![]() |
#1 |
المديـــــــر العـــــام
![]() |
![]() داخل أراضي 48 وهي واحدة من أبشع الجرائم الصهيونية الملطخة أيادي مؤسسيها بدماء النساء والأطفال والشيوخ الفلسطينيين. كسائر شقيقاتها تعرضت مدينة اللد للجرائم بعد ذبح المئات من أهاليها في مجازر عديدة لم ينج منها حتى من احتمى بالمساجد والكنائس، كما أكدت مجزرة مسجد دهمش وهي واحدة من بين نحو 77 مجزرة اقترفتها العصابات اليهودية في فلسطين خلال النكبة. تفيد الأرشيفات الصهيونية أن قوة مدرعة يهودية دخلت المدينة بقيادة إسحق رابين في مساء الحادي عشر من يوليو/تموز 48 وشرعت بترويع السكان بإطلاق نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي نحو المدنيين بعد انتهاء المعركة مع حامية المدينة. في مذكراته “بنكاس شيروت” يقر رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين نائب قائد العمليات في المنطقة بأن ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء “إسرائيلي” قد أمره بتطهير المدينة من العرب. ويعترف رابين في مذكراته أن بن غوريون أمر رئيسه يغئال ألون في جلسة ثلاثية جمعتهما في مقر القيادة في بلدة يازور العربية المدمرة (البيت الأحمر بحسب المؤرخ إيلان بابه) بتطهير مدينتي اللد والرملة. وحينما سئل بن غوريون في الجلسة المذكورة عن مصير المدينتين عقب احتلال المنطقة حرّك يده بإشارة لضرورة طردهم. لكن الشيخ فايق أبومنة (أبو وديع 82 عاما) لا يحتاج لاعترافات الصهيونية فذاكرته ما زالت تختزن ما شاهدته عيناه وسمعته أذناه من مشاهد تقشعر لها الأبدان ويشيب بفعلها الأطفال. داخل منزله في اللد استهل أبو منة في حديثه ل “الخليج” روايته بالإشارة إلى أنه يشاهد غزة النازفة وفي سره يقول ما أشبه اليوم بالبارحة، ويوضح أن العصابات اليهودية اقترفت مذابح مختلفة بحق الأهالي في المدينة. بقلب مكلوم استعاد الذكريات المرّة ولفت إلى أن دوريات عسكرية كانت تجوب شوارع اللد عشية سقوطها وتدعو عبر مكبرات الصوت إلى مغادرة المكان وبالعربية: “لئلا ما يصيبكم ما أصاب من ذبحوا في مسجد دهمش...”. يشعل أبو منة سيجارة ينفث دخانا من عمق رئتيه ويوضح أنه بعد دخول اليهود من جهة الشرق وسقوط المدينة أمر المحتلون منادي المدينة خميس كركر بدعوة الناس إلى عدم التجول ثم الانتقال إلى وسط المدينة وأضاف “احتمى نحو 40 من أبناء عائلتي وأقاربي في غرفتين فقط داخل بيتنا في حارة “الزمر” خلف مركز البوليس. ألزمنا الجنود الصهاينة بمغادرة البيت وتركنا خلفنا جدتيّ المسنتين وهما تولولان باكيتين، واقتادونا إلى وسط البلدة عند جامع دهمش والمسجد الكبير والكنيسة وهناك اعتقلوا الشبان منا وأجبروا البقية على ركوب السيارات والدواب ومغادرة المدينة نحو الشرق باتجاه رام الله”. ولفت أبو منة إلى أن الجنود كانوا يحتجزون الشبان ويسجلون أسماءهم داخل مسجد دهمش قبل اعتقالهم، وأكد أن المدينة كانت امتلأت بالمواطنين بعد نزوح عشرات الآلاف اليها من المناطق المجاورة مستذكرا الأعداد الكبيرة التي نامت تحت الأشجار. ويتابع أبو وديع موضحاً أن شابا كان ينكب على إنتاج فيلم سينمائي عن اللد قبيل النكبة يدعى جميل هيرون قد ألقى بقنبلة يدوية على بعض الجنود قبالة المسجد فقتل اثنين منهم قبل أن يقنصه جندي آخر كان على سطح المسجد. وأضاف “عندها دبت حالة من الفوضى فهربت من المكان ولاحقا قام أحد الجنود الصهاينة بالانتقام بواسطة حصد العشرات داخل قاعة المسجد كما فهمت من بعض الأهالي”. ويشير فايق أبو منة إلى أن الجيش “الإسرائيلي” اقتاده من منزله بعد أسبوع مع عشرة شبان عرب آخرين منهم شقيقه خليل وابن عمه أنطون أبو كامل الزين إلى مسجد دهمش وأضاف “ما أن وصلنا روعنا مشهد غير إنساني لم أتخيله في أفظع كوابيسي.. حيث كانت حوالي 70 جثة مكدسة في غرفة بجنبات صحن المسجد فيما بدت جدرانها ملطخة بالدماء وآثار الرصاص منتشرة جدا فيها. كانت رائحة الجثث المتعفنة قد ملأت الفضاء ولما دخلنا الغرفة من جهة اليمين ذهلنا لمشاهدة كمية هائلة من جثث الناس الذين حشروا في غرفة ورموا بالنار”. سيدة وتوأمان فيما كانت تصغي زوجته بخشوع استرسل أبو وديع في فتح صناديق ذاكرته وأكد أن الضحايا كانوا من الرجال عدا سيدة ارتدت لباسا فلاحيا بجوارها طفلتان توأمان في السابعة من عمريهما من إحدى القرى المجاورة وأضاف: “كنا نرفع الجثث على أكياس من الخيش وأحيانا كان ينسلخ اللحم عن العظم ولم نتمكن من التعرف إلى أحد لأن الوجوه كانت منتفخة”. متكئاً على عكازه وبعينين تطاير الشرر منهما بعدما أججتهما الذكريات الساخنة وقف أبو منة قبالة مكان إضرام النار بالجثث داخل مقبرة اللد الإسلامية التي اصطحبناه إليها. استذكر بأسى وحسرة كيف تم نقل الجثث بتعليمات الجيش إلى المقبرة بالسيارات، ونوه إلى أن الجنود الصهاينة منعوهم من دفن الجثامين وأجبروهم على حرقها عدا جثث السيدة والطفلتين اللاتي تم دفنهن في قبر جماعي بالركن الشمالي الشرقي للمقبرة. “جمعنا جميع الأخشاب والأعشاب اليابسة في المقبرة وأمرونا بجلب القماش والملابس من المنازل المجاورة وتكديسها على الجثث” قال أبو منة وأشعل مجددا سيجارة بدت وسيلة للتخفيف من عناء الاستذكار وأضاف: أذكر أننا وخلال بحثنا في المنازل المهجرة عن كل ما هو قابل للاشتعال وجدنا بدلة عروس أيضا بدت جديدة ولم تستعملها صاحبتها بعد. بللنا الجثث بالمازوت وأضرمنا النار بها بعد أن “نظفنا” ملابس الموتى من الأدوات البسيطة كالسكاكين الصغيرة والأموال والخواتم التي كانت بحوزتهم والتي أخذها الجنود طبعا وما هي لحظات حتى ارتفعت ألسنة اللهب نحو 20 مترا ثم اقتادونا إلى الاعتقال في منطقة الجليل”. وأكد أبو منة وقد اغرورقت عيناه بالدمع أن الجنود سألوه عما إذا كان أحد من زملائه حافظا للفاتحة ولفت إلى أن صديقه أبو كامل الزين تلاها قبل إضرام النار فيها. ويوضح أنه سمع لاحقا من بعض الجنود اليهود ممن أقاموا في المدينة بعد سقوطها كيف أعدم المواطنون في المسجد وكيف عادوا إليه بعد دقائق معدودة من المذبحة ونادوا بالعربية وكأنهم عرب جاءوا للنجدة: “هل هناك جرحى..” وعندما نهض بعضهم حصدوهم بالنار ثانية قبل أن يغادروا المكان”. سيراً على الأقدام إلى رام الله من جانبه أشار نسيب أبو منة صموئيل كركر إلى أنه أمام مشاهد القتل والترويع نزحت أغلبية سكان اللد نحو الشرق صوب منطقة رام الله في الضفة الغربية في “عز الظهر” من دون ماء أو خبز. وأكد كركر أنه سار إلى رام الله حافياً وسيراً على الأقدام وهو في السادسة عشرة من عمره وانه شاهد الكثيرين ممن ماتوا على طريق النزوح التي عجت بجموع الأطفال والنساء الهائمين على وجوههم وقضى البعض عطشاً. ويؤكد أيضاً أن البعض الآخر اضطر إلى شرب بولهم بحثا عن النجاة من العطش والحر وهذا ما أكده المؤرخ “الإسرائيلي” بيني موريس في كتابه “ولادة مشكلة اللاجئين”. وتفيد المصادر الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن في منطقة اللد قد استشهدوا خلال الاحتلال وتهجير أهاليها الذين ينتشرون اليوم في أصقاع الدنيا من رام الله والأردن إلى السويد وكندا واستراليا. اغتصاب ويشير أبو منة انه عندما دخل اليهود كان وأسرته يسكنون خلف عمارة البوليس في حارة الزمر، وقال إن البيت ازدحم ب 40 نفرا من أعمامه وأقاربه من يافا . وتابع وهو يهز رأسه هزات متثاقلة تعبيرا عن أسى لم ينضب: “سكنا بغرفتين ونصبنا خيمة بساحة البيت. داهمونا مجددا وأجبرونا على ترك الدار فتركنا فيها جدتّي المسّنتين فصارتا تبكيان ولكن لم تكن حيلة بأيدينا فتركناهما ونحن نبكي أيضا. من هناك ساقونا إلى مسجد دهمش وفي ذاك اليوم أذكر قصة صبية عمرها 19 سنة كانت تزوجت قبل عام ولها طفلة .أغلق اليهود عليها الباب في منزل مجاور واغتصبوها واحدا تلو الآخر فأصيبت بالجنون فخرجت هاربة ملتحقة بالناس في منطقة مسجد دهمش.. أذكر اسمها لكن أفضل بقاء هويتها محجوبة”.
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من الذي قتل مسرة وميسرة | aimc | منتدي القصص و الحكايات - الأدب الشعبي | 4 | 07-01-2013 06:01 AM |
مجازر اسرائيل في قانا | Emad Alqadi | منتدى الصور و الغرائب | 4 | 04-14-2009 03:34 PM |
مجازر اسرائيل عبر التاريخ الحديث | Emad Alqadi | منتدى الصور و الغرائب | 4 | 04-14-2009 03:32 PM |
مجازر اسرائيل ..... كفر قاسم | Emad Alqadi | المنتدى السياسي والاخباري | 0 | 03-08-2009 04:00 PM |