![]() |
#1 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 71
المشاركات: 54,783
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- [ لماذا لا نقول في الأذان : ( الله الأكبر ) مع أل التعريف، بدلاً من ( الله أكبر ) ]؟ محمد إسماعيل عتوك أولاً- لعلماء اللغة والنحو في قول المؤذن : ( الله أَكْبَرُ ) ثلاثة أقوال : الأول : أنَّ معناه : الله كبيرٌ ، فوضع ( أَفْعَلُ ) موضع ( فعيل ) . الثاني : أن معناه : الله أَكْبَرُ كَبيرٍ ؛ كقولنا : فلان أعز عزيز . الثالث : أن معناه : الله أَكْبَرُ من كلِّ شيء ؛ كما تقول : زيد أفضل ، وأنت تريد : أفضل من غيره ، فحُذِف ( من ) والمفضل عليه ؛ لوضوح المعنى . فعلى القول الأول يكون ( أكبر ) صفة مشبهة باسم الفاعل . وعلى القولين الثاني والثالث يكون ( أَكْبَرُ ) اسم تفضيل ، وزنه ( أَفْعَلً ) ، ومؤنثه ( كُبْرَى ) على وزن ( فُعْلَى ) . وأرجح هذه الأقوال – والله أعلم - القول الثالث ، وإليه ذهب سيبويه ، قال :« حذف ( من كل شيء ) استخفافًا ؛ كما تقول : أنت أفضل ، ولا تقول : من أحد . وكما تقول : لا مالَ ، ولا تقول : لك ، وما يشبهه ، ومثل هذا كثيرٌ » . وقال الزركشي في البرهان :« كما تقول في الصلاة : ( الله أكبر ) ، ومعناه : من كل شيء ؛ ولكن لا تقول هذا المقدَّر ؛ ليكون اللفظ في اللسان مطابقًا لمقصود الجنان ، وهو أن يكون في القلب ذكر الله وحده » . ثانيًا- إذا ثبت أن ( أكبر ) في قولنا : ( الله أكبر ) اسم تفضيل ، فاعلم أن اسم التفضيل يستعمل في اللغة على ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون نكرة . والثاني : أن يكون معرفًا بالألف واللام . والثالث : أن يكون معرفًا بالإضافة ، ولكل وجه من هذه الأوجه أحكامه الخاصة به . ويهمنا هنا من هذه الأقسام القسم الأول والثاني : القسم الأول : أن يكون نكرة ؛ كقولنا : ( أكبر ، وأعز ، وأعلى ، وأسفل ) ، وله حكمان : أحدهما : وجوب دخول ( من ) جارة للمفضل عليه ؛ كما في قوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ﴾(غافر: 10) . وقد تحذف ( من ) مع المفضل عليه لوضوح المعنى ؛ كما في قوله تعالى :﴿ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا ﴾ (النساء: 135) . أي : أولى بهما من سائر الناس . وقوله تعالى :﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ﴾(التوبة: 72) . أي : أكبر مما ذكر ، وقوله تعالى :﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾(الأعلى: 17) . أي : خير من الدنيا وأبقى منها . وقد اجتمع الحذف والإثبات في قوله تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾(الكهف: 34) . أي : أعز نفرًا منك . والحذف هنا أبلغ من الذكر ، وعليه يحمل قولنا : ( الله أكبر ) . والحكم الآخر : وجوب إفراده وتذكيره في جميع حالاته ؛ كقوله تعالى :﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾(التوبة:62) . أي : أحق بالإرضاء من غيره . وأفرد الضمير في قوله : ( أن يرضوه ) ؛ لأنهما في حكم مرضي واحد ؛ إذ رضا الله تعالى هو رضا الرسول صلى الله عليه وسلم . وقوله تعالى :﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ﴾ إلى قوله :﴿ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾(التوبة: 24) . القسم الثاني : أن يكون معرفًا بالألف واللام ؛ كقولنا : ( الأكبر ، والأعلى ) ، وله حكمان : أحدهما : أن يكون مطابقًا للمفضل ؛ نحو : قوله تعالى :﴿ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ﴾(النحل: 60) ، ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾(الأعلى : 1) ، ﴿ لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ﴾(هود: 22) . والحكم الآخر : عدم ذكر ( من ) بعده مع المفضل عليه ؛ لأن المفضل عليه لا يجوز ذكره هنا ؛ إذ تغني عنه ( أل ) ؛ لأنها للعهد ، وليست موصولة كالداخلة على اسم الفاعل ، واسم المفعول . و( أل ) العهدية تشير إلى شيء معين تقدم ذكره لفظًا أو حكمًا ، وتعيينه يشعر بالمفضول ؛ ولهذا قالوا : لا تكون ( أل ) في ( أفعل التفضيل ) إلا للعهد ؛ لئلا يعرَى عن المفضول ؛ ولذلك لا يجوز أن يقال : زيد الأفضل من عمرو ، وأنت الأعلم منهم ، وهم الأخسرون من غيرهم ، خلافًا لقولك : زيد أفضل من عمرو ، وأنت أعلم منه ، وهم أخسر من غيرهم . وأما قول الأعشى : ولست بالأكثر منهم حصى ... إنما العزة للكاثر فمؤول عندهم بتأويلات مختلفة ؛ منها : زيادة ( أل ) في لفظ ( الأكثر ) . ومنها : أن الجار والمجرور متعلق بكلمة محذوفة تماثل المذكورة ، والتقدير : بالأكثر أكثر منهم . ومنها : أن ( من ) بمعنى ( في ) . أي : بالأكثر فيهم . ومنها : أن ( من ) للتبيين ، وليست لابتداء الغاية ؛ كأنه قال : ولست بالأكثر من بينهم . وكل هذه التأويلات متكلفة لا يعرف عنها الشاعر شيئًا ، فهي إما لغة ، وإما شاذة . وقد أجاز أبو عمرو الجرمي الجمع بين ( أل ) ، و( من ) , مستدلاً بهذا البيت . ثالثًا- بقي أن تعلم أن الفرق بين قول : ( الله أكبر ) ، وقول ( الله الأكبر ) من وجهين : أحدهما : أنك إذا قلت : ( الله أكبر ) فإنك تريد الإخبار عن لفظ الجلالة ( الله ) بهذه الصفة ( أكبر ) لا غير . فإذا قلت : ( الله الأكبر ) ، احتمل أن يكون ( الأكبر ) خبرًا عن لفظ الجلالة ، واحتمل أن يكون صفة له . واحتمال الوصفية فيه أقوى من احتمال الخبرية ؛ ولهذا كان الأول أبلغ في التعبير عن المراد من الثاني . والوجه الآخر : أن قولنا : ( الله ) يفيد إثبات وجود الله عز وجل ، وقولنا : ( أكبر ) يفيد نَفْيَ أن يكون لله سبحانه وتعالى شريك ؛ لأن الشريك لا يكون أكبر من الشريك الآخر فيما فيه الاشتراك . فتضمنت الجملة على هذا أمرين : الأول : إثباتُ الألوهية ، والثاني : نَفْيُ الشريك . وهذا الأمر الثاني لا يوجد في قول : ( الله الأكبر ) ؛ لأن لفظ ( الأكبر ) يفهم منه أن هناك إله آخر اسمه ( الله ) ؛ ولكنه أصغر من الأول ، فيكون هناك إلهان اسمهما ( الله ) : الله الأكبر ، والله الأصغر ، وهذا شرك والعياذ بالله . ويبين لك ذلك أن قولك : ( زيد الأكبر ) يقتضي بالضرورة وجود زيد آخر ؛ ولكنه أصغر من الأول . ومن ذلك ما روي أنه كان لخالد بن الزبير أولاد ، وفيهم ( محمد الأكبر ) ، و ( محمد الأصغر ) .. فثبت بذلك أن قول ( الله الأكبر ) يتضمن إثباتًا لوجود الله مع احتمال وجود الشريك ، وأن قول ( الله أكبر ) يتضمن إثباتًا لوجود الله مع نفْيِ الشريك . وبهذا يظهر لنا السر في اختيار قولنا : ( الله أكبر ) في الأذان وفي الصلاة ، دون قولنا : ( الله الأكبر ) . فتأمل ! وأما قول المكبر في العيدين ![]() ( كبيرًا ) على إضمار الفعل ؛ كأنه قال : أُكَبِّرُ الله تَكْبِيرًا ، فقوله : ( كَبيرًا ) بمعنى : ( تَكْبِيرًا ) ، وهو من وضع الاسمَ موضعَ المَصْدَرِ الحقيقي .. والله تعالى أعلم ! عن موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. *************
0 المعاملات المالية
0 رحلة بين شفقين 0 قصة عن خيانة الامانة 0 التهاون في رمي الجمرات 0 اقضي حوائج الناس لتقضى حوائجك 0 ماذا لو تخيل لو 0 هكذا تدفع الشدائد يا أمة الإسلام 0 دورة ال٣٣ عام 0 الطفل ودين الفطرة 0 آخر من يدخل الجنة 0 شرح حديث أي الصدقة أعظم 0 مروءة النبي - 0 الحكيم والقط 0 الحَوَلْ: Strabismus 0 اشجار وخيول الجنة |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 71
المشاركات: 54,783
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
بانتظار ردودكم.
0 سُنَّة عدم قول لو
0 لا تأمن على نفسك الفتن 0 لا تعد أدراجك 0 "حيلة بسيطة" تطيل عمر البطارية في آيفون 0 كيف تتحول أحزانك إلى عبادة 0 الرضاعة الطبيعية تقي الأم من هذه الأمراض 0 رهبة الأطفال ودخول الروضة 0 تركيا وأميركا تتبادلان وقف منح التأشيرات 0 ما يتعرض له المولود بعد الولادة 0 وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ 0 أشياءُ جَميلَةُ أصبحت في الماضي 0 من مقتطفات الحكم (٦٠) 0 كرم الرسول صلَّ الله عليهِ و سلَّم 0 اجمل ما قيل عن الأشتياق 0 لاتحزني ان لم يرد على موضوعك |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
::مشرف منتدي الرياضة وكرة القدم العربية::
![]() تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 12,122
معدل تقييم المستوى: 20 ![]() |
![]()
جزاك الله خيرا
0 الجوية يواجه
0 دبا الفجيرة يعيش أجواء 0 ساطير برشلونة والريال 0 خيبة أمل وصدمة بحرينية بعد التعادل المفاجىء 0 العربي يسعى للفوز على اليرموك والشباب يواجه كاظمة 0 الوحدة يحصد العلامة الكاملة في أول 3 جولات 0 صقور الجديان» 0 الأهلي يقدم وجهاً جديداً للبطل ويفوز على الشارقة بعشرة لاعبين 0 فوز العراق 0 المنتخب 0 مباراتان في افتتاح الجولة 17 من دوري الخليج العربي 0 تعادل شباب 0 الوحدات يحتفل بثلاثية في مرمى الرمثا 0 الجزيره 0 «الأبيض» يواجه تيمور في بداية تصفيات مونديال روسيا |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 71
المشاركات: 54,783
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري . 0 وكــــــــلاء إذا
0 برد الشاي،، ولم تشربه بعد 0 البكتيريا التي تعيش على بشرة الإنسان 0 أول سفينة تعبر الأطلسي "بلا طاقم" تستعد للإبحار 0 الجزر وزراعته 0 دولة أسيوية تعدل القانون لمنع ضرب 0 الاكثار من تناول اللحوم يسبب الاصابة بالسرطان 0 مناهج النظر العقلي 0 للوقاية من مرض ألزهايمر 0 ماوراء الوجع 0 ليلة القدر منحه إلهيه 0 معنى حديث وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي 0 الاتحاد الأوروبي يرد على التهديد الإيراني 0 الدين يسر 0 حكم تخصيص رجب |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صفات العلماء المعتبرين وصفات الرؤوس الجّهال | د/روليان غالي | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 7 | 02-28-2020 08:03 PM |
الجناس في القرآن الكريم | وسام اليمني | منتدي الأدب العالمي و روائعه | 4 | 10-12-2019 12:01 PM |
" لا " النافية للجنس | Mŕ.Ŕoỹ | منتدي الأدب العالمي و روائعه | 3 | 12-22-2018 11:19 PM |
وصف الجنة ونعيمها بالتفصيل | التقي الصالح | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 5 | 11-16-2017 09:08 PM |
ديوان تحت طائلة القانون | محمود العياط | منتدي كتب مجانية | 0 | 05-08-2016 11:15 PM |