![]() |
#1 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,732
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( موعظة عن العمر )) حقيقة العمر الذي يعيشه الإنسان : ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [ سورة العصر: 1-3] ما هي خسارته؟ إنَّ مضيُّ الزَّمن يستهلك الإنسان، فالإنسان أحياناً يتوهَّم أنَّه صَغرت سِنُّه إذا عدَّ عمرهُ عدًّا تصاعدِيًّا، يقول لك: كبرتْ سِنِّي، أما إذا عدَّ عمرهُ عدًّا تنازليًّا، يقول: كم بَقِيَ لي؟ الإنسان إذا سأل هذا السؤال وقَع في حرجٍ، هل بقيَ بِقدْر ما مضى؟! إذا كان الذي مضى مضى كلَمْح البصَر فالذي بقي إذا كان أقلّ مِمَّا مضى سيَمضي بأقلّ مِن لمْح البصر، ثمّ يفاجأ الإنسان انَّه أمام عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ، فالعُمر هو ظرف العمل، فعملك الصالح أو السيئ له ظرفٌ هو العمر، وربنا عز وجل قال: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [ سورة فاطر: 37 ] فالله عز وجل عمَّر لنا العمر المناسب، لأنَّ موت الإنسان أخطر حَدَثٍ في حياته، لأنّه انتقال كُلِّي مِن دارٍ إلى دار، وخَتْمُ العمل، وإغلاق باب العمل، لا يوم وِلادته، ولا يوم زواجه، ولا يوم وفاته، والدليل قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [ سورة الملك: 2 ] بدأ بالموت، وهو تقديم أهمِيَّة، ففي البدايات هناك خِيارات عديدة جدًّا أما هو الذي خلق الموت والحياة، فالموت مُحدَّد والأجل محدَّد، قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [ سورة الأعراف: 34] ومـع أنـَّهُ محدَّد هو أنسـب عمرٍ للإنـسان، إذا كُشِفَ الغطاء يـوم القيامـة عن حكمة العمر الذي عاشه الإنسـان لا يملك إلا أن يقول: الحمد لله رب العالمين، لأنَّ كلّ شيءٍ وقع أراده الله، وكلّ ما أراده الله وقَع، فهل يقعُ الموت من دون إرادة الله؟! حتى القاتل إذا قتل إنسانًا، هذا الإنسان منوطٌ بأجله، وقد ذكرتُ مثالاً عن بستان في الزَّبداني، زُرِعَ فيه أشجار تُفاح، الشَّجرة الخامسة، في الفرع الثالث، في الغصن كذا، التفاحة الخامسة هي لِفلان !! أما فلان من الناس باخْتِياره أن يُحدِّد طريقة وُصول هذه التُّفاحة إليه، فـقد يشتريها بِماله، وقد يسرقها وهي له، وقد يأكلها ضِيافةً وهي له، وقد يتسوَّلها وهي له، فهذه كلّها طرق، وهي له، وكذا الموت مُحَدَّد، فقد يموت على فراشه، وقد يموت قتلاً، وقد يموت بمَرضٍ، وقد يموت بحادِث، والنُّقطة الدقيقة أنَّ الأسباب تنوَّعَت، ولكنَّ الموت واحدٌ! العبرة بمضمون عمر الإنسان لا بطوله أو قصره : قد يقول قائل: كيف يُحاسب القاتل على فعلته؟ يحاسب لأنَّه أقْدم على قتْل إنسانٍ بِغَير حقّ، فالقاضي إن حكم على المجرِم بالإعدام وفق أحكام الشريعة، هل يُحاسب القاضي عند الله؟! لا، لأن التوحيد لا يُلغي المـسؤوليَّة، لو أنَّ طبيبًا أخـطأ مع مريض، ومات المريض، فالذي قال: من طبَّب ولم يُعلم منه طبّ فهو ضامن، يجب أن يدْفع الدِّيَّة، فالمريض مات بأجله، ولكن نقول لهذا الطبيب: لا علاقة لك بالتوحيد، فأنت محاسب ومُقصّر ! ونقول للقاتل: قتلْتَ نفسًا بِغَير نفسٍ، فالعمر هو ظرف عمل الإنسان، إلا أنَّ العمر أنواع: فالعمر الزَّمني لا قيمة له إطلاقًا، ففي التاريخ الإسلامي نجد علماء كباراً تركوا آثاراً مذهلة، وعاشوا أقلّ من خمسين عامًا كالإمام النَّووي رحمه الله تعالى، وهناك قادة فتحوا آسيا وعاشوا أقلّ من ثلاثين عامًا، وهناك أعمار تافهة كأن يعيش ثمانين سنة من دون عمل صالح، ولذلك الله عز وجل في آية وحيدة أقْسم بِعُمر النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [ سورة الحجر : 72] لأنَّ عمر النبي علـيه الصلاة والسلام ثمين، فهو في مدَّة يسيرة قلب وجه الأرض، ورسَّخ التوحيد في الأرض، والفضيلة والسعادة والقِيَم، فإيـّاك أن تقيس العمر زمنِيًّا فهو لا قيمة له إطلاقًا قال تعالى:﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [ سورة العصر: 1-3] قال الحسن البصري: " ما من يوم ينشقّ فجره إلا ويُنادي يا بن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوَّد مِنِّي فإني لا أعود إلى يوم القيامة" وعقارب الزَّمن لا يمكن أن ترجع ! فأنت بين يوم مضى، والحديث عنه لا جدوى، وبين يوم سيأتي لا تملكُهُ الموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل : قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [ سورة آل عمران: 102 ] الموت يأتي بغتةً، والقبر صندوق العمل ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [ سورة المؤمنون: 99-100] الإنسان بين خمسة أيام : نحن الآن في بحبوحة، والقلب ينبض، وتؤدِّي زكاة مالك، وتؤدِّي الحقوق التي عليك، اغتصَبت مال الورثة، هذا كلّه محاسب عليه فانْتَبِه وأدِّ ما عليك لأنَّ العمر محدود، ولا يوجد تأخير، فالمقتول يموت بِأجله والقاتل يُحاسب كَقاتِل، هكذا عقيدة أهل السنة، لذا أنت بين خمسة أيام ؛ ويوم مفقود، ويوم مشهود، ويوم مورود، ويوم موعود، ويوم ممدود، فالمفقود هو الماضي، والمشهود الحاضر، والمورود الموت، والموعود يوم القيامة، والممدود إما في جنَّة إلى أبد الآبدين، وإما في نار إلى أبد الآبدين، وأخطر هذه الأيام هو اليوم المشهود الذي تشهدهُ، لا تقل: سوف ! أدِّ الذي عليك في الحاضر، ولا تُسوِّف، فلا تمت وأنت متلبّس بِمَعصية، والإنسان كيف أمضى عمره يجعل طريقة موته تلخيصًا لِعُمره كلِّه، لذلك قالوا: صنائع المعروف تقي مصارع السوء. راتب النابلسى موسوعة النابلسى للعلوم الشرعية. ********************** 0 واقع اليوم في لحظة
0 أين قلبي 0 تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة 0 السعيد من اتعظ بغيره 0 الكاميرون اتهامات للحكومة بتزوير 0 حكمة زوج 0 الاعتقاد بأن لله ولدا 0 أخلاق المسلم في الغربة 0 ماذا يفعل نقص البروتين في الجسم 0 قصه الصحابى عبدالله بن حذافه 0 حياتنا ممتلئة بالمخاوف 0 قصه خلق ادم 0 قصص أطفال لتعليم الاخلاق الحميدة 0 قصة السيمفونية التاسعة 0 نبذة عن نهر الفرات |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,732
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
بإنتظار ردودكم.
0 كبرياء الله وعظمته
0 حكمة الألم وفوائده 0 في رِحابِ آيةٍ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ 0 ما الدليل على أن الأجر يتضاعف في رمضان 0 ما الميزان 0 باب ما جاء في شعر رسول الله 0 عجبت لهم تغطيهم دماء 0 قصة مؤثرة جدا 0 المرأة لا تكبر لكنها تتطور !! 0 Islam and its future 0 اعتن بصحتك 0 أسباب تنميل الوجه وعلاجه 0 البحرين ما قبل التاريخ 0 المصباح في زجاجه 0 أبغض الرجال إلى الله |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
::مشرف منتدي الرياضة وكرة القدم العربية::
![]() تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 11,400
معدل تقييم المستوى: 21 ![]() |
![]()
جزاك الله خيرا
0 الهلال في ضيافة هلال كادوقلي والمريخ أمام تحدي سلاطين العجب
0 بداية صعبة 0 الجزيرة يعزز صدارته بثلاثية في شباك الفجيرة 0 الريان يفوز على لخويا 0 الظفرة فرّط في سعادته الأولى والأهلي يعيش في الماضي 0 النصر والشباب يفوزان 0 الامارات 0 الزمالك يتمسك بميدو ويطيح الجهاز المعاون 0 فوز الوحده 0 دوري المصري 0 الوصل يؤكد أزمته بـ 6 مباريات دون فوز 0 الاحتراف تكتفي بإنذار العنزي 0 السد العالي» 0 الدوري الإماراتي 0 الزعيم يستضيف العميد في كلاسيكو التحدي |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,732
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() شرفني مرورك العطر لموضوعي، شكرا لك أخي يونس.
0 الفرق بين كلمتى أكملت و أتممت
0 العلاج بالأغذيه 0 كيفية قضاء الصلاة للحائض 0 ما هو الشعور واللاشعور بالامثلة 0 خاطرة: بين رحمة الكهف وكهف الرحمة 0 بركة القرآن الكريم 0 القدس ومعركة النفس الطويل 0 المعاصي القلبية 0 هل تعلم ماذا يعني القرآن بعد موتك 0 مرض الثعلبة وأسبابها ووصفات 0 كيفية ربط كاميرات المراقبة على الموبايل 0 اجتماع أوروبي طارئ بعد خرق إيران 0 Islam: The Perfect Religion and Best Way of Life for All 0 كيف تصلي خاشعًا 0 ما هو التهاب السليل mrsa |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
-قصة يوسف | سراج منير | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 2 | 08-09-2018 03:56 PM |
عالم الحيوان الموسوعة الكبرى لعلم الحيون للعلم والمعرفه | خَفَآيَآ الْرُوْحْ | منتدي عالم الحيوان و النبات | 59 | 12-04-2017 05:09 PM |
المواعظ الغالية | أحبك ربي | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 11 | 02-02-2017 10:28 AM |
رواية شمس و سحاب كامله / الكاتبة : احب الليل | صوفيا سيف | قسم الروايات المكتملة | 28 | 10-12-2013 08:42 AM |
رمل وزبد جبران خليل جبران | عاشقة السلام | المنتدي العام | 13 | 10-02-2011 05:51 PM |