في الغرب بضاعتان

[ابن بطوطة]

إن في الغرب بضاعتين؛ بضاعة يزجيها إليكم, وبضاعة يَضِنُّ بها عليكم؛ فأما التي يزجي, فإنها تسلبكم أخلاقكم، وقيمكم، وتاريخكم، وشخصيتكم.
وأما التي يَضِنُّ, فهي سر تفوقه الماديّ عليكم؛ هي علمه وفنون صناعته "تكنولوجيته".
فما بالكم أقبلتم على التي يزجي, وتركتم التي بها يَضِنُّ, فما حصلتم غير القشور؛ غير الزبد, وتركتم ما ينفع الناس!
إن في خزائننا الجواهر, وإن علاها التراب من طول الزمن وكثرة الكيد, وإن ما عندهم سرابٌ خادعٌ, أو معدنٌ برَّاق, لكنه غير أصيل, فلا ينبغي أن نترك الجواهر في خزائننا؛ لنمد أيدينا للمعادن غير الأصيلة.

يقول الشاعر :
إن الجواهر في التراب جواهر ... والأسد في قفص الحديد أسود

ما ينبغي أن تكون اليد المتوضئة هي السفلى, واليد الأخرى هي العليا.
فكيف إذا كانت اليد المتوضئة تملك الجواهر, كيف ترضى أن تمتد, وأن تكون هي السفلى, وذلك لا يمنع من أن نستفيد بعلم الغرب وتجربته, من غير أن نهجر قيمنا، ومبادئا، وأخلاقنا، وعقيدتنا, من غير أن نترك ديننا, فلا نبيع ديننا ولو كان بالدنيا كلها!

منقول من كتاب أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي (علي جريشة)
لو أحببت قراءة الكتاب فهو مفيد فعلا لكن أحيانا يذكر أحاديث ضعيفة مثل أحاديث فضل العرب ,
وربما نقل بعض الأحاديث بالمعنى
فتابع وراءه كل حديث وتثبت من نصه ومدى صحته
والله أعلم

[عذبـ الروح ـة]

ما أكثر أكِلي القشور
فهم اشبه ممن يرى بريق قشرة البرتقالة و لونها الرائع
فيستهويه اكلها ليجدها حامظة لاذعة الذوق
لكنه يستمر جريا ورائها باحثا في كل مرة عن حلاوة او ذوق جديد
كأنه يخدع نفسه او يعد لسانه بشيء طيب ليجد العكس
هذا ما نحن عليه و هذه حقيقتنا انني ارثو حالنا
قوم عشقوا المظاهر و ماتوا عليها.
بارك الله فيك اخي عالموضوع.

[ابن بطوطة]

السلام عليكم
شكرا لمرورك أختي
لكن ليست الصورة مظلمة لهذا الحد
فإن من القوانين المعروفة أن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه
فإن الغرب حاول تنصير المسلمين ففشل بفضل الله فعدل هدفه ليحاول إبعاد المسلمين عن دينهم
فإنه وإن كان نجح بعض الشيء في هدفه الحديد فإن الصحوة الإسلامية تتسع رقعتها مع الوقت مهما بدت لنا بطيئة لكنها على أي حال ليس البطء المحبط ويكفي أنها لا تتوقف بفضل الله
في السبعينيات في بلادي كانت اللحية مثلا غريبة لا يطلقها إلا النادر من الناس , قارني هذا بالوضع حاليا ولله الحمد
اللهم بارك
وكذا النقاب فيما أعتقد
وقيسي على هذا
وعلينا أن نتكاتف لينصح بعضنا بعضا ونرجو الله أن يهدينا ويهدي بنا

[ابن بطوطة]

السلام عليكم
أخي الكريم
أشكرك على مرورك وتفاعلك
جيد أن نتبادل وجهات النظر فمثل هذه الأقسام يرجى من ورائها تلاقي الأفكار لعلنا نكون لبعضنا سبببا في الوصول للحق
بداية لعلك تقصد في كلامك حديث النبي صلى الله عليه وسلم
«إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فلهُ أجرٌ واحدٌ»
ثم أقول مستعينا بالله
قول الكاتب الذي نقلت عنه الكتاب عن اليد المتوضأة لعله عنوان يشمل المؤمن بحق وليس المرائي والمنافق فمضمون كلامك أتفق معك فيه لكن قصد الكاتب هو المؤمنون الصادقون ,

أما القول بأن هناك من يتخذ الدين ستارا فهذا صحيح لكن هذا شطر جملة ,
فشطرها الآخر هو :
كما أن هناك من يتخذ شعارات براقة ومفاهيم تجذب الناس ليستتر وراءها أيضا مخفيا نيته في إبعاد المسلمين عن دينهم
ألا تتفق معي في هذا ؟
فعلينا إذن ألا نجعل الدين والمتدينين مصدر قلق لأنه ربما كانو منافقين يتخذون الدين ستارا ,
فالأصل أ نحسن الظن بالمسلمين .

كما أتفق معك تماما في كون الدين ليس شعائر فقط
بل هو شعائر وشرائع وعقيدة
يعني كما امرنا بشعيرة الصلاة أمرنا بأن ننفذ أوامر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ونجتنب نواهيه في كل شيء من الفرد للمجتمع للدولة
أما قولك بأن الله أراد أن تعرف على إنسانيتنا قبل أن نعرفه فهذه أحتاج منك فيها توضيحا
فهل معرفتنا لإنسانيتنا مقدمة على معرفتنا لربنا ؟
أرجو توضيحها فقد اكون فهمت خطا

[ابن بطوطة]

أخي الكريم
شكرا على تلبية الدعوة
بداية أتفق معك في تميز الإنسان بالعقل وضرورة تعرفه على إنسانيته
لكن هل تسمح لي بهمسات ؟
أولا :
أتفق معك جدا في كون الإسلام حرر الإنسان من عبادة غير الله
بس هنا نحتاج وقفة
فالعبودية بمعنى الرق جاء الإسلام ييحث الناس على عتق الرقيق وجعل لهذا الهدف وسائل كثيرة حتى إنه جعل السيد يعتق العبد إن ضربه
نعم فالإسلام دين الحرية بمعناها المنضبط
لكن في نفس الوقت ليس معنى هذا أنه إذا لم يتحرر العبيد أن الله عاجز عن تحريرهم أو بمعنى آخر ليس تحرير العبيد من حتميات صفات الألوهية
فإن الكون كله يسير وفق إرادة الله وحكمته
فمن حرره الله فبإرادته وحكمة منه سبحانه ,
ومن أبقاه على حاله فايضا بإرادته وحكمته
سواء عرفنا تلك الحكمة أم لا
ثانيا:
العبودية إذا كانت لغير الله فهي مذمومة
أما إن كانت لله فمرحبا بها طبعا
نعم أخي ولتفسير هذا نحتاج لمعرفة معنى العبودية لله
هي كمال الحب مع كمال الذل
فأنت إن أحببت ربك وتذللت له سبحانه (فتلك عبوديتك له)
وتذلل المؤمن لربه القوي القادر هي عينها العزة له فأنت حفظت ماء وجهك أمام خلقه ثم وقفت على بابه وقوف المسكين المحتاج للغني الذي يملك كل شيء ,
وأنت إن قدمت ما يحبه ربنا ويرضاه وإن لم تمل إليه نفسك , واجتنبت ما يغضبه وإن مالت إليه نفسك , مخلصا له نيتك في هذا فأنت محب لربك بإذن الله
الخلاصة أن عبوديتنا لله غير عبوديتنا لغيره,
ثالثا وأخيرا :
سيدنا بلال رضي الله عنه كان عبدا وحرره أبو بكر رضي الله عنه بفضل الله , هذا جميل فعلا
لكن هل فعلا لو لم يتحرر بلال لما آمن ؟
الجواب لا
طيب لماذا ؟
لأن بلالا رضي الله عنه أسلم وهو عبد
إذن فهو آمن بربه عن يقين واقتناع
والمؤمن مسلم لقضاء ربه راضٍِ به على كل حال
فإن تحرر بلال فهذا فضل الله
وإن بقي على حاله فلحكمة منه سبحانه ,
والرضا مطلوب لأن أفعال الله كلها لحكمة وفيها الخير سواء ظهر لنا ذلك أو خفي علينا لقصور عقولنا ,
وسبحان من كان من أسمائه العليم الحكيم ,

في النهاية أرجو أن أكون أخا لك لم يثقل عليك كلامه ,
ومرحبا بالنقاش معك في هذا وغيره إن أحببت ذلك بإذن الله