ودعنـــــــاك رمضان بحب على امل لقياك في عام جديد

[روووووح]

يقف المسلمون في عيد الفطر المبارك على مفترق طرق زمني ، يودعون شهراً مضى وانقضى ، ويستقبلون شهراً أقبلت طلائعه ، ففي حين كنا بالأمس القريب نحتفل باستقبال رمضان ، ترانا اليوم نودعه ، وهكذا يدور الزمن بين استقبال ووداع ، وإقبال وإدبار واجتماع وافتراق .. (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
في هذا اليوم ، يختتم المسلمون هذه المرحلة الروحية في طاعة الله ، وامتثال أمره ، واجتناب نواهيه ، فهم قد صاموا لله ، واجتنبوا ما حرم الله ، وحل يوم العيد: ليكون فرصة يتفكرون فيها أنهم بدون وحدة الكلمة لن يحترمهم أحد ، ولن تكون لهم مصداقية عند أحد ، وليعوا ماذا فعل بهم هذا الضعف والانقسام ، حيث بات حالهم اليوم أشبه بحال الأيتام على مأدبة اللئام .
لقد قدم المسلمون حين كانوا متحدي الكلمة أروع النماذج الإنسانية ، وأنبل الخدمات الاجتماعية ، وأرقى النظم الفكرية ، وأحلى مظاهر الحب والمودة والخير والجمال ، ولكن ، ونتيجة لحالة التشرذم والتفكك التي أصبح حال المسلمين اليوم ، فقد بدأ الهجوم المنظم على الإسلام والمسلمين لزعزعة العقائد والأفكار تارة ، ولزحزحة الإسلام عن واقع الحياة تارة أخرى ، وتجلى هذا الحقد الأعمى على الإسلام والمسلمين في محاضرة بابا الفاتيكان ، بنديكتوس السادس عشر ، ليمسح بجرة قلم كل الصور المستحبة والمقبولة للحوارات بين العلماء والمصلحين المحدثين ، وليعيد لذاكرتنا أبشع صور التعصب المذموم للقرون الوسطى التي تجاوزها عالمنا بجهد جهيد ، بحيث بات من الواضح أن هذه الإساءات لا تخلو من أهداف ومقاصد خاصة في ظل الحملة على الإسلام بين الوقت والآخر ، ولا تخلو من أهداف تعكس قضايا الأحكام القديمة الجديدة في الإسلام وأهله ، وهو ما يتطلب وضع استراتيجية عربية إسلامية جادة للخطاب السياسي العربي والإسلامي بتياراته وأطيافه ، وتوجهاته المختلفة ، بحيث نقف عليها بقوة أمام التحديات ، ونرفض من خلالها بحزم أية إملاءات ، وبحيث تعاد هندسة البيت الإسلامي العربي على أسس صلبة للخروج من حالة الهوان التي أصبحت عليها أمتنا العربية والإسلامية ، وإلا ، فلن نكون جديرين بالقيم التي تحملها دلالات عيد الفطر المبارك ، وجوهر شريعتنا السمحة التي يجب أن تظل هي الملاذ الوحيد.
لقد آن الأوان للتصدي للهجوم الفكري المنظم على الإسلام ، واتهامه بالقصور عن مسايرة الحياة الحديثة ، وكما انتصر الإسلام في الماضي على الحملات الحاقدة المغرضة ، فسينتصر اليوم في هذه المعركة الضروس التي تشنها عليه أجهزة الدعاية الصهيونية ومعها المحافظون الجدد لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بفتح تلك الملفات البالية التي لا يخدم فتحها البشرية بشيء ، ولا تعيد سوى ذكريات الكراهية والحقد ، وهو ما ترفضه الإنسانية وسائر الشرائع السماوية.
وكل عام والمسلمون ، وكل من يسعى لتحقيق الأمن والسلام لخير الإنسانية جمعاء بألف خير..

من جريدة الدستور العربية

[osamaassran]

بارك الله فيك اخى الكريم وجزاك الله خيراً ويجعله فى ميزان حسناتك