إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 12-05-2020, 08:32 PM   #1
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,683
معدل تقييم المستوى: 10
معاوية فهمي إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي حديث عن: صلاة الخوف


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
حديث عن(( صلاة الخوف ))

وعن جابر رضي الله عنه قال: شهِدتُ مع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم صلاةَ الخوف، فصفنا صفَّينِ؛ صف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعدو بيننا وبين القِبلة، فكبَّر النبي صلى الله عليه وسلم وكبَّرنا جميعًا، ثم ركع وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجودِ والصف الذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحو العدو، فلما قضى السجود قام الصف الذي يليه؛ فذكر الحديث.
وفي رواية: ثم سجد وسجد معه الصف الأول، فلما قاموا سجد الصف الثاني، ثم تأخَّر الصف الأول وتقدم الصف الثاني؛ فذكر مثله.
وفي آخره: ثم سلم النبي صلَّ الله عليه وسلم وسلمنا جميعًا؛ رواه مسلم.
ولأبي داود عن أي عياش الزرقي رضي الله عنه مثله وزاد: إنها كانت بعسفان.
وللنسائي من وجه آخر عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلَّ الله عليه وسلم صلَّ بطائفةٍ مِن أصحابه ركعتين، ثم صلى بآخرين ركعتين ثم سلم.
ومثله لأبي داود عن أبي بكرة رضي الله عنه.
المفردات:
« صفٌّ خلف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم »؛ أي: صفٌّ يَلِي رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وصف مؤخر عنه، وقد فهم الصف المؤخر من سياق الحديث.
« والعدو بيننا وبين القِبلة »؛ أي: والعدو جهة القبلة، فهو إلى جهة وجه الإمام والجماعة.
« فكبَّر النبي صلَّ الله عليه وسلم وكبرنا جميعًا »؛ أي: كبروا تكبيرة التحريم جميعًا بعد تكبير رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
« انحدر بالسجود والصف الذي يليه »؛ أي: خرَّ رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم ساجدًا وسجد معه الصف الذي يليه وهو الصف المقدَّم.
« في نحر العدو »؛ أي: في مقابلتِه، يحرسون المسلمين من مَيلة الكافرين.
« فلما قضى السجود »؛ أي: رفع رأسه من السجدة الثانية وقام، وقام معه الصف الأول الذين سجدوا معه صلَّ الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
« فذكر الحديث »؛ أي: أتم الحديث.
وتمامه: انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي صلَّ الله عليه وسلم وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرًا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نحور العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجودَ والصفُّ الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا، ثم سلَّم النبي صلى الله عليه وسلم وسلَّمنا جميعًا.
قال جابر: كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم.
انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا؛ أي: خر الصف المؤخر ساجدين، ثم بعد السجدتين قاموا للركعة الثانية.
ثم تقدَّم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم؛ أي: تبادل كلُّ صفٍّ مكان الصف الآخر، فتقدم المتأخرون حتى صاروا يَلُون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وتأخَّر المتقدِّمون فصاروا خلفهم.
وفي رواية؛ أي: لمسلم من طريق أبي الزبير عن جابر، والأولى من طريق عطاء عن جابر.
فذكر مثله؛ ولفظه: فقاموا مقام الأول فكبَّر رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وكبرنا، وركع فركعنا، ثم سجد وسجد معه الصف الأول، وقام الثاني، فلما سجد الصف الثاني، ثم جلسوا جميعًا، سلم عليهم رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
وفي آخره؛ أي: وفي آخر الرواية الأولى كما تقدَّم لفظها بكماله لا في آخر الرواية الثانية.
مثله؛ أي: مثل رواية جابر التي عند مسلم.
وزاد؛ أي: في حديث أبي عياش الزرقي قول أبي عياش رضي الله عنه: (إنها كانت بعسفان).
وزاد أيضًا أن الذي كان على جيش المشركين هو خالد بن الوليد، وأن هذه الصلاة كانت صلاة العصر، وفي نهاية هذا الحديث عند أبي داود بعد قوله: ثم جلسوا جميعًا فسلم عليهم جميعًا، قال: فصلَّاها بعسفان، وصلاها يوم بني سُليم، ثم قال أبو داود: روى أيوب وهشام عن أبي الزبير عن جابر هذا المعنى عن النبي صلَّ الله عليه وسلم.
ومثله لأبي داود عن أبي بكرة رضي الله عنه؛ أي: ومثل حديث جابر عند النسائي روى أبو داود عن أبي بكرة رضي الله عنه.
البحث:
قال النسائي أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن جابر بن عبدالله أن النبي صلَّ الله عليه وسلم صلَّى بطائفةٍ من أصحابه ركعتين، ثم سلم ثم صلى بآخرينَ أيضًا ركعتين ثم سلم.
وفي هذا الحديثِ التنصيصُ على أنه صلَّ بكل طائفة ركعتين، ويسلم على رأس الركعتين.
ثم ساق النسائي حديثًا آخر، فقال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبدالأعلى قال: حدثنا يونس عن الحسن قال: حدث جابر بن عبدالله أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلت طائفةٌ معه، وطائفة وجوهُهم قِبَل العدو، فصلى بهم ركعتين، ثم قاموا مقام الآخرين، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم.
وأما قول المصنف: ومثله لأبي داود عن أبي بكرة رضي الله عنه، فقد قال أبو داود: حدثنا عبدالله بن معاذ ثنا أبي ثنا الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة قال: "صلى النبي صلَّ الله عليه وسلم في خوف الظهر، فصفَّ بعضهم خلفه وبعضهم بإزاء العدو، فصلى ركعتين ثم سلم، فانطلق الذي صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلَّوا خلفه فصلَّى بهم ركعتين ثم سلم، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعًا، ولأصحابه ركعتين ركعتين".
ثم قال أبو داود: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال سليمان اليشكري عن جابر عن النبي صلَّ الله عليه وسلم؛ اهـ.
وقد أخرج النسائي حديث أبي بكرة أيضًا، فقال: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الخوف بالذين خلفه ركعتين، والذين جاؤوا بعدُ ركعتين، فكانت للنبي صلَّ الله عليه وسلم أربعَ ركعات، ولهؤلاء ركعتين ركعتين.
ولا معارضةَ بين حديث جابر عند مسلم وحديث أبي عياش الزرقي عند أبي داود من جهة، وحديث جابر وأبي بكرة عند أبي داود والنسائي من جهة أخرى؛ لأن صلاةَ الخوف التي رواها مسلمٌ عن جابر، وأبو داود عن أبي عياش، غيرُ الصلاةِ التي رواها أبو داود والنسائيُّ عن جابر وأبي بكرة، فهما في حالتينِ مختلفتين.
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كنَّا مع النبي صلَّ الله عليه وسلم بذات الرقاع، وأقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخَّروا، وصلَّى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان للنبيِّ صلَّ الله عليه وسلم أربعٌ، وللقوم ركعتان.
وقد وقع في البخاري ما يُشعِر بأن هذه الصلاة كانت أثناءَ الرجوع من ذات الرقاع، وليست بأرض المعركة نفسها، ولفظه عن جابر أنه غزا مع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قِبَل نجدٍ، فلما قفَل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في وادٍ كثير العِضَاهِ، فنزَل رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم وتفرَّق الناس في العِضَاهِ يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سَمُرة فعلَّق بها سيفه، قال جابر: فنمنا نومة ثم إذا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يدعونا فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتًا، فقال لي: مَن يمنعك مني؟ قلت: الله، فها هو جالس، ثم لم يعاقبه رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
وقال أبان: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال: كنا مع النبي صلَّ الله عليه وسلم بذات الرقاع، وساق الحديث.
ولا معارضةَ بين حديث جابر هذا في صلاة الركعات الأربع لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وبين حديث صالح بن خوات؛ لما أشرت إليه من أن حديث ابن خوات كان بأرض المعركة من ذات الرقاع، وحديث جابر كان بعد القُفول، وكلها أحوال شرَعها الله تعالى لرسوله صلَّ الله عليه وسلم وللأمة في صلاة الخوف.
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد.
§§§§§§§§§§§§§§§§§


التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
معاوية فهمي إبراهيم متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة منهاج الوصول إلى استخراج أحكام الشريعة من القرآن ومن صحيح سنن الرسول كامل محمد محمد المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 8 02-08-2019 06:55 PM
اداب السنة فى البناء بالزوجة خطوة خطوة سراج منير المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 2 05-29-2018 04:59 PM
فقة الاذان سراج منير المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 2 07-15-2017 10:39 PM
صلوا عليه وسلموا تسليما سراج منير المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 1 06-28-2017 07:55 PM


الساعة الآن 01:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
المقالات أو المشاركات أو الآراء المنشورة في شبكة منتديات برق بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لشبكة برق بل تمثل وجهة نظر كاتبها.