![]() |
#1 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 71,780
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( معنى اسم الله ذي الجلال والإكرام )) الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (ذي الجلال والإكْرامِ): ومعناه: المستحِقُّ للأمرِ والنَّهي؛ فإنَّ جَلالَ الواحدِ فيما بَيْنَ النَّاسِ إنما يظهرُ بأَنْ يكونَ له على غيره أمرٌ نافذٌ لا يجدُ مِن طاعتهِ فيه بُدًّا، فإذا كان مِن حقِّ الباري، جَلَّ ثناؤهُ، على مَنْ أبدعَهُ أن يكون أمرُهُ عليه نافِذًا، وطاعتُه لازِمةً، وجبَ اسمُ الجليل حقًّا، وكان لِمَنْ عرَفه أن يدْعوَه بهذا الاسمِ، وبما يجري مَجْراه، ويؤدي معناه. قال ابن سليمان: «وهو مِنَ الجلالِ والعظَمةِ، ومعناه مُنصَرفٌ إلى جلالِ القَدْرِ، وعِظَمِ الشَّأْنِ، فهو الجليلُ الذي يَصغرُ دونه كلُّ جليلٍ، ويَتَّضِعُ معه كلُّ رفيعٍ»[1]. ثَانِيًا: وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ[2]: وَرَدَ الاسمُ مرَّتين: في قولهِ تبارك وتعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]. وفي قوله تعالى في السورة نفسِها: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78]. مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى: قال الفرَّاءُ: « ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾، هَذِهِ والتي فِي آخرها[3] ﴿ ذِي ﴾، كلتاها فِي قراءة عبدِ اللهِ: ﴿ذِي﴾، تُحفظانِ فِي الإعرابِ؛ لأنهما مِنْ صفةِ ربِّك تبارك وتعالى. وهي فِي قراءتنا: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾؛ ﴿ ذُو ﴾ تكُون مِن صفةِ وجهِ ربِّنا تبارك وتعالى»[4]. وقال ابنُ جرير: «﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ﴾ يقول تعالى ذكْره: تبارك ذِكْرُ ربِّك يا محمدُ ﴿ ذِي الْجَلَالِ ﴾؛ يعني: ذي العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾؛ يعني: ومَنْ له الإكرامُ مِنْ جميعِ خلقِهِ»[5]. وقال الزَّجاجُ: «ذو الجَلالِ: أَنَّه المُستحقُّ لأنْ يُجَلَّ ويُكرمَ»[6]. وقال الزَّجاجيُّ: «الجَلالُ العظَمةُ، فاللهُ عز وجل ذو الجَلالِ والعظَمةِ والكبرياءِ»[7]. وقال الخطَّابيُّ: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾: الجَلالُ مصدرُ الجليلِ، يُقالُ: جَليلٌ بيِّنُ الجَلالَةِ والجلالِ، والإكرامُ: مصدرُ أكرمَ يُكرمُ إِكرامًا، والمعنى: أَنَّ الله جَلَّ وعزَّ مُستحقٌّ أنْ يُجَلَّ ويُكرَمَ فلا يُجْحَدُ، ولا يُكفرُ به، وقد يُحتَملُ أَنْ يكونَ المعنى: أَنَّهُ يُكْرِمُ أَهْلَ ولايتِهِ، وَيرْفَعُ درجاتِهم بالتوفيقِ لطاعتِهِ فِي الدُّنيا، ويُجلُّهم بأَنْ يتقبَّلَ أعمالَهم ويرفعَ فِي الجِنَانِ درجاتِهم. وقد يُحتملُ أنْ يكونَ أحدُ الأمرين، وهو الجَلالُ، مضافًا إلى الله سبحانه بمعنى الصِّفةِ له، والآخرُ مُضافًا إلى العبدِ بمعنى الفِعْلِ منه، كقوله سبحانه: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]، فانصرفَ أحدُ الأمرين وهو المغفِرةُ إلى اللهِ سُبْحانَهُ، والآخرُ إلى العِبادِ وهو التقوى، والله أعلمُ»[8]. وقال الحُلَيميُّ: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾: ومعناه المُستَحِقُّ لأنْ يُهابَ لسُلطانِهِ، ويُثْنى عليه بما يليقُ بعلوِّ شأنِهِ. وهذا قَدْ يَدْخُلُ فِي باب الإثباتِ على معنى: إِنَّ للخَلق رَبًّا يَستحِقُّ عليهم الإجْلالَ والإكرامَ، ويدخل فِي بابِ التوحيدِ على معنى أَنَّ هذا الحقَّ ليس إلا لمستحِقٍّ واحدٍ»[9]. وقال فِي المَقْصِد: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾: هو الذي لا جَلالَ ولا كمالَ إلا وهو له، ولا كرامةَ ولا مَكْرُمةَ إلا وهي صادِرَةٌ منه. فالجلالُ له فِي ذاتِهِ، والكرامَةُ فائضةٌ منه على خَلْقه، وفنونُ إكرامِهِ خلقَهُ لا تكادُ تنحصِرُ وتتناهى، وعليه دلَّ قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]» اهـ[10]. وقال القُرطبيُّ: «فمعنى جلالِه: استحقاقُه لوصْفِ العظَمةِ ونَعْتِ الرِّفَعةِ، والمتعالي عزًّا وتكبُّرًا وتنزُّهًا عن نعوتِ الموجوداتِ، فجلالُه إذًا صفةٌ اسْتَحقَّها لذاتِهِ»[11]. وقال السعديُّ: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾؛ أي: ذو العظَمةِ والكبرياءِ، وذو الرَّحمةِ والجُودِ والإحسانِ العامِّ والخاصِّ، المَكْرُمةِ لأوليائِهِ وأصفيائِهِ الذين يُجلُّونه ويُعظمونه ويحبُّونه»[12]. [1] الأسماء والصفات للبيهقي (ص: 23). [2] النهج الأسمى (2/ 221 - 226). [3] يعني آخر سورة الرحمن. [4] معاني القرآن (3/ 116)، وبنحوه قال ابن جرير في تفسيره (27/ 78). [5] جامع البيان (27/ 95)، ثم نقل بسَنده، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله: ﴿ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ يقول: ذو العَظَمَة والكبرياء. [6] تفسير الأسماء (ص: 62). [7] اشتقاق الأسماء (ص: 201). [8] شأن الدعاء (ص: 91 - 92)، ونحوه فِي الاعتقاد للبيهقي (ص: 65)، وقال: على المعنى الأول يكُون من صفاتِ الذاتِ، وعلى المعنى الثاني يكون من صفاتِ الفعلِ، وأما الآية: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ﴾ فقال ابن جرير في تفسيره (29/ 108): أهلٌ أنْ يَتَّقِي عبادُه عقابَهُ على معصيتهم إياه، فيجتنبوا معاصِيَه، ويسارعوا إلى طاعته، ﴿ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾، يقولُ: هو أهلٌ أنْ يَغفرَ ذنوبَهم إذا هم فعلوا ذلك، ولا يُعاقبهم عليها مع توبتهم منها. ثم نقل بسَندٍ صحيحٍ عن قتادة؛ أنه قال: أهلٌ أن تُتَّقَى محارِمُه، ﴿ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾: أهلٌ أن يَغفِرَ الذنوبَ. [9] المنهاج (1/ 210)، وذكرَه بَعد الأسماء التي وردتْ في السُّنَّة، فقال: فصل: ولله جَلَّ ثناؤه أسماء سوى ما ذكَرْنا تدخل فِي أبواب مختلفة، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 92). [10] (ص: 90). [11] الكتاب الأسنى (ورقة 275 أ - 275 ب). [12] تيسير الكريم (5 / 302). §§§§§§§§§§§§§§ 0 الجزر وزراعته
0 حب الشباب 0 حين يأخذ الله بيدك 0 رجل المحبة والوئام 0 تعرف على أكثر وأقل البلدان حبا للنوم 0 إنّها حياةُ الغُرباء 0 ترجله (صلى الله عليه وسلم 0 تاريخ كتابة السيرة النبوية وأول من كتب فيها 0 حكم الصدقة والإهداء قبل قضاء الحقوق 0 وائل بن حُجر 0 أبو حاتم الرازى. 0 قصة الخياط العجوز 0 نعمة الليل والنوم فيه 0 مانشستر سيتي يرد على شائعات رحيل غوارديولا 0 الرُشدْ |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 71,780
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بإنتظار ردودكم. 0 كيفية الجمع بين صلاة الوتر والدعاء إذا ضاق الوقت قبل الفجر
0 الاعاقة رمز التميز لا للنقص 0 حروبه صلَّ الله عليه وسلم وانسانيته 0 تخلص/ي نهائياً من دوالي الساقين 0 هل لمس المرأة ينقض الوضوء 0 135901: حديث مكذوب في فضل سجدة الشكر 0 حكم انتفاع الزوجة 0 صبّر نفسك مع الصالحين 0 تعليم الطفل حب العطاء وفعل الخير 0 تعلن جامعة كركوك عن فتح باب .. 0 قدر ما تمتلك 0 الكوثر والحوض من الخصائص النبوية 0 الفرق بين نزلات البرد و حساسية الحلق 0 العام الأول من الزواج 0 علاج الوردية الجلدية |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
-|[ مراقب الإسلاميات ]|-
![]() |
![]()
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وجعل ما تقدمه من خير في ميزان حسناتك 0 ضوابط المشاركة فى منتدى السيرة النبوية والسنة المطهرة
0 ما وقعت بدعة إلا بترك سنة 0 قائمة لمواضيع هامة بالمنتدى الإسلامي 0 رواية الحديث بالمعنى 0 ضوابط المشاركة فى منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 0 هذا بذنبي 0 الأعمال التي تثقل بها الموازين 0 سيرة الشيخ عبدالرزاق النوبى - رحمه الله - 0 ما صحة قول كلمة أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا 0 فتاوى لتوضيح مدى مسئولية المشرفين 0 الشباب والشهوات 0 هل لها أن تتعطر إذا خرجت مع زوجها ؟ 0 كيفية تلقي المرأة للعلوم الشرعية 0 استعمال الفواكه والخضروات لعلاج مشاكل البشرة 0 ظاهرة التقبيل اليومي |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
-||[عضو فعال]||-
تاريخ التسجيل: May 2020
العمر: 30
المشاركات: 12
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
![]()
بارك الله فيك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 71,780
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() شكراً لك لتصفحك موضوعي أخي الفاضل الطيب دمت بتوفيق الله و رعايتهِ.
0 تعلم أمور عظيمة
0 حضارة الهنود الحمر القديمة 0 أبو زرعة الرازي 0 صراخ المتخاصمين وهمس المتحابين 0 رواية كل الأماكن المشرقة 0 ثمـار من أشجـار الحكمــة 0 حكمة زوج 0 الصّعب الجّميل الغريّب " 0 حتى تصبحى اجتماعيةً؟! 0 معلومات عن بحر بالي 0 المواقف المحرجة 0 الكلمات تبكي أحياناً.. 0 الفرق بين الادخار والاكتناز 0 صحة الطلاب فى التعليم الإسلامى 0 تحطم طائرة للبحرية الأمريكية |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تكون آوابا | معاوية فهمي إبراهيم | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 1 | 06-21-2020 09:52 AM |
الشجاعة الأدبية لرسول الإنسانية | معاوية فهمي إبراهيم | منتدي السيرة النبوية والسنة المطهرة | 1 | 05-30-2020 05:29 PM |
نعم الله الملموسة والمحسوسة | معاوية فهمي إبراهيم | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 1 | 01-07-2020 10:58 AM |
صديقتكم الجديدة hudalife | hudalife | منتدى التعارف و الترحيب | 37 | 05-24-2013 08:28 PM |