الجوهــــــــــرة الفريــــــــــــــــدة !!

[عمر عيسى محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

	الجوهــــــــــرة الفريــــــــــــــــدة !!

	صنفان من البشر .. صنف يستهلك العقل نشاطاً .. وصنف يجمد العقل خمولاً وتكاسلاً .. والمردود إما ثمرة للمنال وإما خيبة للمآل .. وقد خلق الخالق ذلك اللب ليعتبر أولي الألباب .. والإنسان إما هو ذلك الناشط ذهنياً وفكرياً وإما هو ذلك الخامل الذي يتعثر دهراً .. والعقل معيار يخلق الفوارق بين الأنداد .. حيث يمثل الميزان الذي يعطي المقامات .. فالإنسان إما هو ذلك الكبير الذي ينال المقام بذهنه وتفكيره وإما هو ذلك الصغير الذي يفقد المكانة بجهله وقلة حيلته .. وهي تلك السمات التي تسلب أو تعطي الأولوية والأحقية .. ومحصلة العقول قد تكون تلك القيادة الماهرة التي تعني المقدمة أو قد تكون تلك التبعية التي تعني المؤخرة .. ورفاق الدرب الواحد يتمايزون بمقادير الألباب والأذهان .. كما أن درجات الإدراك تتفاوت بين أنداد الفصل الدراسي الواحد .. فبالرغم من أن التلقي قد يكون من المنبع الواحد إلا أن الأذهان قد تتفاوت في درجات الاستيعاب .. وفي قاعات الامتحان تتجلى مقادير ومقدرات الأذهان .. تلك المقدرات التي تخلق المصائر والشئون حتى نهاية الأعمار .. وهي تلك المقدرات الذهنية التي تصنع الأوزان والمقامات .. فإما أن تقود إلى مكانة عالية المقام وإما أن تقود إلا مكانة متواضعة المقام .. وحينها لا يلوم المرء إلا حصاد عقله وتفكيره .. والحكيم هو من يقبل المصير قانعا مقتنعا حيث أن المواهب الذهنية هي هبة من الله الخالق .. والراشد هو من ينقب مهارات عقله بالقدر الذي يميط اللثام ويكشف الأسرار .. ورغم تلك الحقائق الثابتة فإن الحياة قد لا تتقيد بمناسك العقل بتلك الوتيرة القاطعة .. بل العزاء في مترادفات للحظوظ في الحياة .. حيث تلك الأرزاق التي قد تتجاوز شروط العقل والاستيعاب .. فكم من جاهل يملك الثراء ويملك كل مقومات الهناء والسعادة في الحياة .. وفي نفس الوقت كم من عاقل يواجه ظروف الحياة ويشقى ليسأل الناس إلحافا !.. ويقال في الحكم أن : ( المجانين في نعمة ) .. وتلك مقولة تبرر الهروب من الواقع المرير في بعض الأحيان .. لأن فاقد العقل قد يتجرد من القيود التي تلزم الصواب أو الخطأ .. وقد يطلق العنان لنوع من الاجتهادات الفوضوية التي لا توافق العقل والمنطق .. ثم لا يلام على سلوكه وتصرفاته لأنه يفتقد تلك الجوهرة الثمينة .. فهو صاحب الحال الذي ترفع عنه أحكام السماء .. حيث يفتقد أهلية العبادات والصلاة .. وقد تكون تلك العلة رحمة من الخالق للبعض من عباده . ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ( البقرة : 216)216 والحريص الذي يتفقد أحوال الناس يلتمس الكثير من المفارقات في الطبائع والسلوكيات .. تلك الطبائع والسلوكيات التي تخلقها المقدرات العقلية والذهنية .. وهي مقدرات تماثل ذاكرات الحواسيب من حيث الطاقة الاستيعابية ومن حيث الكفاءة .. والظلمة الكبرى تتمثل في تلك المقدرات المتواضعة لدى معظم الخلائق والشعوب فوق وجه الأرض .

[معاوية فهمي إبراهيم]

أحسنت و أبدعت سلمت يمينك عل الحروف و الكلمات الذهبية أخي عمر عيسى.