إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 11-01-2018, 10:40 PM   #1
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,732
معدل تقييم المستوى: 10
معاوية فهمي إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي الفخر بالنسب خلق جاهلي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( الفخر بالنسب خلقٌ جاهلي ))

االفخر بالنسب .. خلق جاهلي

الفخرُ بالنسب


الفخر بالنسب خلقٌ جاهلي ، ذمّه الإسلامُ ، ومقتَ أهله ، وحذّر من صنيعهم ..

والفخر بالنسب عنوان سفه العقل ، وآية دنو الهمة ، فهل لإنسان الخيرة في اختيار نسبه؟ وهل النسب مما يرفع عند الله ؟ ..

إنما الفخر كل الفخر بتقوى الله - عزّ وجلّ- وبالترقّي في مراتي الكمال ، ومدارج الفضيلة .

لقد رفع الإسلامُ سلمان فارسٍ .*. كما وضع الكفرُ الشريفَ أبا لهب

فكم من الناس - مع بالغ الأسف - من يُفاخر بنسبه ، ويترفّعُ على من سواهُ ، ويعقد الولاء والبراء للنسب ، مع أن الله - عزّ وجلّ - يقول في مُحكَمِ تنزيلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ..} .. ثمّ بيّن الحكمة من ذلك فقال: ((لتعارفوا)) لا لتفاخروا ، ثمّ بيّن معيار التفاضل بين الناس فقال: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) {سورة الحجرات الآية:13} ..


فليس التفاضلُ بالجنس ، أو اللون ، أو العرق ، وإنّما هو بالتقوى .


قال ابن حزم - رحمه الله تعالى - بعد أن تحدّثَ عن العُجْب وذكر شيئاً من ضروبه: ((وإنّ أعجبت بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا ؛ لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلاً في دنيا ولا آخرة ، وانظر هل يدفع عنك جوعةً ؟ أو يستر لك عورة ؟ أو ينفعك في آخرتك؟ ..ثمّ انظر إلى من يساهمك في نسبك ، وربما فيما هو أعلى منك ممّن نالته ولادة الأنبياء - عليهم السلام - ثمّ ولادة الخلفاء ، ثمّ ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء ، ثمّ ولادة ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة ، ثمّ ولادة التبابعة ، وسائر ملوك الإسلام ، فتأمّل غبراتهم وبقاياهم ، ومن يدلي بمثل ما تدلي به ذلك - تَجِدْ أكثرهم أمثال الكلاب خساسةً ، وتُلْفِهم في غاية السقوط ، والرذالة ، والتبذل ، والتحلّي بالصفات المذمومة ، فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نُظراؤُك أو فوقك)) {الأخلاق والسير في مداواة النفوس لابن حزم ص 70-71} .


ثمّ قال - رحمه الله تعالى -: - ((ثمّ لعلّ الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقاً ، وشربة خمورٍ ، ولاطة ، ومُتَعَبِّثِينَ ، ونوكى {نوكي: جمع أنوك وهو الأحمق ، فالنوكى الحمقى وزناً ومعنى} ، أطلقت الأيام أيديهم بالظلم والجور ، فأنتجوا ظلماً وآثاراً قبيحةً تُبقي عارهم بذلك الأيام ، ويعظم إثمهم والندم عليها يوم الحساب .

فإن كان كذلك فاعلم أن الذي أعجبتَ به من ذلك داخلٌ في العيب ، والخزي ، والعار ، والشنار ، لا في الإعجاب .

وإن أعجبتَ بولادة الفضلاء إيّاك فما أخلَّ يدك من فضلهم إن لم تكن فاضلاً ، وما أقلَّ غناهم عنك في الدنيا والآخرة إن لم تكن مُحسناً ..

والناس كلُّهم أولاد آدم الذي خلقه الله بيده ، وأسكنه جنّته ، وأسجد له ملائكتَه ولكن ما أقلَّ نفعه لهم)) ..


ثمّ قال: ((وإذا فكّر العاقلُ في أنّ فضل آبائه لا يقرّبه من ربّه - تعالى - ولا يكسبه وجاهةً لم يَحُزْها هو بسعده أو بفضله في نفسه ، ولا مالاً - فأيُّ معنى للإعجابِ بما لا منفعةَ فيه ؟؟ ..

وهل المُعجب بذلك إلاّ كالمعجبِ بمال جاره ؟ وبجاه غيره ؟ وبفرسٍ لغيره سبق كان على رأسه لجامه؟ ..

وكما تقول العامّة في أمثالها: كالغبيّ يُزهى بذكاء أبيه)) ..


وقال: ((وقد كان ابن نوحٍ ، وأبو إبراهيمَ ، وأبو لهب عمّ النبي - صلى الله عليه وسلّم- أقربَ الناس من فضل خلق الله - تعالى- وممن الشرفّ كلّه في اتِّباعهم ، فما انتفعوا بذلك)) ..


وقال ابن حبّان-رحمه الله تعالى- : ((ما رأيتُ أحداً أخسرَ صفقةً ، ولا أظهرَ حسرةً ، ولا أخيبَ قصداً ، ولا أقلَّ رُشداً ، ولا أحمقَ شعاراً ، ولا أدنسَ وثاراً من المفتخِر بالآباء الكرام ، وأخلاقهم الجِسام ، مع تعَرِّيهِ عن سلوك أمثالهم ، وقصد أشباههم ، متوهِّماً أنّهم ارتفعوا بمن قبلهم ، وسادوا بمن تقدَّمَهم ..

وهيهات أنَّى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه ، وأنَّ ينبل في الدّاريْنِ إلاّ بكدِّه)) {روضة العقلاء ص230} .


قال أحدُ الشعراء: -
أيها الطالب فخراً بالنسب .*. إنما الناس لأمٍّ ولأبْ
هل تراهم خلقوا من فضة ؟ .*. أو حديدٍ أو نحاسٍ أو ذهبْ
أو ترى فَضْلَهُمُفي خَلْقِهِم .*. هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعصبْ ؟
إنما الفضلُ بحلمٍ راجـــــحٍ .*. وبأخـــــــــلاقٍ كـــــرامٍ وأدبْ
ذاك من فاخر في الناسِ به .*. فاقَ من فاخــــرَ منهم وغـــلبْ

{روضة العقلاء.. ص220-221 ، وتُنسب هذه الأبيات لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب--انظر ديوان الإمام علي ..جمع نعيم زرزور صفحة: 26}


وقال الآخــــر: -
إن لم تكُن بفعال نفسك سامياً .*. لم يُغْنِ عنك سُموُّ من تسمُو بهِ
ليس القديمُ على الجديدِ براجعٍ .*. إن لم تَجِدْهُ آخِذاً بنصيبـــــــــــــــهِ


وقال الآخــــر: -
ليس الكريمُ بمن يُدَنِّسُ عِرْضَهُ .*. ويرى مروءته تكون بمن مضَى
حتى يشيدَ بنـــاءه ببنائـــــــــه .*. ويزينُ صالحَ ما أتوه بما أتــى .


منقــــول ؛؛؛؛

أرجوا أن تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع
الذي اخترته لكم
من كتاب: سوء الخلق
لمؤلفه: محمد بن إبراهيم الحمد .

*والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
**************


التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة معاوية فهمي إبراهيم ; 11-02-2018 الساعة 07:09 PM
معاوية فهمي إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحب اكبر عذاب قطــ الندى ـــر منتدي الروايات - روايات طويلة 8 04-21-2020 12:33 PM


الساعة الآن 05:22 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
المقالات أو المشاركات أو الآراء المنشورة في شبكة منتديات برق بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لشبكة برق بل تمثل وجهة نظر كاتبها.