العاب بنات ستايل

العودة   منتديات برق > منتديات برق الأدبية > منتدي الروايات - روايات طويلة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 01-09-2013, 02:48 PM   #6
-||[عضو النادي الملكي]||-
 
الصورة الرمزية أمير الشوق 99
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: السعودية
العمر: 27
المشاركات: 21,548
معدل تقييم المستوى: 35
أمير الشوق 99 is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الاول :





مذكرتى العزيزه ..


شئ سئ جدا سيحدث اليوم .


لا اعرف لما كتبت هذا ، هذا جنون ، لا يوجد لدى اى اسباب لاكون محبطه هكذا ، كل شئ يدعو لاكون سعيده ولكن ..


ولكن ها انا الساعه الخامسه والنصف صباحا ، مستيقظه وخائفه ، ظللت اقول لنفسى انا هذا كله بسبب فرق التوقيت بين فرنسا وهنا ، ولكن هذا لا يفسر لما انا خائفه جدا ، لما اشعر بالضياع ..


اول امس ، عندما كنت الخاله جوديث ومارجيت وانا فى طريقنا عائدين من المطار ، خالجنى شعور غريب ، عندما اصبحنا فى شارعنا فجأه فكرت " امى وابى ينتظراننا فى المنزل ، اراهن على انهما سيكونان عند المدخل ، او فى غرفه المعيشه ينظرون من النافذه ، من المؤكد انهما افتقدانى كثيرا "


اعلم هذا يبدو جنونا ...


ولكن حتى عندما رايت المنزل والمدخل الفارغ ، ظللت اشعر بتلك الطريقه ، ركضت فى اتجاه المنزل وصلت للباب واخذت اطرقه ، وعندما فتحت خالتى جوديث الباب دخلت مسرعه ووقفت فى الرواق ارهف السمع متوقعه سماع وقع اقدام امى تنزل الدرج ، او ابى ينادى من الغرفة .


فقط عندما تركت خالتى جودث حقيبه الملابس تردطم بالارضية ، وتنهدت بقوه وقالت " نحن فى المنزل " ومارجيت ضحكت ، حينها شعرت بافظع شعور شعرته فى حياتى كلها ، لم اشعرابدا انى حقا ضائعه بشكل كامل .


منزل ، انا فى المنزل ، لماذا يبدو هذا وكانه شخص اخر ؟


لقد ولدت هنا فى "فولزتشيرش" ، دائما عشت فى هذا المنزل ، تلك هى غرفه نومى دائما ، وعلامه الحرق تلك فى الالواح الارضية ، انا وكارولين سببناها عندما حاولنا التدخين خلسه ونحن فى الصف الخامس وكدنا نخنق انفسنا ، استطيع النظر من النافذ لرؤية شجره السفرجل التى تسلقها مات والشباب لتخريب حفلة نوم عيد ميلادى منذ سنتين ، هذا فراشى ، وهذا مقعدى ، وهذا دولاب ملابسى ..


ولكن فى الوقت الحالى كل شئ يبدو غريبا عنى ، كما لو انى لا انتمى الى هنا ، انها انا التى من خارج المكان ، و اسوء شئ اننى اشعر اننى انتمى الى مكان اخر ، ولكنى لا استطيع ايجاده ..


كنت مرهقه جدا امس فلم اذهب الى التوجيه .


مريديث احضرت لى جدولى ، ولكنى لم اشعر انى اريد التحدث معا على الهاتف . الخاله جوديث اخبرت كل من اتصل انى اصبت باضطرابات من الرحله الجوية ، وانى نائمه ، ولكنها راقبتنى ونحن نتناول طعام العشاء بنظرات مضحكه على وجهها .


علي ان ارى مجموعه صديقاتى اليوم ، من المفترض ان نتقابل فى ساحه وقوف السيارات قبل المدرسه ، الهذا انا خائفه ؟ هل انا خائفه منهم ؟


توقفت الينا جلبرت عن الكتابه ، حدقت فى اخر سطر كتبته ، ومن ثم هزت راسها ، القلم يتدحرج فوق الدفتر الصغير ذا الغلاف الازرق المخملى ، ومعه بادره مفاجئه رفعت راسها وقذفت القلم والدفتر على حافه النافذه وارتدو من جديد دون اذى ليستقروا فوق مقعد منجد عند النافذه .


كان كله مجرد سخافه كامله .


منذ متى والينا جلبرت تخاف مقابله الناس ؟ منذ متى وهى تخاف من اى شئ ؟ وقفت وبغضب دفعت بزراعها داخل ثوب حريرى احمر واسع ، حتى انها لم تلقى نظره سريعه الى المرآه فكتورية الطراز ، لقد كانت تعرف ما ستراه ، ألينا جلبرت ، هادئه و شقراء و جذابه ، رائده الموضه ، طالبه صف التخرج فى المدرسه الثانوية ، الفتاه التى يتمناها اى شاب ، والتى تتمنى اى فتاه ان تكون ، الفتاه التى رسم العبوس على وجهها فقط الان .


فكرت " حمام ساخن وبعض القهوه وسوف اهدئ " ، طقوس الصباح من استحمام وارتداء للملابس كانت مهدئه ، وتناست افكارها وهى تصنف ملابسها الجديده من باريس ، واخيرا اختارت تى شرت وردى باهت ، و سروال قصير من الكتان الابيض ، والذى جعلها مثل مثلجات التوت ، فكرت " جيده كفايه لتؤكل " والمرأه اظهرت فتاه بابتسامه خفية ، مخاوفها الصباحية ذابت بعيدا ، اختفت .


" الينا ، اين انت ؟ ستتاخرين عن المدرسه " كان الصوت ضعيف اتى من اسفل .


مررت الينا الفرشاه مره اخرى خلال شعرها الحريرى ، ورفعته لاعلى بشريط ورديه غامقه ، ومن ثم اخذت حقيبها المدرسية ونزلت لاسفل .


فى المطبخ ، مرجريت ذات الاربعه سنوات كانت تاكل رقائق الحبوب على طاوله المطبخ ، والخاله جوديث كانت تحرق شئ ما على الموقد ، الخاله جوديث من النساء الالتى تبدون دائما غامضه ومرتبكه ، فهى تمتلك وجه لطيف ورفيع ، وشعر حريرى فاتح ممشط للخلف باهمال ، الينا نقرتها فى خدها وهى تقول " صباح الخير جميعا ، اسفه ولكنى لا امتلك وقتا للافطار "


" لكن ، الينا لا يمكنك ان تخرجى هكذا دون تناول طعامك ، انت تحتاجين البروتين ...."


" ساحضر كعكه محلاه قبل المدرسه " تكلمت الينا بنشاط ، ومن ثم قبلت قمه راس مارجريت والتفت مغادره .


"لكن ، الينا ..."


" ساعود للمنزل مع بونى غالبا او مريديث بعد المدرسه ، لذلك لا تنتظرينى على العشاء .الى اللقاء "


" الينا ...."


كانت الينا قد وصلت للباب الامامى ، اغلقته خلفها قاطعه احتجاجات الخاله جوديث ، توجهت الى المدخل الامامى ..


وتوقفت .


كل المشاعر السيئه التى اصابتها فى الصباح راوداتها من جديد ، القلق ، الخوف ، وان شيئا سيئا سيحدث بالتاكيد .


شارع مابل كان مهجورا ، البيت الفكتورى الطويل كان يبدو غريبا وصامت ، كما لو انه فارغ من الداخل ، مثل المنازل فى مواقع التصوير المهجوره ، يبدون كانهم فارغين من البشر ، ولكنهم مليئين بالغرباء الذين يراقبون الاشياء .


هذا هو ، شيئا ما يراقبها ، السماء فوقها لم تكن زرقاء ولكنها لبنيه وغير شفافه ، مثل صحن عميق مقلوب بالعكس.


الهواء كان خانق ، والينا كانت واثقه ان هناك من يراقبها .


لمحت شئ غامق فوق احد فروع شجره السفرجل القديمه امام المنزل .


لقد كان غراب ، يجلس ثابته كالاوراق المصبوغه بالصفار حوله ، وكان هذا هو الشئ الذى يراقبها.


حاولت ان تخبر نفسها ان تلك سخافه ، ولكن بطريقه ما عرفت ، انه اكبر غراب راته فى حياتها ، قوى و يلمع بالوان قوز قزح وسط ريشه الاسود ، استطاعت ان ترى كل تفاصيله بكل وضوح ، المخالب المظلمه الجشعه ، منقاره الحاد ، عيناه السوداء الامعه .


لقد كان خالى من المشاعر لدرجه انه قد يكون تمثال للطائر جالس هناك ، ولكن وهى تحدق فيه ، الينا شعرت انها تحمر ببطء ، سخونه قادمه ببطء من حلقها وخديها ، لانه قد كان .. ينظر اليها ، ينظر اليا بالطريقه التى ينظر اليها بها الشباب عندما تكون مرتديه ملابس السباحه او ملابش المشجعات ، وكانهم يجردوها من ملابسها بواسطه اعينهم .


قبل ان تدرك ما تفعله ، تركت حقيبه المدرسه والتقتت حجر من جانب المدخل " اذهب من هنا " قالتها وهى تسمع الغضب المهزوز فى صوتها " هيا ابتعد " ومع اخر كلمه القت الحجر .


حدث انفجار من اوراق الشجر ، ولكن الغراب صعد لاعلى دون ان يصاب باذى ، جناحاه كان ضخمان جدا ، فقد صنعاه ضجه كافيه لقطيع كامل من الغربان ، الينا جثت وفجأه فزعت فقد كان يرفرف مباشرة فى اتجاه راسها ، الرياح التى صنعتها اجنحته جعلت شعرها الاشقر يتطاير .


ولكنه ارتفع طائا فى دوائر ، الصوره السوداء المظلمه مقابل السماء الورقيه البيضاء ، وبنقيق عالى اتجهه الى الغابه .


الينا اعتدلت ببطء ، تلفتت حولها بدافع ذاتى ، لم تكن مصدقه لما فعلته ، لكن الان الطائر ذهب ، وسماء عادت طبيعيه من جديد ، رياح قليله جعلت اوراق الاشجار تتطاير ، اخذت الينا نفسا عميقا ، فى اخر الشارع فتح باب وخرج من اطفال عديدون يضحكون .


ابتسمت لهم واخذت نفسا اخر ، الراحه اندفعت داخلها كاشعه الشمس ، كيف كانت بتلك السخافه ؟ انه يوم جميل ، مليئ بالوعود ، ولاشئ سئ سيحدث .


لا شئ سئ سيحدث سوف انها ستتاخر عن المدرسه ، لابد ان الحشد كله ينتظرها فى ساحه وقوف السيارات .


فكرت يمكنك ان تخبرى الجميع انك توقفت لتلقى الحجر على المتلصص ، ضحكت لنفسها ، الان ستعطيهم شئ ليفكرو فيه.


من دون ان تنظر من جديد لشجره السفرجل ، سارتبسرعه قدر ما استطاعت .


اصطدم الغراب بقمه شجرة البلوط الضخمه ، غريزيا اهتزت راس ستيفان لاعلى ، وعندما راى انه مجرد طائر استرخى .


اعاد عينيه الى الشكل الابيض الضعيف بين يديه، وشعر بوجهه يلتوى فى ندم ، هو لم يقصد ان يقتله ، كان سيصطاد شئ اكبر من ارنب صغير لو كان يعلم كم هو جائع ، ولكن بالطبع كان هذا هو الشئ الذى اخافه ، الا يعرف ما مقدار قوه جوعه ، او ما الذى عليه فعله لارضائه ، لقد كان محظوظا لانه هذه المره قتل ارنبا فقط .


وقف تحت شجره البلوط العتيقه ، تسللت اشعه الشمس خلال شعره المموج ، بالجينز والتى شيرت ستيفان سلفاتور كان يبدو تماما كطالب طبيعى فى الصف الثانوى.


ولكن لم يكن كذلك .


عميقا فى الغابه ، حيث لا يمكن لاحد ان يراه ، اتى ليتغذى ، الان لعق لثته وشفتاه بجد ليتاكد انه لا بقع عليهما ، لم يرد ان يقوم باى مجازفه ، تلك الحفله التنكرية التى كان ذاهبا اليها كانت صعبه بما يكفى .


لدقيقه تسائل من جديد ، ماذا لو استسلم وترك كل هذا ، ربما عليه ان يعود من جديد الى ايطاليا، يعود الى مكان اختفاه ، ما الذى يجعله يعتقد ان بامكانه الانضمام من جديد الى العالم النهارى ؟


لكنه تعب من العيش فى الظلال ، لقد تعب من الظلام ، ومن الاشياء التى تعيش فيه ، وقبل كل شئ لقد تعب من بقاءه وحيدا .


لم يكن متاكدا لما اختار " فولزتشيرش ، فيرجينيا " انها مدينه صغيره ، بمقاييسه اقدم المبانى التى فيها وضع اساسها من قرن ونص القرن فقط ، ولكن زكريات واشباح الحرب الاهليه لاتزال تعيش هنا ، حقيقه كما هى محال البقاله ومحلات الوجبات السريعه التى انضمت اليها .


يقدر ستيفان احترام الماضى ، ولكنه فكر انه من الممكن ان اتى لحب الناس فى " فولزتشيرش " وربما - فقط ربما – قد يجد مكان بينهم.


بالطبع هو لم يقبل كليا من قبل ، ابتسامه مريره رسمت على شفتاه لتلك الفكره ، هو يعرف هذا افضل من ان يامل به ، لن يوجد مكان يمكنه ان يكون منتميا اليه كليا ، مكان يمكنه فيه ان يكون كما هو .


الا اذا اختار ان ينتمى الى الظلال ...


ابعد تلك الفكره ، لقد نبذ الظلام ، لقد ترك الظلال خلفه ، هو كا سيخفى كل تلك السنين الطويله ويبدأ من جديد ، اليوم .


لاحظ ستيفان انه لايزال يحمل الارنب ، بلطف وضعه على فراش من ورق البلوط البنى ، بعيدا جدا ، بعيدا جدا جدا عن اذن البشر لتلتقط هذا ، ميز ضوضاء ثعلب .


ففكر بحزن تقدم اخى الصائد ، فطورك ينتظر.


وبينما كان يرتدى سترته لاحظ ان الغراب الذى شتته باكرا لايزال كما هو وافق فوق شجره البلوط القديمه ، يبدو وكانه يراقبه ، كان هناك شئ خاطئ فيه .


فبدأ بارسال افكار تحقق فى اتجاهه ، لفحص الطائر ، ولكنه اوقف نفسه وهو يقول لنفسه : تذكر وعدك بالا تستخدم قدراتك الا اذا كان الامر ضروريا جدا ، لا لانه ليس هناك خيار اخر .


تحرك تقريبا فى صمت بين الاوراق الميته والاغضان الجافه ،شق طريقه باتجاه حافه الغابه ، حيث كان سيارته واقفه ، نظر للخلف مره ليجد ان الغراب ترك الاغضان وهبط للارنب .


كان هناك شئ شرير فى الطريقه التى فرد بها جناحاته حول الجسم الابيض الضعيف ، شيئ شرير ومنتصر ، ضاق حلق ستيفان ، وكاد ان يعود ليبعد الطائر ، ولكنه فكر : توقف ، ان لديك الحق فى الاكل كما فعل الثعلب .


له الحق بقدر ما فعل هو ..


اذا واجهه الطائر من جديد سيدرس عقله ، ولكنه وللان فقط قرر ان يبعد نظره عنه وان يسرع خلال الغابه ، انه لايريد ان يتاخر فى الوصول لمدرسه "روبرت ايه لي " الثانوية


التوقيع
اضغط هنا لتكبير الصوره
أمير الشوق 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ الفاضل الدكتور صادق البيضاني العامري3 المنتدي الاسلامي (الشريعة و الحياة) 8 12-01-2012 10:12 PM


الساعة الآن 08:02 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
المقالات أو المشاركات أو الآراء المنشورة في شبكة منتديات برق بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لشبكة برق بل تمثل وجهة نظر كاتبها.