إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 05-16-2017, 12:37 PM   #1
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,666
معدل تقييم المستوى: 10
معاوية فهمي إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي الحث على التبكير بالاستعداد لرمضان


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
((الحث على التبكير بالاستعداد لرمضان ))
مالك بن محمد بن أحمد أبو دية.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فاعلم - وفقك الله لطاعته وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته - أنَّ الله قد امتن على عباده بمواسم خيرات، يضاعف فيها الحسنات، ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات، ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان الذي فرضه الله[1]، ورغَّب فيه عباده، وحثَّهم على اغتنامه، وأرشدهم إلى شكره عليه.

ولمّا كان قدر هذا الموسم عظيمًا، كان لا بد من حسن الاستعداد له، والتبكير بذلك، والتعجيل به؛ فإنَّ المسلم في طاعةٍ ما انتظرها وأعدَّ لها[2].

واعلم أنَّ من أعظم الأسباب التي تحتِّم على كل ذي لُبٍّ أن يُعَجِّلَ بحسن الاستعداد لشهر رمضان بعشرٍ:

أولها: أنَّ الله لما فرض الصيام على المسلمين، ناداهم باسم الإيمان؛ فقال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ï´¾ [البقرة: 183]، والعبد يحتاج إلى أن يُزَوِّدَ إيمانه ويحققه، ولا يزيد الإيمان شيء كصالح الأعمال؛ قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ï´¾ [الأنفال: 2 - 4].

وثانيها: امتثال أمر الله تعالى بالمسارعة إلى المغفرة واستباق الخيرات؛ قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ï´¾ [آل عمران: 133]، وقال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ï´¾ [البقرة: 148] [المائدة: 48]، والمسارعة: المبادرة[3]، وعن ابن زيد في قوله: ï´؟ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ï´¾ [البقرة: 148]؛ قال: الأعمال الصالحة[4].

قال الحسن رحمه الله: ((إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة))[5].

وثالثها: أنَّ الاستعداد لرمضان دأبُ صالحي المؤمنين، وعلى رأسهم سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم؛ فمن ذلك أنه كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، ومن بعده أصحابه رضي الله عنهم؛ فكان عمر - مثلًا - يضيء المساجد استعدادًا لرمضان، وكان السلف يتركون كل شيء ويقبلون على القرآن؛ فاستعدَّ يا عبدالله لشهرٍ تستعد له السماوات، وتستعد له الجنات، واجعل لنفسك خطةً رشيدةً، واختَرْ لنفسك غاياتٍ سديدةً، وكن عاليَ الهمة، حريصًا على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وصبِّرْ نفسَك على طاعة الله، وصبِّرْها عن معصيته؛ فأجرُ الصابرين عظيمٌ يُوَفَّوْنَهُ بغير حساب.

ورابعها: أنَّ رمضان موسم تجارة، قال تعالي : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ï´¾ [التوبة: 111]، ومن أوفى من الله في الجزاء؛ فإنه تعالى قال: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ï´¾ [فاطر: 29، 30]؛ فاستعدَّ لرمضانَ برأس مال مناسب من الإيمان والعلم، والعمل الصالح، والإقبال على الله؛ فبهذا ينشرح الصدر للإسلام، فتطمئن النفس للطاعة، وتستحلي العبادة، وإنَّ كثيرًا من المؤمنين لا يصل إلى تلك المراتب العالية، ï´؟ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ï´¾ [الأنعام: 132] [الأحقاف: 19].

وخامسها: أنَّ رمضان شهر مغفرة، فيجب الاستعداد له بتحصيل أسبابها، كالأوبة؛ فإنَّ الله تعالى ï´؟ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ï´¾ [الإسراء: 25]، وكالتوبة وتجديد الإيمان والإكثار من عمل الصالحات؛ فـقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ï´¾ [هود: 114]، والله تعالى يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ï´¾ [طه: 82].

وسادسها وهو من أهمها: أنَّ المرء لا يدري متى يحين أجله، ومتى تأتي ساعته، ومتى يفجأه الموت، ï´؟ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ï´¾ [لقمان: 34]، والمسلم في طاعة ما انتظرها، والنية الصالحة توصل إلى المطلوب، والنية الصالحة: هي التي تصدقها الأعمال؛ فلننوِ الصدق في استقبال رمضان، فإن أدركناه فقد هُدِينا والفضل كله لله، وإلا لقِينا الله بنية صالحة؛ قال يحيى بن أبي كثير: "تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل"[6].

وسابعها: أنَّ الله وصف أيام رمضان فقال: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ï´¾ [البقرة: 184]، فأيام الموسم قليلة معدودة، وعند انقضائه الناس فريقان: رابحٌ وخاسرٌ؛ فاختر لنفسك الربح بحسن الاستعداد، فكذلك يفعل أولو الألباب ليخرجوا من الموسم غانمين لا غارمين.

وثامنها: أنَّ الاستعداد لرمضان نوعُ مجاهدة، وعلامة على الإحسان، وحقٌّ على الله أن يعين من جاهد فيه، والله مع المحسنين؛ فإنه تعالى قال: ï´؟ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [العنكبوت: 69]، وهو نوعٌ من طلب الهدى، وحق على الله أن يعين من اهتدى؛ فإنه تعالى قال: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ï´¾ [محمد: 17].

وتاسعها: أنه ((لن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه))[7]؛ فالطاعة تحتاج إلى تهيئة قبلها، وتدرج ومِران ومواظبة، حتى تعتادها النفس، ويألفها البدن، وتأنس بها الروح، ويطمئن إليها قلب المؤمن.

وعاشرها: أنَّ رمضان فرصة للتغيير على مستوى الفرد والجماعة؛ والله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ï´¾ [الرعد: 11]، وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ï´¾ [الأعراف: 96]، ورمضان فرصة لتحقيق الإيمان والتقوى.

اللهم بلغنا رمضان، وزدنا أمنًا وإيمانًا.

والحمد لله رب العالمين.

[1] أي: فرض صيامه.

[2] في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صل الله عليه وسلم قال: ((لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة)).

[3] ذكره القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن).

[4] رواه الطبري بسنده في تفسيره.

[5] رواه ابن أبي الدنيا في (الزهد) برقم: ظ¥ظ¤ظ،.

[6] رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) برقم: ظ£ظ£ظ¦ظ*.

[7] متفق عليه: رواه البخاري برقم ظ£ظ©، ومسلم برقم ظ¢ظ¨ظ،ظ¦.


§§§§§§§§§§§§§§§§§§


0 أنثى تسير درب المجهول
0 ثـــلاثـــة الله خصمهــم يــوم القيـــامــة
0 هل يلزم الشخص إعادة ما تلاه من القرآن الكريم بغير حضور قلب؟
0 الاحتجاجات تتواصل بأنحاء إيران والنظام يتوعد
0 شرح حديث: إنما يرحم الله من عباده الرحماء.
0 فوائد المساج
0 أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
0 من صفات المشتاقين
0 من ميادين الغزو الفكري
0 جلسة استغفار
0 هل يجوز للمسلم
0 وقت صلاة الضحى بدءاً وانتهاءً
0 الكتاب الأبيض جذور القضية الفلسطينية
0 فوائد الكافور للجنس
0 رأي الطب والعلم في البكاء
التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة الطيب. ; 04-18-2022 الساعة 06:47 PM
معاوية فهمي إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-23-2017, 12:49 PM   #2
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,666
معدل تقييم المستوى: 10
معاوية فهمي إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي كيف تستعد لاستقبال شهر رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( كيف تستعد لاستقبال شهر رمضان ))؟

شهر رمضان شهر العبادة ،و الخير الذي ينتظره المسلمون ،و يستعدوا لإستقباله أفضل استعداد ،و خلال السطور القليلة القادمة سوف نتعرف على الطرق ،و الإساليب التي يمكن اتباعها من أجل الإستعداد لاستقبال شهر رمضان ..


أولاً نبذة عن شهر رمضان
..

خير ما نبدأ به حديثنا أن نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

شهر رمضان ذات مكانة و منزلة عظيمة فهو شهر العبادة ،و الصيام ،و الصلاة ،و القيام ،و تلاوة القرآن الكريم ،و الدعاء ،و هو أيضاً شهر الرحمة ،و العتق من النار ،و بهذا الشهر الكريم ليلة خير من ألف شهر ،و هي ليلة القدر ،و يعد هذا الشهر المبارك فرصة رائعة لمن يريد التقرب من الله سبحانه و تعالى ،و الفوز برضاه وكسب الكثير من الحسنات ،و لذلك يجب على كل مسلم أن يستعد أفضل استعداد لإستقبال هذا الشهر المبارك ،و ذلك لأنه يعطي للمسلم فرصة للحصول على العديد من الحسنات ،و تكفير سيئاته ،و يتأكد ذلك من خلال هذا الحديث الشريف ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ،و في حديث آخر .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ،و لذلك يجب على الإنسان أن يغنتم هذه الفرصة ،و الجدير بالذكر أن شهر رمضان في تفتح أبواب الجنة ،و تغلق أبواب النار ،و تسلسل الشياطين ،و هنا نتذكر هذا الحديث الشريف .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

ثانياً كيف نستعد لإستقبال شهر رمضان ..؟
ينشغل بال الكثير من المسلمين بالبحث عن إجابة لهذا السؤال ،و بالطبع يوجد العديد من الطرق ،و الأساليب التي يمكن الإعتماد عليها من أجل الإستعداد لإستقبال هذا الشهر المبارك ،و من أبرزها ما يلي :-


* التوبة … يجب أن يتوب المسلم إلى الله سبحانه و تعالى ،و أن يكون صادقاً في نيته ،و يحرص على الإلتزام بالفرائض ،و العبادات ،و كثرة الإستغفار حتى يغفر الله سبنحانه ،و تعالى سيئاته ،و ذنوبه ،و يعزم على عدم ارتكاب هذه مرة آخرى .


*الإراداة ،و العزيمة
.. يتحدث الكثير من الأشخاص أنهم سوف يغتنمون هذا الشهر المبارك من أجل التقرب إلى الله سبحانه و تعالى ،و تجنب المعاصي ،و الذنوب ،و الطرق التي تؤدي إليها ،و لكن البعض منهم تضعف عزيمتهم ،و لذلك يجب أن يكون لدى الفرد إرادة ،و عزيمة قوية ،و يصرون على الإلتزتم بالطاعات ،و الفرائض الصوة ،و الصللاة في وقتها ،و صلاة التراويح ،و قيام الليل ،و تلاوة القرآن ،و صلة الرحم ،و ليس ذلك خلال شهر رمضان فقط بل بكل شهور السنة .


* حسن استغلال الوقت .. يجب على المسلم أن يحسن استغلال وقته خاصة في هذا الشهر ،و يبعد عن كل ما يشغله عن العبادات ،و الطاعات ،و عليه أن يحرص على تعلم كافة الأحكام المرتبطة بالصيام .


* المداومة على الدعاء
.. يعتبر الدعاء من أروع العبادات ،و على المسلم أن يستعد لإستقبال هذا الشهر بكثرة الدعاء بأن يوفقه المولى عزوجل لصيام هذا الشهر الكريم ،و يعينه على أداء كافة الفرائض ،و العبادات التي أمرنا بها الله سبحانه و تعالى ،و شهر رمضان فرصة عظيمة لإستجابة الدعاء ،و تحقيق الأمنيات .
منقول.
*******


التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
معاوية فهمي إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-18-2020, 11:49 AM   #3
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,666
معدل تقييم المستوى: 10
معاوية فهمي إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي ماذا أعددت لرمضان؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

(( ماذا أعددت لرمضان؟))
إذا كانت مواسم الخيرات أقبلت، وسوق الصالحات قد نفقت، فإن اللبيب من يعمر بالحسنات أيامها، ويقضي في الطاعات شهورها وأسابيعها، ومهما شمر الفارس عن الساق، وأراد الفوز بالسباق، وألَّا يُعد في اللحاق - فإنه لن يستطيع إلى ذلك سبيلًا، ولن يحصِّل منه دقيقًا ولا جليلًا، إلا إن كان من أصحاب المداومة على التدريب، المختلين بأنفسهم في الخلوات، المنقطعين عن السخافات، الزاهدين في الشهوات والملذات، المداومين على الطاعات، الذاكرين الله على كل الحالات.

فإذا كان المسلم على هذه الحال، سهل عليه اغتنام النفحات الربانية، والأيام المباركة الرمضانية، وأي فضل يبتغيه المسلم أعظم من العتق من النيران والفوز بالجنان؟ وقد كان السلف الصالح رحمهم الله يستبشرون برمضان خيرًا، ويعظمونه قبل حلوله، وبعد انقضائه، فيسألون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يسألونه شهورًا بعد ذلك أن يتقبل منهم ما كان فيه من صالح الأعمال، ويتجاوز عنهم ما كان فيه من تقصير وإخلال.

ولأن رمضان هو الشوط الأخير في السباق - أعني: سباق كل عام - فإنه لا يصبر على جهده إلا من ضمر جسمه بالصيام، وأتعب قدميه بالقيام، ووصل ليله بنهاره في تلاوة القرآن، أما من نام ملء جفنه، وأكل ملء بطنه، وجعل ليله مطيةً لشهواته، واتخذ نهاره سلمًا لخطراته، فمحال أن يحصِّل من رمضان ما يحصله الصالحون، أو يسبق في مضمار مِلؤه المتبتلون.

ومع هذا، فإن ربنا الغفور الرحيم، الجواد الحليم، اللطيف الكريم، لم يغلق بابه دون أحد، ولم يجعل عليه أيًّا من الحراس أو الرصد، بل قطع الأسباب بيننا وبينه إلا سببه؛ فقال: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، فحذف الوسائط حتى في الكلام، وبسط توبته للمذنبين من الأنام؛ فقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

فلا ييأس العصاة، ولا يقنط المذنبون، فإن ربنا سبحانه ((يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))[1]، فكيف من أقبل عليه تائبًا، وجاءه في فضله راغبًا، ولعذابه راهبًا، يتعرض لنفحاته، ويبكي ذنبه في سره وخلواته، يريد بذلك الاستعداد لشهر الغفران والرحمة والرضوان.

لكن الشيطان قد يوسوس للعبد فيقول: كيف تريد مسابقة قوم أسهروا ليلهم، وأظمؤوا نهارهم، جدوا واجتهدوا العام كله؟ أتراك تمشي في ذيلهم، بله أن تسبقهم؟

والجواب على هذا يسير، فإن المسافات إلى الله تقطع بالقلوب لا بالأبدان، وبإخلاص النية وصواب العمل، والله يضاعف لمن يشاء، وأن يصل المرء متأخرًا خير من ألَّا يصل، وما زال بيننا وبين الشهر الفضيل أيام يستدرك فيها المسلم بعض ما فات، ويجدد العهد بالباقيات الصالحات.

أي أخي، استعد لرمضان ولو بالقليل، فإن الله سبحانه يقول في الحديث القدسي: ((ومن أتاني يمشي، أتيته هرولةً))[2]، فلا تضيع هذه الأيام إن كان لا يمكنك التدرب على الصيام، فإنه يمكنك الاستعداد بالمحافظة على بعض الأذكار، آناء الليل وأطراف النهار، وملازمة الاستغفار، والمناجاة بالأسحار، وتلاوة القرآن بالعشي والإبكار، والمحافظة على بعض الركعات بالليل وإن قلت، فإن ((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))[3]، والإقبال على الله بقلب يحمله الخوف والرجاء، مع صدق في المقال، وجودٍ بالمال، وعمل لحسن المآل.


و((لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))[4]؛ وتذكر قول ربنا: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، وقوله في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء))[5]، فليكن ظنك في الكريم حسنًا، ولا يحملك حسن الظن على التمادي في الضلال، والإخلاد إلى أهل الشمال؛ فإن الله يقول: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49، 50].

والله أسأل أن يتولانا بفضله، ويعاملنا بعفوه لا بعدله، والحمد لله رب العالمين .
§§§§§§§§§§


التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
معاوية فهمي إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-27-2022, 11:05 AM   #4
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: إيطاليا
العمر: 73
المشاركات: 73,666
معدل تقييم المستوى: 10
معاوية فهمي إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي التهيؤ أسرياً للشهر الفضيل


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( كيف يجب التهيؤ أسرياً للشهر الفضيل ))؟.

الشهر الفضيل على الأعتاب، وكما يتم الاستعداد بشراء الحاجيات والأغراض المادية، لابد من الاستعداد روحانياً للشهر واجتماعياً ونفسياً كذلك، وقد تبدو تلك التصنيفات غريبة بعض الشيء، إلا أنها حقيقية، فحري بكل الأسر والمتزوجين الاستعداد لهذا الشهر على كافة الأصعدة، فحتى العلاقات الأسرية والزوجية بحاجة لاستعداد خاص بمناسبة رمضان.

حول ماهية هذا الاستعداد وكيفيته يحدثنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش في السطور التالية:

بداية يقول القراش: نحن الآن على أعتاب شهر فضيل، فحريٌّ بنا أن نستغله في الطاعة أولاً وأخيراً وتقريب وجهات النظر وترك الصراعات والخلافات جانباً، فالجنة تزيّنت للمؤمنين، والشياطين صفدت وعزلت، ولا يجب أن يكون الرجل هو شيطانه الذي يكون صومه عن الأكل والشرب فقط، ولكن لسانه وجوارحه لازالت طليقة تؤذي أهل البيت بالأوامر أو الانتقادات أو الطلبات والمشاجرات المفتعلة، ولا أن تكون المرأة كذلك بافتعالها المشاكل والصراعات.

ويضيف القراش: يجب على الزوجين أن يتذكرا أن أي مشاجرة لكي تنشأ لابد لها من طرفين يرغبان في نشوبها، وأن المسألة لا تتعلق بالكرامة أو بالكبرياء ولا بالانتصار على الطرف الآخر وشيطنته؛ لأن الزواج ليس حلبة للمصارعة وتصفية الحسابات، والطرف الأذكى لا يدخل في معارك جانبية ليس لها أي فائدة، بل تجلب أكثر من ضرر.

أضرار الصراعات والمشاجرات الأسرية في رمضان:

- الضرر الديني وفقدان ثواب الصيام وهي خسارة فادحة.

- زيادة مساحة المشاكل الزوجية المستقبلية بعد شهر الصوم.


وينصح القراش قائلاً: يجب على كل طرف الاستمرار في مقاومة سلوك الطرف الثائر بحسن الخلق واحتساب الأجر بعزيمة وإصرار، وطرد اﻷفكار السلبية، واستبدالها بأي شيء يحبه الطرفان مهما كان بسيطاً لكسب رضا الله، وترك أقل حيز ممكن للانشغال بالمنغصات وتغييرها بالذكاء والفطنة والصبر الجميل والشكر، وأن يثقا في وعد ربهما في فضل من صام رمضان إيماناً واحتساباً لكي لا يكونا أشقياء فيخسران دينهما ودنياهما.
منقول.
*******


التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره

التعديل الأخير تم بواسطة الطيب. ; 04-18-2022 الساعة 06:48 PM
معاوية فهمي إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أكثر من 25 فائدة من فوائد المانجو للرجل معاوية فهمي إبراهيم منتدي طب - صحه - غذاء - الطب البديل - اعشاب - ريجيم 1 07-11-2021 04:38 PM
سبعون مسألة في الصيام سموالمشاعـــــر منتدي الخيمه الرمضانيه 8 05-20-2021 10:10 PM
فن العناية بصحة وجمال الشعر ارجوو التثبيت... ღღ غصن الأراك ღღ منتدي العنايه بالبشرة و الشعر و الجسم 3 02-14-2021 10:50 AM
القراءة الحداثية للنصّ القرآني : دراسة نظرية حول المفهوم والنشأة والسمات والأهداف driss78 المنتدي العام 3 07-10-2020 04:59 PM


الساعة الآن 03:44 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
المقالات أو المشاركات أو الآراء المنشورة في شبكة منتديات برق بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لشبكة برق بل تمثل وجهة نظر كاتبها.