكد ! وراه ؟ لا والله بتزوَّج وأمتع نفسي وحدة وثنتين و 10 بعد وإن شاء الله بالجنة أشوف الحور العين بعد
هيفاء : بصراحة طحت من عيني
يوسف بسخرية : رقيني تكفين إلا عيونك مقدر أطيح منها
هيفاء : من جدك !! أجل بس تفكر برغباتك
يوسف بإستهبال : الله عطاني جمال و مال و الله يخليني لنفسي رجَّال ويعتمد عليه لازم بعد أستغل كل شيء
بومنصور : هو يمهِّد عشان يقول بتزوج الثانية
يوسف : يافاهمني هههههههههههههههههههههه بالضبط أخطبوا لي
بومنصور : فيوزاتك ضربت
يوسف : وزيدي على مواصفاتي اللي ماترفضها أي بنت أني رومانسي
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثِّر منها أنت وين والرومانسية وين
يوسف بطنازة : نتعلم من منصور
منصور : ترى بقلب عليك الحين
يوسف : هههههههههههههههههههههههه وش الرومانسية ؟ أحفظ كم قصيدة وأقولها لها وياعمري وياحبيبتي والخبلة ماتصدِّق وبتحط صورتي تحت مخدتها
هيفاء : ماتوا اللي يحطون تحت مخدتهم صور
يوسف : على هالطاري الله يقطعهم الشباب في الإستراحة جالسين ويدخل علينا واحد شايش ومتحمس يقول ياشباب بكرا بقابل خطيبتي وأبي أجيب لها هدية طبعا انا اكشخهم قمت تذكرت أفلام أبيض وأسود قلت له جيب لها دب أحمر وياليتني ماقلت له
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه وش سوَّى ؟
يوسف : فضحني الله يفضح عدوَّه طبعا خطيبته بغت تتفل بوجهه على الهدية ولا لما تحركين الدب يقول آي لوف يو ويقوم يجينا يتحسب علي ويقول ضيعتني من يومها وهي تأجل بالزواج
أبو منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
يوسف : مع أنه نيتي كانت طيبة بس والله ياهو عطاني دعوات لين قال بس
بومنصور : أنا ماقلت لك أبعد عنهم
يوسف : يبه ظالمهم صدق أنهم فاشلين داشرين ماوراهم شيء بس والله يونسون على الأقل قلوبهم بيضا
هيفاء : يخي عرفني على خواتهم خلني أوسع صدري بعد أنا
يوسف : دشيرة مقدر هههههههههههههههههههههههه لارجعت من السفر بمخمخ على موضوع الزواج والله المسيار دخل مخي
بومنصور : كم بتجلس ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين
بومنصور : وبتآخذها معك
يوسف : لآتجلس عندكم
بومنصور : ليه ماتآخذها وتحاول تبعد عن هالجو
يوسف : مدري يبه حسستيني رايح شهر عسل , لا خلها سفرة شباب
بومنصور : ياخوفي من سفراتكم
يوسف : لا أصدقائي المحترمين مو حقين الجامعة
منصور وفهم قصده : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
بومنصور : صدق بزر ماينقالك سالفة
يوسف يتقدم ليُقبِّل جبينه : وزينه أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور ويوسف في موجات من الضحك لا تهدأ
هيفاء الغير فاهمة : وش فيكم ؟
بومنصور : والله أنكم ماتستحون وأنت الكبير أنهبلت معه بعد .. وخرج تارِكهُم
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أبوك الله يسلمك ماضيه بالجامعة يشرِّف

,

في مكتبْ الجُوهيْ.

عبدالعزيز : خلاص الشهر الجايْ
رائِد الجوهي : إن شاء الله تتسهل الأمور
عبدالعزيز : إن شاء الله
رائد : واضح أنه عبدالعزيز العيد ماهو موجود في السعودية
عبدالعزيز : وش دراك ؟
سلطان ويُحادثه : لا تسأله وقوم خلاص
رائد : بحثوا لي شكله جاء الرياض فترة ورجع لباريس
عبدالعزيز : بس اللي عرفته شي ثاني
في جِهةٍ أخرى
بوسعود : قاعد يهبب
سلطان بحدة : عبدالعزيز لا تعاند
عبدالعزيز يتجاهل الصوت الذي يضجُّ بإذنه
رائد : وش اللي عرفته ؟
عبدالعزيز : متزوج وحدة من بنات عبدالرحمن آل متعب
بوسعود و سلطان كانوا في صدمة وهم يسمعونْ و ينظرون للشاشة التي تصوِّر المكانْ.
رائد : غريبة عاد هو مايزوِّج أي أحد
عبدالعزيز : يصير ولد صديقهم
رائد : ووينهم الحين ؟
عبدالعزيز : مدري يمكن إلى الآن بالرياض أو طلعوا برا السعودية
بوسعود بعصبية يرمي السماعات على الطاولة
سلطان و يبدُو الضغط مرتفع الآن و سيمحي عبدالعزيز بغضبه إن لم يقتله بوسعود قبله من حديثه بهذه الصورة
عبدالعزيز بإبتسامة وكأنه يشعر بغضبهم هُناك
رائد : وش يظمن لي أنهم متزوجين ؟
عبدالعزيز : إذا عرفت بزواجهم بتبعد عن عبدالعزيز يعني ؟
رائد : لآ مو عن بس بعرف إذا متأكد أو لأ
عبدالعزيز : متزوجين و واثق 100 بالمية
رائد تنهَّد بضيق
عبدالعزيز : الزواج راح يمنعه عنك ؟ إذا تبي تقدر تجيه وتقرب منه
رائد : ماينفع ! كِذا بنتورط معه
عبدالعزيز وقف : على العموم سوّ اللي تبيه أهم شي تتم أعمالنا على خير , وخرج


,

جالِسة و رأسها على صدرِ والِدها : أشتقت لك
والدها : ماراح تريحيني وتقولين لي وش فيك ؟
الجوهرة : خل سلطان يجي ونحكي
والدها : يخص سلطان ؟
الجوهرة : يخصني أنا
والدها : طيب وشو ؟
الجوهرة ترفع رأسها لتبتسم : خلنا من هالموضوع لا جاء سلطان حكيت فيه , طمني وش أخبارك ؟
والدها : بخير الحمدلله ..
الجُوهرة : يبه تثق فيني
والدها بإبتسامة : أكيد أثق فيك
الجوهرة : يعني ريان و
والدها يُقاطعها : ريان في كل الناس يشك ماهو بس فيك ! ماعليك منه


,

فيضانُ يقتلعُ قلبِه , صرخاتُ من حوله تُثِير في نفسِه الكآبة و لا شيء سوى الكآبة.
إغماءة أو شبه إغماءة . . عينيها تنظُر إليه بدهشة . . ليست دهشةُ فرح , شيءٌ آخر
أخذ نفسًا عميقًا ولم يُلحقه زفيرًا لدقائِق طويلة , تنفس من جديد . . كيف أن الحياة برمشها قادِر أن يختفِي منها.
بلل ملامِحه بالماء وذكراها تخترقُه.

أستندت إلى الجدارْ , أولُ ليلةٍ تقضيها بعيدة عن أهلها أول ليلةٍ تنام بشقتِه بسبب الأجواء السيئة و عبدالعزيز الذي أجاد تغطية الموقف بأنها نائمة عنده بمدينةٍ أُخرى.
ناصِر يتوضأ : وش تفكرين فيه ؟
غادة : أول مرة أنام برا البيت
ناصِر : تتعودين
غادة : أتعود بعد العرس ماهو قبله
ناصر أبتسم بخبث : الله كاتبها وش نسوي
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أخاف من ثالثنا
ناصر وهو يلتفت إليها : مابينا ثالث !! الله راضي عنَّا إن شاء الله
غادة بسخرية : كثَّر الله خيرك طمنتني
ناصر : هههههههههههههههههههههههه , والله نامي وأرتاحي مانيب جاية يمِّك
غادة : أبغى بيجاما الجينز يضايقني
ناصر : فداك كل دولابي
غادة ضحكت ولحقته لغرفته
غادة : مايمديني ألبس لبسك ؟ .. يالله ناصر فوضوي مررة ليه مو مرتب ملابسك ؟
ناصر : أنتظر من خذا قلبي يرتبها
غادة أبتسمت وسحبتْ إحدى بيجاماته : بتطلع مرة مبهذلة عليّ بس يالله كلها يوم .. وين راح تنام ؟
ناصر : بالصالة وأنتي نامي هنا
غادة : لآ أنت نام هنا وأنا بنام الصالة عادي
ناصر : لا موصيني عزوز
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه موصيك تبعد ماقالك نام بالصالة
ناصر يُباغتها بقبلة على خدِّها : تصبحين على خير
غادة : وأنت من أهل الخيرْ

أكمل وضوءه مبتسمًا من ذكراها و قلبه يعتصِر حُزنًا , تِلك الليلة تحت سقفِ ثلُوج بارِيسْ و ركضِ المارة حتى يختبئوا عن الثلجْ , تِلك الأحوال الجوية كانت بركة له , لم ينام فيها من تفكيره بأنها نائمة على سريره الآن.


,


عيناها على السقفْ , رائِحته تخترقها . . . تُقبِّل وسادته وهي تحتضِنها , لم يأتِها النومْ متأملة فيما حولها , تجهلُ في أيّ غُرفةٍ هيْ لكن كُلْ شيء يحكيها عن حبٍ كبير تكُّنه لصاحِبها , بإبتسامةٍ غجرية تنظُرْ لتسريحةٍ ممتلئة بعطُوراتِه , قريبًا جدًا ستُشارِكه أيضًا , الفجرُ الأول بدا يتسلل لسماءِ بارِيس الغائِمة و الثلُوج لم تتوقف بعد , لم ينام هذا الأكيد ؟ رُبما يفكِر بي مثلما أنا أفكر به , ليس رُبما .. أنا متأكِدة من قلبِي و حدَّة الإحساسِ تُخبرنِيْ بـ عظيمِ حُبِه.

فتحت عينيها تنتفِض من ذِكرى ملتوية , باريس . . ثلوج . . غرفة مجهولة . . هذا ماأتذكَّرهُ من الحلم ؟ هل كُنت في باريس قبل الحادث ؟ , تنهَّدت بعُمق و صوتها يتحشرج بهذه الذِكرى الغامِضة لها , عينيها تنزفُ الدمُوع , و " ناصِر " يأتي إسمهُ , كان زوجي ؟ كيف كُنت في غرفة أحدٍ غيره أو ربما هو ؟ لكن لماذا أنام في غرفته لوحدِي ؟ هل هو زوجي أو تكذب أمي مرةً أُخرى ؟


,


جالِسًا يتأملُ بصورٍ لها لا تنتهِي أبدًا , غيابها مرّ لا يستسيغُ الحياة دُونها .. هل من الممكن أن تنثُر حُبِي بسهولة ؟ هل من الممكن ان تُخبر الجميع أنني اغتصبتها ؟ لم أغتصبها ؟ هي من أرادت ؟ حتى أنني نسيتُ تلك الليلة لا اتذكرُ مِنها شيئًا سوى بدايتها , لا اتذكر إن صرخت أو بكيت ؟ هي راضية بهذا الحُب ؟ انا واثق أنها تُحبِّني ؟ لمَ تُخفي عن الجميع ؟ لم تقبل بـ سلطان الآن ؟ سلطان لن يثق بِها ؟ سيرميها ؟ كيف لها قُدرة أن تلفُظ بالحقيقة بسهولة وأنا قلبِيْ يتحشرج يموت بمجرد التفكِير بها ؟ يا عذابِيْ أرحمِي قلبٍ يرى بِك الحياة . . سيتركك سلطان كما تركك من قبله ؟ لا أحد يسيرُ معك فوق الشوك سواي ؟ لا أحد يُحبك مثلي ؟ لا أحد له قُدرة أن يُضحى بهذه الحياة لأجلك سواي ؟ حتى والدِيْك من اولِ سقوطٍ لك سـ يُفارقونك ؟ أنا فقط من سأبقى معك .. أنا أحبك.


,

مُثبِته هاتِفها على إذنها تسمعه دُون أن تلفُظ شيئًا
هوَ : أنا آسف
عبير و نحنُ الإناثْ نشدُّ على شفتينا حتى نمنع نفسنا من البكاء ومع ذلك بـ زمِّنا هذا / ننهارْ.
هوَ : عبير
عبير بنبرةٍ جاهدت أن تتزن : أنسى عبير , أطلع من حياتي أطلع منها يا .. يا أنت
هوَ : ما أشتهي المنفى
عبير وبكلمته سقطتْ حصونها , دمُوعٍ تبللها تصِل لهاتِفها
خيَّم الصمتْ قليلاً حتى تكسُره عبير : إذا بختار بينك و بين رضا الله ؟ بترخص كثير في عيوني .. وين الله يوفقني ؟ قولي بس وين بنبسط ؟ أنا من عرفتك و ماأنام إلا وأنا أبكي !
هو : علمِّيني كيف أنساك ؟
عبير : علِّمني كيف أرتاح من هالهم ؟
هو : لا مِن دعيت على حُبك بالخلاصْ عاقبتنِي أقداري
عبير أغمضت عينيها وهي تأخذْ شهيقًا دُون زفير , كلماتِه على القلبِ الغائِر جدًا حامِضة , لن تضعف هذا مارددته كثيرًا وبصوتٍ مجروح : شفتْ فيك الحياة بس أستحي أصلِي وأنا أكلمك و أقابل ربي وأنا بهالصورة معك ! أبي أنساك أبيك تطلع من حياتي ! لا عاد ترسلي شيء , والله يغنيني بحلاله عن حرامه
هو : أبيك بدُون هالثالث
عبير : و أنا مقدر
هو : منتي بهالقوة
عبير : الله يقويني
هو : لا تضحكين على نفسك
عبير : من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
هو : والنعم بالله بس
عبير تُقاطعه : بس أنتهى كل شيء
هو : ماهو بسهولة تنهينه ؟
عبير وعيناها تسقُط على اللوحات , لا تسكُن دموعها مازالت تنهمِر بغزارة : وأنا أقدر
هو : و انا ماراح أتركك
عبير : لو سمحت أنت حتى إسمك ماكلفت نفسك تقوله لي ؟ مالك حق أبد تحاصرني من كل جهة ؟ أنت لو تحبني صدق ماجبتني بس عشان تشوفني وقهرتني ؟ أنت لو تحبني كان قلت إسمك أبسط شي على الأقل ؟ أنت لو تحبني مارضيت علي بالحرام ؟ أنت لو تحبني صدق مابكيتني ؟ أنت لو تحبني كان جيت عند أبوي ماهو عندي ؟ أنا غلطت بس أنت غلطك أكبر منِّي !! أنا بصحح هالغلط و بعد الله ماراح أكسر ظهر أبوي وحط هالشيء في بالك ! لا عاد تتصل لأن لحظتها راح أقول لأبوي وراح أبلغه عن كل شيء . . خل في بالي ذكرى حلوة عنك و بحاول أقول كِنت أحب شخص أجهله
هو : قلبك يعرفنِي وهذا يكفي
عبير : وعيني تجهلك
هو : قلبِك أوفى
عبير : لو تحبنِي أبعد عنِّي خلني أحاول أنساك !! لا تضيعني أكثر
هو : و أنا ؟
عبير بنبرةٍ مبكية : ماتت بِي الرُوح لا تحرقها أكثر
هو : بكُون جمبك دايْم
عبير أغلقته وهي ترتمي على السرير , تبكِي بشدة , تشعُر بالراحة فـ عذابُ أهوائها شديدُ عليها لكن بالمُقابل تحزن .. أول حُب بحياتها تجهله , نعم ! لكن ترى به حياةٍ منسيَّـة , لا يُصبِّرها سوى " وأما من خاف مقام ربّه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى "


,

دخل المبنَى وخطواتِه تتجه لمكتبْ سلطان يشعُر بعاصِفة ستأتيه الآن , بعضٌ من الخوفْ من ردة فعله بدأ ينتابِه و لكِن عزمِه بقهرهم تقوَى اكثر و أكثر , فتح باب المكتب ورفعُوا أعينهم عليه
عبدالعزيز : السلام
بوسعود بعصبية : ليه تسوي كذا ؟
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : وش سوينا لك عشان تسوي كذا ؟!!!! يعني أنا حتى ماني عارف كيف أكلمك ؟ عقلك كل ماله يصغر حتى ماني قادر أتفاهم معك !!
بوسعود بغضب كبير وأكبر من سلطان و هو يُشير إليه بسبابته : وش تبي توصله ؟ صدقني ماهو من صالحك تلعب بذيلك معنا
سلطان : ولا تقدر أصلاً والله ياعبدالعزيز أنت قاعد ترمي نفسك بالنار ولا أنت حاس
بوسعود بصرخة : صدقني محد بيندم غيرك
سلطان : تقسى على نفسك كثير وأنا برفع إيدي منك !!!! صدقني محد راح يقدر يحميك بعد الله غيرنا و محد بيخسر غيرك أنت
عبدالعزيز ببرود : و أنا أبي أندم و أبي أخسر و بعد أبي أقسى على نفسي
سلطان بعصبية : لو أفهِّم بزر بالإبتدائِي فهم يخي أستح شوف عمرك كم عشان تعاند كذا !!
عبدالعزيز تنهَّد متأفأفًا
بوسعود : تبغى تحمي نفسك بهالدناءة ؟
عبدالعزيز أبتسم : لو أبغى أحمي نفسي ماجلست معكم دقيقة , تذكَّر هالشي
بوسعود يقف ليقترب منه : وش تخطط له ؟
عبدالعزيز : اللي سمعته عند الجوهي ولا أنت وبناتك بتروحون فيها
بوسعود يُمسكه من ياقِة ثوبه و يبدُو هذه المرة أن بوسعود هو من يُريد ذبح عبدالعزيز بدلاً من سلطان
عبدالعزيز لم يُقاومه أو حتى يُدافع نفسه , لأنه ببساطة : والده الثاني.
سلطان أقترب منهم ليُفرِّقهم : يعني تبغى تجبرنا
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : منت بهالدناءة ياعبدالعزيز ولا تحاول تتقمّص شخصية ماهي لك
عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
بوسعود مبتعِدًا أمامه سلطان الفاصِل عنه وعن عبدالعزيز : لاتحاول تقهرني في بناتي والله ياعبدالعزيز لأذوِّقك الجحيم في دنياه
سلطان : ماراح نزوجك ياعبدالعزيز !! أنسى هالموضوع
عبدالعزيز : أتصل على الجوهي بنفسك وبشّره
سلطان و غضبٌ كبير يشعر به الآن من تلاعب عبدالعزيز بِهم : يعني ؟
عبدالعزيز بهدُوء : مالكم إلا توافقون هذا الحل
سلطان يبتعد فعلا لو أقترب أكثر منه سيتهوَّر . . أسند ذراعه على الطاولة : أبي أعرف وش السبب اللي يخليك تفكِّر كذا ؟
عبدالعزيز بسخرية لاذعة : أفكِّر بالإستقرار
بوسعود يرفع عينه الغاضبه له
عبدالعزيز : ماقصَّرت أستضفتني في بيتك و عاملتني كأني ولدك لكن
بوسعود يقاطعه : و فيه ولد يتفنن بقهر أبوه
عبدالعزيز وفعلاً جوابه أحرجه ولكن تغلب على إحراجه بسهولة : و فيه أبو يضيِّق على ولده ؟
سلطان : وش تبي ؟ أطلب اللي تبيه لكن أبعد عن هالموضوع
عبدالعزيز : تقصد الزواج ؟ قلت لك أتصل على الجوهي وبلغه برفضك
سلطان بحدَّة : ماهي تربية سلطان العيد هذي !!
عبدالعزيز : تربيتكم ! عرفتوا تغيروني صح
بوسعود بنبرة هادئة بعد غضبٍ شديد : خسارة والله
عبدالعزيز وهو يعدِّل ياقة ثوبه ويُغلق أزاريره التي أنفتحت : هالفترة حسيتها سنين ضاع بها عُمري ! وضياعه ماهو رخيص عندي
سلطان : احنا ضيعناك ؟ ليه تفهم دايم بالمقلوب ليه ظنك فينا دايم سيء ؟ ليه تكفِّر بهالخبث ؟
عبدالعزيز بصمت ينظُر لسلطان
سلطان بغضب : كيف تفكِّر أنك قادر تهيننا بهالصورة ؟ ولا بخيالك تتزوج وحدة من بنات عبدالرحمن
عبدالعزيز : وأنا قلت لك تعرف جوال الجوهي ولا أعطيك اياه
بُوسعود يقترب من عبدالعزيز مرةً أخرى وبصوتٍ خافت : وش قلت لها يوم دخلوا جماعة عمَّار ؟
عبدالعزيز صُعق من السؤال , شعَر بفيضانٍ أسفَل أقدامِه تُجبره على الوقوف دُون ثباتْ
بوسعود بحدة : كلمتها ؟
عبدالعزيز : لأ
بوسعود : و تبيني أحسن ظني وأصدقك ولا أسيئه زيِّك وأقول أنك كذاب
عبدالعزيز مشتتْ نظراتِه : ماني مجنون عشان أقرِّب لوحدة من بناتك
بوسعود بعد صمتٍ لدقائِق طويلة : مين تبي ؟ الكبيرة ولا الصغيرة
عبدالعزيز يشعُر أنه يختبره بهذا السؤال : ليه تسألني ؟
بوسعود : مو قلت للجوهي أنك متزوج وحدة من بناتِي ! طيب حدد
عبدالعزيز : اللي تختارها أنت
بوسعود : يعني حتى ماتبي تختار ؟ كيف أأمن على وحدة من بناتي عندك وأنت كل يوم لك راي ؟ مرة معانا ومرة علينا ؟ كيف أعتبرك رجَّال يقدر يحميها
عبدالعزيز : زي ماأعتبرتني رجَّال يوم أرسلتني للجوهي
سلطان بإستغراب : عبدالرحمن ؟ أتركك منه بدا يهلوس
عبدالعزيز : لا تطمَّن ضميري ما مات
سلطان وبنظراتٍ ممتلئة بالغضب : وش تقصد ؟
عبدالعزيز : اللي تحس فيه هذا هو قصدي
سلطان أطال نظرِه وأردف : كثَّر الله من كرمك
بوسعود : زواج على ورق بس
سلطان وقف مرةً أُخرى : عبدالرحمن
بوسعود : لو أنك بس مفكِّر قبل لا تقول للجوهي كان ممكن أحترمك
عبدالعزيز ببرود : ماقصَّرت قدرت تحترمني فترة طويلة
بوسعود عاقِد الحاجبين متضايق جدًا : وطبعًا ماراح أقول لها شيء !! أنت بس اللي تعرف و إسم أنك زوجها وبس
عبدالعزيز : شروط ثانية ؟
بوسعود : ومايهمك أصلا مين راح تكون لكن تحلم ياعبدالعزيز تلمس طرف منها
عبدالعزيز ببرود آخر : وليه أحلم ؟ أنا قادِر
بوسعود بحدة : ماراح تنغفر غلطاتِك معي أبد


.
.



أنتهى


0 أسرار الجمال
0 علاج تساقط الشعر عقب الرجيم
0 كبرياء رجل وشذوذ إمرأه
0 ~(اعتـرافـات آخــر الليل )~
0 ألا ليت القدر / كاملة
0 سلسلة صحتك فى دقيقة - رضا العواد
0 إنت تدري البنت لا عشقت وش ممكن يصير
0 طرق تساعد على تخسيس الوزن - 2
0 سما غابة الأوهام ، كاملة
0 يا خاطفي وين ألقى عزتي في زمان المذلة ! / كاملة
0 التداوير الانثويه
0 تدري وش أقسى جرح في قلب البنت و في مفاهيم الجفى و القساوة !
0 تفرقنا سنين وماجمعنا غير الجرح و ليت الجرح بعد قربه تعدانا / كاملة
0 رواية : قلبى إختارك و جيتك طاير حر طليق ما ملي غيرك عيونه وياما في دنياه شاف
0 شامخة و بنت رجال و جاء من يغلبني / بقلم روح أمي وقلبها
خيالات مجنونه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آشيو الحرامي: “الخضر” مرشحون للتأهل إلى البرازيل وحاليلو يملك كل إمكانيات تحقيق ذلك روليان غالي منتدي كرة القدم العربيه 2 09-08-2021 04:51 PM
بين إدارة الوقت وإدارة الذات سيل الحب منتدي التنمية البشرية و تطوير الذات 2 08-25-2021 09:12 AM
تفسيـر الاحـلام حسب الحـروف ....... ملــف كامــل .. عديل الروووووح منتدي علم النفس و منتدى حل المشاكل الاجتماعية 53 11-16-2017 12:18 AM
روايه ((لعنة جورجيت)) $$حبيب حبيبته$$ قسم الروايات المكتملة 42 03-27-2017 04:00 PM
المخابرات العامة والجاسوسية !! متجدد !! علاء التركى المنتدى السياسي والاخباري 50 10-12-2013 03:43 PM


الساعة الآن 03:17 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
المقالات أو المشاركات أو الآراء المنشورة في شبكة منتديات برق بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لشبكة برق بل تمثل وجهة نظر كاتبها.