![]() |
#1 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,732
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( الفخر بالنسب خلقٌ جاهلي )) االفخر بالنسب .. خلق جاهلي الفخرُ بالنسب الفخر بالنسب خلقٌ جاهلي ، ذمّه الإسلامُ ، ومقتَ أهله ، وحذّر من صنيعهم .. والفخر بالنسب عنوان سفه العقل ، وآية دنو الهمة ، فهل لإنسان الخيرة في اختيار نسبه؟ وهل النسب مما يرفع عند الله ؟ .. إنما الفخر كل الفخر بتقوى الله - عزّ وجلّ- وبالترقّي في مراتي الكمال ، ومدارج الفضيلة . لقد رفع الإسلامُ سلمان فارسٍ .*. كما وضع الكفرُ الشريفَ أبا لهب فكم من الناس - مع بالغ الأسف - من يُفاخر بنسبه ، ويترفّعُ على من سواهُ ، ويعقد الولاء والبراء للنسب ، مع أن الله - عزّ وجلّ - يقول في مُحكَمِ تنزيلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ..} .. ثمّ بيّن الحكمة من ذلك فقال: ((لتعارفوا)) لا لتفاخروا ، ثمّ بيّن معيار التفاضل بين الناس فقال: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) {سورة الحجرات الآية:13} .. فليس التفاضلُ بالجنس ، أو اللون ، أو العرق ، وإنّما هو بالتقوى . قال ابن حزم - رحمه الله تعالى - بعد أن تحدّثَ عن العُجْب وذكر شيئاً من ضروبه: ((وإنّ أعجبت بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا ؛ لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلاً في دنيا ولا آخرة ، وانظر هل يدفع عنك جوعةً ؟ أو يستر لك عورة ؟ أو ينفعك في آخرتك؟ ..ثمّ انظر إلى من يساهمك في نسبك ، وربما فيما هو أعلى منك ممّن نالته ولادة الأنبياء - عليهم السلام - ثمّ ولادة الخلفاء ، ثمّ ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء ، ثمّ ولادة ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة ، ثمّ ولادة التبابعة ، وسائر ملوك الإسلام ، فتأمّل غبراتهم وبقاياهم ، ومن يدلي بمثل ما تدلي به ذلك - تَجِدْ أكثرهم أمثال الكلاب خساسةً ، وتُلْفِهم في غاية السقوط ، والرذالة ، والتبذل ، والتحلّي بالصفات المذمومة ، فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نُظراؤُك أو فوقك)) {الأخلاق والسير في مداواة النفوس لابن حزم ص 70-71} . ثمّ قال - رحمه الله تعالى -: - ((ثمّ لعلّ الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقاً ، وشربة خمورٍ ، ولاطة ، ومُتَعَبِّثِينَ ، ونوكى {نوكي: جمع أنوك وهو الأحمق ، فالنوكى الحمقى وزناً ومعنى} ، أطلقت الأيام أيديهم بالظلم والجور ، فأنتجوا ظلماً وآثاراً قبيحةً تُبقي عارهم بذلك الأيام ، ويعظم إثمهم والندم عليها يوم الحساب . فإن كان كذلك فاعلم أن الذي أعجبتَ به من ذلك داخلٌ في العيب ، والخزي ، والعار ، والشنار ، لا في الإعجاب . وإن أعجبتَ بولادة الفضلاء إيّاك فما أخلَّ يدك من فضلهم إن لم تكن فاضلاً ، وما أقلَّ غناهم عنك في الدنيا والآخرة إن لم تكن مُحسناً .. والناس كلُّهم أولاد آدم الذي خلقه الله بيده ، وأسكنه جنّته ، وأسجد له ملائكتَه ولكن ما أقلَّ نفعه لهم)) .. ثمّ قال: ((وإذا فكّر العاقلُ في أنّ فضل آبائه لا يقرّبه من ربّه - تعالى - ولا يكسبه وجاهةً لم يَحُزْها هو بسعده أو بفضله في نفسه ، ولا مالاً - فأيُّ معنى للإعجابِ بما لا منفعةَ فيه ؟؟ .. وهل المُعجب بذلك إلاّ كالمعجبِ بمال جاره ؟ وبجاه غيره ؟ وبفرسٍ لغيره سبق كان على رأسه لجامه؟ .. وكما تقول العامّة في أمثالها: كالغبيّ يُزهى بذكاء أبيه)) .. وقال: ((وقد كان ابن نوحٍ ، وأبو إبراهيمَ ، وأبو لهب عمّ النبي - صلى الله عليه وسلّم- أقربَ الناس من فضل خلق الله - تعالى- وممن الشرفّ كلّه في اتِّباعهم ، فما انتفعوا بذلك)) .. وقال ابن حبّان-رحمه الله تعالى- : ((ما رأيتُ أحداً أخسرَ صفقةً ، ولا أظهرَ حسرةً ، ولا أخيبَ قصداً ، ولا أقلَّ رُشداً ، ولا أحمقَ شعاراً ، ولا أدنسَ وثاراً من المفتخِر بالآباء الكرام ، وأخلاقهم الجِسام ، مع تعَرِّيهِ عن سلوك أمثالهم ، وقصد أشباههم ، متوهِّماً أنّهم ارتفعوا بمن قبلهم ، وسادوا بمن تقدَّمَهم .. وهيهات أنَّى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه ، وأنَّ ينبل في الدّاريْنِ إلاّ بكدِّه)) {روضة العقلاء ص230} . قال أحدُ الشعراء: - أيها الطالب فخراً بالنسب .*. إنما الناس لأمٍّ ولأبْ هل تراهم خلقوا من فضة ؟ .*. أو حديدٍ أو نحاسٍ أو ذهبْ أو ترى فَضْلَهُمُفي خَلْقِهِم .*. هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعصبْ ؟ إنما الفضلُ بحلمٍ راجـــــحٍ .*. وبأخـــــــــلاقٍ كـــــرامٍ وأدبْ ذاك من فاخر في الناسِ به .*. فاقَ من فاخــــرَ منهم وغـــلبْ {روضة العقلاء.. ص220-221 ، وتُنسب هذه الأبيات لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب--انظر ديوان الإمام علي ..جمع نعيم زرزور صفحة: 26} وقال الآخــــر: - إن لم تكُن بفعال نفسك سامياً .*. لم يُغْنِ عنك سُموُّ من تسمُو بهِ ليس القديمُ على الجديدِ براجعٍ .*. إن لم تَجِدْهُ آخِذاً بنصيبـــــــــــــــهِ وقال الآخــــر: - ليس الكريمُ بمن يُدَنِّسُ عِرْضَهُ .*. ويرى مروءته تكون بمن مضَى حتى يشيدَ بنـــاءه ببنائـــــــــه .*. ويزينُ صالحَ ما أتوه بما أتــى . منقــــول ؛؛؛؛ أرجوا أن تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع الذي اخترته لكم من كتاب: سوء الخلق لمؤلفه: محمد بن إبراهيم الحمد . *والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته* ************** 0 التفسير بالماثور
0 علم الاقتصاد الزراعي 0 الجميل 0 موجبات الغسل 0 مقومات الزواج الثقه المتبادله 0 جنة الدنيــا 0 اسباب تضخم الطحال 0 المسيح 0 فكرة من غيابٍ ومحضُ انتظار 0 ماذا ينتظر المؤمن إذا آمن 0 ماهو علاج اﻹشاعة 0 نكت عامية مُضحكة 0 جـــمــــــــيل جـــــــــــــــــــــدا 0 كيف تكوني فتاة منظمة ومرتبة 0 أروع قصه في صفاء النيه التعديل الأخير تم بواسطة معاوية فهمي إبراهيم ; 11-02-2018 الساعة 07:09 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,732
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
بإنتظار ردودكم.
0 فوائد بذور الشيا أثناء الحمل
0 المرأة الصالحة 0 لصمت,,كلام أجـ..ـمـ..ـل 0 أضرار السبانخ 0 فن التعامل مع الناس . . مفتاح حواء لقلوب الاخرين 0 أمير الكويت: الخلاف الخليجي عابر 0 كيف نختار الحصان المناسب عند شرائه 0 يوم المرأة العالمي 0 الرقية الشرعية تشرع للمصاب وغير المصاب 0 جزاء النساء في الجنة 0 اب وابن وعصفور 0 جدد حياتك 0 استهلاك وهدر.. مؤامرة خطيرة لتدمير الشباب 0 علاج ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال 0 كيفيه حساب الوزن المثالي للجسم |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحب اكبر عذاب | قطــ الندى ـــر | منتدي الروايات - روايات طويلة | 8 | 04-21-2020 12:33 PM |