![]() |
#1 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 71
المشاركات: 54,555
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:- (( الرجل المبارك )) منقول من رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه قال رحمه الله: إن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحه لكل من اجتمع به، قال الله تعالى إخباراً عن المسيح عليه السلام: {واجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ} أي معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في الماجَرَيَات [أي: الحوادث والأمور التي جرت أو تجري، مأخوذة من قولهم: جرى ما جرى]، وما يفسد القلب. وكل آفة تدخل على العبد، فسببها ضياع الوقت وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تُضيع مخالطته الوقت، وتُفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان مما قال الله فيه: { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }. ومن تأمل حال الخلق، وجدهم كلهم - إلا أقل القليل - ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم {فرطا} أي: فرّطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم، بل يعود بضررهم عاجلاً وآجلاً. وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسولَه ألا يطيعهم، فطاعة الرسول لا تتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى، والغفلة عن ذكر الله. والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى، تولد بينها كل شر. وكثير ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يفارقه. ومن تأمل فساد أحوال العالم عموماً وخصوصاً، وجده ناشئاً عن هذين الأصلين، فالغفلة تحول بين العبد وبين تصوره الحق ومعرفته والعلم به فيكون من الضالين. واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه، فيكون من المغضوب عليهم. وأما المنعم عليهم فهم الذين منَّ الله عليهم بمعرفة الحق علماً، وبالانقياد إليه وإيثاره على ما سواه عملاً، وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ، ومن سواهم على سبيل الهلاك [ قال علي رضي الله عنه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق]. ولهذا أمرنا الله سبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات: { اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون عارفاً بما ينفعه في معاشه ومعاده، وأن يكون مؤثراً مريداً لما ينفعه، مجتنباً لما يضره. فبمجموع هذين يكون قد هدي إلى الصراط المستقيم. فإن فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين، وإن فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عيهم. وبهذا يُعرف قدر هذا الدعاء العظيم وشدة الحاجة إليه، وتَوَقُفُ سعادة الدنيا والآخرة عليه. والعبد مفتقر إلى الهداية في كل لحظة ونَفَس، في جميع ما يأتيه ويذره، فإنه بين أمور لا ينفك عنها: أحدها: أمور قد أتاها على غير وجه الهداية جهلاً، فهو محتاج إلى أن يطلب الهداية إلى الحق فيها. أو يكون عارفاً بالهداية فيها، فأتها على غير وجهها عمداً، فهو محتاج إلى التوبة منها. أو أمور لم يعرف وجه الهداية فيها علماً ولا عملاً، ففاته الهداية إلى علمها ومعرفتها، وإلى قصدها وإرادتها وعملها. أو أمور قد هُدي إليها من وجه دون وجه، فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها. أو أمور قد هُدي إلى أصلها دون تفاصيلها، فهو محتاج إلى هداية التفصيل. أو طريق قد هُدي إليها، وهو محتاج إلى هداية أخرى فيها، فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء آخر، ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا، ولكن لا يحسن أن يسلكه، فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك، كالسير في وقت كذا دون وقت كذا، وأخذ الماء من مفازة كذا مقدار كذا، والنزول في موضع كذا دون كذا، فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من عارف بأن الطريق هي هذه، فيهلك وينقطع عن المقصود. وكذلك أيضاً ثمَّ أمور هو محتاج إلى أن يحصل له فيها من الهداية في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي. وأمور هو خال عن اعتقاد حق أو باطل فيها، فهو محتاج إلى هداية الصواب فيها. وأمور يعتقد أنه فيها على هدى وهو على ظلالة ولا يشعر، فهو محتاج إلى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله. وأمور قد فعلها على وجه الهداية، وهو محتاج إلى أن يهدي غيره إليها ويرشده وينصحه، فإهماله ذلك يُفوِّت عليه من الهداية بحسبه كما أن هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب الهداية، فإنّ الجزاء من جنس العمل، فكلما هَدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه فيصير هادياً مهدياً، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وغيره: ( اللهم زينا بزينه الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين ...) **************
0 كوريا الشمالية تضغط بصاروخين
0 بعد رحيل كبير المصممين أبل 0 اشد ساعه يوم القيامه 0 شرح حديث إنما الناس كالإبل المائة. 0 طرااائف إسلامية 0 ويستعجلونك بالعذاب 0 أحاديث في الحج(1) 0 موعظة عن العمر 0 ياشباب.. الصلاة الصلاة 0 القوي الأمين 0 أضرار تناول اللحوم ليلا 0 أجور مضاعفة يارب لا تحرمنا 0 سُنَّة مسح اللقمة 0 أول فيلم رسوم متحركة 0 شرح حديث العرباض بن سارية |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 71
المشاركات: 54,555
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
بانتظار ردودكم الطيبة.
0 لما خُلق البشر
0 يَــا رَبّ أنــتَ أعْــلــمُ بــمَــا فــي الــقــلــوبِ )) 0 كن حبة مطر لا تجف ولاتبرد 0 على الورق 0 الامراض التي تنتج عن نقص البروتين في الغذاء 0 مشروبات قاهرة للكرش 0 12 سيده تبرأ منهن الرسول صلى الله عليه وسلم 0 نتانياهو: لبنان قد يدفع ثمنا باهظا 0 الإسلام والفقر: حلول عملية لكل زمان ومكان 0 علاجات منزلية لتهدئة لدغ البعوض “الناموس” 0 جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب 0 ما هي وظيفة الاثنى عشر 0 ومن النصائح ما قتل 0 سوئل اعرابي 0 نصيحة للشباب النوم مبكراً يجنبكم الاكتئاب |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
علامات حب الرجل للمرأة ،، 60 علامة تدل على حب الرجل للمرأة ،، علامات حب الرجل للمرأة | محمص القلوب | منتدي عالم المرأة | 8 | 10-17-2020 09:45 AM |
أربع مواقف تدفع الرجل للبكاء | سمية ناصر | منتدى شباب ادم | 4 | 08-23-2017 09:22 AM |
إلى كل شاب يكذب على الفتيات | مغربية تلموت | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 24 | 12-04-2014 09:21 PM |
ما بين الرجل والمرأة أكثر من لغة | امينة اروى | منتدي عالم المرأة | 6 | 07-03-2014 06:06 PM |
قصة مثل | !!!ياسمينة!!! | منتدي الحكم و الامثال و الألغاز | 6 | 03-26-2012 02:44 AM |