![]() |
#1 |
-||[عضو VIP]||-
![]() تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: اليمن
العمر: 41
المشاركات: 3,409
مقالات المدونة: 22
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]() *
الجناس في اللغة : *مصدر جانس الشيء بالشيء ، أي شاكله ، واتحد معه في الجنس . يقول صاحب لسان العرب : " والجنس أعم من النوع ، ومنه المجانسة والتجنيس* ، ويقال : هذا يجانس هذا أي يشاكله* ،* وفﻼن يجانس البهائم* وﻻ يجانس الناس ، إذا لم يكن له تمييز وﻻ عقــل " (1)** . وفي اﻻصطﻼح : " هو أن يتشابه اللفظان في النطق (الحروف ) ، ويختلفان في المعنى . على أن التشابه قد يكون* تاما في كل الحروف ، و قد يكون في بعضها دون البعض ."** *** و الجناس هو لون من ألوان الجمال اللفظي ، له أثر موسيقي قوى على السامع ،ينبع من تكرار الحروف و ترديدها ، و تقابل اﻷلفاظ المتشابهة ، و هو ينشط الذهن و يطرد السآمة ، و يسهم إسهاما كبيرا في إيضاح المعاني و زيادة اﻹفادة ، وهو ليكون كذلك إﻻ إذا* جاء عفو الخاطر ، وسمح به الطبع من* غير أن تبدو عليه لوثة الصنعة والتكلف ، وإﻻ شوه العبارة ، وأدى إلى التعقيد . **** تكلم البﻼغيون والنقاد عن الجناس ، وبﻼغته فقال فيه* اﻹمام عبد القاهر الجرجاني :" كأنه يخدعك عن الفائدة ، وقد أعطاها* ، ويوهمك كأنه لم يزدك وقد أحسن الزيادة ووفاها " (2). **** وهذا يعني أن الجناس يحمل عنصر المفاجأة ، وخداع اﻷفكار ، ﻷنه يوهم السامع أن اللفظ قد تكرر وﻻ فائدة سيجنيها من ذلك ، ولكن سرعان ما يدرك* ببديهته ، وفكره أنه* خُدِعَ ، وأن اللفظ اﻵخر يحمل معنى آخر غير المعنى المتوقع ، فيكون له أثر حسن في النفس ، ووقع جميل في القلب . **** ويقول ابن حجة الحموي : " ويحسن الجناس إذا قلَّ ، وأتى في الكﻼم عفوا من غير كدٍّ ، وﻻ استكراه ، وﻻ بعد ، وﻻ ميل إلى جانب* الركاكة " (3)* " فإنك ﻻ تجد تجنيسا مقبوﻻ ، وﻻ سجعا حسنا ، حتى يكون المعنى* هو الذي طلبه ، واستدعاه وساق نحوه ، وحتى تجده ﻻ تبتغي* به بديﻼ ، وﻻ تجد عنه حوﻻ ، ومن هنا كان أحلى تجنيس تسمعه وأعﻼه ، وأ حقه بالحسن* وأوﻻه ، ما وقع من غير قصد من المتكلم إلى اجتﻼبه ، وتأهب* لطلبه "*** . *** ومن أوائل من فطن إلى الجناس عبد الله ن المعتز الخليفة العباسي ، فقد عده في كتابه "البديع " ثاني أبواب البديع الخمسة الكبرى ، وعرفه ، ومثل للحسن* والمعيب منه بأمثلة مختلفة* (5) . **** وقد اختلفت نظرة البﻼغيين* والنقاد على مر العصور إلى الجناس ، وبيان قيمته الفنية ، فمنهم أبدى إعجابه به ، واعتبره غرة شادنة في* وجه الكﻼم* (6) . **** ومنهم من عده " من أنواع الفراغ ، وقلة الفائدة ، زمما ﻻ شك في تكلفه .. ولم يحتج إليه ، بكثرة استعماله ، إﻻ من قصرت* همته عن اختراع المعاني " (7) . **** وقد شغفت طائفة من اﻷدباء بهذا النوع البديعي* ، فكان في القرن السادس الهجري* يؤلف والطباق مذهبا أسلوبيا خاصا ، يتصنعه الشعراء كثيرا ، أما في القرن السابع* الهجري فقد أهمل الطباق بعض اﻷهمال ، واشتدت العناية بالجناس ، وكثرت حوله المؤلفات من أدباء هذا المذهب (8) .وكثرت أنواعه* ، وأقسامه* حتى أم جﻼل الدين السيوطي عدَّ أصول أنواع الجناس* ثﻼثة عشـر نوعـًا تـحت كل نـوع منها عـدة أقسـام ، استخرجها ، وحصرها ، ووصل بها إلى أربعمائة قسم (9) . **** وقد وقع الجناس في القرآن الكريم في كثير من آياته . فكان في غاية الروعة ، وقمة الفصاحة ، وزروة البﻼغة ، بل كان ضربا من ضروب اﻹعجاز البﻼغي في نظمه ، فهو يعطي للمعاني قوة ، ويضفي على اﻷلفاظ جزالة* ، ويسكب في اﻵذان موسيقا رائعة ساحرة ، ويصنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة .فهو جناس حسن ، غير متكلف ، له بديع اﻷثر في إبراز المعنى المقصود ، وجمال اﻷسلوب ، وإيضاح الصورة ، وزيادة تأثيرها ، ويدخل في نفس المتلقي بهجة ومتعة وراحة . **** ومن الطبيعي أن* ﻻ نجد* في كﻼم القرآن الكريم أو السنة النبوية بعض أنواع الجناس المختلفة ، وتقسيماته المتنوع’ ، التي وصلت إلى أربعمائة* قسم كما حصرها جﻼل الدين السيوطي . ﻷن أكثر هذه المسميات* تنطبق على الشعر ، وليس جميعها مما يدخل في حوزة النثر . * ***وكما أن هذه التقسيمات وضعت في مراحل متأخرة بدأت* في* القرن الثالث الهجري حتى القرن التاسع ، ومن ثم فإن المصطلحات البديعية ، وعناصرها قد تكاثرت ، وتعددت ، وتضخمت إلى آماد بعيدة ، فأصابت اﻹبداع اﻷدبي بالجمود والتكلف الممقوت ، وأفسدت عليه روحه وجماله في أغلب اﻷحيان . **** ومن ثم فإننا سنعرض لبعض اﻷمثلة على أنواع الجناس المختلفة من غير القرآن الكريم ، أو السنة المطهرة* ، إذا عز الحصول عليها في القرآن الكريم حتى تعم الفائدة* . ********************** أقسام الجناس **** قلنا أن الجناس في اﻻصطﻼح : هو أن يتشابه لفظان في النطق ، ويختلفان في المعنى ، وقد يكون هذا التشابه تاما فى كل الحروف ، وقد يكون في بعضها دون البعض ، ومن ثم كان الجناس نوعين : جناس تام ، وآخر غير تام .وإليك بيان ذلك : أوﻻ - الجناس التام *** وهو الذي يختلف فيه اللفظان في المعنى ، ويتفقان في أمور أربعة هي : (1) عدد الحروف* .** (2) نوعها* .**** (3) ترتيبها* .******* (4) هيئتها* . **** ونذكر من أمثلته في اﻷسلوب القرآني* قوله تعالى يخبر عن جهل الكافرين في الدنيا واﻵخرة ، إذ عبدوا في الدنيا اﻷوثان ، وأقسموا في اﻵخرة بالله أنهم ما لبثوا في الدنيا غير ساعة ، ومقصدهم في ذلك عدم قيام الحجة عليهم ، وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم ، فقال سبحانه: * ((يوم تقوم الساعة* يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون )) (10) ***** فالساعة اﻷولى :* يوم القيامة* .والساعة الثانية : هي الساعة الزمنية التي يعرف بها الوقت ، ويتكون من مجموعها الليل والنهار .* وبينهما جناس تام ، حيث اتفق اللفظان في عدد الحروف ، ونوعها ، وترتيبها ، وهيئتها . **** وقد قسم البﻼغيون الجناس التام إلي قسمين : *************************** -جناس تام مركب** . ************************** -وجناس تام غير مركب . أوﻻ – الجناس التام غير المركب : * ******** وينقسم هو أيضا إلي قسمين : أحدهما مماثل ، واﻵخر مستوفي . 1-*****الجناس التام المماثل :* " وهو من أعلى أنواع الجناس مرتبة " (11) .وهو أن يتفق ركناه في أنواع الحروف، وعددها ، وترتيبها ، وهيئتها من غير تركيب فيها ، وﻻ في أحدها ، وأن يكونا اللفظان من نوع واحد ، إما اسمين (مفردين ، أو جمعا ، أو مختلفين ) ،* أو فعلين* ، أو حرفين . (12) *** *فمن الجناس التام المماثل بين اسمين في اﻷسلوب القرآني قوله تعالى : ********* (( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ))* ويقول ضياء الدين بن اﻷثير :* " إنه ليس في القرآن الكريم غير هذه اﻵية فاعرفها " (13) . وقد جانبه الصواب في هذا الرأي ، ففيه آية أخرى ، هي قوله تعالى ![]() **** أي يكاد سنا برقه من شدته يخطف اﻷبصار ويذهبها . وأن الله سبحانه وتعالى يتصرف في الليل والنهار ويقلبهما ، فيأخذ من طول هذا في قصر هذا حتى يعتدﻻ ، ثم يأخذ من هذا في هذا فيطول الذي كان قصيرا ، ويقصر الذي كان طويﻼ ، والله هو المتصرف في ذلك بأمره وقهره وعزته وعلمه . -*********فاﻷبصار اﻷولى : جمع بصر ، وهو حاسة الرؤيا . -*********واﻷبصار الثانية : جمع بصر ، وهو العلم ، أي لذوي القلوب* . * *** ونذكر من أمثلة الجناس التام المماثل *بين اسمين* في اﻷسلوب النبوي ، قول الحبيب محمد* (ص) لما نازع الصحابة جرير بن عبد الله يوم أحد أيهم يقبض زمام ناقة الرسول (ص) ، فقال صلوات الله وسﻼمه عليه : ************* *((خَلُّوا بين جَرير والجرير* )). -فجرير اﻷولى : هو ذلك الصحابي الجليل . -وجرير الثانية : (المعرف باﻷلف والﻼم ) تعني زمام الناقة . * * ·*******ونذكر أيضا من أمثلته في القريض قول الشاعر : * ********* ************عبّـاس عبّـاسٌ إذا احتدم الوغى ********************************************** والفضل* فضلٌ والربيعُ ربيعُ * **** أما الجناس التام المماثل بين فعلين : فإننا* ﻻنكاد نعثر في القرآن الكريم والحديث النبوى على مثال لهذا النوع من الجناس ،. ونذكر من ذلك فى غيرهما* قولك لصاحبك :****** (( تمسك بقراءة القرآن ، النار ﻻ تمسك )) .* فوقع الجناس هنا بين الفعل ( تمسَّك ) أي إلزم وأحرص ، وبين (تمسك ) الثانية أي ﻻ تلمسك وﻻ تصيبك النار . * * ·*******ومن ذلك - أيضا – قولك لمن تحب : (( لو أنك شعرت بنار حبي ، لشعرت )) . فالجناس التام المماثل هنا بين الفعل ( شعرت ) اﻷولى ، وهي بمعنى (أحسست )* من اﻹحساس والشعور ؛ وبين الفعل ( شعرت ) الثانية ، وهي بمعنى ( نظمت الشعر )* . * أما الجناس التام المماثل بين حرفين :** فهو يقع* كثيرا في آيات القرآن الكريم ، ونذكر من ذلك قوله تعالى يخبر عن أصحاب الشمال ، وما ينالهم من عذاب في اﻵخرة : (( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون ، ﻵكلون* من شجر من زقوم* ))(15). -***فالجناس هنا وقع بين* ( من ) اﻷولى : " وهي ﻻبتداء الغاية ، وبين (من) الثانية* لبيان الشجر وتفسيره " (16) . * ومنه –أيضا- قوله تعالى : (( وينـزِّلُ* مِـنَ السماء مِن جبال فيها من بَردٍ* )) *–ف (من ) اﻷولى ﻻبتداء الغاية ، أي ابتداء اﻹنزال من السماء ، والثانية للتبعيض ؛ أي بعض جبال منها ، والثالثة لبيان الجنس ، ﻷن الجبال تكون بردا وغير برد )) (18) . * ·***ومنه أيضا قوله تعالى ، يخبر عن حال المؤمين وما أعد لهم في اﻵخرة من جنات عدن تجرى من تحتها اﻷنهار :* (( أولئك لهم جنَّاتُ عدنٍ* تجري من* تحتهمُ* اﻷنهارُ يحلونَ فيها مِن أَساورَ مِن* ذهبٍ..))(21) . -*********فمن اﻷولى ﻻبتداء الغاية ، والثانية : لبيان الجنس ، أو زائدة ، بدليل قوله : ( وَحُلُّوا أَساورَ ) (22) . -*********ومن الثالثة : لبيان الجنس أو التبعيض . (23) . * ·***ونذكر أيضا من الجناس التام المماثل بين حرفين في غير اﻷسلوب القرآني ، قولك لمن تحب ![]() -*********فالباء اﻷولى فى ( بـالله )* هي باء القسم* .والباء الثانية في ( بـعينيك ) هي باء الظرفية . (1)*****الجناس التام المستوفَـي (بفتح الفاء ) :وهو أن يتفق اللفظان المتجانسان في أنواع الحروف ، وعددها ، وترتيبها ، وهيئتها* من غير* تركيب فيها ، ويكونا من نوعين مختلفين ، بأن يكون أحدهما اسما واﻵخر فعﻼ أو غير فعل . *ومن أمثلته في القريض بين فعل واسم ، قول الشاعر أبي تمام : -* *************************************** *ما فات من كـرم الزمان فإنـه ************************************************** *********** *يحيـا لدى يـحيى بن عبد الله *- فيحيا اﻷولى فعل مضارع بمعنى ( يعيش ) . ويحيى الثانية : اسم علم على يحيى بن عبد الله . * ·*******ومن ذلك قول الشاعر محمد بن كناسة في رثاء ابنه : ********************************************* *وسميته يحيى ليحيا ولم يكن** ************************************************** *************** *إلى رد أمر الله فيه سبيل * ·*******ومنه –أيضا_ قول الشاب الظريف في الهجاء : ******************************************** *ﻻطال صوب الغوادي ساحتي قطنا ************************************************** **************** وﻻ رعى الله* من في أرضها قطنا -( فقطن ) اﻷولى : اسم مكان لبلدة . (وقطن ) الثانية : فعل ماض بمعنى سكن . * ·***ومن الجناس المستوفَى بين فعل وحرف :* قولك (( أنَّ الرجلُ أنينًا* ، ﻷنَّـه مريض )) . فـ (أنَّ) اﻷولى:* فعل* ماض من اﻷنين . و (أنَّ) الثانية : حرف نصب . * ·*******ومنه –أيضا- قول الشاعر :**** ********************************************** عﻼ نجمه في عالم الشعر فجأة** ********************* ************************************************** *على أنه ما زال في الشعر شاديا -*********فالجناس* المستوفي في البيت بين الفعل ( عﻼ ) بمعنى (ارتفع ) وبين حرف الجر (على) الثانية . ثانيا – الجناس التام المركب * وهو ما كان أحد لفظيه مفردا ، واﻵخر مركبا من كلمة وجزء من كلمة أخرى ، أو من كلمتين ، ولهذا النوع ثﻼثة أضرب هي : الضرب اﻷول – الجناس المرفو : وهو أن يكون أحد لفظيه مفردا ، واﻵخر مركبا من كلمة ، وجزء من كلمة أخرى . ومن أمثلته* في السعر ، قول الحريري : **************************************** *المكر مهما* استطعت ﻻ تأته ************************************************** *********** *لِتَقتَـنَي السـؤددَ والمـكرمة -فالجناس في البيت بين كلمة ( المكر ) مضافة إليها جزء من الكلمة التي تليها ( مـه ) والمأخوذة من كلمة ( مهما ) في الشطر اﻷول من البيت ، وبين كلمة واحدة مفردة ، وهي ( المكرمة ) .** ويبدو أثر التكلف واضحا على هذا النوع من الجناس ، وقد ندر أن يقع في الشعر أو النثر ، ويسلم من التكلف والتعقيد ، فهو " ﻻ يخلو من تعسف وعقادة في التركيب "* (24) . وإنما هو لون من ألوان إثبات قدرة الشاعر على اﻹتيان به في شعره ، وأنه ﻻ يعجزه شيء من ذلك .* لذلك ندر أن يقع في القرآن الكريم ، والسنة النبوية شيء منه . * * الضرب الثاني : الجناس المتشابة: *وهو ما تشابه ركناه ( أي الكلمة المفردة واﻷخرى المركبة ) خطا ولفظا** .ومن ذلك قولك مداعبا صديقك : " إذا أَولـم لنـا* أحببناه ، سواء أكل معنـا أو لـم* " . فالجناس* المتشابه هنا بين كلمة ( أولـم )* وهي فعل أمر من الوليمة ، أي صنع لنا طعاما . وبين ( أو) حرف العطف ، مضافة إليه ( لـم )* حرف النصب والجزم ، بمعنى ( أو لـم يأكل معنا )* . * ·*******ومن ذلك أيضا قول الشاعر :**** ***************************************** إذا ملك لم يكن ذا هـبة ************************************************** ************* فدعه فدولته ذاهـبة فالجناس* المتشابه هنا بين (ذاهبة ) مكون من ( ذا ) بمعنى : صاحب ، و (هبة ) أي عطية* . وبين ( ذاهبة ) أي : زائلة . 0الضرب الثالث : الجناس الملفوف : وسمي –أيضا- [بالمفروق] (25) وهو ماتشابه ركناه(أي الكلمة المفردة واﻷخرى المركبة ) لفظا ﻻ خطاً . ومن أمثلته فى الشعر ،قول الشاعر الشاب الظريف : ******************************************* *أتراك بالهجران حين فتكت في ************************************************** ******************* *قلبي علمت بما يجنُّ فتكتفِ -***فالجناس المفروق هنا بين ( فتكت في ) ، وبين ( فتكتفِ) . وهما متشابهان لفظا ومختلفان خط، مع اﻻختﻼف في المعنى . -*********ومثله –أيضا- بين ( تهذيبها) و بين (تهذي بها ) في قول الشاعر :* ******* ************************************* ﻻ تعرضن على الرواة قصيدة ************************************************** *************** ما لم تكن بالغت في تهذيبها ******************************************* *وإذا عرضت الشعر غير مهذب ************************************************** *********** عدوه منك وساوسا تهذي بها * ·*******أو بين كلمة ( النواقيس ) و ( النواى قيسي) في قول آخر : ********************************* *فقل لنفسك أي الضرب يوجعها ********************* ********************** ضرب النواقيس أم ضرب النوى قيسي -***فالنواقيس : جمع ناقوس ، وهو لفظ مفرد ، وقد جانس الشاعر بينه ، وبين مركب من اسم وفعل ، هما ( النوى ) بمعنى : الفراق ، و(قيسى)* فعل أمر مسند إلى ياء المخاطبة، من ( قاس يقيس ) . وقد تشابها ركنا الجناس لفظا واختلفا خطا ، واختلفا* في المعنى. *الضرب الرابع : الجناس* الملفق :* ويكون التركيب في الجزأين معاً .ومن أمثلته في القريض ، قول الشاب الظريف : **** ******************************** عاهدتني أن ﻻ تخون ولنت في ************************************************** ************** *طلبي وفاءك بالعهود ولم تفِ * - فطرفا الجناس في البيت مركب من كلمتين : اﻷولى-(لمت في ) في عروض البيت ، ومكون من فعل (لمت ) ، وحرف ( فـي ) . والثانية* ( ولم تفِ) في ضربه ، ومكون من حرف* الجزم (لـم) ، وفعل المضارع المجزوم بها ( تفِ) . -*********ومنه قول شرف الدين بن عنين : *********************************** خبروها بأنه " ما تصدى " ************************************************* لسلو عنها ولو " مات صدى " -ومنه أيضا- قول القاضي عبد الباقي بن أبي حصين : *************************** *فلم تضع اﻷعادي " قدر شاني " ************************************************ *وﻻ قـالوا فـﻼن " قد رشاني " - فطرف الجناس اﻷول مركب من كلمتين ( قدر) و (شاني ) . والطرف اﻵخر : مركب من كلمتين ( قد) حرف تحقيق ونصب ، و ( رشاني ) الفعل الماضي المسند له ضمير* المتكلم . * الجناس غير التام * ويقال له الجناس الناقص ، والجناس المشبه . وهو ما اختلف فيه ركناه في واحد ،أو أكثر** من الشروط اﻷربعة السابقة التي يجب توافرها في الجناس التام وهي : ********************* (1)* *نوع الحروف* .**************** *(2) عددها* .* ********************* (3) ترتيبها* .******************* ***(4) هيئتها ( حركاتها ) . وذلك مـع اختﻼفهما فـي* المعنى . **** وهو ينقسم* وفقا للتعريف السابق إلى أربعة أقسام ؛ تحت كل منها أقسام أخرى كثيرة : *** أوﻻ- اﻻختﻼف في هيئة الحروف وقد قسم البﻼغيون هذا القسم الى نوعين : ******* (1) جناس تحريف* .**** (2) جناس تصحيف* . أوﻻً : الجناس المحرف: (26) وفيه يختلف طرفا الجناس في حركات الحروف (هيئاتها )* وسكناتها ، مع اتفاقهما في الشروط الثﻼثة اﻷخرى ( عدد الحروف – نوعها – ترتيبها )* سواء كانا من اسمين أو* فعلين ، أو فعل ، أو من غير ذلك " (27) . * ***وقد وقع هذا النوع من الجناس في اﻷسلوب القرآني وفق ما يتطلبه المعنى ، ولم يكن مقصودا لذاته . ونذكر من أمثلته قوله تعالى ن يخبر عن اﻷمم الماضية بأنه سبحانه أرسل فيهم منذرين ، ينذرونهم بأس الله ، ويحذرونهم نقمته ممن كفر به وعبد غيره ، وتمادوا في تكذيب* رسله فأهلك المكذبين ، ونجى المؤمنين ونصرهم ، فقال : (( ولقد أرسلنا فيهـم مُنذِرِينَ ، فانظر كيف* كان عاقبة الـمُنذَرِينَ *)) (28) .فوقع الجناس في هذه اﻵية بين ( منذرين ) اﻷولى ، وهي اسم فاعل ( مكسور ما قبل اﻵخر ). ويقصد بها هنا الفاعلون ، وهم الرسل* ( عليهم الصﻼت والسﻼم ) . وبين ( منذرين ) الثانية ، وهي* اسم مفعول ( مفتوح الذال ) ، وهم المفعولون* ،* من وقع عليهم اﻹنذار . فاللفظان* مختلفان في حركات الحروف* فقط مع توافر الشروط الثﻼثة اﻷخرى* . * ·***ومن ذلك –أيضا- قوله تعالى ، يخبر أنه سبحانه* عاوض من عبادة المؤمنين عن أنفسهم ، وأموالهم إن بذلوها في سبيله بالجنة* فقال : (( إن الله اشترى* من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون .. )) (29) . وهذا من فضله وكرمه وإحسانه ، فإنه قبل العوض عما يملكه بما تفضل به على عبيده المطيعين له ، وقوله " يقاتلون في سبيل الله ويقتلون ويقتلون " أي : سواء قَتَلوا أو قُتِلوا* أو اجتمع لهم هذا وهذا فقد وجبت لهم الجنة . ******* - فالجناس المحرف في اﻵية الكريمة وقع بين ( يقتلون) و ( يقتلون) وهو وقع* بين فعلين .************* ********** * ومنه –أيضا – قوله تعالى على لسان* سيدنا إبراهيم* لضيفه ، عندما بشروه بإسحاق (عليه السﻼم )* رغم كبر سنه وكبر زوجته ، بأنه ليس يقنط ، ولكن يرجوا من الله الولد ، وإن كان قد كبر ، وأسنت امرأته فإنه يعلم من قدرة الله تعالى ورحمته ما هو أبلغ من ذلك فقال : ( ( ومن يقنط من رحمة ربه* إﻻ الضالون* )) (30) - فوقع جناس التحريف في هذه اﻵية بين ( من ) اﻷولى اﻻستفهامية ، وبين* ( من* ) الثانية* الجارة . وقد اتفقت فيهما شروط الجناس* التام عدا هيئته . *ومنه أيضا قوله تعالى يذكر قدرته التامة ، وسلطانه العظيم* في خلقه أنواع المخلوقات على اختﻼف أشكالها ، وألوانها ، وحركاتها ، وسكناتها من ماء واحد ، فقال : (( والله خلق كل دابة* مـن* ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ، ومـنهم مـن يمشـي علـى أربـع ،** يـخلـق الله ما يشاء إن الله عـلى كـل شيء قدير* )) (31) . **** فالذي يمشي على بطنه كالحية وما شاكلها ،ومن يمشي على رجلين كاﻹنسان والطير ، ومن يمشي على أربع كاﻷنعام* وسائر الحيوانات ، ولهذا قال تعالى : " يخلق الله ما يشاء "* أي* بقدرته ﻷنه ما شاء كان ولم يشأ لم يكن . (32) وجناس التحريف هنا وقع بين ( مـن ) اﻷولى في اﻵية ، وهي حرف جر ، وبين (مـن ) المتكررة في اﻵية ، وهي نكرة موصوفة المطلقة على من يعقل ، ومن ﻻ يعقل ، ﻻختﻼطها مع من يعقل في صدر اﻵية ، ﻷن عموم اﻵية يشمل العقﻼء وغيرهـم ، فغلب على الجمع حكم العاقل . (33) *** ومثله* -أيضا – قوله تعال: (( وننزل من السماء مـن جبال )) .* فالجناس بين (مـن) اﻷولى ، وهي ﻻبتداء الغاية ، أي ابتداء اﻹنزال من السماء ، (ومـن ) الثانية للتبعيض ، أي بعض جبال منها . ******* ونذكر من أمثلة الجناس المحرف في اﻷسلوب النبوي ، قول الحبيب محمد (ص) : ((اللهم كما حسَّنت خَلقِي* فحسن خُلُقِي ))* . فالجناس وقع بين ( خَلقِي ) و ( خُلُقِي )* . فالحروف هنا متساوية* في اللفظتين ، زفي تركيبهما ، ونوعها ، ولكنها* مختلفة في هيئتها* ****** * ومثله أيضا قوله( صلى الله عليه وسلم ) حيث وقع الجناس بين ( صلوا ) و ( صلوا ) في قوله أول* ما وصل إلى* المدينة المنورة ﻷصحابه : (( أفشوا السﻼم ، وصلوا اﻷرحام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسﻼم))* . ثانيا - الجناس المصحف : ومنهم من يسميه جناس الخط ، وهو ما تماثل ركناه خطا واختلفا لفظا . أو بعبارة أخرى هو ما اختلـف فيـه ركناه في ( نقط الحروف ) . **** ومن أمثلته في اﻷسلوب القرآني* ، قوله تعالى يخبر عن اﻷخسرين أعماﻻ :* (( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )) (34). **** - فالجناس المصحف وقع في اﻵية الكريمة بين ( يحسنون ) و ( يحسبون ) . -ومنه* - أيضا -* قوله تعالى ، على لسان سيدنا إبراهيم ( عليه السﻼم ) : ******************************** (( والذي هو يُطعمني ويسقينِ ، وإذا مرضت فهو يشفين )) (35) . -أي ﻻ أعبد إﻻ الله الذي هو رازقي ، بما سخر ، ويسَّر من اﻷسباب التي تؤدي إلى رزق العباد طعاما وشرابا ، والذي إذا قدَّرَ مرضي* ،* فمرضت ، فهو الذي يقدر الشفاء* ، فأشفى ، وﻻ يقدر على شفائي أحد غيره ، بما قدره من اﻷسباب (36) . -فجناس التصحيف هنا وقع بين ( يسقين ) و (يشفين ) . -ومن أمثلة ذلك في اﻷسلوب النبوي ، قول المصطفى ( عليه الصﻼت والسﻼم)* وقد جانس جناس تصحيف* بين ( ارتجلت ) و (ارتحلت ) في قوله:* (( .. أﻻ و أن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وأن اﻵخرة قد ارتجلت مقبلة* )) . * ومثله أيضا قوله (ص) :* (( عليكم باﻷبكار* فإنهن أشد حبًّا ، وأقل خِبًّا )) .**** ** *** - فجانس (ص) بين ( حُبًّا ) و ( خِبًّا ) أي خداعا . * ·*******ومنه* -أيضا -قوله (ص)* لعلي بن أبي طالب ( كرم اله وجهه ) :* (( قصر ثوبك فإنه أنقى ، وأتقى ، وأبقى )) . * ·*******ومنه أيضا قوله (ص) حين سمع رجﻼ ينشد علي سبيل اﻻفتخار ، وقيل : سأله عن نسبه ، فقال : ***************************************** إني امرؤ حميريّ حين تنسبني ************************************************** ************ *ﻻ من ربيعه آبائي وﻻ مضر فقال* له النبي (ص) : (( ذلك والله أﻷم* لجدك ، وأقل لحدِك* )) . * ·***ومنه قول عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) : (( لو كنت تاجرا ما اخترت غير العطر ، إن فاتني ربحه لم يفتني ريحه* )) .(37) . *** -* فالجناس المصحف هنا وقع* بين ( ربحه ) و ( ريحه ) . ثانيا - اﻻختﻼف في أنواع الحروف **** وقد يكون اﻻختﻼف في حروف متقاربة في المخرج ، فيطـلقـون عليـه *( الجناس المضارع ) أو في حروف متباعـدة الـمخارج فيطلقون عليه (الجناس الﻼحق ) . (1)* الجناس المضارع : وهو أن يختلف طرفا الجناس في حرف من حروفهما مع التقارب* في المخرج بين الحرفين . ومن أمثلته في اﻷسلوب القرآني ، قوله تعالى ، يخبر عن المشركين بأنهم ينهون الناس عن اتباع الحق ، وتصديـق الـرسول ، واﻻنقياد للقرآن ، ويبتعدون عنه* ، فﻼ* ينتفعون وﻻ يدعون أحدا ينتفع* : (( وهم ينهون* عنـه* ، وينأون عنـه* وإن يُهلكون إﻻ أنفسهم* وما يشعرون* )) (38) . وهم بهذا الصنيع ﻻ يهلكون أﻻ أنفسهم ، وﻻ يعود وبالهم أﻻ عليهم* وهم ﻻ يشعرون . (39) -***فالجناس في اﻵية* الكريمة وقع بن ( ينهون ) و ( ينأون )* والحرفان الذي وقع بينهما الخﻼف ( الهاء )و(الهمزة ) وهما متقاربان في المخرج ﻷنهما من مخرج(الحلق). * ومنه* - أيضا-* قوله تعالى* يخبر عن قريش والعرب أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم ، قبل إرسال الرسول إليهم ، لـئـن جاءهم نذير* :* (( ليكـونـُنَّ أَهـدى* مـن إحدى اﻷمَمِ* )) (40)* .** فالجناس هنا بين ( أهدى ) و ( إحدى). ****** *ومنه قوله تعالى يقسم بالنجوم* تخنس بالنهار ، وتكنس بالليل* :*** (( فﻼ أقسم بالخنس الجوار الكنس *)) (41)* .* فالجناس هنا وقع بين ( الخنس ) و* ( الكنس )* . * ·*******من أمثلة الجناس المضارع في اﻷسلوب النبوي ، قول الحبيب محمد (ص) : (( الخيل معقود ٌ بنواصيها الخير )) . *** -** فالجناس وقع* بين ( الخيل ) ، و (الخير ) . والحرفان اللذان* وقع بينهما الخﻼف* هما : ( الﻼم ) ،* و ( الراء )* هما حرفان متقاربان في المخرج ، ﻷنهما من الحروف* اللثوية* . (2)* الجناس الﻼحق : *وهـو مـا كـان الـحرفـان المختلفان متباعديـن في الـمخـرج .* *ومن أمثلته في اﻷسلوب القرآني ، قوله تعالى* يتوعد بالويل للهماز بالقول واللماز بالفعل ، الذي يزدري الناس* وينتقص بهم* ، فيقول : **************************************** * (( ويـل ٌ لكل همـزةٍ لـمـزةٍ* )) (42) . **** - فقد وقع الجناس هنا بين ( همزة ) و ( لمزة ) . وهما مختلفان في أنواع الحروف ، والحرفان اللذان وقعا بينهما* الخﻼف* هما* ( الهاء ) ، و( الﻼم )* بينهما تباعد في المخرج فالهاء من مخرج* ( الحلق )، والﻼم من مخرج* (الحنك واللسان )* . * ·*******ومثله قوله تعالى : **************************************** (( وإنـه على ذلك لشهيدٌ وإنه لحـبِّ الخـير لشديد )) (43) . **** أي أن اﻹنسان على كنوده لشهيد على نفسه ،* وﻻ يقدر أن* يجحد ، لظهور أمره ، وقيل إن الله على كنوده لشهيد على سبيل الوعيد . والكنود : الكفور ، أو العاصي ،* أو البخيل . وإنه لحب المال وإثارة الدنيا وطلبها قوي مطيق ، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس ، تقول : هو شهيد لهذا اﻷمر وقوي له إذا كان مطيقا له ضابطا أو أراد إنه* لحب الخير غير هش* منبسط ، ولكنه شديد منقبض* .(44) **** - فالجناس في اﻵية الكريمة وقع بين ( شهيد ) و ( شديد ) . *ومنه - أيضا -* قوله تعالى* على لسان المﻼئكة* للمكذبين* : * (( ذلكم بما كنتم* تفرحون في اﻷرض بغير الحقِّ وبما كنتم تـمرحون))(45) . *** أي هذا الذي أنتم فيه من* عذاب ، جزاء على فرحكم في الدنيا بغير الحق ، ومرحكم ، وأشَركم ، وبطركم* . -*********فالجناس الﻼحق في هذه اﻵية الكريمة وقع بين ( تفرحون ) و (تمرحون )* . -*********ومنه أيضا *قوله تعلى لحبيبه محمد (ص)* : (( فأما اليتيم* فﻼ تنهر* ، وأما السائل فﻼ تنهر* )) (46) . -*********أي كما كنت يا محمد يتيما فآواك الله فﻼ تقهر اليتيم أي ﻻ تذله ، وتنهره ، ولكن أحسن إليه ، وتلطف به ، وكما كنت ضاﻻً فهداك الله ،* فﻼ تنهر السائل في العلم المسترشد* . * - فالجناس الﻼحق هنا بين ( تقهر ) و ( تنهر )* . * ·***ومنه قوله تعالى ينكر على من يبادر إلى إفشاء اﻷمور قبل تحقيقها* ، فيقول : (( وإذا جاءهم أمرٌ من اﻷمن أو الخوف أذاعوا به .. )) (47) . *** فقد روى مسلم في صحيحه 792* " أن عمر بن الخطاب* بلغه أن رسول الله (ص) طلق نساءه فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى أستأذن على النبي (ص) فاستفهمه : أ طلقت نساءك* ؟ فقال : ﻻ . فقلت الله أكبر .. فقمت على بـاب المسجـد فناديـت بأعلـى صـوتي* لم يطلـق* رسـول الله (ص) نسـاءه ، ونزلت هذه اﻵية . (48) -*********و نذكر من الجناس الﻼحق* في اﻷسلوب النبوي قول الحبيب المصطفى (ص): *************************************** ((إن الرفق ﻻ يكون في شيء إﻻ* زانه ،* وﻻ ينزع من شيء إﻻ شانه)) *فقد* جانس* بين ( زانه ) و (شانه ) ، وحرفا اﻻختﻼف* ( الزاي ) وهو* لثوي* أسناني ، والشين وهي ( غارية ) . **** * ومنه أيضا قوله صلوات الله و سﻼمه عليه : ********************************* (( بشر خديـجة* ( رضي الله عنها )* ببيت في الجنة من قصب ، ﻻ صخب فيه وﻻ نصب )) . فالجناس هنا وقع بين ( قصب ) و (نصب ) وحرفا اﻻختﻼف ( القاف )* وهي ( لهوية ) ، والنون ( لثوية ) . ********** * ومنه أيضا قوله (ص) : ((رب تقبل توبتي ، واغسل حوبتي )) . ***** - فالجناس الﻼحق بين ( توبتي ) و (حوبتي ) . واﻻختﻼف فيهما بين حرفي ( التاء) وهي ( أسنانية ) وبين حرف ( الحاء ) وهي* من مخرج ( الحلق )* . ثالثا- اﻻختﻼف في عدد الحروف *إذا اختلف ركنا الجناس في عدد الحروف بزيادة حرف واحد ، أو أكثر في أحدهما ، سواء في أوله أو وسطه أو آخره* سمي هذا اللون من الجناس بـ (الجناس الناقص )* لنقصان أحد اللفظين عن اﻵخر* . *** ومن أمثلته في اﻷسلوب القرآني قوله تعالى : ************************************** (( والتفت الساق بالساق ، إلي* ربك يومئذ المساق* )) . (49) أي إذا التفت ساقه بساقه ، والتوت عليها عند علز الموت . وعن قتادة : ماتت رجﻼه فﻼ تحمﻼنه ، وقد كان عليهما جواﻻ ، وقيل شدة فراق الدنيا* بشدة إقبال اﻵخرة على أن الساق مثل في الشدة ، وعن سعيد بن المسيب : هما* ساقاه حين تلفان في أكفانه و (المساق) أي يساق إلي الله وإلى حكمه.(50)* " وذلك أن الروح ترفع إلى السماوات* فيقول الله عز وجل : " ردوا عبدي* إلى اﻷرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى " كما ورد في حديث البراء الطويل (51) . -***والجناس الناقص في هذه اﻵيه الكريمة* وقع بين ( الساق ) و (المساق ) . فالميم زيادة في اللفظة الثانية عن اﻷولى . * ·***ومنه أيضا قوله تعالى : *(( لقد أرسلنا رُسلنا* بالبينات )) (52) .بالبينات أي المعجزات* ، والحجج والدﻻئل القاطعة ،.* والجناس هنا وقع بين ( أرسلنا )* و (رسلنا ) *** *ومنه أيضا قوله تعالى : ((إن ربهم* بهـم يومئـذ* لخبير )) .(53) *** أي أن الله سبحانه وتعالى لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ، ويعملون ، ويجازيهم عليه أوفر الجزاء ،* وﻻ* يظلم مثقال ذرة .** والجناس هنا وقع بين ( ربهم ) و ( بهم ) . * ·*******ومنه أيضا قوله تعالى :* (( ..ولكـنا* كنا مرسلين* ))* (54) . * ·*******ومن الجناس الناقص أيضا قوله تعالى : (( وفجرنا اﻷرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قـدر* )) (55) . أي جعلنا اﻷرض كلها كأنها عيون تتفجر ، وهو أبلغ من قولك فجرنا عيون اﻷرض ، فالتقى مياه السماء واﻷرض ( على أمر قد قدر ) على حال* قدرها* الله كيف شاء ، وقيل في حال جاءت مقدرة مستوية ،* وهي أن قدر ما أنزل من السماء كقدر ما أخرج من اﻷرض سواء بسواء.(56) -*********فالجناس الناقص في اﻵية السابقة ، بين (قد ) و (قدر ) . *ونذكر من الجناس الناقص في القريض قول الشاعر أبي تمام : *************************************** * يمدون من أيد عواص عواصم*** ************************************************** ******** تصول بأسياف قواض قواضب -*******والجناس هنا بين ( عواص ) جمع عاصية ،من عصاه ،ضربه بالعصا : أي السيف هنا ، و بين ( عواصم ) جمع عاصمه ،من عصمه ، أي حفظه و رعاه ، و (الميم ) هنا زائدة عن اللفظة اﻷولى .* وبين (قواض) جمع قاضية ، من قضى عليه قتله ، و (قواضب ) جمع قاضب ، من قضبه *قطعه . و(الباء) هنا زائدة في الثانية عن اﻷولى . * ·*******ومن ذلك أيضا قول حسان بن ثابت : ******************************** ************ *وكنا متى يغز النبي قبيلة**** ************************************************** ************* *نصل جانبيه بالقنا والقنابل - فقد جانس بين ( القنا) و ( القنابل ) واحدها* قنبلة ، والقنبل ( بفتح القاف )* الجماعة من الناس أو الخيل* ما بين الثﻼثين إلى اﻷربعين* ونحوه . والزيادة هنا حرفان ( الباء والﻼم ) في اللفظة الثانية عن اﻷولى.*** رابعا : اﻻختﻼف في التركيب أو الترتيب ******* وينجم عن هذا اﻻختﻼف نوع من الجناس غير التام يسمى : الجناس المعكوس : وسمي أيضا جناس* ( القلب ) ، وجناس ( التبديل ) ." وهو الذي يشتمل كل واحد من ركنيه على حروف اﻵخر من غير زيادة وﻻ نقص ، ويخالف أحدهما اﻵخر في الترتيب* " (57) . ويمكن أن نقسم هذا الجناس* إلى قسمين ، أحدهما - يكون بعكس الحروف أو تبديلها ، أو قلبها . والثاني-* يكون بعكس اﻷلفاظ أو تبديلها ، أو قلبها* . (1)*************الجناس المعكوس بالحروف : ومثاله في اﻷسلوب القرآني قوله تعالى : (( .. وكل في فلك يسبحون))(58). -*******أي أن الليل والنهار والشمس* والقمر كلهم يسبحون أي يدورون في فلك السماء ، كفلكة المغزل ، ﻻ يدور المغزل إﻻ بها ، وﻻ تدور إﻻ به . -*******فالجناس المعكوس وقع بين ( كل ف )* وبين ( فلك ) فلو أنك عكست هذا التركيب ، وقرأت من اليسار إلى اليمين في كلمة ( فلك) فإنها ستكون********** ( كل ف ) . * ·*******ومن ذلك أيضا قوله تعالى لحبيبه محمد (ص)* آمرا له* بتعظيمه : ************************************************** **** *((* وربـك فـكبر* )) (59) . -*********فالجناس المعكوس هنا وقع بين ( ربك ) ، و ( كبر ) ، وهو جناس قلب وعكس . * ·*******ومنه أيضا قوله تعالى حكاية عن سيدنا هارون* ﻷخيه موسى ( عليهما أفضل السﻼم ) : (( .. إني خشيت أن تقول* فرقت بين* بني إسرائيل ولم ترقب قولي )) (60). -*********أي راعيت ما أمرتك به حيث استخلفتك فيهم . -*********فالجناس في اﻵية وقع بين ( بين ) و ( بني ) . * ·*******من الجناس المعكوس بالحروف في اﻷسلوب النبوي ، قول الحبيب* محمد 0ً) : ***** *(( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ،* ورتل* كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن* منزلتك عند آخر آية تقرأ ))* . -*********فالجناس المقلوب وقع بين ( أقرأ ) و ( ارق ) . *ومنه أيضا قوله ( صلوات الله وسﻼمه عليه ) : ****************************************** *(( اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا* )) -*********فبين ( عوراتنا ) و (روعاتنا ) جناس قلب جزئي . * ·*******ومنه أيضا قوله (ص) : (( إن لله تعالى في كل محنة منحة )) . فالجناس هنا وقع بين ( محنه ) و* ( محنة ) . **** ويقول ابن اﻷثير : " وهذا النوع من الجناس المعكوس [قصد به عكس الحروف ] نادر اﻻستعمال ، ﻷنه قلَّ ما يقع* كلمة تقلب حروفها فيجيء* معناها صوابا " (61) . (2)**************الجناس المعكوس باللفظ: (62)* ******* وهو ما يدل عليه قول الحبيب محمد (ص) : ************************************************ *(( جار الدار ، أحق بدار الجار )) . -*********وفي هذا الجناس عكست اﻷلفاظ* . * الجناس المطلق * ** *عـدَّ البﻼغيون الجناس المطلق من بين اﻷنواع المختلفة للجناس غير التام ، وسماه السكاكي وغيره المتشابه والمتقارب ، لشدة مشابهته وقربه من المشتق (63). بل إن منهم من يسميه بجناس اﻻقتضاب ، أو جناس اﻻشتقاق . وقد عرفه البعض بأنه :هة ما " يجمع ركنيه أصل واحد في اللغة ، ويكون بين اسمين وفعلين واسم وفعل " (64) . وقد* نفى ابن حجة الحموي أن يكون* اﻻشتقاق* من أنواع الجناس ، وفرق بينه وبين الجناس المطلق* فقال : " فإن المشتق غلط فيه جماعة من المؤلفين* وعدوه تجنيسا ، وليس* اﻷمر كذلك ، فإن معنى المشتق* يرجع إلى أصل واحد ، والمراد من الجناس اختﻼف المعنى في ركنيه ، والمطلق كل ركن منه* يباين اﻵخر في المعنى " (65) . *** ثم قال* : "* وأنا أذكر لكل* واحد منها شاهدا يزول به اﻻلتباس ، فالمشتق* كقوله تعالى : (( قل يا أيها الكافرون ، ﻻ أعبد ما تعبدون وﻻ أنتم* عابدون ما أعبد وﻻ أنا عابد ما عبدتم )) (66) . وقيل : إن ما* مصدرية ، أي : ﻻ أعبد عبادتكم ، وﻻ تعبدون عبادتي ، فعلى كل تقدير ، الجمع راجع إلى العبادة ، والمعني في اﻻشتقاق راجع إلى أصل واحد " * ·*******ومنه قوله تعالى* :* (( ومن شر حاشد إذا حسد )) (67)* . وقوله تعالى :* (( إذا وقعت الواقعة )) (68) .** وقوله تعالى : (( أزفة اﻵزفة )) (69) .* وكقوله تعالى على لسان بلقيس : (( .. وأسلمت* مع سليمان لله رب العالمين* )) (70) . *** وهو جناس مطلق " ﻷنه لم يرجع في المعنى إلى أصل واحد ، وهو أعظم شواهد البديعيين على الجناس المطلق "* (71) . -وأرى أن* ما يسميه البديعيون* بجناس اﻻشتقاق ، ليس جناسا وإنما يمكن لنا أن نطلق عليه " الملحق بالجناس " ﻷنه* فقد شرط أساسي من شروط الجناس هو " اختﻼف المعنى . والمشتق راجع إلى أصل واحد ، فهو ألصق بتسميته بالملحق بالجناس عن أن يكون أحد أنواعه . أما الجناس المطلق فلشدة تشابهه بالمشتق ، يوهم أحد ركنيه ، أن أصلها واحد وليس كذلك ،لقوله* تعالى :* (( وإن يردك* الله بخير فﻼ راد لفضله )) ( 72) . -**********وقوله تعالى*** : (( ليريه كيـف يـواري سـوأة أخيـه )) ( 73) .** * ومنه ما كتب به إلى المأمون في حق عامل له ، وهو* : (( فﻼن ما ترك فضة إﻻ فضها ، وﻻ ذهبا إﻻ أذهبه ، وﻻ ماﻻ إﻻ مال عليه ، وﻻ فرسا إﻻ افترسه ، وﻻ دارا إﻻ أدارها ملكا* ، وﻻ غلة إﻻ أغلها ، وﻻ ضيعة إﻻ* ضيعها ، وﻻ عقارا إﻻ عقره ، وﻻ حاﻻ إﻻ أحاله ، وﻻ جليﻼ إﻻ أجﻼه ، وﻻ دقيقا إﻻ دقه* )). -فهذه اﻷركان هنا شواهد على الجناس المطلق ، ليس فيها* ركنان يرجعان إلى أصل واحـد كالمـشتق ،* بـل جميـع ما ذكـرناه* أسماء أجناس* ، وهى محمولة على دم اﻻشتقاق . (74) * الهوامش والحواشي ** (1)****** *(2)****** . (3)***************** . (4)***************** . * * * * قضية السجع في القرآن الكريم جميع الحقوق محفوظة 2010 © جامعة أم القرى 0 رغم الوقاحه الا انه صادق - يقول يهودي وافتخر
0 حالات واتس آب عن الام 0 زمن الرويبضة 0 أجمل مسجات خليجيه 2015 0 اكسسوارات مغربيه للعروس - سيل الحب - رورا 0 سلسله من الفوائد 0 بكاء الرسول شوقاً لنا ونحن لا نبكي شوقاً اليه 0 احدث فساتين المصمم جان فارس - Roraa 0 121 0 صلوات في هيكل الحب لابي القاسم الشابي 0 الغيرة عند الاطفال 0 الذ وصفة سمك - معده من المطبخ اليمني 0 تنفستك كوطن 0 الوعي والاوعي 0 مسجات بالفرنسيه ومترجمه بالعربيه التعديل الأخير تم بواسطة Mŕ.Ŕoỹ ; 02-16-2015 الساعة 04:21 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
::مشرف منتدي الرياضة وكرة القدم العربية::
![]() تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 11,400
معدل تقييم المستوى: 21 ![]() |
![]()
جزاك الله خيرا
0 تعادل خاسر لبني ياس والجزيرة.. وكرنفال وصلاوي في زعبيل -
0 الترجي على بعد نقطة 0 “الزعيم” والرائد بطلا دورتي العين والوحدة 0 كأس إسبانيا: 0 الأهلي يكتفي بأربعه 0 العين 0 الجزيرة على 0 الاسبوع سابع عشر 0 الأهلي يبحث عن نقطة القبض على الدرع الليلة 0 عجمان يبحث عن 0 دوري 0 فوز أول للفيصلي في الكأس 0 للشباب مع الأهلي 0 المنتخب الأولمبي 0 اتحاد جدة يكمل أجانبه بالمالي سامبا دياكيتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
-||[عضو النادي الملكي]||-
![]() تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: LEBANON
العمر: 30
المشاركات: 25,509
مقالات المدونة: 5
معدل تقييم المستوى: 36 ![]() |
![]()
بارك الله فيك اخي
مبدع 0 نتائج مسابقة أجمل رد
0 قصيدة (أرى أهل ليلى) 0 فيسبوك يحدث خدمتي البحث الدلالي وتبادل الصور 0 ملخص اخبار الدوري السعودي .. الخميس 26-2-2015 0 رسائل منوعة 0 نتاج التصويت لافضل قسم\الادبي 0 نعم لنقف و نعمل يداً بيد 0 جيل يدعم إقتراح بلاتر بشأن موعد كأس العالم 2022 0 هذا سبب غيابي عن المنتدى ! 0 ريبيري : ساصبح مواطن الماني 0 تسريحات للعرائس 0 حصري فقط بالقسم العام اربح +مشاركات 0 الحلقة الأولى من التميز للمشرفين 0 على قلبي الفاتحة 0 ميك اب برونزي 2012 عذوق مستر روي |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مشرفـہ الأنمـي وآلـعروس
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 958
معدل تقييم المستوى: 9 ![]() |
![]()
سلمت يمناك
استمر في ابداعك تحياتي / جورية بحفظ الله ورعايته .. 0 تقرير عن إنمي Glasslip
0 الايبود لايتعرف على الجهاز 0 مـآهــذه آلصــور ^^ 0 كبرت ونظرة آلطفلة تعيش بدآخلي |فطرة| 0 بجآمآت أطفال 0 صور كروت أفراح 0 دبل عرايس ^^ 0 أطعمة ممنوعة عن العروس ليلة الدخلة 0 |دلوعتي| كل الحلا فيهآ 0 سآعآت سوداء شيك 0 فساتين زواج ناعمة 0 التبسسم في وجه آخيك صدقة : ) 0 كرآت آلتمر ~ 0 كوكيز آلشوكلآته ~ 0 فسآتين عرآيس للمتحجبات ~ |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 71,862
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
بارك الله لنا فيك و في جهدك الرائع
و جزاك الله حسن الجزاء. 0 قصة واقعية مسجد في كل كلية
0 أعرابي في المسجد 0 الإنابة فى الشراء فى القرآن 0 معنى "كلمات الله التامات" 0 كلمات يكرهها الرجل من المرة 0 سن الزواج المناسب 0 قال لزوجته "عليّ الحرام إذا... 0 الحقي أختاهُ بدربِ الصالحات 0 رجيم رز مكرونة مقالى مكسرات 0 لماذا يعتنق الإيطاليون الإسلام 0 إقبال شهر رمضان 0 أسماء البلد الحرام 0 دور الاسرة في تفوق أبنائها 0 جدد السفينة فإن البحر عميق 0 تخلص من ملامح الخوف |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ديوان انا جايلك | محمود العياط | منتدي الدواوين الشعرية | 5 | 10-12-2021 09:55 AM |
أسباب للعتق من النار في رمضان | fathyatta | منتدي الخيمه الرمضانيه | 4 | 05-28-2021 03:37 PM |
المخرج المسرحي د. فاضل سوداني : -النصُّ الأدبيُّ المُغَلق، ُيعمّقُ اغترابَ َنص ِّ الع | مغربية تلموت | منتدى الفنون المسرحية والشعبية | 15 | 06-16-2020 10:00 AM |
التطرف بين الحقيقه والاتهام - اسلام ويب | وسام اليمني | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 4 | 10-29-2016 04:46 PM |