![]() |
#1 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 72
المشاركات: 66,551
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( وقفة مع حديث: ((يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت )) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صل الله عليه وسلم -، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد: روى الحاكم في المستدرك من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: جاء جبريل - عليه السلام - إلى رسول الله - صل الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"[1]. هذا الحديث الشريف اشتمل على وصايا عظيمة وجمل نافعة، من هذا الملك الكريم جبريل - عليه السلام – ينبغي أن نقف عندها وقفة تأمل وتدبر. فقوله: عش ما شئت: أي مهما طال عمرك في هذه الحياة فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، كما قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [الزمر: 30، 31]. قال كعب بن زهير: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) يومًا على آلة حدباء محمول وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) وقال آخر: الموت باب وكل الناس داخله وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) فليت شعري بعد الموت ما الدار وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أرسل ملك الموت إلى موسى - عليه السلام - فلما جاءه صكه[2]، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه وقال ارجع إليه و قل له: يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال: فالآن[3]، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر. ومن فوائد قوله: "عش ما شئت فإنك ميت": أن يعلم المؤمن أن الموت قد يأتيه بغتة وهو في غفلة عنه، قال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11]. فينبغي للمؤمن أن يكون على استعداد للقاء ربه ولا يغتر بالحياة الدنيا، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 5]. وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]. وقوله: "وأحبب من أحببت فإنك مفارقه" أي أحبب من شئت من زوجة أو أولاد، ومال ومنصب، وجاه، وغيرها، من متاع الحياة الدنيا فإنك عما قريب ستفارقها. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه – أن النبي - صل الله عليه وسلم - قال: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد، ينبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله"[4]. ومن فوائد الجملة السابقة: الاستعداد لفراق الأحبة، حتى إذا وقع يكون يالمؤمن قد تأهب لذلك فيخف وقعه عليه. ومنها: أن يهتم المؤمن للرفيق الذي لا يفارقه في الدنيا والآخرة وهو عمله الصالح. قوله: "واعمل ما شئت فإنك مجزي به"، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]. وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. وقد ذكر الله بذلك فأعظم الذكر، فانظر إلى قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]. قوله: "واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل" فيه إشارة إلى تعويض المؤمن عما يفوته من شرف الدنيا المنهي عن الحرص عليه، فيرتفع ذكره ويشرف قدره بقيام الليل، قال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]. وقال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18]. روى الترمذي في سننه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي - صل الله عليه وسلم - قال: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم"[5]. وقوله: "وعزه استغناؤه عن الناس"، العزة مطلب لكل نفس أبية، وإن من أعظم أسباب نيل العزة: التعلق بمن العزة بيده سبحانه، وترك التعلق بمن دونه ممن لا يزيد التتعلق بهم إلا ذلًا وهوانًا. قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10]. وقال تعالى: ﴿ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 138، 139]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله - صل الله عليه وسلم - فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر"[6]. وروى الطبراني في معجمه الكبير من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك"[7]. قال الشاعر: لا تسألن بني آدم حاجة وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) وسل الذي أبوابه لا تحجب وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) الله يغضب إن تركت سؤاله وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) وبني آدم حين يسأل يغضب وقفة حديث: محمد، فإنك ميت) وقال عمر - رضي الله عنه -: إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، إنه من ييأس عما في أيدي الناس استغنى عنهم[8]. وكان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل، ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد[9]. والحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [1] مستدرك الحاكم (5/ 463) برقم (7991)، وقال المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب" (1/ 485): رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الجامع الصغير برقم (73). [2] أي ضربه والمفهوم من الحديث أنه ضربه على عينه فأخرجها. [3] صحيح البخاري برقم (1339)، وصحيح مسلم برقم (2372). [4] صحيح البخاري برقم (6514)، وصحيح مسلم برقم (2960). [5] سنن الترمذي برقم (3549) وقال: هذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال، وصححه الألباني في إرواء الغليل (2/ 199-202) برقم (452). [6] صحيح البخاري برقم (1469)، وصحيح مسلم برقم (1053). [7] الطبراني في الكبير (11/ 444) برقم (12257) وقال المنذري في كتابه: "الترغيب والترهيب" (1/ 636): رواه البزار بإسناد جيد. [8] إحياء علوم الدين (3/ 239). [9] إحياء علوم الدين (3/ 239). د. أمين بن عبدالله الشقاوي . §§§§§§§§§§§§§§§§§§ 0 أبوح لك بما تعلمت فأعلمني أنت
0 تعالوا معي من فضلكم نقرأ احلي الكلمات 0 أهمية الرياضة.. للجسد والعاطفة 0 رقــق قلبـــــك 0 من مقتطفات الحكم ( ٧) 0 ٢٣ نوعا من المياه لكل منها طبيعتها الخاصة 0 الأمل وراء الجبل 0 خطبة ماذا قدمنا للمظلومين و المستضعفين 0 I MERITI DELLA PREGHIERA DELL’ALBA E LA PUNIZIONE Di CHI L’ABBANDONA 0 ويل لإبليس من يوم عرفة 0 علاج القرحة الهضمية 0 اتخشى العيب ام الحرام 0 مكرر........ 0 حكم الألعاب الإلكترونية التي فيها مسابقات وجوائز 0 تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 72
المشاركات: 66,551
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]()
بانتظار ردودكم.
0 لغات لا تعرف الكذب
0 من يطرق الباب الساعة الرابعة والنصف صباحا 0 ايهم اكثر فوائد أكل البصل النيء او بعد طبخه 0 لكَ مُهجتي والعالمينَ فداءُ 0 أمراض نسائية تصيب الفتيات الصغار 0 النية عند الغسل 0 رخيصة الثمن 0 بيان النفس اللوامة التي أقسم الله جلّ شأنه بها في القرآن الكريم 0 الصدق 0 Alcuni atteggiamenti del califfo omar 0 قصة الشتاء والصيف 0 قوم ثمود Il popolo dei Thamuud 0 فكرة المسلمين عن السيَّد المسيح che cosa ne pensano i musulmani di gesu' 0 الهدية فى القرآن 0 جرائم اليهود في حق الشعب الفلسطينى |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
-||[عضو فعال]||-
تاريخ التسجيل: Nov 2020
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
![]()
بارك الله فيك
وجزاك خيرا |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مراقب عام
![]() تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 72
المشاركات: 66,551
معدل تقييم المستوى: 10 ![]() |
![]() 0 خطورة اهمال الزوج لزوجته على الاسرة
0 قبسات من حياة الشّيخين ابن باديس والإبراهيمي 0 نفحة من ليلة! 0 فقه عمر بن الخطاب في التحرز من المخاوف 0 لتكن من اصحاب القلوب الممتلئة بالحكمة 0 الجليس الإيجابي 0 لاتبادل الجرح بالجرح كن دائما الأفضل 0 دُرر الكلام 0 خواطر عن الحياة 0 اقوى الاندية الاوروبية 0 الأبرار والجنة 0 تأملات في قصة الرسل الثلاثة 0 كرَّم الله الإنسان بالعلم 0 مكرر 0 المناهج فى التعليم الإسلامى |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الرقية الشرعية | محمد المظبوط | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 13 | 02-24-2020 11:29 AM |
سكس , جنس , لذة متعه أم بعد عن الدين وأمراض ؟ | كريم عوده | منتدي علم النفس و منتدى حل المشاكل الاجتماعية | 6 | 01-18-2013 03:22 PM |
الانتصار على العادة السرية | ربي يهديني | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 1 | 01-14-2013 03:01 PM |
غذاء طفلك __ موضوع كامل _ نصائح وارشادات | اميلووو | منتدي اطفال - تربية الاطفال | 4 | 10-12-2012 07:41 PM |
مشابهة الشيعة لليهود والنصارى | فصبراً جميل | المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) | 1 | 09-07-2012 09:22 PM |