القاعدة تراهن على فرعها المغاربي من أجل استمراريتها

[د/روليان غالي]

القاعدة تراهن على فرعها المغاربي من أجل استمراريتها


الربيع ولد إدومو من نواكشوط
02/03/2012


القاعدة، التي كانت حتى وقت غير بعيد مصدر رعب، تعيش الآن حالة من اليأس.

يشهد تنظيم القاعدة في افغانستان تدهورا كبيرا بعد انحسار عمليات التمويل، فضلا عن مقتل زعيمه أسامة بن لادن، كما أن نشطاء التنظيم يعيشون في حالة مطاردة دائمة أو في مخابئ في ظل عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها أفغانستان وباكستان. وهي أمور جعلت التنظيم المحاصر يوجه أنظاره إلى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات أخرى لإنقاذه واستعادة مصداقيته.

ولمّا كان التنظيم يعاني عجزا ماليا بعد وفاة بن لادن، وجه أيمن الظواهري نظره صوب الصحراء بحثا عن التمويل.



[أرشيف] أسست القاعدة بالمغرب الإسلامي ذراعها الإعلامي الأندلس في أكتوبر 2009. وخلال شهر، بثت الجماعة الإرهابية أشرطة غير منقحة لمقاتلين في منطقة جيجل الجزائرية.



[أرشيف] بعد تحول الجماعة التلفية الجزائرية للدعوة والقتال إلى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في 2006، ضاعف جهازه الإعلامي لإنتاجه بجودة أفضل.



وبحسب الدكتور والأستاذ الجامعي اعل الشيخ ولد أباه فإنه "بعد قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن- لا يستبعد أن يكون الزعيم المستقبلي لتنظيم القاعدة من بلاد المغرب الكبير".

تهريب الأسلحة والمخدرات والفديات المدفوعة مقابل إطلاق سراح المختطفين كلها ساهمت في ضخ مداخيل بالنسبة لفرع القاعدة في شمال إفريقيا. لكن الخبراء الأمنيون يحذرون أن الأمور ليست كما تبدو.

حيث أشار تقرير لمجلس أمن الأمم المتحدة في فبراير إلى أن اختطافات الرعايا الغربيين ذات الصدى الإعلامي الواسع في منطقة الساحل-الصحراء خلال الأشهر الأخيرة لا تشير بالضرورة إلى "رفع قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات". ويضيف التقرير أن الاختطافات "قد توحي فقط بحاجة لجمع الأموال واستقطاب الاهتمام الدولي أو قد تكون نتيجة لصراعات داخلية من أجل السلطة".

ويتفق محلل شؤون الإرهاب الداه ولد حمادي على أن القاعدة "لن تجد أي خيار سوى أن تلجأ إلى فرعها في المغرب العربي".

ويقول لمغاربية "لكن الحقيقة أن هذا الفرع تحديدا يبدو عاجزا عن توفير أي دعم للقاعدة الأم بفعل المشاكل الداخلية التي يعانيها، ومحاصرته من قبل دول الساحل".

وأمام التمزق الكبير في صفوفه، وكذا ضعف مهاراته الإعلامية، يبدو أن الفرع المغاربي قد لا يرقى لمستوى توقعات الظواهري.

وكان معهد الدراسات حول الصراعات والعمل الإنساني في مدريد قد أكد مؤخرا أن فرع القاعدة في المغرب الكبير يواجه مشاكل داخلية.

ولاحظ المعهد في تقرير له صدر في شهر فبراير "الانقسامات الداخلية في قلب القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تدفعنا للتساؤل عن التماسك الحقيقي للتنظيم".

وقال المعهد "يبدو أن أنشطته في منطقة الساحل تعكس بشكل أفضل نشاط مختلف الخلايا بقيادات مختلفة عوض عمل منسق بهوية ومنطق واضح".

ومع ارتباط القاعدة أكثر بالأنشطة الإجرامية "وابتعادها عن الخطاب الديني كمبرر لعملياتها، فإن تقنياتها تتعرض لانتقادات ورفض متواصلين من قبل الزعماء الدينيين في المغرب الكبير والساحل".

ولسنوات كانت القاعدة تهييء فرعها في المغرب الإسلامي للإمساك بزمام الأمور عند انهيارها. وخلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر 2001، بث التنظيم الإرهابي شريطا أعلن فيه الظواهري أن "الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال" الجزائرية انضمت للقاعدة.

وكان أمير الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال عبد المالك دروكدل متحمسا لشن حملة إعلامية حقيقية. لكن هناك مشكلة واحدة، فلا أحد يعرف كيف يمكن القيام بذلك.

ما دفع أبو ياسر صياف مسؤول الموقع بالجماعة الإسلامية للدعوة والقتال لتوجيه نداء عبر الانترنت لطلب المساعدة لتحميل المحتوى واستخدام مختلف البرامج "ما يظهر تأخر الجماعة السلفية للدعوة والقتال تكنولوجيا" حسب ما أوضحه مانويل ر.توريس سوريانو محلل قضايا الإرهاب وأكاديمي في تحليل نشره في يناير تحت عنوان "الطريق إلى الجهاد الإعلامي: العمليات الدعائية للقاعدة في المغرب الإسلامي".

تبرير صياف لرداءة الشريط والصورة هو الموقع المنعزل في جبال الجزائر.

لكن الأمور تغيرت في 2007. وتزامن تبني الجماعة السلفية للدعوة والقتال لاسم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" مع مبادرة التواصل الإعلامي سيرا على نهج الجماعة الأم التي انضمت إليها القاعدة بالمغرب الإسلامي. وكان من الضروري مضاعفة الانتاج الإعلامي بالنسبة للجماعة السلفية للدعوة والقتال إذا كانت تريد الالتحام بالقاعدة كفرع رسمي.

وسرعان ما فهم الأعضاء الجدد في التنظيم الإرهابي الإعلامي أهمية الرسائل المصورة والصوتية حسب توريس سوريانو.

فعلى سبيل المثال، أصدرت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في 2007، وهي السنة التي غيرت فيها اسمها، ستة أشرطة أي حوالي ضعف عدد الأشرطة التي أنتجتها خلال السنوات الثمانية السابقة.

وحاولت القاعدة لسنوات تعزيز حضورها في الصحراء شمال إفريقيا، لكن الجماعة السلفية للدعوة والقتال كانت لا تزال بعيدة عن الظهور كفرع لتنظيم إرهابي عالمي.

وأشار توريس سوريانو "كان الطريق الذي سلكته "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، رغم بدئها أنشطتها في زمن المعلومة بامتياز، أقرب إلى أسلوب عصابة تقليدية منه إلى أسلوب مجموعة "تتلمذت" على أسامة بن لادن".

ويعتقد الصحفي محمد ولد سيد المختار أن "أيمن الظواهري ظل يحرض القاعدة في المغرب الإسلامي على تطوير آلتها الدعائية باستمرار، حتى صدق هو نفسه وأعوانه الكبار أنها فعلا أصبحت جهازا قادرا على أن تعتمد عليه القاعدة الأم".

لكنهم تناسوا أن الفرع المغاربي يعاني من تضييق الخناق عليه من قبل قوات أمن الساحل.

ويقول المختار "اعتماد القاعدة الأم على القاعدة في المغرب الإسلامي ليس إلا سند الضعيف على الضعيف سيؤدي حتما إلى إسقاطهما معا".

ويقول عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ وباحث في جامعة محمد الخامس في الرباط إن "تنظيمات فروع القاعدة تزدهر في المناطق التي تغيب فيها الدولة أو تكون الدولة فاشلة، وهو وضع ظل غير موجود في منطقة شمال إفريقيا إلى حدود انهيار نظام القذافي، ودخول ليبيا في وضع انتقالي".

في غضون ذلك، تحاول قاعدة المغرب الإسلامي التوسع وربط علاقات مع حركات ارهابية في إفريقيا خاصة حركة بوكو حرام. وقد يحاول فرع القاعدة المغاربي استغلال المواجهات الأخيرة بين المتمردين الطوارق والجيش المالي.

وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في لقاء مع لوموند الفرنسية مؤخرا أن القاعدة ضالعة في العمليات الأخيرة شمال مالي. فيما نفى المتحدث باسم الحركة الوطنية من أجل تحرير ازواد ذلك مؤكدا أن حركتهم لا ترتبط "بأية مصالح ولا تشترك بأية سياسات مع هذه المنظمة الإرهابية".

وعوض اللجوء إلى القاعدة بالمغرب الإسلامي، كان بإمكان الظواهري أن يتجه إلى أحد الفروع الأخرى للقاعدة مثل فرع الجزيرة العربية أو فرع العراق أو بوكو حرام أو الشباب المجاهدين.

لكن هذه الفروع ليست في الصحراء.

المحللون يرجحون أن "القاعدة الأم" آثرت الصحراء حيث يمكن لقادتها الهرب وحيث تشيع الأنشطة الإجرامية التي تعتبر مصدرا للتمويل.

في حين يرى محمد ولد زين صحفي بشبكة صحراء ميديا الإعلامية أن القاعدة وفرعها بالمغرب الإسلامي تواجه فترات عصيبة في أعقاب الربيع العربي.

ويقول ولد الزين "يتنامى الاعتراف بأن النضال السلمي والديمقراطية هي السبيل الأنجع لتحقيق التقدم بدل العنف والقتل".

الربيع ولد ادوم كاتب ومحلل قضايا الإرهاب في نواكشوط. وهو أيضا مدير الاتصال لدى الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان

[♥ النشمي ♥]

القاعدة بلا شك ومتاكد لها في كل مكان خلية جهادية استشهادية كما يسمونهاا



مشكورة دكتورة